أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 3 جمادي الأولي 1445هـ ، الموافق 17 نوفمبر 2023م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بصيغة word بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 نوفمبر 2023م ، بعنوان : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات

“”””””””””””””””””””””””””””””

الحمد لله رب العالمين، ولى الصالحين، وناصر المستضعفين، وملاذ ومفزع المكروبين، ورجاء وأمل المكلومين.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز على لسان نبي الله يعقوب ((وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) سورة يوسف (87).

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.

أما بعد

أيها المسلمون، فلو لم يكن للإنسان منا آمال وأحلام يطمع ويطمح لتحقيقها أثناء حياته، أشبه ما تكون بدوافع تدفعه إلى الأخذ بالأسباب، والجد والاجتهاد في الحياة، لو لم يكن كذلك لأصيب الناس بالجمود وتعطلت مصالح البلاد والعباد، فبدون الأمل تمرض النفوس وتشقى الأرواح، فالأمل للنفس هو بمثابة الماء للجسد، فكما يهلك الجسد إذا حرم الماء، كذلك تشقى وتتحطم النفس إذا غاب عنها الأمل والتفاؤل، وما اروع قول القائل في هذا المعنى:

أعللُ النفس بالآمال أرقبها * * * ما أضيق العيش لولا فُسحة الأمل

تابع / خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط

أيها المسلمون، لقد أمرنا الله ((سبحانه وتعالى بأن نجد ونجتهد من أجل أن نحظى بمغفرته ورضوانه في الآخرة، وفى نفس الوقت، أمرنا أن لا نهمل  ونقصر في حياتنا الدنيا، وأن العاقل من الناس هو من يوازن بين العمل من أجل الآخرة والعمل في حياتنا الدنيا مصداقاً لقوله تعالى: (وَابْتَغِ فِيمَا آتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآخِرَةَ ۖ وَلَا تَنسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا ۖ وَأَحْسِن كَمَا أَحْسَنَ اللَّهُ إِلَيْكَ ۖ وَلَا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الْأَرْضِ ۖ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ) سورة القصص  (77).

وهكذا أيها المسلمون فإن التمسك بالأمل خاصة وقت المحن والبلايا لا يكون إلا من قلب عامر بالإيمان بالله تعالى، فهو قلب رغم ما يعانيه من ضيق وشدة وألم، فأمله ورجاؤه وظنه في الله لا يخيب، فهو يعلم يقيناً أن الشمس ستشرق لا محالة مهما طالت ظلمة الليل، إنه قلب يؤمن بأن الله على كل شيء قدير، نعم إنه ذلكم القلب الذى يوقن ويؤمن بقوله تعالى: ((وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ ۚ إِنَّهُ كَانَ عَلِيمًا قَدِيرًا)) سورة فاطر – 44، إن الإنسان الذي يتمسك بالأمل لهو إنسان على إيمان ومعرفة قوية بالله، فهو يعلم أن الله سبحانه وتعالى مهيمن على الكون بما فيه، الكون كله في قبضته، يصرفه كيف يشاء، سبحانه يخرج من الأحجار أنهاراً، وجعل من الشجر الأخضر ناراً سبحانه كما قال عن نفسه ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَن يَقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ (82) فَسُبْحَانَ الَّذِي بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (83)) سورة يس.

أيها المسلمون، من هذا المنطلق أعلنها القرآن الكريم بكل صراحة في أكثر من موضع بين فيه أن اليأس والقنوط يتنافى تماماً مع الإيمان الحقيقي بالله جل وعلا فقال تعالى على لسان يعقوب عليه السلام ((وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ)) سورة يوسف (87). كما قال أيضاً على لسان خليل الرحمن إبراهيم ((قَالَ وَمَن يَقْنَطُ مِن رَّحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ)) سورة الحجر (56).

وهكذا فإن المؤمن دائماً متسلح بالأمل والتفاؤل والصبر والعمل والأخذ بالأسباب مصداقاً لقول الشاعر:

أَخْلِقْ بِذي الصَّبْرِ أَنْ يَحْظَى بحاجَتِهِ * * * ومُدْمِنِ القَرْعِ لِلأَبْوابِ أَنْ يَلِجا

أيها المسلمون إن المتأمل والمتمعن في سيرة وحياة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، فإنه سيرى كم كان النبي صلى اللّه عليه وسلم بهذه الشخصية القيادية التربوية العظيمة، كم كان يبث روح الأمل في نفوس أصحابه ويدعوهم إلى التسلح بالصبر والعمل رغم قسوة ومرارة ما يتعرضون له فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن خباب بن الأرت قال ((شَكَوْنا إلى رَسولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وهو مُتَوَسِّدٌ بُرْدَةً له في ظِلِّ الكَعْبَةِ فَقُلْنا: ألا تَسْتَنْصِرُ لنا ألا تَدْعُو لَنا؟ فقالَ: قدْ كانَ مَن قَبْلَكُمْ، يُؤْخَذُ الرَّجُلُ فيُحْفَرُ له في الأرْضِ، فيُجْعَلُ فيها، فيُجاءُ بالمِنْشارِ فيُوضَعُ علَى رَأْسِهِ فيُجْعَلُ نِصْفَيْنِ، ويُمْشَطُ بأَمْشاطِ الحَدِيدِ، ما دُونَ لَحْمِهِ وعَظْمِهِ، فَما يَصُدُّهُ ذلكَ عن دِينِهِ، واللَّهِ لَيَتِمَّنَّ هذا الأمْرُ، حتَّى يَسِيرَ الرَّاكِبُ مِن صَنْعاءَ إلى حَضْرَمَوْتَ، لا يَخافُ إلَّا اللَّهَ، والذِّئْبَ علَى غَنَمِهِ، ولَكِنَّكُمْ تَسْتَعْجِلُونَ)).

وفى غزوه بدر بعد أن أشار النبي صلى الله عليه وسلم على أصحابه واستمع إلى رأيهم ومشورتهم إذا به يبث فيهم روح الأمل والوعد بالنصر كما ذكر ذلك ابن كثير في البداية والنهاية وغيره قال ((سيروا على بركة الله وأبشروا، فإن الله قد وعدني إحدى الطائفتين، والله لكأني أنظر الآن إلى مصارع القوم غدًا)).

وفى الهجرة النبوية الشريفة كاد اليأس أن يتسلل إلى الصديق أبى بكر، لولا أن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بث فيه روح الأمل والتفاؤل فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه عن أبى بكر الصديق رضي الله عنه قال ((قُلتُ للنَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأَنَا في الغَارِ: لو أنَّ أحَدَهُمْ نَظَرَ تَحْتَ قَدَمَيْهِ لَأَبْصَرَنَا، فَقَالَ: ما ظَنُّكَ يا أبَا بَكْرٍ باثْنَيْنِ اللَّهُ ثَالِثُهُمَا؟!)).

تابع / خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط

أيها المسلمون، إن التمسك بالأمل خاصةً وقت المحن والأزمات يجعل المسلم يبذل أقصى ما في وسعه ويجد ويجتهد ويخلص ويتفانى في أداء عمله، رغم إنه ربما كل الظروف من حوله قد تضعف من عزيمته وتثنيه عن جده واجتهاده ولكنه دائماً يضع امام عينيه قوله تعالي ((إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ إِنَّا لَا نُضِيعُ أَجْرَ مَنْ أَحْسَنَ عَمَلًا)) سورة الكهف (30)، فهو يعلم أن التسلح بالصبر والعمل والأمل هو المخرج وطريق النجاة الوحيد لكي تمر الأزمات على خير. ولذلك يروى بسند فيه مقال عن أنس قال: ((إنَّما الأَمَلُ رَحْمَةٌ مِنَ الله لأُمَّتِي لوْلا الأَمَلُ ما أرْضَعَتْ أمٌّ وَلَدًا ولا غَرَسَ غارِسٌ شَجَرًا).

ويقول ابن حجر أيضاً: في الأمل سر لطيف؛ لأنه لولا الأمل ما تهنئ أحد بعيش، ولا طابت نفسه أن يشرع في عمل من الأعمال.

أيها المسلمون، لا يفوتنا أبدأ ونحن نتكلم عن الأمل، أن نغفل أو أن نتناسى نبي الله يعقوب، وهو نموذج أقدمه لكل من تفتر عزيمته ويقل صبره ويتولد لديه اليأس والقنوط.

أين ما أنت فيه من بلاء وأزمات مقارنة بما حدث لنبي الله يعقوب؟، الذى رغم طول الانتظار لسنين عديدة، ورغم المحاولات المستميتة من إخوة يوسف لأبيهم لزرع الإحباط واليأس في قلبه ، تحطم كل ذلك أمام قلب يملؤه الأمل والثقة في الله  مما جعله يقول لهم كما قال القران الكريم على لسانه  ((قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (86) يَا  بَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلَا تَيْأَسُوا مِن رَّوْحِ اللَّهِ ۖ إِنَّهُ لَا يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْكَافِرُون (87)  سورة يوسف.

تابع / خطبة الجمعة 17 نوفمبر 2023م : التمسك بالأمل والاجتهاد في العمل وقت الأزمات ، للشيخ خالد القط

الخطبة الثانية

أيها المسلمون وهكذا فإن التمسك بالأمل والجد والاجتهاد في العمل هو السبيل الوحيد للخروج من الأزمات، كما أنه ما ينبغي للمسلم أبدأ أن يتسلل إلى نفسه الشعور باليأس والإحباط، وكن على ثقة دائماً في فرج الله سبحانه وتعالى.

كما يجب أن نكون على حذر من بعض الذين يزرعون القنوط والإحباط واليأس في النفوس، ولنعلم أن من يفعل ذلك يكون أثماً في حق نفسه وفى حق المجتمع والوطن عموماً، ولهذا يقول حبيبنا محمد صلى الله عليه وسلم كما أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه ((إذا قال الرَّجُلُ: هلَك النّاسُ فهو أهلَكُهم)) وفى رواية أخرى بسند صحيح أيضاً ((فهو أهلَكَهم)).

فاستبشروا خيراً عباد الله، واعلموا أن القادم خير بإذنه تعالى لمصرنا الحبيبة ولأمتنا كلها، وأنه سيحل النماء والرخاء على الجميع بفضل الله وحوله وقوته، واعلم حين تشعر أن المنافذ كلها مغلقة، سيصل إليك لطف الله من المنفذ المستحيل.

لا تيأسن إذا ما ضقت من فرج * يأتي به الله في الروحات والدلج

فما تجرع كأس الصبر معتصم * بالله إلا سقاه الله بالفرج

اللهم احفظ مصر من كل مكروه وسوء وأدم علينا نعمتي الأمن والأمان

كتبه : الشيخ خالد القط

كتبه : الشيخ خالد القط

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »