سقوط صخرة منشأة ناصر.. إخلاء 70منزلًا أنقذ الأهالى من الكارثة.. رئيس الوزراء ومحافظ القاهرة يتفقدان المنطقة
أنقذت العناية الإلهية 70 أسرة من أسر الدويقة من كارثة، فبعد نقلهم بساعات من منطقة منشأة ناصر إلى مناطق مدينة بدر و6 أكتوبر، انهارت صخرة تزن 2 طن فى الخامسة فجر السبت، بعد إزالة كافة المنازل التى تم إخلاؤها حتى لا يعاود السكن بها مرة أخرى.
وأجرى المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء والدكتور جلال السعيد محافظ القاهرة جولة تفقدية لمتابعة المنطقة، واستمع رئيس الوزراء لمطالب الأهالى خلال جولته المفاجئة، حيث أصر محلب على رؤية موقع الحادث بنفسه من أعلى سفح جبل المقطم للوقوف على آخر التطورات التى وصلت إليها المنطقة، وطمأن أهالى المنطقة بقوله “إنه سيتم توفير وحدات سكنية مناسبة لهم فى المدن الجديدة المناسبة لاحتياجاتهم من وسائل الرزق والوصول إلى أماكن العمل البعيدة، بتوفير أتوبيسات تعمل على نقلهم حتى يتم الاستقرار على أماكن ثابتة لهم”، قائلا “أنتم فى عيونا وكل أهالى المقطم مفيش واحد فيهم هيضر”.
وتفقد المهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء الشوارع الضيقة والحارات المتواجدة أعلى صخرة الدويقة لمعاينة المساكن التى يعيش بها الأهالى على أرض الواقع، قائلًا “السيسى قالى انزل بنفسك وبلاش تعتمد على التقارير”.
وظهرت علامات الاستياء على وجه المهندس إبراهيم محلب خلال تفقده المنازل المتواجدة بالقرب من الصخرة التى انهارت صباح اليوم، موجهًا حديثه لأهالى منشأة ناصر بأن الحكومة سوف توفر لهم وحدات سكنية بديلة بالمدن الجديدة ومنطقة الأسمارات بالمقطم.
وكانت محافظة القاهرة بدأت قبل أيام نقل الأسر الواقعة فى المنطقة التى أكدت التقارير العلمية الجيولوجية تعرضها للانهيار، حيث تم نقل 70 أسرة وتسكينهم فى وحدات سكنية آمنة بمدينتى بدر و6 أكتوبر، بواسطة أتوبيسات هيئة النقل العام وسيارات نقل تابعة لهيئة النظافة، وانتقلت كافة الأجهزة المعنية للموقع وتبين عدم حدوث أى وفيات وإصابات نتيجة الجهود الحثيثة التى اتخذتها المحافظة لإخلاء المنطقة من المنازل تمامًا وهدمها.
فالمنطقة التى سقطت فيها الصخرة قريبة جدا من تلك المنطقة التى شهدت انهيارات فى 2008 وسقط فيها العشرات القتلى، وكذلك المنطقة التى شهدت انهيارًا فى 2010 وراح ضحيتها العديد من أهالى الدويقة، حيث إنها تقع على جرف صخرى عشوائى وفى سفح جبل المقطم شمال شرق القاهرة.
ومن جانبه أكد اللواء محمد أيمن عبد التواب، نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن الأجهزة التنفيذية بحى منشأة ناصر تقوم الآن بإزالة العقارات المهددة بالانهيار، وتعرض حياة المواطنين للخطر، موضحًا أن قرارات الإزالة تمت بعد تشكيل لجنة هندسية وعلمية مشكلة من محافظة القاهرة لمعاينة شارعى حافظ وأحمد عبد الحافظ بمنطقة الدويقة .
وأضاف نائب محافظ القاهرة ، أن تقارير اللجنة العلمية أثبتت أن هناك عدم اتزان بأرضية العقارات المقامة بالمنطقة، وبالتالى تم إصدار قرار فورى بضرورة إخلاء المنطقة لوجودها بمكان خطر مما يهدد بحدوث كارثة فى حالة انهيار الصخور بالمنطقة نظرا لتواجد العقارات على حافة الصخور.
وأشار نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، إلى أنه سيتم إخلاء منطقتى هضبة فرعون والشهبة بالدويقة فى المستقبل، وأن هناك مخططا لإعادة تخطيط هاتين المنطقتين بطريقة حضارية، مشيرا إلى أنه جارى إزالة أماكن العقارات الأشد خطورة ومهددة للحياة الآدمية، والعمل على نقل السكان إلى وحدات آمنة وتجريف الأرض مرة أخرى لعدم الإقامة عليها، موضحا أن اللجنة أكدت خطورة الموقف وضرورة البدء فى أعمال تهذيب وتثبيت الصخرة تحسبا لأية تغيرات جيولوجية قد تسبب تكرار سقوط بعض أجزائها مما يشكل خطورة على حياة المواطنين، مشيرا إلى أن الغاية الأولى والأخيرة لتنفيذ توصيات اللجنة هى حماية أرواح المواطنين والحفاظ عليها بكل مناطق الخطورة الداهمة.
وأكد نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربى، أن جميع العقارات المتواجدة فى نطاق حى منشأة ناصر مخالفة للقانون ومقامة على أرض الدولة بدون ترخيص، موضحا أنه تم اتخاذ كل الإجراءات القانونية حيال هذه المخالفات المقامة بالمخالفة للقانون، وأن الحى ليس لديه حصرا كافيا للعقارات المتواجدة بنطاق الحى، والتى تصل إلى الألف منها.
وأضاف نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، أن حى منشأة ناصر يجمع مساحة شاسعة بحدودها، التى تبدأ من على طريق الأوتوستراد حتى بداية حى غرب مدينة نصر، وبالتالى نقل المواطنين القاطنين بهذه المنطقة إلى أماكن أخرى بديلة يحتاج إلى معجزة كبرى لا تستطيع المحافظة الوقوف على تحقيقها الآن.
وكانت الوعود قد انهالت على سكان منطقه الدويقة خلال الأعوام الماضية، منها وعد بإنشاء مجمع سكنى متكامل فى المنطقة، يضمن الوفاء باحتياجات السكان المختلفة، وتوفير عدد وحدات سكنية لسكان المنطقة بأكملها، على ألا تستهدف فقط تطوير وتجميل المكان فقط، ولكنه يستهدف فى المقام الأول (الإنسان)، ثم وعد نقلهم إلى منطقة هرم سيتى حيث تم نقل عدد من الأسر قبل عامين ثم عادت المحافظة الأسابيع الماضية لنقل الباقين.
وكان الخبراء الجيولوجيون حذروا منذ فترة وجود خمس مناطق مشابهة ومهددة بالانهيار، إلا أن تكرار الحادث وضع الحكومة ومشروعاتها فى مأزق جديد، وكانت الهيئة القومية للاستشعار عن بعد وعلوم الفضاء، تقدمت عقب انهيار صخرة الدويقة فى سبتمبر عام 2008، بطلب للحصول على تصريح من الجهات الرسمية لتصوير الانهيار من خلال طائرة مزودة بأجهزة متخصصة لدراسة الموقف والانهيار، ومحاولة التعرف على الأسباب عن قرب، مما يفيد فى بحث الأمر علميا، إلا أن الهيئة لم تحصل على هذا التصريح، وكشفت الهيئة أن الانهيار الذى حدث للصخرة من الممكن أن يتكرر مرة أخرى لأن طبيعة المكان غير مستقر، الأمر الذى يعجل من أهمية إخلاء المنطقة من السكان حتى لا تتكرر المأساة مرة أخرى.
وتعود كارثة انهيار صخرة الدويقة إلى 6 سبتمبر عام 2008 حيث انهار جزء من جبل المقطم فوق منازل المواطنين، مما أدى إلى قتل 119 وإصابة الكثيرين وتشريد المئات، الذين مازال بعضهم يبحث عن مأوى حتى الآن، وأرجعت تحقيقات النيابة وقتها الإهمال كعامل أساسى فى القضية، حيث رأت أنه كان ينبغى على المسئولين بالحى ونائب المحافظ للمنطقة الغربية تنفيذ ما انتهت إليه التقارير التى أعدها خبراء من هيئة المساحة الجيولوجية بإزالة كافة المساكن الموجودة على حافة الهضبة العليا بمنطقة حادث الدويقة وإنشاء سور على مسافة 15 مترًا من الحافة.
جدير بالذكر أن العديد من الخبراء أرجع سبب الانهيار إلى القيام ببناء مساكن إيواء أعلى هضبة جبل المقطم، وصدور قرار رئيس مجلس الوزراء فى عام 2007 بتوصيل المرافق للمناطق العشوائية من مياه وكهرباء دون وجود صرف صحى، الأمر الذى ترتب عليه تسرب مياه وحدوث تشققات فى جبل المقطم مما أدى إلى تفتيته.
