دعوة الإسلام إلى الأخلاق ….. بقلم الدعية / منال المسلاوي
دعوة الإسلام إلى الأخلاق
بقلم الدعية / منال المسلاوي
مسئول قسم الداعيات بمجلة صوت الدعاة الإلكترونية
…………………………………………………………………………….
ماأحوجنا فى هذه الأيام لأن نتحلى بالخلق القويم خلق الأنبياء و المرسلين … . فمن الملاحظ أننا فقدنا فى الفترة الأخيرة كثير من القيم و الأخلاق و المبادىء التى عرف بها مجتمعنا المسلم .. ….. و يرجع ذلك للأسباب التى تمر بها البلاد فى الفترة الأخيرة …. التى أدت لبعد الأئمة و الدعاة عن الدين و انشغالهم بالسياسة وتحويل منابر المساجد و محاريبها إلى أحزاب سياسية و كل’’ يدعو حسب إنتمائه السياسى مما صرف الناس عن الذهاب للمساجد و بدأوا شيئا” فشيئا” البعد عن الدين . مما أدى إلى تفشى و ظهور بعد الأخلاق و الظواهر الرذيلة الغريبة عن مجتمعنا المسلم و التى يأباها و يرفضها المجتمع بشدة فمثلا” اندثر خلق الشهامة و المرؤة ليحل بدلا” منه ظاهرة البلطجة و اندثر خلق الحلم و الصبر ليحل بدلا” منه ظاهرة العنف و كل هذه الظواهر المرفوضة دخيلة على مجتمعنا المسلم العربى الذى اشتهر بأسمى الأخلاق كالمروءة الشهامة .
فالأخلاق تنقسم إلى نوعين :
أخلاق حميدة وهى الأخلاق الطيبة المحبوبة المقبولة فى مجتمعنا المقربة صاحبها إلى رب العالمين و إلى جنات النعيم و المبعدة صاحبها عن نار الجحيم … و أخلاق سيئة و هى الأخلاق المبعدة عن رب العالمين و عن جنات النعيم والمقربة صاحبها من نار الجحيم .
و الأخلاق هى إتباع الفضائل و البعد عن الرذائل و إن إيمان المرء يكمل بالأخلاق فإماطة الأذى عن الطريق صدقة و تبسمك فى وجه أخيك صدقة فكل هذه أخلاق طيبة يكمل بها إيمان المرء . ونحن مطالبين بإتباع الأخلاق الفاضلة وهناك أدلة من الكتاب والسنة على ذالك . فحسن الخلق هو الإيمان و سوء الخلق هو النفاق . و حسن الخلق من الكتاب : كما ذكر المولى عز و جل صفات المؤمنين و المنافقين فى كتابه العزيز فى مستهل أكثر من سورة فقد قالى تعالى : (( قد أفلح المؤمنون * الذين هم فى صلاتهم خاشعون * و الذين هم عن اللغو معرضون * ……………. )) . سورة المؤمنون من الأية 1 إلى الأية 12
و قال تعالى : (( التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الأمرون بالمعروف و الناهون عن المنكر و الحافظون لحدود الله و بشر المؤمنين )) أية 112 التوبة .
و قال تعالى : (( و عباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا” …. )) الفرقان .
فوجود هذه الصفات المذكورة أعلاه علامة حسن الخلق و فقد جميعها علامة سوء الخلق ولا يخلو قلب من القلوب إلا وقد إعتراه بعض أمراض القلوب فيجب علينا الإجتهاد بمعالجة هذه الأمراض لنسمو بالأخلاق الفاضلة .
لقوله تعالى : (( قد أفلح من زكاها .. )) سورة الشمس . و المتدبر لتفسير هذه الأية يجد أن معناها قد أفلح و فاز من زكى نفسه بطاعة الله و طهرها من المعاصى و الأثام .
و قال تعالى : (( قدخاب من دساها )) سورة الشمس . و المعنى أنه قد خاب و خسر و أهلك نفسه من ألزم نفسه بالمعاصى و إتبع هواه و عصى مولاه . و حسن الخلق من السنة : كما ورد فى احاديث نبينا الكريم صلوات الله عليه و سلم سأل رجل رسول الله (صلي الله عليه وسلم) عن حسن الخلق فتلا قوله تعالى : (( خذ العفو و أمر بالعرف و أعرض عن الجاهلين )) ثم قال صلى الله عليه و ســــــلـم : (( هو أن تصل من قطعك و تعطى من حرمك و تعفو عمن ظلمك )) . و قد قال صلى الله عليه و سلم : (( أثقل ما يوضع فى الميزان يوم القيامة تقوى الله و حسن الخلق )) . وقد قال رجل لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) أوصنى فقال (صلي الله عليه وسلم ) : (( إتق الله حيث كنت قال زدنى قال إتبع السيئة الحسنة الحسنة تمحها )) قال زدنى قال (صلي الله عليه وسلم) : (( خالق الناس بخلق حسن )) . و قيل لرسول الله (صلي الله عليه وسلم) : (( أى المؤمنين أفضل قال أحسنهم خلقا” )) . والمتأمل فى السنة النبوية المطهرة يجدها ملئية بالحث و الدعوة إلى حسن الخلق . فقال (صلي الله عليه وسلم) : (( المؤمن يحب لأخيه ما يحب لنفسه )) .
ومنه أيضا” قوله (ص):(( من كان يؤمن بالله و اليوم الأخر فليقل خيرا” أو ليصمت )) . و أيضا” قوله (صلي الله عليه وسلم) : (( إذا رأيتم المؤمن صموتا” و قورا” فادنوا منه فإنه يلقن الحكمة )) .
فبالنظر فيما سبق نجد ان الكتاب و السنة مملوءان بالدعوة إلى الخلق الحسن و إتباع الفضائل و نبذ الرذائل فنحن فى هذه الفترة فى أشد الحاجة للتمسك بالكتاب و السنة و إتباع ما أمرنا به من حسن الخلق فهناك الكثير من الأخلاق لو تمسكنا بها لأصبح المجتمعنا المسلم من أرقى و أفضل المجتمعات على الإطلاق فقد كانت الغاية من بعثة الرسول صلى الله عليه و سلم إتمام مكارم الأخلاق فقد قال (صلي الله عليه وسلم) : (( إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلام )) .فمعنى كلام الرسول الكريم صلوات الله عليه و سلم أن العرب كان لديها أخلاق و بالفعل فالعرب كانوا يعرفون الكرم و الشهامة و المرؤة و ما إلى ذالك من الأخلاق الطيبة الفاضلة لكن كان ينتشر بين العرب بعض الأخلاق الرذيلة كالربا و شرب الخمر و الزنا ووأد البنات و كلها عادات يرفضها المجتمع المسلم التى من أجلها بعث الرسول الكريم ( صلي الله عليه وسلم ) ليحول برسالته مجرى التاريخ ليخرج الناس من ظلمات الضلال لنور الإيمان و كانت العبادات التى شرعت فى الإسلام و أتعبرت من أركانه ماهى إلا تدريب لآن نحيا بأخلاق فاضلة مهما تغيرت الظروف .