رئيس جامعة الأزهر في «الأسبوع الدعوي» بالجامع الأزهر: لو نطقت أعمدة وباحات الجامع لأسمعتنا ابن خلدون
رئيس جامعة الأزهر في «الأسبوع الدعوي» بالجامع الأزهر: لو نطقت أعمدة وباحات الجامع لأسمعتنا ابن خلدون وغيره من العلماء الذين أَثْرَوا الحياة عِلْمًا وفَهْمًا
ما من حدث يمر بالأُمَّة إلا وتجد صوت الأزهر عاليًا سبَّاقًا
ومواقف الإمام الأكبر لم تخفَ على أَحدٍ
الأزهر صفة تفضيل تدل على أن كل مَنْ ينتسب إليه لا يكون دُونيًّا أبدًا
انطلقت الدراسة في مصر بدءًا من هذا الجامع العتيق
قال فضيلة أ.د/ سلامة داود، رئيس جامعة الأزهر، يتضح من اسم الأزهر، أنه يُنسب إلى السيدة فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، والأزهر صفة تفضيل تدل على أن كل مَنْ ينتسب إليه لا يكون دُونيًّا أبدًا، ولكن عالي الرأس، وهو الاسم الجميل، فيه جمال الزَّهر الذي يتفتح عن العلوم، مُبينًا أنه سُمي بالجامع أيضًا؛ لأنه يجمع الأُمَّة حوله؛ فما من حدث يمر بالأُمَّة إلا وتجد صوته عاليًا سبَّاقًا؛ فلا يخفى على أحد نداءات شيخ الأزهر للأُمَّة والعالم؛ للتضامن مع غزة وفلسطين وكل مكان يتعرض فيه الإنسان لأي ظلم أو قهر، وغيرها من المواقف الإنسانية والوطنية.
وأضاف فضيلته خلال حديثه اليوم الثلاثاء، في ندوة عن «الأزهر.. تاريخ وحضارة»، أن الدراسة لم تبدأ في مصر بشكل منتظم إلا من خلال هذا الجامع العتيق، ودُرِّس فيه الطب والعلوم بجانب الحديث والفقه والتفسير؛ حتى أصبح منارة العلم التي بدأت هنا وانتشر نورها في كل محافظات مصر، ثم أُنشئت المعاهد النظامية التي وصلت إلى ١٢ ألف معهد أزهري، يَدرُس فيهم ما يقرب من ٣ مليون مصري، غير الطلاب الوافدين، كما يحتضن ما يقرب من مئة كلية، فضلًا عن أروقته التي انتشرت في ربوع مصر، وصروح الفتوى والأبحاث الإسلامية ومرصده العالمي، وغيرها من القلاع التي حصن بها الفكر الوسطي السليم.
وأشار فضيلته إلى أعمدة وباحات الجامع قائلًا: لو نطقت لأسمعتنا ابن خلدون والفاسي والمغربي والأندلسي، فهنا كان يجلس حسين المرصفي الذي كانت على يديه النهضة الأدبية في مصر، وغيرهم من العلماء الذين أثْرَوا الحياة عِلْمًا وفَهْمًا، وجاءوا إلى الجامع الأزهر من أصقاع الدنيا كما تهوى الحمام إلى الحرم، فلو أن هناك هيئة أمم متحدة تنضم إليها الأمم، فإن الأزهر يضم بين جنباته وكلياته ومعاهده ما يقرب من (٦٠) ألفًا من الطلاب يمثلون أُممهم.
وتأتي لقاءات «أسبوع الدعوة الإسلامي»، التي تستمر على مدار هذا الأسبوع في رحاب الجامع الأزهر؛ في إطار مبادرة السيد الرئيس/ عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، “بداية جديدة لبناء الإنسان”، وتهدف إلى إعداد خريطة فكرية تتناول بناء الإنسان من جميع جوانبه الفكرية والعقدية والاجتماعية، وترسيخ منظومة القيم والأخلاق والمُثُل العليا في المجتمع، وذلك بمشاركة نخبة من علماء الأزهر الشريف.