خطبة بعنوان : “من أخلاق الإسلام الشهامة ونخوة الرجولة “، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 6 من جمادي الأولى 1438هـ، الموافق 3 فبراير 2017م
خطبة بعنوان : “من أخلاق الإسلام الشهامة ونخوة الرجولة “، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 6 من جمادي الأولى 1438هـ، الموافق 3 فبراير 2017م.
لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا
ولقراءة الخطبة كما يلي:
الحمد لله رب العالمين .. إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه ونسأله التوفيق والسداد والعفاف والغني والتقي من يهد الله فهو المهتد ومن يضلل فلن تجد له مرشداً.. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. وأشهد أن سيدنا ونبينا محمدا عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه القائل : “الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”(البخاري ومسلم ). اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي آلك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فيا جماعة الإسلام ..
لازلنا نواصل الحديث حول أخلاق الإسلام ورسول الإسلام الذي قال :”إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ” وفي رواية صالح الأخلاق “وسواء مكارم أو صالح فما أحوجنا لأن نتأسي بأخلاقه صلي الله عليه وسلم ولاسيما في أيام ذهبت فيه أخلاق كثير من الناس وأصبح منهجهم ما قاله الشاعر الذي حبسه عمر بن الخطاب علي هذه المقولة :” دع المكارم لا ترحل لبغيتها ..وأقعد فإنما أنت الطاعم الكاسي “.
أخوة الإيمان والإسلام :.
وإذا أردنا أن نتحدث عن خلق من أخلاق الحبيب المصطفي صلي الله عليه وسلم نأخذ خلق الشهامة ونخوة الرجولة التي اكتسبها الرسول صلي الله عليه وسلم من مجتمعه وثقلها بالأقوال والأفعال فكان سيد الرجال محمد صلي الله عليه وسلم مات أبوه وهو في بطن أمه فلم يري والده ولما ولد اليتيم وبلغ من العمر ست سنوات ، أخذته أمه ( آمنة بنت وهب ) لزيارة قبر أبيه ، ومعها جاريتها(أم أيمن ) بركة الحبشية ،وفي طريق العودة ، وعند قرية تسمى (الأبواء ) بالقرب من المدينة ،نامت السيدة( آمنة بنت وهب) تشكو ألماً ألم بها ،لم تكن تعلم أنها النهاية ،هي لاتريد أن تفارق وحيدها ،ولكن الله يفعل مايريد ، ولما علمت أنها النهاية ضمت وحيدها إلى صدرها وقالت له : يا (محمد) كن رجلاً ؛ لأنني سأموت ،ثم فارقت وحيدها ،وقامت ( أم أيمن ) بحفر قبر لها ودفنتها ، وأهالت التراب على أعظم بطن ، أنجب أعظم مخلوق .ولعل كلمات أمه (يا محمد كن رجلا) كانت ترن في أذنيه دائما ، فكان رسول الله سيد الرجال ، كان رجلا في طفولته ، ورجلا في صباه ، ورجلا في شبابه ، ورجلا في شيخوخته ، وكان بين الناس رجلا ، وبين الرجال بطلا ، وبين الأبطال مثلا .
(كان رجلا في طفولته )فكانت ترضعه ( حليمة السعدية ) وكانت تلقمه ثديها الأيمن ، فيرضع ،فتديره على ثديها الأيسر فيأبى أن يلتقمه ، لأنه يعلم أن له أخا في الرضاع ، يرضع معه ، فيترك له حقه في الرضاع ، ولا يعتدي عليه فيتركه جائعاً ، حتى وهو طفل فهو رجل ، يعلمنا ألا يعتدي بعضنا على حقوق الآخرين ، كما يفعل هؤلاء الجشعون الطماعون ،الذين لا يراعون الله في غيرهم ويريدون أن يأخذوا حقوق غيرهم عنوة ، ويظنون أنهم مخلدون في الدنيا، وأنهم يفعلون لأولادهم مايغنيهم بعد موتهم ولا يتقون الله :” ولا يرقبون في مؤمن إلا و لا ذمة أولئك هم المعتدون “
أيها الرجال :
وبما أنَّ العرب في بداياتهم عاشوا في مجتمعاتٍ بدوية وصحاري؛ أي: إنَّهم عاشوا حياةً صعبة نِسبة إلى غيرهم من المجتمعات؛ فقد تربَّت لديهم بعض الصِّفات المميَّزة؛ كالكرم والشَّهامة، والنَّخوة والشَّجاعة،وغيرُه، وفيما بعدُ تمَّ توارث هذه الصِّفات حتى أصبحَت عاداتٍ متعارَفًا عليها ويشتهر بها العرب؛ فمثلًا أي زائر غريب لمجتمع عربي يلاحِظ أنَّ هذا المجتمع بالحدِّ الأدنى يمتلِك صفةَ النَّخوة، وهي عِبارة عن صِفة يكون فيها الفرد قابلًا لتقديم المساعدة دون أي مقابل، ويقوم بنصر المظلوم ولو على حِساب نفسه، وهي تشبه صِفةَ الإيثار، بينما هي بالمعنى الأشمل لها تحتوي على الإيثار والشَّهامة في نفس الوقت، وهي صفةٌ جيدة يمتدح كل مَن يحملها ويتم تعزيزها دائمًا لدى الفرد.
ومن أهمِّ الصِّفات العربية الأصيلة والأخلاق الإسلامية التي تُميِّز المجتمع، والتي نحن بصدد الحديث عنها: النخوة والشهامة، فما هي؟
الشَّهامة هي: الحرص على الأعمال العِظام؛ توقُّعًا للأحدوثة الجميلة، وقيل: الشَّهامة هي: الحِرص على الأمور العظام؛ توقعًا للذِّكر الجميل عند الحقِّ والخلق..
وقيل هي: عزَّة النَّفس وحرصها على مباشرة أمور عظيمة، تَستتبع الذِّكر الجميل.
النَّخوَة: الحماسة والمُروءة. النَّخوَة: العظمةُ والتكبُّر.
والنَّخوة على أكثر الأقوال رجوحًا عند أهل اللُّغة مختصَّة بالرِّجال دون النِّساء، فهي تعتبر من تمام الرُّجولة، بل قد يعتبرها الكثيرون أنَّها هي ميزان الرجولة؛ فالنَّخوة هي كل ما تحمله النَّفس من طبائع حميدة تحمل صاحبها على أفضل الأخلاق وأحسن العادات وأطيب الكلام، وهي تؤدِّب صاحبها بكلِّ أدب رفيع، وهي أيضًا هبته لنصرة كل حق. النَّخوة هي مقياس الرُّجولة عند الكثير من شعوب الأرض، ولذا خُصَّ بها الرجال دون النِّساء، وهي خُلُق عربيٌّ أصيل منذ فجر التاريخ، وقد حث الدِّين الإسلامي الحنيف على كل خُلق كريم، وكلما زادت أخلاقُ المرء وعاداته الطيبة زادَت نخوته، فالنَّخوة هي التطبيق العملي حين الحاجة لِما هو مخزون في النفس من صلاحٍ في الأخلاق.
أخوة الإيمان:
ولو أردنا أن نأخذ أمثلة علي ذلك من كتاب الله وسنة رسوله لوجدنا الكثير والكثير خذنا علي ذلك أدلة من القرآن والسنة و
قال تعالى:”وَلَمَّا وَرَدَ مَاء مَدْيَنَ وَجَدَ عَلَيْهِ أُمَّةً مِّنَ النَّاسِ يَسْقُونَ وَوَجَدَ مِن دُونِهِمُ امْرَأتَيْنِ تَذُودَانِ قَالَ مَا خَطْبُكُمَا قَالَتَا لا نَسْقِي حَتَّى يُصْدِرَ الرِّعَاء وَأَبُونَا شَيْخٌ كَبِيرٌ فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ”(القصص/ 23- 24).
قال الحجازي: فثار موسى، وتحركت فيه عوامل الشهامة والرجولة، وسقى لهما، وأدلى بدلوه بين دلاء الرجال حتى شربت ماشيتهما “(التفسير الواضح).
و في السنة النبوية المطهرة : فقد كان للنبيِّ صلي الله عليه وسلم النَّصيبُ الأوفى من هذه الصِّفة، فكان صلوات الله وسلامه عليه أحسَنَ النَّاس، وأجودَ الناس، وأشجع الناس، قال: وقد فَزع أهلُ المدينة ليلة سمعوا صوتًا، وقد تلقَّاهم النبيُّ صلي الله عليه وسلم على فرَس لأبي طلحة عري، وهو متقلِّد سيفه، فقال: “لم تراعوا، لم تراعوا” هي كلمة تقال عند تسكين الروع تأنيسًا، وإظهارًا للرفق بالمخاطب. (فتح الباري).. وعن أبي إسحاق قال سأل رجل البراءَ رضي الله عنه، فقال: يا أبا عمارة أَوَلَّيتم يوم حنين؟قال البراء وأنا أسمع: أما رسولُ الله صلي الله عليه وسلم لم يُوَلِّ يومئذٍ، كان أبو سفيان بن الحارث آخذًا بعنان بغلته، فلمَّا غشيه المشركون نزل، فجعل يقول:”أنا النبيُّ لا كَذِب، أنا ابن عبدالمطَّلب “.
قال القرطبي: في هذا الحديث ما يدل على أن النبي صلي الله عليه وسلم كان قد جمع له من جودة ركوب الخيل، والشَّجَاعَة، والشهامة، والانتهاض الغائي في الحروب، والفروسية وأهوالها، ما لم يكن عند أحد من الناس، ولذلك قال أصحابه عنه: إنه كان أشجع الناس، وأجرأ الناس في حال البأس، ولذلك قالوا: إن الشجاع منهم كان الذي يلوذ بجنابه إذا التحمت الحروب، وناهيك به؛ فإنه ما ولَّى قطُّ منهزمًا، ولا تحدث أحد عنه قط بفرار (المفهم لما أشكل من تلخيص كتاب مسلم) .
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: “إنَّ النبي صلي الله عليه وسلم لما رأى من الناس إدبارًا، قال: اللهم سبع كسبع يوسف سبع كسبع يوسف: أي: اجعل سنيهم سبعًا، أو ليكن سبعًا، ويُروى سبع بالرفع، وارتفاعه على أنه خبر مبتدأ محذوف أي: البلاء المطلوب عليهم سبع سنين، كالسنين السبع التي كانت في زمن يوسف، وهي السبع الشداد التي أصابهم فيها القحط، أو يكون المعنى: المدعو عليهم قحط كقحط يوسف.) فأخذتهم سنة حصّت: حصت بحاء وصاد مشددة مهملتين أي: استأصلت كل شيء، حتى أكلوا الجلود والميتة والجيف الجيف: وينظر أحدهم إلى السماء، فيرى الدخان من الجوع، فأتاه أبو سفيان، فقال:” يا محمد، إنك تأمر بطاعة الله، وبصلة الرحم، وإنَّ قومك قد هلكوا، فادع الله لهم”( البخاري ومسلم واللفظ للبخاري).
قال ابن حجر: قوله: فقيل: يا رسول الله استسق الله لمضر؛ فإنها قد هلكت. إنَّما قال لمضر؛ لأن غالبهم كان بالقرب من مياه الحجاز، وكان الدعاء بالقحط على قريش وهم سكان مكة فسرى القحط إلى من حولهم، فحسن أن يطلب الدعاء لهم، ولعل السائل عدل عن التعبير بقريش؛ لئلا يذكرهم فيذكِّر بجرمهم، فقال: لمضر؛ ليندرجوا فيهم، ويشير أيضًا إلى أنَّ غير المدعو عليهم قد هلكوا بجريرتهم، وقد وقع في الرواية الأخيرة: وإن قومك هلكوا.
ولا منافاة بينهما؛ لأنَّ مُضر أيضًا قومه وقد تقدم في المناقب أنه صلي الله عليه وسلم كان من مضر، قوله فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم لمضر: إنك لجريء، أي: أتأمرني أن أستسقي لمضر مع ما هم عليه من المعصية والإشراك به؟! (فتح الباري) .
فالنبي صلي الله عليه وسلم رغم عداوة قريش وإيذائها للمؤمنين، لما جاءه أبو سفيان يطلب منه الاستسقاء لم يرفض لحسن خلقه، وشهامته، ورغبته في هدايتهم، فإنَّ الشهامة ومكارم الأخلاق مع الأعداء، لها أثر كبير في ذهاب العداوة، أو تخفيفها.
نماذج من الصحابة رضي الله عنهم في الشهامة:
عن عبدالرحمن بن عوف قال: (إنِّي لفي الصفِّ يوم بدر؛ إذ التفتُّ فإذا عن يميني وعن يساري فَتَيان حديثا السنِّ، فكأني لم آمَن بمكانهما؛ إذ قال لي أحدُهما سرًّا مِن صاحبه: يا عم، أرِني أبا جهل، فقلتُ: يا بن أخي، وما تصنع به؟ قال: عاهدتُ اللهَ إن رأيتُه أن أقتله، أو أموت دونه، فقال لي الآخر سرًّا من صاحبه مثله، فما سرَّني أني بين رجلين مكانهما، فأشرتُ لهما إليه، فشدَّا عليه مثل الصَّقرين حتى ضرباه، وهما ابنا عفراء).
وعن أسلم مولى عمر قال: (خرجتُ مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى السوق، فلحقَت عمرَ امرأةٌ شابَّة، فقالت: يا أمير المؤمنين، هلك زوجي وترك صبيةً صغارًا، والله ما ينضجون كراعًا، ولا لهم زرع ولا ضَرْع، وخشيتُ أن تأكلهم الضَّبُع، وأنا بنتُ خفاف بن إيماء الغفاري، وقد شهِد أبي الحديبية مع النبيِّ صلي الله عليه وسلم ، فوقف معها عمر ولم يمضِ، ثمَّ قال: مرحبًا بنسَبٍ قريب، ثمَّ انصرف إلى بعير ظهير كان مربوطًا في الدار، فحمل عليه غرارتين ملأهما طعامًا، وحمل بينهما نفقة وثيابًا، ثمَّ ناولها بخطامه، ثمَّ قال: اقتاديه، فلن يفنى حتى يأتيكم اللهُ بخير، فقال رجل: يا أمير المؤمنين، أكثرتَ لها؟ قال عمر: ثكلتك أمُّك، والله إنِّي لأرى أبا هذه وأخاها، قد حاصرا حصنًا زمانًا فافتتحاه، ثمَّ أصبحنا نستفيء سهمانهما فيه”.
حادثة تبيِّن لنا شهامةَ عثمان بن طلحة رضي الله عنه، تقول أمُّ سلمة رضي الله عنها:“وانطلق زوجي أبو سلمة إلى المدينة، قالت: ففرّق بيني وبين زوجي وبين ابني، قالت: فكنتُ أخرج كلَّ غداة فأجلس بالأبطح، فما أزال أبكي حتى أمسي سنةً أو قريبًا منها، حتى مرَّ بي رجلٌ من بني عمِّي أحد بني المغيرة، فرأى ما بي فرحمني، فقال لبني المغيرة: ألا تُخرِجون هذه المسكينة، فرَّقتم بينها وبين زوجها وبين ولدها، قالت: فقالوا: الحقي بزوجك إن شئتِ، قالت: وردَّ بنو عبدا لأسد إليَّ عند ذلك ابني، قالت: فارتحلتُ بعيري ثمَّ أخذتُ ابني فوضعتُه في حجري، ثمَّ خرجتُ أريد زوجي بالمدينة، قالت: وما معي أحدٌ مِن خلق الله، قالت: قلتُ: أتبلَّغ بمن لقيتُ حتى أقدم على زوجي، حتى إذا كنتُ بالتنعيم لقيتُ عثمانَ بن طلحة بن أبي طلحة أخا بني عبد الدار، فقال: أين يا بنت أبي أميَّة؟ قالت: أريد زوجي بالمدينة، قال: أوما معك أحد؟ قلتُ: لا والله إلَّا الله وابني هذا، قال: والله ما لك من مَتْرَكٍ، فأخذ بخطام البعير فانطلق معي يهوي به، فوالله ما صحبتُ رجلًا من العرب قط أرى أنَّه كان أكرمَ منه، كان إذا بلغ المنزل أناخ بي ثمَّ استأخر عنِّي، حتى إذا نزلنا استأخر ببعيري فحطَّ عنه، ثمَّ قيَّده في الشجرة، ثم تنحَّى إلى شجرة فاضطجع تحتها، فإذا دنا الرواح قام إلى بعيري فقدمه فرحله، ثمَّ استأخر عنِّي، فقال: اركبي، فإذا ركبتُ فاستويتُ على بعيري أتى فأخذ بخطامه فقاد بي حتى ينزل بي، فلم يزل يَصنع ذلك بي حتى أقدمني المدينة، فلمَّا نظر إلى قرية بني عمرو بن عوف بقباء قال: زوجك في هذه القرية – وكان أبو سلمة بها نازلًا – فادخليها على برَكة الله، ثمَّ انصرف راجعًا إلى مكَّة، قال: وكانت تقول: ما أعلم أهلَ بيتٍ في الإسلام أصابهم ما أصاب آلَ أبي سلمة،وما رأيتُ صاحبًا قط كان أكرمَ من عثمان بن طلحة“.
أخوة الإيمان والإسلام :
**ومن فوائد الشهامة :
أنها من مكارم الأخلاق الفاضلة ومن صفات الرجال العظماء فهي تشيع المحبة في النفوس وتزيل العداوة بين الناس و فيها حفظ الأعراض، ونشر الأمن في المجتمع. وهي علامة على علو النفس وشرف الهمة .
** موانع اكتساب صفة الشهامة:
والذي يمنع الرجل أن تكون فيه تلك الصفة وهذا الخلق الحميد قسوة القلب والأنانية، وخذلان المسلمين، واللامبالاة بمعاناتهم: لأنَّ خذلان المسلم لأخيه المسلم أمر تنكره الشريعة، وإن من حق المسلم على المسلم أن لا يخذله، وهو إن حدث ذريعة لخذلان المسلمين جميعًا حيث تنتشر عدوى الأنانية وحب الذات، وإيثار الراحة والمصلحة الخاصة على مشاركة الغير آلامهم وآمالهم، فيكثر التَّنصل من المسؤولية بين المسلمين، حتى يقضي عليهم أعداؤهم واحدًا تلو الآخر، فتموت فيهم خلال الآباء، والشهامة، ونجدة الملهوف، وإغاثة المنكوب، وسوف يجنح المظلوم والضعيف إلى الأعداء طوعًا أو كرهًا، لما يقع به من ضيم وما يصيبه من خذلان من إخوانه ثم ينزوي بعيدًا عنهم، وتنقطع عرى الأخوة بينه وبين من خذلوه وأسلموه للأعداء “(الموالاة والمعاداة في الشريعة الإسلامية) .
ومن موانعها الجبن والبخل: فالشهامة إنما تقوم على الشَّجَاعَة لنجدة المحتاج، والكرم لإعانة أصحاب الحاجات، فمن فقدهما ضعفت شهامته، وماتت مروءته.فمن هذه العوامل الذل والهوان وضعف النفس: فالإنسان الذليل والأمة الذليلة أبعد الناس عن النصرة، وتلبية نداء الإغاثة؛ ففاقد الشيء لا يعطيه.ومنها الحقد والعداوة والبغضاء ومنها تشبه الرجال بالنساء في اللباس، كلبس الذهب والحرير: قال ابن القيم: حرم الذهب لما يورثه بملامسته للبدن من الأنوثة والتخنث، وضد الشهامة والرجولة ” (زاد المعاد) .
** الوسائل المعينة على اكتساب صفة الشهامة:
الصبر: قال الراغب الأصفهاني: الصبر يزيل الجزع، ويورث الشهامة المختصة بالرجولية ..
الشَّجَاعَة:والشجاعة من الأمور التي تدل صاحبها علي الشهامة والرجولة والمرؤة .. وعلو الهمة وشرف النفس: فمن سجايا الإسلام التحلي بكبر الهمة، مركز السالب والموجب في شخصك، الرقيب على جوارحك، كبر الهمة يجلب لك بإذن الله خيرًا غير مجذوذ؛ لترقى إلى درجات الكمال، فيجري في عروقك دم الشهامة، والركض في ميدان العلم والعمل، فلا يراك الناس واقفًا إلا على أبواب الفضائل، ولا باسطًا يديك إلا لمهمات الأمور.و العدل والإنصاف. من الأمور التي تدل صاحبها علي الشهامة والرجولة والمرؤة ..ومصاحبة ذوي الشهامة والنجدة. من الأمور التي تساعد صاحبها علي الشهامة والرجولة والمرؤة ..
ومنها الإيمان بالقضاء والقدر: فمن ثمرات الإيمان بالقضاء والقدر: أنه يدفع الإنسان إلى العمل والإنتاج والقوة والشهامة؛ فالمجاهد في سبيل الله يمضي في جهاده ولا يهاب الموت؛ لأنه يعلم أن الموت لا بد منه، وأنه إذا جاء لا يؤخر؛ لا يمنع منه حصون ولا جنود، {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنتُمْ فِي بُرُوجٍ مُّشَيَّدَةٍ“(النساء/78).
وقال تعالي:”قُل لَّوْ كُنتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ لَبَرَزَ الَّذِينَ كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقَتْلُ إِلَى مَضَاجِعِهِمْ”(آل عمران/154). وهكذا حينما يستشعر المجاهد هذه الدفعات القوية من الإيمان بالقدر؛ يمضي في جهاده حتى يتحقق النصر على الأعداء، وتتوفر القوة للإسلام والمسلمين.
انعدام الرجولة
من أعظم الأسباب التي يعاني منها العالم الإسلامي اليوم ومن أكثر الأسباب التي أدت إلى خذلان المسلمين وتفسيم البلاد في أكثر أقطار الإسلام مشكلة انعدام الرجولةو أن الرجولة تلاشت وأن الرجولة فقدت الكثير من خصائصها ومعانيها كثير يقول :”أنا رجل ولكن أين هي الرجولة ؟ أين مضمون الرجولة ؟ أين خصائص الرجولة ؟
الرجولة ليست شوارب مبرومة ..الرجولة ليست لحى مسدولة ..الرجولة ليست عضلات مفتولة ..الرجولة ليست في المظاهر البراقة ولا في المناصب الرنانة .. الرجولة ليست في المال فلم يصنع المال رجالاً الرجولة أعظم من ذلك وأجل .. الرجولة أكبر من ذلك وأحكم ,وما أحوج أمة محمد صلي الله عليه وسلم في هذه الأيام وفي هذه الأجيال الرقيقة الرخوة إلى رجال يحملون راية الدين .. اجتمع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ذات يوم مع مجموعة كبيرة من المهاجرين والأنصار فقال لهم: “تمنوا فتمنى أحدهم أن يسيل دمه في سبيل الله وتمنى الآخر أن ينفق ماله في سبيل الله وهكذا كل واحد يقول أمنية حتى وصل الدور على سيدنا ” عمر بن الخطاب ” فقالوا : “تمنى أنت يا أمير المؤمنين فماذا تمنى رضي الله عنه ؟
قال أتمنى ملأ هذه الحجرة رجالا من أمثال ” أبي عبيدة بن الجراح ” أنصر بهم دين الله وأعز بهم كلمة حبيبه ومصطفاه صلي الله عليه وسلم هذا الذي نريده ”
أخوة الإيمان والإسلام :
أسباب مشاكلنا اليوم ومنها كثرة الطلاق انعدام الرجولة وتلاشيها :
وإذا أردت أن تعرف سر أسرار مشاكلنا فتش عن المرأة إذا سألتني عن النساء لماذا استأسدت وتنمرت ؟ إذا سألتني لماذا تجبر البنت أباها على أن تفعل ما تريد ؟ إذا سألتني لماذا أكثر النساء الآن يقدن الرجال من أذنابهن ؟ إذا سألتني عن الخيانة لماذا كثرت ؟ عن الفواحش لماذا انتشرت ؟ عن الأخلاق لماذا تزلزلت ؟ أقول لك:كل ذلك لأن الرجولة قد قهرت ولأن الرجولة قد ضيعت ولأن الرجولة قد تلاشت ..إّذا سألت عن سبب أكثر من 200ألف حالة طلاق وخلع في المحاكم من السبب الرئيسي فيها لقلت لك :” لأننا أهملنا ديننا فساءت أحوالنا ويوم أن فقد الرجل حقوقه وتركها ظناً منه أن ذلك التمدين .. ومن يوم أن نسينا تعاليم الإسلام :”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي” تفسخت العلاقات الأسرية ..ومن يوم أن ترك الرجل حق القوامة التي أعطاها الله له بشروطها وحقوقها فأبي إلا أن يغير فطرة الله التي فطر الناس عليها وأصر على أن يتخنث ويتشبه بالمرأة والرسول صلي الله عليه وسلم يقول ” لعن المتشبهين من الرجال بالنساء “ (النسائي). أعطاه الله القيادة ليكون قائداً محنكاً ورجلاً حصيفاً فترك القيادة وأصر على أن يكون منقاداً ويجلس في المقاعد الخلفية..وأعطاه الله السيادة ..والقرآن تحدث عن ذلك فقال :”وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ”( يوسف /25]فترك السيادة على أن يكون سيدة ..وأعطاه الله كل مقومات القوامة من رجولة وشهامة وقوة ولكنه أبي وبدل نعمة الله كفراً “.أمره الله أن يقي نفسه وأهله ناراً وقودها الناس والحجارة عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون ” فأبي كل ذلك وأصر على دخول النار بما قدمت يداه .
أخوة الإيمان والإسلام : ما من شك أن انهيار قوامة الرجل داخل البيت وتحويل الدفة إلى المرأة له مساوئ خطيرة منها :1- فقدان الرجل لرجولته وتسلط المرأة على الرجل حتى يصبح القرار داخل البيت لها.2- سوء تربية الأولاد .3- انتشار المعاصي والمنكرات أخطرها التبرج .4- فقدان القدوة داخل البيت فتتربى البنات الصغار على الرزيلة والأولاد على الجبن والعقوق وضعف الشخصية .
أيها الرجال :” ولنا أن نعرف أن حق قوامة الرجل على المرأة أن له القرار الأخير والرأي المطاع في كل شئون البيت والأسرة بعد استشارتها في بعض الأمور .. وهذه القوامة والرياسة ليست من فراغ وإنما هي لأسباب ذكرها القرآن الكريم في أمرين حيث قال تعالى :”الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”( النساء /34).فالقرآن الكريم هنا يقرر حقيقة هامة وهي أن البيت كالمجتمع تماماً يحتاج إلى قيادة وأن يكون شخص ما فيه هو المسئول الأول يحسم الأمور إذا لم يتم الاتفاق وقد جعل الله ذلك للرجل لأمرين :الأول : لأنه هو الذي يتولى الإنفاق على البيت والمرأة .الثاني : بما فضله الله عز وجل على المرأة ، وهذا التفضيل إنما يتمثل في الجسم وطبيعة كل منهما فالمرأة تتسم برقة العاطفة ونعومة الملمس وعزوبة الحديث وغلبة الحياء وكثرة الخجل وقلة الجلد وضعف التحمل .. بعكس الرجل تماماً يكون عنده شدة وخشونة وقوة تحمل وصبر على المكاره من المرأة وإذا حدث غير ذلك يكون رجلاً متخنثاً متشبهاً بالنساء والرسول صلي الله عليه وسلم لعن المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال “ (البخاري).
أخوة الإيمان والإسلام :
من التمس امرأة خالية من العيوب لا يجد أبداً ومن التمس امرأة هكذا فقد التمس المحال يقول صلي الله عليه وسلم :” كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا أربع ” آسية بنت مزاحم ، ومريم بنت عمران ، وخديجة بنت خويلد ، وفاطمة بنت محمد “ (الشيخان). وقد جاء رجل إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه يستشيره في طلاق زوجته فقال له عمر لا تفعل فقال له الرجل إني لا أحبها فقال له عمر ويحك ألم تبنى البيوت إلا على الحب ؟ إنما تبنى على الرعاية والتراحم والتعاطف . القوامة حق من حقوق الرجل أعطاه الله له بشروطها وحقوقها وواجباتها فإذا استخدم هذا الحق كما أمر الله عز وجل انصلح حال الأسرة وإلا فسدت وفسد المجتمع كله .ونقول لهذا الرجل :لابد أن تعرف حقوق القوامة :
لم تكن القوامة بحال فخراً وكسباً سبق الرجل إليه وإنما هي جملة أعباء لا تقوى عليها المرأة بجانب وظيفتها الخطيرة وكما أن على القوامة أعباء فلها حقوق أشار إليها الإمام الغزالي نجملها فيما يلي :الحزم : يجب أن يتصف به الرجل الذي يصون أسرته من الانحرافات ويضمن لها السلوك القويم . وإن أشد ما نعانيه اليوم أن يتمايع الرجل ويتخنث في بيته ومع امرأته فتستهتر به ويأتي ذئب بشري من خارج البيت يفترس الزوجة ويفسدها على زوجها كما نسمع ونرى من مشاكل لا حصر لها ولا عد :وهنا يقول الإمام الغزالي : يجب على الرجل أن يكون حازماً مع زوجته ليس له أن يتبسط في الدعابة والموافقة بإتباع هوى المرأة إلى حد يفسد خلقها ويفقد بالكلية هيبته عندها بل عليه أن يراعي الاعتدال فيه فلا يدع الهيبة والانقباض إذا رأى منكراً ولا يفتح باب المساعدة على المنكرات .
وأورد قول الحسن :” والله ما أصبح رجل يطيع امرأته فيما تهوى إلا كبه الله في النار ” وقول عمر بن الخطاب ” خالفوا النساء فإن في خلافهن بركة ” وما ورد في الأثر :” تعس عبد الزوجة فإن الله ملكه المرأة فملكها نفسه”ويقول صلي الله عليه وسلم :” لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة “(البخاري). والله عز وجل هو الذي جعل الرجل قيم وجعله سيداً في قوله تعالى “وَأَلْفَيَا سَيِّدَهَا لَدَى الْبَابِ”( يوسف /25] فإذا انقلب السيد مسخراً فقد بدل نعمة الله كفراً:فالقوامة : مأخوذة من القيام أي الفعل الذي يتحقق به النهوض ، ويتعدى إلى المسئولية كما يتعدى إلى السياسة والتدبير كما تتعدى القوامة إلى التزين والتجمل وكذا يقال لمن يهتم بأمر نفسه ووجاهته قيم …ومن هنا نعرف أن حق قوامة الرجل على المرأة أن له القرار الأخير والرأي المطاع في كل شئون البيت والأسرة وهذه القوامة والرياسة ليست من فراغ وإنما هي لأسباب ذكرها القرآن الكريم في أمرين حيث قال تعالى :”الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ”( النساء /34].
الخطبة الثانية :
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ..أما بعد.
أيها الرجال :أي خلق من الأخلاق أيا كان إذا قرأت عنه في كتب الأخلاق وكتب الفلسفة الأخلاقية والإسلامية تجد أن كل الأخلاق مردها إلى الرجولة لما تسأل عن المروءة أقول لك :”إن المروءة هي كمال الرجولة.. الشهامة هي كمال الرجولة علو الهمة هي كمال الرجولة
أي خلق من الأخلاق الشهامة النجدة النخوة إغاثة الملهوف الشجاعة التضحية البذل الإستقامة كل ذلك يرجع إلى جهود الرجال لذلك قال رجل ممن قرأ هذا الدين وأعجب بتعاليم سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم :“ وياله من دين لو كان له رجال” رجال يحققون فعلا معنى الرجولة وصفات الرجولة.. فليست الرجولة في الإسلام إساءة الرجل لأهل بيته وليست بكلام فقط وإنما الرجل برعايته لبيته وأسرته..وأن يعلم زوجته مالها من حقوق وما عليها من واجبات
كما بينها لنا الرسول صلي الله عليه وسلم في الحديث حقوق الزوج على زوجته وتجدها تتمثل في الآتي :
أولاً : العفة :وتتمثل في معاشرة الرجل لزوجته وأن لا تمنعه هذا الحق حتى لا ينظر إلى النساء الأجنبيات وأن يغض بصره …ثانياً : القناعة : أن تكون المرأة قانعة بما في بيت زوجها فلا تعطي منه شيئاً إلا بإذنه وإن كان قليلاً فلا تشتكي العوز والحاجة .فقد هم رجل من السلف بالسفر فكره جيرانه سفره فقالوا لزوجته لم ترضين سفره ولم يدع لك نفقة فقالت زوجي قد عرفته أكالاً وما عرفته رزاقاً سيذهب الأكال ويبقى الرزاق “.ثالثاً: الطاعة :فيما لا معصية فلا تصوم تطوعاً إلا بإذنه وعلى هذا تقاس كل الأعمال أما الفرائض فليس للزوج إذن في ذلك .رابعا: الإذعان :أن تذعن المرأة لأمر زوجها فإذا نهاها عن الخروج لا تخرج وإذا أرادت الخروج لابد من الاستئذان فإذا أذن لها وإلا فلا خروج حتى لا تعرض نفسها لغضب الله ولعنة الملائكة .. إلا للضرورة الشديدة والملحة. والنبي صلي الله عليه وسلم كان قدوة مثلى في نبل المعاملة وكرم العشرة الزوجية ، وهو القائل :”خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي”(الترمذي). ويقول مرشداً الأزواج إلى أن حسن العشرة الزوجية من الإيمان :” أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً وألطفهم بأهله “(الترمذي والحاكم).
أخوة الإيمان والإسلام :
وقد أوجب الإسلام على الرجل أن يحسن معاملة زوجته واعتبر إكرامه لها مقياساً لكرم أصله وشرف منبته ورجولته كما اعتبر إهانته لها دليلاً على لؤمه وخسته :” ما أكرم النساء إلا كريم وما أهانهن إلا لئيم “.وقد كرر الرسول صلي الله عليه وسلم الوصية بالنساء حيث يقول: ” استوصوا بالنساء خيراً فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج ما في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقومه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج فاستوصوا بالنساء “ (البخاري).
ولقد كان رسولنا صلي الله عليه وسلم مع أهله طيب العشرة حسن الخلق كريم الجانب دائم البشر يضاحك نساءه ويتلطف معهن ويدخل السرور على قلوبهن بالكلمة الطيبة والمداعبة …وكان صلي الله عليه وسلم يسابق السيدة عائشة ويتظاهر أمامها بالعجز حتى يدخل السرور على نفسها .. وقد سابقها ذات يوم فسبقته ولما كثر لحمها سابقها … وقال لها هذه بتلك “(أبو داود والنسائي).وكانت تضربه إحداهن في صدره وتراها أمها فتنهرها على ذلك فيقول لها دعيها فإنهن يصنعن أكثر من ذلك”(إحياء علوم الدين للغزالي). والرجل المتعجرف الذي يستحي من ملاحقة زوجته أمام الآخرين يظن أن الرجولة في ذلك وأنه عار في حقه .. فهو مخطئ والرجل الذي يعامل زوجته بلطف ورفق فهو مخطئ .. وهذا ظن خاطئ. تلك هي توجيهات الإسلام الكفيلة بخلق أسرة صالحة .. لتكون نواة لمجتمع صالح وعماداً لوطن قوي تحميه رجالآً يصنعون مجد أمة .
اللهم هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً. اللهم أرزقنا كمال الرجولة يارب العالمين.