خطبة الجمعة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 17 شوال 1445هـ ، الموافق 26 أبريل 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بصيغة word بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م بصيغة pdf بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 أبريل 2024م ، بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
تطبيقات حسن الخلق
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ (18) وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِن صَوْتِكَ ۚ إِنَّ أَنكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ (19) سورة لقمان.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، يقوم بناء هذا الدين على ثلاثة محاور أساسية، هي العقائد والعبادات، والقيم والأخلاق، بل تعد الأخلاق هي الترجمة الحقيقية والصورة المعبرة لجوهر الدين الإسلامي العظيم.
بل المتأمل في تشريعات الدين الإسلامي بما فيها العبادات يجد أن الأخلاق هي إحدى الغايات والأهداف المرجوة من فرضيتها، فعلى سبيل المثال: قال تعالى ((اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ ۖ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَىٰ عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ ۗ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ)) سورة العنكبوت (45) وقال: ((الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَّعْلُومَاتٌ ۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي الْحَجِّ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللَّهُ ۗ وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ ۚ وَاتَّقُونِ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ)) سورة البقرة (197).
تابع / خطبة الجمعة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
أيها المسلمون وقد كانت الأخلاق هي سمة جميع الأنبياء والمرسلين، فعلى سبيل المثال يقول تعالى ((إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لَحَلِيمٌ أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ) سورة هود (75) وقال عن نبيه إسماعيل عليه السلام ((وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ ۚ إِنَّهُ كَانَ صَادِقَ الْوَعْدِ وَكَانَ رَسُولًا نَّبِيًّا (54) وَكَانَ يَأْمُرُ أَهْلَهُ بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ وَكَانَ عِندَ رَبِّهِ مَرْضِيًّا)) سورة مريم (55) وقال (( يُوسُفُ أَيُّهَا الصِّدِّيقُ)) سورة يوسف (46)، وقال في حق حبيبه المصطفى صلى الله عليه وسلم ((وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ)) سورة القلم (4).
ويقول النبي صلى الله عليه وسلم كما عند البيهقي بسند صحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه ((إنما بُعِثْتُ لأُتَمِّمَ مكارمَ)) وفي روايةٍ (صالحَ) الأخلاقِ.
أيها المسلمون، وقد بيّن النبي صلى الله عليه وسلم مكانة الأخلاق في الإسلام في أحاديث كثيرة منها ما أخرجه الإمام أحمد وغيره بسند صحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ((أكمَلُ المؤمنين إيمانًا أحسَنُهم خُلقًا)) وأخرج الترمذي وغيره بسند صحيح عن أبى الدرداء رضي الله عنه قال صلى الله عليه وسلم ((ما مِن شَيءٍ أثقلُ في ميزانِ المؤمِنِ يومَ القيامةِ من حُسنِ الخُلُقِ، وإنَّ اللهَ يُبغِضُ الفاحِشَ البَذيءَ “)).
تابع / خطبة الجمعة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
أيها المسلمون، ودائماً ما يتضح المقال بالمثال، وهيا بنا نقترب أكثر من معلم الأخلاق والبشرية الأول سيدنا رسول الله صلى الله عليه، وكيف كان صلى الله عليه وسلم مدرسة في القيم والأخلاق فعلى سبيل المثال:
* تواضعه صلى الله عليه وسلم، فقد جاءت آيات القرآن الكريم تأمرنا بالتواضع فعلى سبيل المثال قوله تعالى ((وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا ۖ إِنَّكَ لَن تَخْرِقَ الْأَرْضَ وَلَن تَبْلُغَ الْجِبَالَ طُولًا)) (37)، ولذلك كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم له أمثلة كثيرة في التواضع منها ما أخرجه ابن ماجة وغيره بسند صحيح عن أبى مسعود عقبة بن عمرو ((أتى النَّبيَّ صلَّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ رجلٌ ، فَكَلَّمَهُ ، فجَعلَ ترعدُ فرائصُهُ ، فقالَ لَهُ : هوِّن عليكَ ، فإنِّي لستُ بملِكٍ ، إنَّما أَنا ابنُ امرأةٍ تأكُلُ القَديدَ)).
لاَ تَمْشِ فِي الأَرْضِ كَالطَّاووسِ مُفْتَخِراً ** وَلاَ كَلَيْثِ الْفَلا أَوْ مِشْيَةِ الْحَجَلِ
فََمَـا التَّـكَـبُّـرُ إِلاّ ذِلَّـةٌ وَقَـذًى ** وَمَـا التَّـوَاضُعُ إِلاَّ رِفْعَةُ الرَّجُلِ
وَصُـنْ لِسَانَكَ تَسْلَمْ مِنْ عَـوَاقِـبِهِ ** فَطَعْنَةُ الْقَوْلِ فَاقَتْ طَعْنَةَ الأَسَلِ
دَعِ الْجِـدَالَ فَفِـيْـهِ السُّمُّ مُنْغَمِسٌ ** وَأَيُّ خَيْـرٍجَنَاهُ الْمَرْءُ مِنْ جَدَلِ
أيها المسلمون كذلك من التطبيق العملي للأخلاق في الإسلام العفو والتسامح، وهو خلق أشار إليه القرآن الكريم في مناسبات عدة:
كقوله تعالى: ((وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ ۗ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) سورة آل عمران (134).
وكما جاء على لسان نبى الله يوسف ((قَالَ لَا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ ۖ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ ۖ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ)) سورة يوسف (92).
وقال تعالى ((وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا ۖ فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ ۚ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ)) سورة الشورى (40).
تابع / خطبة الجمعة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
وكذلك سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم طبّق هذا الأمر عملياً فى مواقف عدة يكفي ما تمثل به النبي صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة وغيره، وهو القائل صلى الله عليه وسلم كما في صحيح مسلم عن أبى هريرة رضي الله عنه ((ما نقصَ مالٌ من صدقةٍ ولا زاد اللهُ عبدًا يعفو إلّا عزًّا ومَن تواضعَ للهِ رفعَهُ اللهُ)).
وهكذا أيضاً نزل القرآن الكريم مخاطباً الصديق رضي الله عنه يطالبه بالعفو، قال تعالى ((وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنكُمْ وَالسَّعَةِ أَن يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَىٰ وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ۖ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)) سورة النور (22).
الخطبة الثانية
فهنيئاً لكل من حسن خلقه، يكفي أنهم من أحب الناس وأقربهم إلى رسول الله يوم القيامة. فقد يتصور البعض أن القرب من رسول الله صلى الله عليه وسلم قد يكون بكثرة الصلاة أو الزكاة أو الصيام، ولكن اسمع ما يقوله الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم كما فى الترغيب والترهيب بسند صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ((إنَّ من أحبِّكم إليَّ، وأقربِكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ أحاسِنُكم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكم إليَّ وأبعدَكم مني مجلسًا يومَ القيامةِ الثَّرثارونَ، والمُتشدِّقونَ، والمُتفيهقونَ، قالوا: قد علِمْنا الثرثارونَ والمتشدِّقونَ، فما المتفيهقونَ؟ قال: المُتكبِّرونَ)).
تابع / خطبة الجمعة 26 أبريل 2024م بعنوان : تطبيقات حُسن الخلق
فَإِذا رُزِقتَ خَــليقَةً مَحمــودَةً فَقَدِ اِصطَفاكَ مُقَسِّمُ الأَرزاقِ
فَالـناسُ هَــذا حَظُّهُ مـالٌ وَذا عِـلمٌ وَذاكَ مَـكارِمُ الأَخــلاقِ
وَالمالُ إِن لَم تَدَّخِرهُ مُحَصَّنا بِالعِـلمِ كانَ نِهــايَةَ الإِمــلاقِ
وَالعِلمُ إِن لَــم تَكتَنِفهُ شَمائِـلٌ تُعليهِ كـانَ مَـطِيَّةَ الإِخــفـاقِ
لا تَحسَـبَنَّ العِـلمَ يَنفَعُ وَحـدَهُ مــا لَـم يُتَــوَّج رَبُّـهُ بِخَــلاقِ
اللهم كما أحسنت خلقنا فحسن أخلاقنا
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف