أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة خطبة الأسبوع ، خطبة الجمعة القادمة، خطبة الاسبوع، خطبة الجمعة وزارة الأوقافعاجل

خطبة بعنوان : “الأمن وأثرة في تحقيق التنمية والازدهار”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 29 من ربيع الآخر 1438هـ، الموافق 27 يناير 2017م

خطبة بعنوان : “الأمن وأثرة في تحقيق التنمية والازدهار”، لفضيلة الشيخ عبد الناصر بليح، بتاريخ 29 من ربيع الآخر 1438هـ، الموافق 27 يناير 2017م.

لتحميل الخطبة بصيغة word أضغط هنا

لتحميل الخطبة بصيغة pdf أضغط هنا

 

ولقراءة الخطبة كما يلي:

 

         الحمد لله رب العالمين.. يارب لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك..

نحمده سبحانه وتعالي  علي نعمة الأمن والإيمان والسلامة والإسلام وكفي بها نعم ..

     وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له في سلطانه ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين .وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله وصفيه من خلقه وحبيبه  القائل: ”  من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”(الترمذي).اللهم صلي علي محمد وعلي آله وصحبه وسلم . أما بعد

فيقول تعالي :” مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ” (النمل/89).

أخوة الإيمان والإسلام :

إن قضية الأمن تعد قضية جوهرية بالنسبة لكل الأمم والشعوب,فإذا انعدم الأمن في مجتمع ما لا يمكن أن يتحقق لهذا المجتمع أي تقدم أو تنمية علي أي مستوي من المستويات,ولا يمكن لأي شعب أن يبني حضارة أو يحدث تطوراَ علمياَ أو أدبيياَ أو تنمية اقتصادية بدون الأمن .

والبديل للأمن هو الخوف والتوجس والريبة والفوضي والعدوان علي حقوق الإنسان فرداًَ كان أم جماعة.

ومن أجل ذلك وجدنا القرآن الكريم يهتم بإبراز قيمة الأمن لما لها من أهمية بالغة في حياة الأمم والشعوب والأفراد والجماعات .وقد ورد مفهوم الأمن في كثير من آيات القرآن الكريم في مقابل الخوف .ومن ذلك قوله تعالي:” وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْد ِخَوْفِهِمْ أَمْنًا”(النور/55).

وقوله تعالي :” وَهُمْ مِنْ فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ”(النمل/89).وقوله:”يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآمِنِينَ”(القصص/31).

ويقول الله تعالي:”وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَو رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا”.(النساء/83).

والأمر الجدير بالذكر في هذا المقام أن مصطلح الأمن يشترك في أصله الاشتقاقي مع الإيمان والأمانة .وهذا أمر له دلالته .فالمؤمن لا يخاف إلا الله ولا يخشي أحداَ سواه.فالإيمان الحقيقي من شأنه أن يملأ القلب والعقل ثقة بالله وعونه ونصره طالما كان المؤمن أميناَ علي عقيدته وقيمه الأخلاقية ,وفي هذا الصدد يقول الله تعالي:”الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”(الأنعام/82).        

 أخوة الإيمان والإسلام :

أهمية الأمن :

    إن الأمن لا يعني مجرد السلامة البدنية والجسدية للفرد، بل هو حالة شعورية من الرضا النفسي الناشئ عن الإيمان بالله، والاطمئنان إلى سيادة الحق والقانون، وضمان حق التعلم والرعاية الصحية والاجتماعية، وضمان حرية التفكير والتعبير، وحفظ الكرامة الإنسانية، وضمان التساوي في الفرص بين الجميع في الحصول على المناصب والوظائف والأعمال، والقبول بدور الفرد في تحقيق التنمية لنفسه ولوطنه ولأمته، وتعزيز الانتماء للوطن، وتأكيد الثقة والأمل في النظر إلى المستقبل.

    وقد كان الإسلام واضحًا غاية الوضوح، وهو يمنع ويحرم كافة أشكال التخويف للمسلم، بدءًا من تحريم تخويفه وتهديده بالقتل، وانتهاءً بتحريم ترويعه ولو على سبيل الهزل والمداعبة، فقال صلي  الله عليه وسلم : “لاَ يَحِلُّ لِمُسْلِمٍ أَنْ يُرَوِّعَ مُسْلِمًا” (أبو داود).

وهذا هو ما يدفع الشخص إلى الإيجابية، والمشاركة الفاعلة، والإبداع في عملية التنمية والازدهار، وبذل أقصى الجهد، وتقديم أنْفَس التضحيات لحماية الدولة التي يعيش فيها. وهذا الشعور إذا تحقَّق للأفراد والهيئات داخل دولة ما؛ كفيل بالحفاظ على السيادة الوطنية، وتحقيق التقدم العلمي والاقتصادي، وتمكين التفوق العسكري، وحريٌّ بأن يدفع الأمة إلى موقع الصدارة، ويحقق لها كل الآمال في النهضة والتقدم.

فاهتم الإسلام بالأمن الاقتصادي المتمثِّل في عدالة توزيع الثروة حتي لا يكون هناك غني متخم بالشبع وفقير مدقع لا يجد ما يسد به رمقه ، وما يستر به جسده فقال تعالي ” كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ “(الحشر).

ولذلك اهتم الإسلام بوضع القاعدة التي لها الأثر الأكبر في الارتفاع بالمستوى المعيشي للفرد  لينفق ذوا سعة علي الأولاد والأسرة بدعوته إلى الإنفاق حسب الوسع والطاقة .

قال تعالي:”  لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا سَيَجْعَلُ   اللَّهُ بَعْدَ عُسْرٍ يُسْرًا “(الطلاق/7).  

 ففي الآية بيان الموازنة بين الدخل والاستهلاك ، فالنفقة على قدر حاجة البيت ، وعلى قدر حالة الزوج إعساراً أو إيساراً ، فهو لا يكلف الزوج أن ينفق فوق طاقته ، ولا يقبل منه أقل من متطلبات حياة أسرته ، واجتناب التبذير والإسراف وتضييع الأموال ، وصرفها في أمور لا تستحق الصرف.

ولا شك أن كثيراً من الدراسات الاقتصادية أكدت أن الأسباب الرئيسية للانحرافات الاجتماعية التي تقوض الأمن في المجتمع تنبع جميعها من العوامل الاقتصادية . وأن كثيرا من الشرور تصاحب الفقر عادة، ولذلك كان للفقر أثرا واضحا في انحراف أو استقامة أفراد الأسرة .
والفقر يوصف بأنه الحالة التي لا يكفي فيها دخل الأسرة عن إشباع حاجاتها الأساسية المتغيرة للمحافظة على بنائها المادي والنفسي والاجتماعي والتعليمي ، فالفقر هو الذي يحرم الأسرة من المشاركة الاجتماعية.

 أخوة الإيمان والإسلام

سبل تحقيق الأمن :        

    ولما دعي الإسلام لتحقيق الأمن والأمان وجدناه يقف بحزم تجاه هؤلاء الذين يروعون الأمنين ويخربون في الأرض”إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواأَوْيُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ  لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” (المائدة/33).

ونهي الإسلام عن الفتنة: بكل صورها وأشكالها “وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِين ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ”(الأنفال/25).

كما أمر بالتصدي لها فقال تعالي :” وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ “(الأنفال /39).

كما حذر الإسلام من إشاعة الفتنة في المجتمع لأنها ستفرق المجتمع وتشيع فيه الفوضي فعن أهبان بن صيفي.عن النبي صلي الله عليه وسلم :” إنه ستكون فرقة واختلاف فإذا كان كذلك فاكسر سيفك واتخذ سيفا من خشب واقعد في بيتك حتى تأتيك يد خاطئة أو منية قاضية.(أحمد). ‌  

وكان رسول الله صلي الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الفتنة دائماَ ” اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل والجبن والبخل والهرم وأعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من عذاب النار وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات .”(أحمد وصححه الألباني).

وقال صلي الله عليه وسلم :”إنها ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم والقائم خير من الماشي والماشي خير من الساعي قيل أفرأيت إن دخل علي بيتي قال كن كابن آدم”(صحيح الجامع).‌وورد أيضاَ عن أنس رضي الله عنه “الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها.(تخريج السيوطي).

 

  كما حذر من كفر هذه النعمة وجحودها والتفريط فيها فقال تعالي :”وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَا اللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”(النحل/112).    

كما عمل الإسلام علي إقامة الحدود وإقامة العدل في المجتمع وحرص علي أن يكون القضاء نزيهاَ شامخاَ حتي إذا ما أخذ المظلوم حقه من الظالم أطمئن وشعر بالأمن والأمان .. فلا يثور ولا يغضب وإذا ما ثار سرعان ما يهدأ بسبب شعوره بالعدل..

   كما عمل الإسلام علي محاربة الفساد بكل أشكاله وألوانه فنظر إلي الموظف علي أنه  بشر يصيب ويخطيء ولابد من رعايته خلقياَ ومعيشياَ وصحياَ وتأمينياَ.

و اهتم الإسلام بالجيوش والقوات التي تؤمن الحدود وتحمي البلاد في الخارج والداخل..

كما اهتم الإسلام بحماية العقيدة من الزيغ والشطط والغلو فدعي إلي الوسطية وعدم المغالاة وحذر من الفرق الضالة ..فعن أنس. يقول صلي الله عليه وسلم :”إن بني إسرائيل افترقت على إحدى وسبعين فرقة وإن أمتي ستفترق على اثنتين وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة”.(صحيح).   

    و عن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقة فواحدة في الجنة وسبعون في النار وافترقت النصارى على ثنتين وسبعين فرقة فإحدى وسبعون في النار وواحدة في الجنة والذي نفس محمد بيده لتفترقن أمتي على ثلاث وسبعين فرقة واحدة في الجنة وثنتان وسبعون في النار قيل يا رسول الله من هم قال الجماعة”(صححه الألباني ).

   أخوة الإيمان والإسلام :

إن كلمة الأمن خفيفة على اللسان ،عميقة في الوجدان ، مطمئنة للأبدان ، إنها نعمة عظمى، وغاية أسمى، يسعى إليها كل إنسان، بل هو مطلب أساسي لا تستقيم الحياة بدونه، وضعه الله جنباً لجنب مع مطلب الغذاء ، بل قدّمه عليه تارات لأهميته.قال تعالى:”  وَضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا قَرْيَةً كَانَتْ آمِنَةً مُطْمَئِنَّةً يَأْتِيهَا رِزْقُهَا رَغَدًا مِنْ كُلِّ مَكَانٍ فَكَفَرَتْ بِأَنْعُمِ اللَّهِ فَأَذَاقَهَااللَّهُ لِبَاسَ الْجُوعِ وَالْخَوْفِ بِمَا كَانُوا يَصْنَعُونَ”(النحل /112).

وقال تعالي:” أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ” (القصص : 57  ).

  إن الأمن هو غاية المنى التي يسعى كل فرد للاستظلال بظلاله ولا حياة مع الخوف الذي تتحول الدنيا فيه إلى أرض مسبعة يفترس القوي فيها الضعيف ،وتصبح الحياة ظلمات بعضها فوق بعض .

  إن الحياة مع الأمن تصير جنات، ظلالها وارفة ، يتبوأ الإنسان فيها حياة طيبة مباركة ، ويعيش عيشة راضية ، يثمر وينتج ، يصان عرضه وأرضه ، ودينه وماله ، ودمه،وأهله ونفسه وجميع من حوله ، يحمى ولا يهدد، يتفيأ ظلال الحرية، آمنا في جميع أحواله كل ذلك في ظل الإسلام بالعمل بكل ما يرضي الله، حتى يتم لهم الأمن في الآخرة بنيل رضا الله وثوابه . إن الأمن المطلوب هو الأمن على الحياة الطيبة في الدنيا، والأمن بحصول النجاة من غضب الله في الآخرة .

   قال تعال:”الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”(الأنعام/82).    

لماذا كان لهم ذلك ؟ لأنهم خافوا مقام ربهم فجعل الأمن عاقبة أمرهم ..قال الله تعالي :”وعزتي لا أجمع لعبدي أمنين ولا خوفين إن هو أمنني في الدنيا أخفته يوم أجمع فيه عبادي وإن هو خافني في الدنيا أمنته يوم أجمع فيه عبادي “. ( صححه الألباني ) .

وفي رواية أخري:” يقول الله عز وجل :”  وعزتي وجلالي  لا أجمع على عبدي خوفين ولا أجمع له أمنين إذا أمنني في الدنيا أخفته يوم القيامة وإذا خافني في الدنيا أمنته يوم القيامة”(صححه الألباني).  

    إن الأمن يلزم لكل نبضة حياة ، وحركة بناء ، ولكل كيان اجتماعي كبر أم صغر ، يحتاج إليه الأفراد كما تحتاجه الجماعات .

أخوة الإيمان والإسلام :

الحاجة إلي الأمن :

    إن الأمن حاجة إنسانية، وضرورة بشرية، وغريزة فطرية، لا تتحقق السعادة بدونه، ولا يدوم الاستقرار مع فقده، لأن مصالح الفرد والمجتمع مرهونة بتوفيره، ذلك لأن الأمن للفرد والمجتمع والدولة من أهم ما تقوم عليه الحياة ، إذ به يطمئن الناس على دينهم وأنفسهم وأموالهم وأعراضهم ويتجه تفكيرهم إلى ما يرفع شأن مجتمعهم وينهض بأمتهم.

إن الأمن يحقق راحة في البال، وانشراحاً في الصدر، وشعوراً بالسعادة واستظلالاً بالطمأنينة والسكينة ، يشعر في ظلة المرء بأنه محمي مصان بفضل الله تعالى ثم بفضل من تسبب في استتبابه فينطلق في هذا الجو الآمن إلى عبادة ربه على الوجه الصحيح ، وإلى عمارة الكون بتحقيق مصالحه، أما إذا خيم الخوف وزال الأمن فإن المصالح تتعطل والقدرة على حسن العبادة تتزعزع لأنّ ” ثبات الأمن وتأكيده ، وتوفير الأمان وتعميمه هو المرتكز والأساس لكل عوامل البناء والتنمية، وتحقيق النهضة الشاملة وبدون ذلك يستوطن الخوف وتعم الفوضى ويشع الضياع فتفقد الأمة أساس البناء وأسباب البقاء” .

إن حاجة الأمن تظهر في الأمور الآتية :

  • تكمن أهميته والحاجة إليه في أن الله تعالى لما أنزل آدم من الجنة بين له ما يتحقق به أسباب الأمن قال تعالى:” قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ” (البقرة/ 38).
  • .إن أمن الإنسان على نفسه وماله وعرضه شرط في التكليف بالعبادات .
  • إن من لم يأمن على نفسه باستعمال الماء أو خاف لحوق الضرر به من الوصول إليه تنقل إلى التيمم .

    4- يسقط عن المكلف استقبال القبلة عند عدم الأمن.وَإِذَا كُنْتَ فِيهِمْ فَأَقَمْتَ لَهُمُ الصَّلَاةَ فَلْتَقُمْ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا أَسْلِحَتَهُمْ فَإِذَا سَجَدُوا فَلْيَكُونُوا مِنْ وَرَائِكُمْ وَلْتَأْتِ طَائِفَةٌ أُخْرَى لَمْ يُصَلُّوا فَلْيُصَلُّوا مَعَكَ وَلْيَأْخُذُوا حِذْرَهُمْ وَأَسْلِحَتَهُمْ وَدَّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ تَغْفُلُونَ عَنْ أَسْلِحَتِكُمْ وَأَمْتِعَتِكُمْ فَيَمِيلُونَ عَلَيْكُمْ مَيْلَةً وَاحِدَةً وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ كَانَ بِكُمْ أَذًى مِنْ مَطَرٍ أَوْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَنْ تَضَعُوا أَسْلِحَتَكُمْ وَخُذُوا حِذْرَكُمْ إِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْكَافِرِينَ عَذَابًا مُهِينًا ” (النساء /102).

    5-يشترط لوجوب الحج أمن الطريق .

  لقول الله تعالى: “ فِيهِ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ مَقَامُ إِبْرَاهِيمَ وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا وَمَنْ كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعَالَمِينَ “(آل عمران : 97).

 أي فرض الله على الناس حج البيت من استطاع منهم إليه سبيلا. و تتحقق الاستطاعة التي هي شرط من شروط الوجوب بما يأتي:  

1 – أن يكون المكلف صحيح البدن، فإن عجز عن الحج لشيخوخته، أو زمانة، أو مرض لا يرجى شفاؤه، لزمه إحجاج غيره عنه إن كان له مال..

 2 – أن تكون الطريق آمنة، بحيث يأمن الحاج على نفسه وماله.فلو خاف على نفسه من قطاع الطريق، أو وباء، أو خاف على ماله من أن يسلب منه، فهو ممن لم يستطع إليه سبيلا. كما ذهب الشافعي وغيره، إلى اعتباره عذرا مسقطا للحج، وإن قل المأخوذ. (فقه السنة – (1 / 630).

    6-كما أجاز الشرع التلفظ بكلمة الكفر عند عدم الأمن مادام القلب مطمئناً .

قال تعالي: “إِلَّا مَنْ  أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ”(النحل/ 106).

وقد عد النبي صلي الله عليه وسلم  الأمن من أعظم النعم وأحد حاجات الإنسان الأساسية إذ جاء عنه قوله (من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها “(صححه الألباني). ‌

أهمية نعمة الأمن وتقديمها علي سائر النعم

الأمن والأمان نعمة من الله عزوجل ما بعدها نعمة فهي من أجل نعم الله علي بني خلقه لأن الإنسان إن لم يكن في أمن واستقرار وطمأنينة لا هنأ بعيش ولا ينعم بحياة.. حيث ذكر الله عزوجل الأمن علي لسان خليل الله إبراهيم في القرآن الكريم أكثر من مرة فتارة:

 يقدمه علي الرزق

فيقول تعالي:”وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا بَلَدًا آمِنًا وَارْزُقْ أَهْلَهُ مِنَ الثَّمَرَاتِ مَنْ آمَنَ مِنْهُمْ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ..”(البقرة/126).

هذا هو الدعاء الأول ,قال ابن كثير:”اجعل هذه البقعة بلدا َأمناَ,وناسب هذا لأنه قبل بناء الكعبة ..

وتارة يقدمه علي العقيدة

 فيقول تعالي:”وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ”(إبراهيم/35). 

وناسب هذا هناك ,وكأنه وقع دعاء في مرة ثانية بعد بناء البيت ,واستقرار أهله به بعد مولد إسحاق الذي هو أصغر سناَ من إسماعيل .(ابن كثير 1/251).   

وتقديم  خليل الله إبراهيم في دعائه نعمة الأمن علي غيرها من النعم لأنها أعظم أنواع النعم ولأنها إذا فقدها الإنسان اضطرب فكره وصعب عليه أن يتفرغ لأمور الدين أو الدنيا بنفس مطمئنة ، وبقلب خال من المنغصات المزعجات .

وأيضاَ قدم طلب الأمن للبقعة التي وضع فيها هاجر وإسماعيل قبل طلب الرزق ,لأن الأمن مقدم علي الرزق ,وظلت مكة تنعم بالأمن ببركة دعوة الخليل حتي جاءها رسولنا صلي الله عليه وسلم وهم علي شركهم ,والله يؤمنهم ,ولما دعاهم الرسول إلي الإسلام خافوا من إتباعه أن يفقدوا هذا الأمن ,فعاب الله سبحانه عليهم ذلك كيف يؤمنهم وهم علي شركهم ولا يؤمنهم إذا اتبعوا الرسول صلي الله عليه وسلم :”وَقَالُوا إِنْ نَتَّبِعِ الْهُدَى مَعَكَ نُتَخَطَّفْ مِنْ أَرْضِنَا أَوَلَمْ   نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ”(القصص/57).    

كما قدم المولي عز وجل نعمة الأمن علي الهداية

فالمؤمن الموحد بالله يركن إلي ركن شديد ,فلا يخاف ,فهو في أمن دائم ,وهو الأحق بالأمن ,لأنه يعلم أنه سوف يحصل علي إحدى الحسنيين :النصر أو الشهادة,وهو لم يجعل لربه نداَ ولا شريكاَ ولا شبيهاَ ولا نظيراَ قال تعالي:”الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ   الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ “(الأنعام/82).

  وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال لما نزلت الآية شق ذلك علي الناس ,وقالوا يا رسول الله ,أينا لم يظلم نفسه ؟قال :إنه ليس الذي تعنونه ,ألم تسمعوا ما قال العبد الصالح :”يَا بُنَيَّ لَا تُشْرِكْ   بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ “إنما هو الشرك “.(البخاري).

والمؤمن وإن كان في أمن إلا أنه يسعي أيضاَ لتحصيل أسباب الأمن ,ولا يفرط في هذه الأسباب فعن عبد الله بن عامر بن ربيعة أن عائشة قالت : ” سهر رسول الله صلى الله عليه وسلم مقدمه المدينة ليلة قال ليت رجلاَ صالحا يحرسني الليلة قالت فبينا نحن كذلك إذ سمعنا خشخشة السلاح فقال من هذا فقال سعد بن أبي وقاص فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ما جاء بك فقال سعد وقع في نفسي خوف على رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت أحرسه فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم نام “(قال الترمذي: حسن صحيح).

وكان النبي صلي الله عليه وسلم يُحرس حتي نزلت الآية في المائدة,عن عائشة قالت :  كان النبي صلى الله عليه وسلم يحرس حتى نزلت هذه الآية ” وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ ” (المائدة: 67).   فأخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه من القبة فقال لهم يا أيها الناس انصرفوا فقد عصمني الله “(الترمذي).

فالمؤمن آمن ويؤمن إخوانه المؤمنين ما استطاع إلي ذلك سبيلاَ,وهذا هو قول يوسف الصديق لإخوته :” ادْخُلُوا مِصْرَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ”(يوسف/99).

أي :آمنين من المكاره والقحط ومن السوء,وكان دخولهم مصر بركة لأهلها وزاد من أمنها قال ابن كثير:”إن الله رفع عن أهل مصر بقية السنين المجدبة ببركة قدوم يعقوب عليهم,كما رفع السنين التي دعا بها رسول الله صلي الله عليه وسلم علي أهل مكة حين قال :”اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف .”(متفق عليه).ثم لما تضرعوا إليه واستشفعوا لديه ,وأرسلوا أبا سفيان في ذلك فدعا لهم,فرفع عنهم بقية ذلك ببركة دعائه عليه السلام .(ابن كثير 2/660). 

   كما قدم المولي عزوجل الأمن من الخوف :علي الجوع والفقر وموت الأهل والأحبة وتلف الزروع والثمار فقال تعالي :”وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ”(البقرة/155-157).  

والمعنى : ولنصيبنكم بشيء من الخوف وبشيء من الجوع ، وبشيء من النقص في الأنفس والأموال والثمرات ، ليظهر هل تصبرون أو لا تصبرون ، فنرتب الثواب على الصبر والثبات على الطاعة ، ونرتب العقاب على الجزع وعدم التسليم لأمر الله – تعالى – .(الوسيط د/سيد طنطاوي).

الأمن مقدم علي الصحة :

في الحديث الصحيح :” من أصبح منكم أمناً في سربه  معافاً في بدنه عنده قوت .. فقدم الرسول صلي الله عليه وسلم الأمن علي الصحة والعافية ..

      وقال الإِمام الرازي:”سئل بعض العلماء : الأمن أفضل أم الصحة؟ فقال الأمن أفضل ، والدليل عليه أن شاة لو انكسرت رجلها فإنها تصح بعد زمان ، ولا يمنعها هذا الكسر من الإِقبال على الرعى والأكل والشرب .

ولو أنها ربطت – وهى سليمة – في موضع ، وربط بالقرب منها ذئب ، فإنها تمسك عن الأكل والشرب ، وقد تستمر على ذلك إلى أن تموت .

      وذلك يدل على أن الضرر الحاصل من الخوف ، أشد من الضرر الحاصل من ألم الجسد . لذلك قال رسول الله صلي الله عليه وسلم :”من أصبح منكم آمنا في سربه معافى في جسده عنده قوت يومه فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”(الترمذي وصححه الألباني).‌ 

الخطبة الثانية :

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين ..أمابعد فياجماعة الإسلام

وقرن المولي عزوجل الإطعام والأمن

فمن البديهيات التي لا يختلف عليها العقلاء؛ أنه لا يمكن أن تقوم حياة إنسانية كريمة إلا في ظلال أمنٍ وافرٍ، يطمئن الإنسان معه على نفسه وأسرته ومعاشه، ويتمكَّن في ظله من توظيف ملكاته وإطلاق قدراته للبناء والإبداع، وقد جمع الله في الامتنان على قريش بين نعمتَي الأمن والإطعام؛ ليبيِّن أن إحداهما لا تقلُّ أهمية عن الأخرى، ولا تُغني عنها،وأمرهم الله سبحانه وتعالي أمراَ جازماَ بالتوحيد ومتابعة النبي صلي الله عليه وسلم ,وأن ذلك أقل ما يكون في مقابلة نعمة الأمن التي يشعرون بها دون غيرهم من العرب فقال تعالى:”فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ .الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآَمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ”(قريش/4,3).

وقرن الإسلام والإيمان بالأمن

 فقال صلي الله عليه وسلم : “الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُؤْمِنُ مَنْ أَمِنَهُ النَّاسُ عَلَى دِمَائِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ” (الترمذي وصححه).   المسلم الحقيقي الذي تظهر عليه آثار الإسلام وشعائره وأماراته، هو الذي يكف أذى لسانه ويده عن المسلمين، فلا يصل إلى المسلمين منه إلا الخير والمعروف.

وفي واقع المسلمين اليوم قد تجد الرجل محافظاً على أداء الصلاة في وقتها، وقد تجده يؤدى حق الله في ماله فيدفع الزكاة المفروضة، وقد يزيد عليها معواناً للناس يسعى في قضاء حوائجهم، وقد تجده من حجاج بيت الله الحرام ومن عُمّارة، ولكن مع هذا الخير كله قد تجده لا يحكم لسانه ولا يملك زمامه، فينفلت منه لسانه فيقع في أعراض الناس ويمزق لحومهم!! فلا يستطيع أن يملك لسانه عن السب والشتم واللعن.

والنبي صلي الله عليه وسلم  يقول: “ليس المؤمن بالطعان ولا باللعان ولا الفاحش ولا البذيء”، وقد تجد الرجل مع ما فيه من الخير والصلاح لا يملك لسانه عن الغيبة والنميمة، ولا يملكه عن شهادة الزور وقول الزور، وقد لا يكلف لسانه عن همز الناس ولمزهم، فيجره لسانه ويوقعه في كثير من الأخطاء والبلايا، فمثل هذا النوع من الناس قد فقد صفة من أبرز وأهم صفات المسلم الحقيقي.

وهناك نوع آخر من المسلمين يختلف عن النوع السابق فقد تجده يحكم لسانه ويقل به الكلام، ولكنه يؤذى المسلمين بيده، فيضرب بيده أبدان المسلمين، اعتدى على أموالهم فيسرقهم، أو يسلبهم حقوقهم أو يظلمهم فهذا أيضاً قد فقد إمارة من الإمارات الظاهرة التي تدل على إسلام المرء وعلى إيمانه.

وعلى هذا فلا يكتمل إسلام عبد حتى يحب المسلمين ويترك إيذاءهم بلسانه، ويترك إيذاءهم بيده ولا يتم إسلام عبد وأيمانه حتى يشغل لسانه في الأعمال التي يكون فيها نفع له في الدنيا والآخرة، فيُعمل لسانه في تلاوة كتاب الله وفي ذكره سبحانه وتعالى، ويُعمل بلسانه في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ونشر العلم النافع أو تقديم النصيحة والمشورة المفيدة النافعة وغير ذلك من المصالح التي تعود بالنفع العاجل على المرء وعلى إخوانه المسلمين.

ولو تحقق أن كف المسلم لسانه عن إيذاء الناس وكف يده كذلك عن إيذاء الناس فلا يكسب بيده شراً وإنما يُعملها في الخير والنفع، ولو تحقق هذا لصار المسلم آمناً في سفره وفي إقامته وفي بيته وخارج بيته ولصار مجتمع المسلمين مجتمعاً فاضلاً على ما يحب الله ورسوله.ولساد الأمن والأمان مجتمع الإسلام.

من ملك الأمن ملك الدنيا بحذافيرها:

أيها الناس:

بين لطلاب الدنيا أن من يمتلك نعمة الأمن والأمان يمتلك الدنيا بحذافيرها فقال صلي الله عليه وسلم : ”  من أصبح منكم آمناً في سربه، معافى في جسده، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها”(الترمذي). فهؤلاء الذين يجرون خلف الدنيا والمال نقول لهم لو أنكم تمتلكون أموال قارون وقصور فرعون وضاعت منكم نعمة الأمن فلا قيمة لأموالكم وقصوركم وخدمكم وحشمكم ولا قيمة لكم بدون الأمن والأمان ..

أخوة الإيمان والإسلام :

هذا هو الإسلام دين السلام، السلام الذي يتحقق به الأمن، فيعيش العبد آمنا في حياته، يؤدي ما افترضه الله عليه حتى ينقضي وقته في الدنيا، فينتقل من أمن في دنياه الى أمن في آخرته كما قال تعالي :” مَن جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ خَيْرٌ مِّنْهَا وَهُم مِّن فَزَعٍ يَوْمَئِذٍ آمِنُونَ ” (النمل/89). فالمسلم ينشر الأمن في الدنيا، ويعمل على ترسيخه، ويجتهد للحفاظ عليه، حتى يلقى الله تعالى وتقول له الملائكة كما قال تعالي:”ادخلوها بسلام آمنين” (الحج/46).

فاللهم آمنا في أوطاننا، واصرف عنا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، والحمد لله رب العالمين.

اظهر المزيد

admin

مجلس إدارة الجريدة الدكتور أحمد رمضان الشيخ محمد القطاوي رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) تليفون (phone) : 01008222553  فيس بوك (Facebook): https://www.facebook.com/Dr.Ahmed.Ramadn تويتر (Twitter): https://twitter.com/DRAhmad_Ramadan الأستاذ محمد القطاوي: المدير العام ومسئول الدعم الفني بالجريدة. الحاصل علي دورات كثيرة في الدعم الفني والهندسي للمواقع وإنشاء المواقع وحاصل علي الليسانس من جامعة الأزهر.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »