خطبة الجمعة 3 سبتمبر 2021م للدكتور خالد بدير : السلام مع النفس والكون
خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م : السلام مع النفس والكون ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ: 26 محرم 1443هـ – 3 سبتمبر 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : السلام مع النفس والكون :
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير: السلام مع النفس والكون ، بصيغة word أضغط هنا.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : السلام مع النفس والكون ، بصيغة pdf أضغط هنا.
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة
عناصر خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : السلام مع النفس والكون : كما يلي:
أولًا: منزلة السلام في الإسلام
ثانيًا: السلام صورٌ ومجالاتٌ
ثالثًا: دعوةٌ إلى السلام
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 3 سبتمبر 2021م ، للدكتور خالد بدير : السلام مع النفس والكون : كما يلي:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونتوب إليه ونستغفره ونؤمن به ونتوكل عليه ونعوذ به من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا؛ ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمدًا عبده ورسوله؛ صلى الله عليه وسلم.أما بعد:
أولًا: منزلة السلام في الإسلام
إن السلام له منزلة كبيرة في الإسلام؛ والسلام مأخوذ من السلم والأمان ؛ والسلام من أسماء الله الحسني؛ قال تعالى: { الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ}(الحشر: 23). والسلام اسم من أسماء الجنة ؛ قال تعالى: { لَهُمْ دَارُ السَّلامِ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَهُوَ وَلِيُّهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} ( الأنعام : 127). وتحية الله للمؤمنين في الجنة السلام؛ قال تعالى: { تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلَامٌ ۚ وَأَعَدَّ لَهُمْ أَجْرًا كَرِيمًا}(الأحزاب: 44).
والسلام أحد الحقوق الواجبة في التحية بين المسلمين؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه: أَنَّ رسولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قال: ” حقُّ المسلمِ على المسلم خمس: ردُّ السلام، وعِيادةُ المريض، واتِّباعُ الجنازة، وإِجابةُ الدَّعْوَةِ وتشميتُ العاطس .” ( البخاري ومسلم ).
ولمنزلة السلام وأهميته ومكانته وصف النبي – صلى الله عليه وسلم- من بخل بالسلام بأنه أعجز الناس؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” إِنَّ أَعْجَزَ النَّاسِ مَنْ عَجَزَ بِالدُّعَاءِ ، وَإِنَّ أَبْخَلَ النَّاسِ مَنْ بَخِلَ بِالسَّلامِ ” .(الطبراني والبيهقي بسند صحيح).
لذلك كان من هديه – صلى الله عليه وسلم – السلام قبل الكلام؛ فعَنْ ابْنِ عُمَر َ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ:” السّلَامُ قَبْلَ السّؤَالِ، فَمَنْ بَدَأَكُمْ بِالسّؤَالِ قَبْلَ السّلَامِ فَلَا تُجِيبُوهُ “.( ابن عدي وابن النجار بسند حسن ) . قال النووي:” السنة أن المسلم يبدأ بالسلام قبل كل كلام، والأحاديث الصحيحة وعمل سلف الأمة وخلفها على وفق ذلك مشهورة، فهذا هو المعتمد في هذا الفصل”. ( شرح النووي).
إن أعظم ما يحسدنا عليه اليهود هو السلام والتأمين؛ لما فيهما من الفضل العظيم والثواب الجزيل؛ فعَنْ عَائِشَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:” مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ”( ابن ماجة وابن خزيمة بسند صحيح).
إن السلام هدف أسمى للشرائع السماوية كلها، ومن أهم غاياتها في الأرض، ومن ثم جاءت الرسالات تترى مؤكدة ضرورة المعاملة في ضوء السلم النفسي والأسرى والمجتمعي، فهذا نوح – عليه السلام – يخاطبه ربه بقوله تعالى: { يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلَامٍ مِنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِمَّنْ مَعَكَ }. ( هود: 48). وهذا إبراهيم – عليه السلام – لما وصل مع أبيه إلى نقطة لا يمكن معها الاتفاق، وأصر أبوه على طرده، قابل كل ذلك بسلام كما قال تعالى: { قَالَ أَرَاغِبٌ أَنْتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْرَاهِيمُ لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا * قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا }. ( 46 ؛ 47 ). فمع كل هذا الوعيد والتهديد من والد إبراهيم عليه السلام ، لم يقابله إبراهيم إلا بما يليق بما عليه الأديان من سلام مع النفس، وسلام مع الآخر، وسلام مع الكون كله، ومقابلة السيئة بالحسنة { قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّى إِنَّهُ كَانَ بِى حَفِيًّا }، وهذا عيسى – عليه السلام – في أحلك الظروف التي مرت بها أمه مريم عليها السلام؛ وما رُمِيت به؛ يلقى السلام على نفسه، فيقول: { وَالسَّلَامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدتُّ وَيَوْمَ أَمُوتُ وَيَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا }. ( مريم : 33 ) .
فالسلام هو الأصل الذي في العلاقات بين الناس جميعًا على اختلافهم، فالله سبحانه وتعالى عندما خلق البشر لم يخلقهم ليتعادوا أو يتناحروا ويستعبد بعضهم بعضًا، وإنما خلقهم ليتعارفوا ويتآلفوا ويعين بعضهم بعضًا، ويوحدوه بالعبادة سبحانه، وليعيش الناس في ظله سالمين آمنين على أنفسهم وأعراضهم وأموالهم.
ثانيًا: السلام صورٌ ومجالاتٌ
للسلام صور ومجالات عديدة تشمل هذا الكون الفسيح كله بما فيه ؛ ومن ذلك :
السلام مع النفس: وذلك بتطهيرها من الفساد والعصيان؛ والعمل على تزكيتها بالطاعة والطمأنينة والسكون النفسي . قال تعالى: { وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَن زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَن دَسَّاهَا }. (الشمس : 7 – 10). إن فلاح الإنسان أن يزكي نفسه وينميها إنماءً صالحًا بتحليتها بالتقوى وتطهيرها من الفجور، والخيبة والحرمان من السعادة لمن يدسيها . ولذلك كان صلى الله عليه وسلم يكثر من الدعاء بقوله: “اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَن زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا ” . (مسلم) .
ومنها: السلام مع أفراد المجتمع: وذلك بحسن معاملة الجميع ؛ وعدم التعرض لهم بأذى؛ فَعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو – رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا – ؛ عَنِ النَّبِيِّ – صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: « المُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ المُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ ». (متفق عليه). يقول الإمام ابنُ حجر -رحمه الله-: ” يقتضي حَصْر المسلم فيمن سلِم المسلمون من لسانه ويده، والمراد بذلك المسلم الكامل الإسلام الواجب؛ إذْ سلامة المسلمين من لسان العبد ويده واجبةٌ، وأذى المسلم حرامٌ باللِّسان واليد” أ.هـ (فتح الباري).
إن المسلم كما يؤجر على فعل الطاعات, كذلك يؤجر على كف الأذى, قال أبو ذر: ” قُلْت: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْت إنْ ضَعُفْت عَنْ بَعْضِ الْعَمَلِ؟ قَالَ: تَكُفُّ شَرَّك عَنْ النَّاسِ فَإِنَّهَا صَدَقَةٌ مِنْك عَلَى نَفْسِك ” (متفق عليه).
ومنها: السلام مع الجيران: وذلك بمد يد السلم والعون لهم ؛ ورفع الضر والأذى عنهم؛ لأن الأذى وإن كان حرامًا بصفة عامة فإن حرمته تشتد إذا كان متوجهًا إلى الجار، فقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من أذية الجار أشد التحذير , فعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ الْكَعْبِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:” وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللهِ لاَ يُؤْمِنُ، قَالُوا: وَمَا ذَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ ، قَالَ: الْجَارُ لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ ، قَالُوا : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، وَمَا بَوَائِقُهُ ؟ قَالَ : شَرُّهُ “. (البخاري) . وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَة، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ، إِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ كَثْرَةِ صَلَاتِهَا، وَصِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، غَيْرَ أَنَّهَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ” هِيَ فِي النَّارِ ”، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، فَإِنَّ فُلَانَةَ يُذْكَرُ مِنْ قِلَّةِ صِيَامِهَا، وَصَدَقَتِهَا، وَصَلَاتِهَا، وَإِنَّهَا تَصَدَّقُ بِالْأَثْوَارِ مِنَ الْأَقِطِ، وَلَا تُؤْذِي جِيرَانَهَا بِلِسَانِهَا، قَالَ: ” هِيَ فِي الْجَنَّةِ ” . (أحمد وابن حبان والحاكم وصححه) .
ومنها: السلام مع الدواب والطيور: وذلك بعدم إيذاء هذه الدواب والطيور والبهائم المعجمة التي لا تنطق؛ والتي سخرها الله لنا ؛ فعن عبداللَّهِ بن مَسعودٍ قالَ: ” كُنَّا معَ رسولِ اللَّهِ في سفَرٍ؛ فانطلقَ لحاجتِهِ فرأَينا حُمَّرةً معَها فرخانِ, فأخذنا فَرخَيها، فجاءتِ الحُمَّرةُ فجعلت تفرِشُ، فجاءَ النَّبيُّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ فقالَ: من فجعَ هذِهِ بولدِها؟ ردُّوا ولدَها إليها. ورأى قريةَ نملٍ قد حرَّقناها فقالَ: مَن حرَّقَ هذِهِ؟ قُلنا: نحنُ. قالَ: إنَّهُ لا ينبَغي أن يعذِّبَ بالنَّارِ إلَّا ربُّ النَّارِ ” . (أبو داود والحاكم وصححه).
ومنها: السلام مع غيم المسلمين: فقد أمر الله المسلمين في القرآن الكريم ببر ومسالمة مخالفيهم في الدين، الذين لم يتعرضوا لهم بالأذى والقتال؛ فقال تعالى: { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ } (الممتحنة:8).
قال الطبري: “عنى بذلك لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين من جميع أصناف الملل والأديان أن تبروهم وتصلوهم وتقسطوا إليهم .. وقوله: { إن الله يحب المقسطين } يقول : إن الله يحب المنصفين الذين ينصفون الناس ويعطونهم الحق والعدل من أنفسهم، فيبرون من برهم، ويحسنون إلى من أحسن إليهم.”
ثالثًا: دعوةٌ إلى السلام
أيها الإخوة المؤمنون: هذه دعوة لجميع المسلمين إلى التعامل بسلام مع جميع أطياف المجتمع؛ مع المسلمين وغير المسلمين؛ مع الأهل والجيران ؛ مع الأصدقاء والخِلَّان ؛ مع النبات والجماد والحيوان ؛ مع الكون كله ؛ علينا أن نظهر للعالم والكون كله السلام والأمن والأمان في ديننا الحنيف ؛ فيكون ذلك دعوة عملية لدخول الغير في الإسلام ؛ ولهذا أمر الله جميع المؤمنين أن يدخلوا في السلم والسلام فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ}[البقرة: 208].
إن النبي صلى الله عليه وسلم كان مثالًا حيًّا للأمن والأمان والسلام؛ ففي طريق الهجرة – ونحن في شهر الهجرة النبوية المشرفة – فرضت قريش دِيَّةً جائزة لمن يأتي بمحمد؛ فقام سراقة بن مالك وتبع النبي صلى الله عليه وسلم وصاحبه أبا بكر ؛ فلما رآه صلى الله عليه وسلم دعا عليه ؛ فساخت قدما فرسه في الأرض ؛ فنادى الأمان يا محمد ؟! فأعطاه النبي صلى الله عليه وسلم الأمان والسلام ؛ وكتب له كتابًا بذلك ؛ ووعده بأنه يلبس سواري كسرى ؛ فقال: كيف بك يا سراقة إذا لبست سواري كسرى وتاجه؟!!
فلما فتحت فارس والمدائن؛ وغنم المسلمون كنوز كسرى؛ أتى أصحاب رسول الله بها بين يدي عمر بن الخطاب ، فأمر عمر بأن يأتوا له بسراقة؛ وقد كان وقتها شيخًا كبيرًا قد جاوز الثمانين من العمر، وكان قد مضى على وعد رسول الله له أكثر من خمس عشرة سنة؛ فألبسه سواري كسرى وتاجه؛ وقال له ارفع يديك وقل الحمد لله الذي سلبهما كسرى بن هرمز وألبسهما سراقة الأعرابي . أ. ه
وهكذا كان السلام والأمان من النبي صلى الله عليه وسلم سببًا في إسلام سراقة ولبسه سواري كسرى .
إن السلام يعمل على نشر المودَّة والمحبَّة بين المسلمين؛ فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:” لَا تَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا ؛ وَلَا تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا ؛ أَوَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلَامَ بَيْنَكُمْ “.(مسلم). ولذلك قال عمر رضي الله عنه: «ثلاث يصفين لك ودّ أخيك: أن تسلّم عليه إذا لقيته، وتوسّع له في المجلس، وتدعوه بأحبّ أسمائه إليه».( البيهقي في الشعب).
إن كلمة السلام بمدلولها الشامل والعام تشير إلى تحية السلام بين المسلمين؛ ونشر السلام العالمي بين المسلمين وغيرهم من خلال نصوص القرآن والسنة؛ فكما أسس الرسول – صلى الله عليه وسلم – الدولة الجديدة في المدينة المنورة على أسس ثلاثة: المسجد؛ والمؤاخاة؛ والمعاهدات. فكذلك نحن في هذه المرحلة نحتاج إلى هذه الأسس الثلاثة في بناء وطننا الحبيب؛ وذلك من خلال السلام مع الله بامتثال المأمورات واجتناب المنهيات وإقامة شرعه وأحكامه؛ والسلام مع المسلمين بالتحية والحب والأمان؛ والتعايش السلمي مع غير المسلمين؛ ولذلك كان النبي – صلى الله عليه وسلم- يبدأ كتاباته لغير المسلمين بالسلام ويختمها بالسلام؛ لأن الإسلام دين السلام؛ فالزموا السلام في أقوالكم وأفعالكم وتعاملاتكم ؛ فكم دُفِعَ من شر بسبب كلمة “السلام عليكم”! وكم حلَّ من خيرات وبركات بسبب كلمة “السلام عليكم”! وكم وُصِلَتْ من أرحام بكلمة “السلام عليكم”! وبذلك نعيش في جو من الحب والإخاء والأمن والأمان والاستقرار محليًا وعالميًا؛ فالمسلم حين يلقي السلام على أخيه كأنه يقول له بلسان حاله: عش آمنًا مطمئنًا، ولا تخشى مني على نفسك وعرضك ومالك، وهذا بدوره يحقق الأمن والأمان والاستقرار بين أفراد المجتمع المسلم.
نسأل الله أن يجعلنا من أهل السلم والسلام؛ وأن يدخلنا الجنة دار السلام ؛؛؛
الدعاء،،،، وأقم الصلاة،،،، كتبه : خادم الدعوة الإسلامية
د / خالد بدير بدوي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف