أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : حق الزمالة والجوار

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : حق الزمالة والجوار ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 8 جماد أول 1444هـ ، الموافق 2 ديسمبر 2022م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير :  حق الزمالة والجوار :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير: حق الزمالة والجوار ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : حق الزمالة والجوار ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير : حق الزمالة والجوار : كما يلي:

أولًا: حقوقُ الزمالةِ في الإسلامِ

ثانيًا: حقوقُ الجوارِفي الإسلامِ

ثالثًا: الزمالةُ والجوارُ مبادئٌ ومواقف

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  2 ديسمبر 2022م ، للدكتور خالد بدير: حق الزمالة والجوار : كما يلي:

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهّ وحدَهُ لا شريكَ لهُ وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير

أولًا: حقوقُ الزمالةِ في الإسلامِ

للزمالةِ والصداقةِ والصحبةِ في الإسلامِ حقوقٌ كثيرةٌ تتمثلُ فيما يلي:

الحقُّ الأولُ: الحبُّ في اللهِ والبغضُ في اللهِ: فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: ” مَنْ أَحَبَّ لِلَّهِ، وَأَبْغَضَ لِلَّهِ، وَأَعْطَى لِلَّهِ، وَمَنَعَ لِلَّهِ فَقَدِ اسْتَكْمَلَ الإيمَانَ”.( أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي). أي أنَّ الحبَّ والبغضَ لا يكونُ لأهواءٍ شخصيةٍ، أو مصلحةٍ دنيويةٍ.

الحقُّ الثانِي: التناصحُ: فيجبُ على كلِّ زميلٍ وصديقٍ أنْ يكونَ ناصحًا أمينًا للآخر، يقولُ تعالَى: { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }. [التوبة: 71]، وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِاللَّهِ، قَالَ:” بَايَعْتُ رَسُولَ اللَّهِ عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ”.( متفق عليه). وعَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ ، قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟ قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ».( مسلم).

الحقُّ الثالثُ: حفظُ الأعراضِ: وذلك بعدمِ ذكرِ أخيهِ بغيبةٍ أو نميمةٍ، أو إفشاءِ سرِّ بيتهِ، أو إحداثِ وقيعةٍ بينَ زميلهِ ورئيسهِ، أو الكذبِ والخيانةِ مِن أجلِ الوصولِ على حسابِ زميلهِ، وليعلم أنَّ هذه الكلمةَ كثيرًا ما أوقعتْ القتلَى، وسببتْ سفكَ الدماءِ، وهدّمتْ الأسرَ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ قَالَ: ” إِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ رِضْوَانِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَاتٍ، وَإِنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالكَلِمَةِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ، لاَ يُلْقِي لَهَا بَالا، يَهْوِي بِهَا فِي جَهَنَّمَ”.(البخاري).

 فلنتقِ اللهَ في أعراضِ المسلمين فمِن حقِّي عليكَ وحقِّكَ عليَّ أنْ ندافعَ عن أعراضِ بعضِنَا، لا أنْ نقعَ في أعراضِ بعضِنَا، ونبيُّنَا يحذرُنَا مِن خطرِ الوقوعِ في أعراضِ المسلمين، فقد روى الطبرانيُّ في الأوسطِ بسندهِ عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : ” الرِّبَا اثْنَانِ وَسَبْعُونَ بَابًا، أَدْنَاهَا مِثْلُ إِتْيَانِ الرَّجُلِ أُمَّهُ، وَأَرْبَى الرِّبَا اسْتِطَالَةُ الرَّجُلِ فِي عِرْضِ أَخِيهِ “.

الحقُّ الرابعُ: صفاءُ القلبِ: فيجبُ أنْ نُصفِّيَ قلوبَنَا مِن الغلِّ والحقدِ والحسدِ، فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ” لا تَحَاسَدُوا، وَلا تَنَاجَشُوا، وَلا تَبَاغَضُوا، وَلا تَدَابَرُوا، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا “.(مسلم).

وصفاءُ القلبِ صفةُ أهلِ الجنةِ. قالَ تعالَى: { وَنَزَعْنَا مَا فِى صُدُورِهِم مّنْ غِلّ إِخْوَانًا عَلَىٰ سُرُرٍ مُّتَقَـٰبِلِينَ}.[الحجر:47]. فلننتبِهْ لقلوبِنَا ونطهرهَا مِن شوائبِ الغلِّ والحقدِ والحسدِ، فهذا أفضلُ طرقِ الجنةِ.

ونحن نعلمُ قصةَ الرجلِ الذي طلعَ على النبيِّ وصحابتهِ الكرامِ ثلاثَ مراتٍ، وأخبرَ النبيُّ أنَّه مِن أهلِ الجنةِ، لأنَّهُ يبيتُ وليسَ في قلبِهِ غلٌ أو حقدٌ لأحدٍ، والقصةُ في مسندِ الإمامِ أحمد.

الحقُّ الخامسُ: الزيارةُ في اللهِ: فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أَنَّ رَجُلًا زَارَ أَخًا لَهُ فِي قَرْيَةٍ أُخْرَى ، فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ ، عَلَى مَدْرَجَتِهِ ، مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ ، قَالَ : أَيْنَ تُرِيدُ ؟ قَالَ : أُرِيدُ أَخًا لِي فِي هَذِهِ الْقَرْيَةِ ، قَالَ : هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا ؟ قَالَ : لَا ، غَيْرَ أَنِّي أَحْبَبْتُهُ فِي اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، قَالَ: فَإِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ ، بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ ”(مسلم). ويقولُ اللهُ تعالى في الحديثِ القدسِي: ” وَجَبَتْ مَحَبَّتِي لِلْمُتَحَابِّينَ فِيَّ ؛ وَالْمُتَجَالِسِينَ فِيَّ ؛ وَالْمُتَزَاوِرِينَ فِيَّ ؛ وَالْمُتَبَاذِلِينَ فِيَّ ” (أحمد وابن حبان والحاكم وصححه).

الحقُّ السادسُ: التعاونُ وقضاءُ الحوائجِ: وفي ذلك يقولُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا، نَفَّسَ اللهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ، يَسَّرَ اللهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا، سَتَرَهُ اللهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، وَاللهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ».(مسلم).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير

ثانيًا: حقوقُ الجوارِفي الإسلامِ

لقد اهتمَّ الإسلامُ بالجارِ وحقوقهِ اهتمامًا كبيرًا، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالْجَارِ، حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ»( متفق عليه).

لذلكَ جعلَ الإسلامُ الإحسانَ إلى الجيرانِ مِن كمالِ الإيمانِ. قال النبيُّ : «مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُحْسِنْ إِلَى جَارِهِ »(متفق عليه). وفي المقابلِ نفَى النبيُّ الإيمانَ عن كلِّ مَن يُؤذِي جارَهُ، فعَنْ أَبِي شُرَيْحٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ، وَاللَّهِ لاَ يُؤْمِنُ» قِيلَ: وَمَنْ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ قَالَ: «الَّذِي لاَ يَأْمَنُ جَارُهُ بَوَائِقَهُ»(البخاري). بوائقَهُ: شرَّهُ. وعَنْ أَنَسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ” وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَا يُؤْمِنُ عَبْدٌ حَتَّى يُحِبَّ لِجَارِهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ “( مسلم).

 ولنضربْ مثالًا عمليًّا على هذه المحبةِ بينَ الجيرانِ. فقد روى: ” أنَّ بعضَهُم شكَا كثرةَ الفئرانِ في دارهِ، فقيلَ له: لو اقتنيتَ هرًّا، أي: قطةً؛ حتى يهربَ الفأرُ مِن دارِك، فقال: أخشَى أنْ يسمعَ الفأرُ صوتَ الهرِّ، فيهربَ إلى الجيرانِ، فأكونَ قد أحببتُ لهم ما لا أحبُّ لنفسِي” (إحياء علوم الدين).

 وللجارِ على جارهِ حقوقٌ كثيرةٌ، وقد لخصَ الإمامُ أبو حامدٍ الغزالي -رحمه اللهُ- حقوقَ الجارِ على جارهِ فقال:” وجملةُ حقِّ الجارِ: أنْ يبدَأَهُ بالسلامِ، ولا يطيلَ معه الكلامَ، وَيَعُودَهُ فِي الْمَرَضِ، وَيُعَزِّيَهُ فِي الْمُصِيبَةِ وَيَقُومَ مَعَهُ فِي الْعَزَاءِ، وَيُهَنِّئَهُ فِي الْفَرَحِ وَيُظْهِرَ الشَّرِكَةَ فِي السرورِ معهُ، ويصفحَ عن زلاتهِ، ولا يتطلعُ مِنَ السَّطْحِ إِلَى عَوْرَاتِهِ، وَلَا يُضَايِقُهُ فِي وضعِ الجذعِ على جدارهِ، ولا في مصبِّ الماءِ في ميزابهِ، ولا في مطرحِ الترابِ في فنائهِ، ولا يضيقُ طرقَهُ إِلَى الدَّارِ، وَلَا يُتْبِعُهُ النَّظَرَ فِيمَا يَحْمِلُهُ إِلَى دَارِهِ، وَيَسْتُرُ مَا يَنْكَشِفُ لَهُ مِنْ عَوْرَاتِهِ، وَيُنْعِشُهُ مِنْ صَرْعَتِهِ إِذَا نَابَتْهُ نَائِبَةٌ، وَلَا يَغْفُلُ عَنْ مُلَاحَظَةِ دَارِهِ عِنْدَ غَيْبَتِهِ، وَيَغُضُّ بَصَرَهُ عَنْ حُرْمَتِهِ، وَلَا يُدِيمُ النَّظَرَ إِلَى خَادِمَتِهِ، وَيَتَلَطَّفُ بولده فِي كَلِمَتِهِ، وَيُرْشِدُهُ إِلَى مَا يَجْهَلُهُ مِنْ أَمْرِ دِينِهِ وَدُنْيَاهُ” (إحياء علوم الدين).

 ولقد طبقَ هذه المعانِي والحقوقَ سلفُنَا الصالحُ رضي اللهُ عنهم، وضربُوا لنَا أروعَ الأمثلةِ في الإحسانِ إلى الجارِ وتحملِ أذاه، فيُروى أنَّ مالكَ بنَ دينارٍ – رحمَهُ اللهُ تعالى – كان له جارٌ يهوديٌّ، فحولَ اليهوديُّ مستحمَّهُ إلى جدارِ البيتِ الذي فيه مالك، وكان الجدارُ متهدِّمًا، فكانتْ تدخلُ منه النجاسةُ، ومالكٌ ينظفُ البيتَ كلَّ يومٍ ولم يقلْ شيئًا، وأقامَ على ذلك مدةً وهو صابرٌ على الأذَى، فضاقَ صدرُ اليهوديِّ مِن كثرةِ صبرهِ على هذه المشقةِ، فقال له: يا مالكٌ، آذيتُكَ كثيرًا وأنت صابرٌ، ولم تخبرنِي، فقال مالكٌ: قال رسولٌ اللهِ : ” ما زالَ جبريلُ يوصينِي بالجارِ، حتى ظننتُ أنَّه سيورِّثهُ” ( البخاري)، فندِم اليهوديُّ وأسلمَ.

فينبغي عليك أنْ تحسنَ إلى جارِكَ وتصبرَ على أذاه، يقولُ الحسنُ البصريُّ: ” ليس حُسنُ الجوارِ كفَّ الأذَى عن الجارِ، ولكنْ حسنُ الجوارِ: الصبرُ على الأذَى مِن الجارِ”. ويروى أنَّ رجلًا جاءَ إلى عبدِاللهِ بنِ مسعودٍ – رضي اللهّ عنه – فقال له: إنَّ لي جارًا يُؤذينِي ويشتمنِي، ويُضيِّقُّ عليَّ، فقال: اذهبْ، فإنْ هو عصَى اللهَ فيك، فأطعْ اللهَ فيه”. 

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير

ثالثًا: الزمالةُ والجوارُ مبادئٌ ومواقف

إنَّ الزمالةَ والجوارَ مبادئٌ ومواقف، فلا يُعْرَفُ الجارُ أو الزميلُ إلَّا وقتَ العسرِ والشدةِ والضيقِ والحاجةِ، وإنَّك لو نظرتَ إلى واقعِنَا المعاصرِ تجد أنَّ الصداقةَ مِن أجلِ المصلحةِ والمنفعةِ، فإذا انتهتْ المصلحةُ انقطعَ حبلُ الصداقةِ، وتجد الشخصَ يتوددُ إليكَ بالكلامِ المعسولِ، ويقابلُكَ بالقبلاتِ والمعانقةِ، فإذا احتجتَ إليه وقتَ العسرِ والشدةِ كأنَّه لا يعرفُكَ، وكان أبعدَ الناسِ منك، ولا تجدهُ عندَ الحاجةِ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ” إِنَّمَا النَّاسُ كَالْإِبِلِ الْمِائَةِ ؛ لَا تَكَادُ تَجِدُ فِيهَا رَاحِلَةً ” ( متفق عليه ).

يقولُ ابنُ حجرٍ – رحمه اللهُ – : ” المعنى: لا تجدُ في مائةِ إبلٍ راحلةً تصلحُ للركوبِ؛ لأنَّ الذي يصلحُ للركوبِ ينبغِي أنْ يكونَ وطيئًا سهلَ الانقيادِ ، وكذا لا تجدُ في مائةٍ مِن الناسِ مَن يُصلحُ للصحبةِ، بأنْ يعاونَ رفيقَهُ ويلينَ جانبَهُ” (فتح الباري).

وفي ذلك يقولُ لقمانُ الحكيمُ: ثلاثةٌ لا يُعرفونَ إلَّا عندَ ثلاثةٍ: لا يُعرفُ الحليمُ إلَّا عندَ الغضبِ، ولا يُعرفُ الشجاعُ إلَّا عندَ الحربِ، ولا يُعرفُ الأخُ إلَّا عندَ الحاجةِ إليهِ ( المجالسة وجواهر العلم للدينوري).

وكفي بالواقعِ المعاصرِ على ذلك دليلًا!!! وصدقَ مَن قال:

لا خيرَ فـي ودِّ امـريءٍ مُتملِّـقٍ ……… حُلـوِ اللسـانِ وقلبـهُ يتلهَّـبُ

يلقاكَ يحلفُ أنـه بـكَ واثـقٌ …….. وإذا تـوارَى عنـكَ فهـوَ العقـرَبُ

يُعطيكَ من طَرَفِ اللِّسانِ حلاوةً…. ويَروغُ منكَ كمـا يـروغُ الثّعلـبُ

لذلك كان النبيَّ يستعيذُ مِن زمالةٍ وصحبةِ السوءِ والجارِ السوءِ، فعَنْ عُقْبَةَ بنِ عَامِرٍ، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ:” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ يَوْمِ السُّوءِ، وَمِنْ لَيْلَةِ السُّوءِ، وَمِنْ سَاعَةِ السُّوءِ، وَمِنْ صَاحِبِ السُّوءِ، وَمِنْ جَارِ السُّوءِ فِي دَارِ الْمُقَامَةِ ” [الطبراني وابن حبان في صحيحه وحسنه].

أختمُ هذا اللقاءَ بهذينِ الموقفينِ الذين يدلانِ على الزمالةِ والصداقةِ والصحبةِ الحقيقيةِ:

الموقفُ الأولُ: مع الصديقِ أبي بكرٍ رضي اللهُ عنه وصاحبِهِ ، ففي طريقِ الهجرةِ روي: ” أنَّ أبا بكرٍ ليلةَ انطلقَ مع رسولِ اللهِ إلى الغارِ، كان يمشِي بينَ يديهِ ساعةً، ومِن خلفهِ ساعةً، فسألَهُ؟ فقال: أذكرُ الطلبَ (ما يأتي مِن الخلفِ) فأمشِي خلفكَ، وأذكرُ الرصدَ (المترصدَ في الطريقِ) فأمشِي أمامَك، فقالَ : ” لو كان شيءٌ أحْبَبْتَ أنْ تُقتلَ دونِي؟ “، قال: أي والذي بعثكَ بالحقِّ، فلمَّا انتهيَا إلى الغارِ قال: مكانَكَ يا رسولَ اللهِ حتى أستبرئَ لك الغارَ، فاستبرَأَهُ ” (زاد المعاد – ابن القيم).

 فقد ضربَ الصديقُ رضي اللهُ عنه لنَا مثلًا رائعًا في أنَّ الصداقةَ مبادئٌ ومواقف، وليستْ شعاراتٍ وأقوالًا، وهكذا الصداقةُ الحقيقيةُ، وللهِ دَرُّ مَن قال:

جزى اللهُ الشدائدَ كلَّ خيرٍ   * * * * *   عرفتُ بها عدويِّ مِن صديقِي

الموقفُ الثانِي: ” روى أبو عليٍّ الرباطِي قال: صحبتُ عبدُ اللهِ الرازِي وكان يدخلُ الباديةَ فقالَ: على أنْ تكونَ أنت الأميرُ أو أنا ؟ فقلتُ: بل أنت فقال: وعليك الطاعة، فقلتُ: نعم فأخذَ مخلاةً ووضعَ فيها الزادَ وحملَهَا على ظهرِهِ فإذا قلتُ له أعطنِي. قال: ألستَ قلتَ: أنتَ الأميرُ؟ فعليك الطاعة، فأخذنَا المطرُ ليلةً فوقفَ على رأسِي إلى الصباحِ وعليه كساءٌ وأنا جالسٌ يمنعُ عني المطر، فكنتُ أقولَ مع نفسِي: ليتنِي متُّ ولم أقلْ: أنتَ الأميرُ” ( إحياء علوم الدين – أبو حامد الغزالي). هكذا كانت الصداقةُ والزمالةُ والصحبةُ الحقيقيةُ المنشودةُ.

 ألَا فلنرجعْ إلى ما كانَ عليهِ سلفُنَا الصالحُ رضي اللهُ عنهم، مِن حُبِّ وإيثارٍ وتعاونٍ وتكافلٍ، لنكونَ خيارَ الناسِ عندَ اللهِ تعالى، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «خَيْرُ الْأَصْحَابِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِصَاحِبِهِ، وَخَيْرُ الْجِيرَانِ عِنْدَ اللَّهِ خَيْرُهُمْ لِجَارِهِ».( أحمد والطبراني والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا الصحبةَ الصالحةَ والجارَ الصالحَ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ.

الدعاء،،،،                وأقم الصلاة،،،،                  كتبه : خادم الدعوة الإسلامية        د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »