أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : الدين يسر (التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات)

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات ، للدكتور خالد بدير ، بتاريخ 13 جمادي الثانية 1444هـ ، الموافق 6 يناير 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م ، للدكتور خالد بدير : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات :

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م ، للدكتور خالد بدير: الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م ، للدكتور خالد بدير : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م ، للدكتور خالد بدير : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات : كما يلي:

أولًا: الإسلامُ دينُ، اليسرٍ والسماحةِ

ثانيًا: مظاهرُ وصورُ اليسرِ والسماحةٍ

ثالثًا: اليسرُ والسماحةُ بينَ النظريةِ والتطبيقِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة  6 يناير 2023م ، للدكتور خالد بدير: الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات : كما يلي:

 

خطبةُ بعنوان: الدينُ يسرٌ ( التيسيرُ في العباداتِ والسماحةُ في المعاملات) بتاريخ: 13 جمادى الآخرة 1444هـ – 6 يناير 2023م

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: الإسلامُ دينُ، اليسرٍ والسماحةِ

إنَّ دينَنَا الحنيفَ دينُ اليُسرِ والسماحةِ، فهو قائمٌ على اليسرِ وعدمِ المشقةِ، فالتيسيرُ على العبادِ مرادُ اللهِ، والمشقةُ لا يريدُهَا اللهُ لعبادِهِ: {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}.[البقرة: 185]، ومِن يُسرِ الإسلامِ أنَّ اللهَ لم يكلفْ هذه الأمةَ إلّا بمَا تستطيع، قال تعالى: {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا}.(البقرة: 286).

ولأهميةِ اليسرِ في الشريعةِ الإسلاميةِ عنونَ لهُ الإمامُ البخاريُّ بابًا خاصًا في صحيحهِ وسمَّاهُ: ” بابُ قولِ النبيِّ : يسرُوا ولا تعسرُوا وكان يحبُّ التخفيفَ واليسرَ على الناسِ .” وساقَ عدةَ وصايَا وشواهدَ وأدلةً ليسرِ النبيِّ ورحمتِهِ بأمتهِ منها: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:” مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ بَيْنَ أَمْرَيْنِ أَحَدُهُمَا أَيْسَرُ مِنْ الْآخَرِ إِلَّا اخْتَارَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا؛ فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ.” (البخاري ومسلم واللفظ له).

 قال صاحبُ عونِ المعبودِ :” فيه استحبابُ الأخذِ بالأيسرِ والأرفقِ ما لم يكنْ حرامًا أو مكروهًا .”

وعَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ مُعَاذًا وَأَبَا مُوسَى إِلَى الْيَمَنِ فقَالَ لَهما:” يَسِّرَا وَلَا تُعَسِّرَا وَبَشِّرَا وَلَا تُنَفِّرَا وَتَطَاوَعَا وَلَا تَخْتَلِفَا”.(متفق عليه). وأنت ترى أنَّ النبيَّ جمعَ بينَ الشيءِ وضدّهِ تأكيدًا؛ فإنَّه كان يكفِي قولهُ: ”يسِّرا ”؛ وإنَّمَا ذكرَ الضدَّ: ”ولا تعسّرَا” تأكيدًا للأمرِ.

 يقولُ الإمامُ النوويُّ:” إنَّما جمعَ في هذه الألفاظِ بين الشيءِ وضدهِ ؛ لأنَّه قد يفعلهمَا في وقتينِ، فلو اقتصرَ على (يسرَا) لصدقَ ذلك على مَن يسّرَ مرةً أو مرات، وعسّرَ في معظمِ الحالاتِ، فإذا قالَ: ( ولا تعسرَا )، انتفَى التعسيرُ في جميعِ الأحوالِ مِن جميعِ وجوههِ، وهذا هو المطلوبُ .” أ.ه

وفي مقابلِ التيسيرِ في الدينِ نهَى الشارعُ الحكيمُ عن التشددِ والغلوِّ فيه، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ قَالَ : ” إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلاَّ غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا وَأَبْشِرُوا، وَاسْتَعِينُوا بِالْغَدْوَةِ وَالرَّوْحَةِ وَشَىْءٍ مِنَ الدُّلْجَةِ “. ( البخاري ومسلم). يقولُ الحافظُ بنُ رجبٍ: ” معنى الحديث: النهيُ عن التشديدِ في الدينِ، بأنْ يحمِّلَ الإنسانُ نفسَهُ مِن العبادةِ ما لا يحتملهُ إلّا بكلفةٍ شديدةٍ، وهذا هو المرادُ بقولهِ : ” لن يُشادَّ الدينَ أحدٌ إلّا غلبَهُ ” يعني: أنَّ الدينَ لا يُؤخذُ بالمغالبةِ، فمَن شادَّ الدينَ غلبَهُ وقطعَهُ.”أ.هـ

بل إنَّ الدينَ الإسلاميَّ انفردَ بمحبةِ اللهِ لسماحتهِ! فعن ابنِ عبّاسٍ- رضي اللّهُ عنهما- قال: قيلِ لرسولِ اللّهِ : أيُّ الأديانِ أحبُّ إلى اللّهِ؟ قال: «الحنفيّةَ السّمحةَ». ( رواه أحمد ) .

لذلك أمرَ الإسلامُ أفرادَهُ بالسماحةِ، فعن ابنِ عباسٍ قال: قال رسولُ اللّهِ : «اسمحْ يُسمحْ لك».(أحمد).

بل إنَّ السماحةَ هي مِن أفضلِ الإيمانِ، قال : “أفضلُ الإيمانِ الصبرُ والسماحةُ”. (الطبراني).

على أنَّ السماحةَ لا تعنِي الضعفَ والهوانَ والذلَّ والصغارَ، وإنّما تعنِي العزةَ والكرامةَ، وهذه المعاني للسماحةِ قد وقفَ أمامَهَا الغربيونَ عجبًا ! يبيّنُ الشاعرُ غوته ملامحَ هذا التسامحِ في كتابهِ (أخلاقُ المسلمين) فيقولُ: “للحقِّ أقولُ : إنَّ تسامحَ المسلمِ ليسَ مِن ضعفٍ، ولكنّ المسلمَ يتسامحُ مع اعتزازهِ بدينهِ، وتمسكهِ بعقيدتهِ” ، وهكذا فإنَّ الدينَ الإسلاميَّ دينُ اليسرِ والسماحةِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: مظاهرُ وصورُ اليسرِ والسماحةٍ

إنَّ يسرَ الإسلامِ وسماحتهِ تتجلَّى في كلِّ أمرٍ مِن أمورِهِ، دقيقِهَا وجليلِهَا، ومِن مظاهرِ اليسرِ والسماحةِ في الإسلامِ ما جاءَ فيهِ مِن رُخَصٍ كثيرةٍ، في مجالاتٍ شتَّى، يقولُ عنهَا :” إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ ” ، وفي رواية: “ « كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ».( أحمد) .

ومِن مظاهرِ يسرِ الإسلامِ: أنَّ العباداتِ – مع أنَّها أركانُ الإسلامِ – تسقطُ في حالاتِ الأعذارِ وعدمِ القدرةِ.

فالزكاةُ لا تجبُ إلّا على مَن ملكَ نصابًا وحالَ عليهِ الحولُ، ثم هي نسبةٌ قليلةٌ تنفعُ الفقيرَ ولا تضرُّ الغنيَّ، والصومُ لا يجبُ إلَّا على المسلمِ البالغِ العاقلِ القادرِ على الصومِ، والحجُّ لا يجبُ إلَّا على المستطيعِ مرةً واحدةً في العمرِ، والصلواتُ الخمسُ شُرعتْ في أوقاتٍ مناسبةٍ لا تمنعُ مِن عملٍ ولا تفوتُ بها مصلحةٌ، ورخّصَ قصرَ الصلاةِ الرباعيةِ في السفرِ والجمعَ بينَ الصلاتين، والفطرَ في رمضانَ للمريضِ والمسافرِ، وللمريضِ يُصلِّي قائمًا فإنْ لم يستطعْ فقاعدًا فإنْ لم يستطعْ فعلَى جنبهِ، وفي الطهارةِ أباحَ المسحَ على الخفينِ والجواربِ بدلَ غسلِ الرجلينِ في الوضوءِ بشرطهِ، وأباحَ التيممَ بدلَ الوضوءِ والغسلِ للمريضِ الذي يضرُّهُ الماء…… وهكذا

ومِن مظاهرِ السماحةِ في الإسلامِ: السماحةُ في المعاملاتِ والبيعِ والشراءِ، وذلك بأنْ يتحلَّى كلٌّ مِن البائعِ والمشترِي بالسماحةِ، فعَن جابرٍ أنَّ رسولَ اللهِ قال: “رحِم اللهُ رجلًا سمحًا إذا باعَ وإذا اشتَرى وإذا اقتَضَى”.( البخاري). يقولُ الإمامّ ابنُ حجرٍ: ” فيه الحضُّ على السماحةِ في المعاملةِ، واستعمالُ معالِي الأخلاقِ ، وتركُ المشاحةِ، والحضُّ على تركِ التضييقِ على الناسِ في المطالبةِ وأخذِ العفوِ منهُم.” ( فتح الباري).

ومِن أهمِّ مظاهرِ السماحةِ في الإسلامِ: السماحةُ مع غيرِ المسلمين، في السلمِ والحربِ، ففي الحربِ التي تأكلُ الأخضرَ واليابسَ وتُزهَقُ فيها الأرواحُ، وتُدمّرُ المدنُ والقُرَى، ويموتُ الصغيرُ والكبيرُ، أمرَ الإسلامُ بالسماحةِ.

فقد روى مسلمٌ في صحيحهِ عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: ” كَانَ رَسُولُ اللهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- إِذَا أَمَّرَ أَمِيرًا عَلَى جَيْشٍ، أَوْ سَرِيَّةٍ، أَوْصَاهُ فِي خَاصَّتِهِ بِتَقْوَى اللهِ وَمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ خَيْرًا، ثُمَّ قَالَ: اغْزُوا بِاسْمِ اللهِ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَاتِلُوا مَنْ كَفَرَ بِاللَّهِ، اغْزُوا وَلَا تَغُلُّوا، وَلَا تَغْدِرُوا، وَلَا تَمْثُلُوا، وَلَا تَقْتُلُوا وَلِيدًا” .

فلا يجوزُ أنْ يُقصدَ بالقتالِ مَن ليسُوا بأهلٍ لهُ، كالنِّساءِ والأطفالِ والشُّيوخِ، والزَّمنى والعُمي والعَجَزةِ، والذين لا يُباشرونَهُ عادةً كالرُّهبانِ والفلاَّحين، إلاَّ إذا اشتركَ هؤلاء في القِتالِ وبدأّوا هُم بالاعتداءِ، فعندهَا يجوزُ قتالُهُم.

إنَّ سماحةَ الإسلامِ لم تقتصرْ على النهي عن الاعتداءِ على بنيِ البَشرِ فقط، وإنَّما تجاوزَ ذلك ليشملَ النهيَ عن الإتلافِ، وقطعِ الشَّجرِ، وقتْلِ الحيواناتِ، وتخريبِ الممتلكاتِ والمنشآتِ العامةِ، وهذا سُموٌّ أخلاقيٌّ لم تعرفْ له البشريةُ مثيلًا في تاريخِهَا قديمًا وحديثًا!! وهكذا فإنَّ يُسرَ الإسلامِ وسماحتَهُ تشملُ جميعَ مجالاتِ حياةِ الإنسانِ مِن عباداتٍ، ومعاملاتٍ بينَ المسلمينَ وغيرِ المسلمين.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة

ثالثًا: اليسرُ والسماحةُ بينَ النظريةِ والتطبيقِ

ينبغِي علينَا أنْ نطبقَ ونترجمَ يسرَ الإسلامِ وسماحتَهُ على أرضِ الواقعِ.

ففي مجالِ العباداتِ عامةً والصلاةِ خاصةً لتكررِهَا في كلِّ يومٍ، نتمثلُ أمرَ الرسولِ في التخفيفِ والتيسيرِ، فعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ صَلَّى الْعِشَاءَ فَطَوَّلَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمُعَاذٍ: ” أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ، خَفِّفْ عَلَى النَّاسِ، وَاقْرَأْ بِالشَّمْسِ وَضُحَاهَا، وَسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى، وَنَحْوِ ذَلِكَ، وَلَا تَشُقَّ عَلَى النَّاسِ “. (السنن الكبرى للبيهقي).

وَعَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ، لاَ أَكَادُ أُدْرِكُ الصَّلاَةَ مِمَّا يُطَوِّلُ بِنَا فُلاَنٌ، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ فِي مَوْعِظَةٍ أَشَدَّ غَضَبًا مِنْ يَوْمِئِذٍ، فَقَالَ: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّكُمْ مُنَفِّرُونَ، فَمَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ فِيهِمُ المَرِيضَ، وَالضَّعِيفَ، وَذَا الحَاجَةِ». ( متفق عليه).

وفي مجالِ المعاملاتِ والبيعِ والشراءِ والقرضِ والمداينةِ، نظهرُ سماحةَ الإسلامِ ونطبقُهَا عمليًّا على أرضِ الواقعِ، كما كان يفعلُ سلفُنَا الصالحُ رضي اللهُ عنهم، فقد روي أنَّ قيسَ بنَ عبادةٍ كان مِن الأجوادِ المعروفين فمرضَ يومًا فاستبطأَ إخوانَهُ في عيادتهِ، فسألَ عنهم فقِيلَ لهُ: إنَّهم يستحيونَ مِمَّا لك عليهم مِن الدَّيْنِ، فقالَ أخزَى اللهُ مالًا يمنعُ الإخوانَ مِن الزيارةِ، ثُمّ أمرَ مناديًا ينادِي: مَن كان عليهِ لقيسٍ مالًا فهو منه في حلِّ، فما أمسَى حتى كُسِرَت عتبةُ بابهِ لكثرةِ مَن عادَهُ وزارَهُ . (مدارج السالكين لابن القيم) .

هذه السماحةُ في البيعِ والشراءِ، والتجاوزِ عن المعسرِ طريقٌ إلى الجنةِ، فعَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ قَالَ: اجْتَمَعَ حُذَيْفَةُ وَأَبُو مَسْعُودٍ فَقَالَ حُذَيْفَةُ: رَجُلٌ لَقِيَ رَبَّهُ فَقَالَ مَا عَمِلْتَ؟ قَالَ: مَا عَمِلْتُ مِنْ الْخَيْرِ إِلَّا أَنِّي كُنْتُ رَجُلًا ذَا مَالٍ فَكُنْتُ أُطَالِبُ بِهِ النَّاسَ فَكُنْتُ أَقْبَلُ الْمَيْسُورَ وَأَتَجَاوَزُ عَنْ الْمَعْسُورِ، فَقَالَ: تَجَاوَزُوا عَنْ عَبْدِي”. (مسلم).

ومِن أهمِّ الصورِ التطبيقيةِ المعاصرةِ: التيسيرُ في تكاليفِ الزواجِ وعدم المغالاةِ في المهورِ، لأنَّ التشددَ والمغالاةَ في ذلك يصرفُ الشبابَ إلى الطرقِ غيرِ المشروعةِ والمحرمةِ، والنفسُ إنْ لم تجدْ للحلالِ طريقًا، وجدتْ في الحرامِ طُرقًا، لهذا أرشدَنَا النبيُّ إلى التيسيرِ في الزواجِ والصداقِ، فعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ” يُمْنُ الْمَرْأَةِ تَيْسِيرُ خِطْبَتِهَا، وَتَيْسِيرُ صَدَاقِهَا “.( أحمد والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

فينبغِي على المسلمِ أنْ يجعلَ السماحةَ في سلوكهِ ومعاملاتهِ مع الآخرين، فالعباداتُ لا يمكنُ أنْ تؤتِى ثمرتهَا المرجُوّةَ إلّا إذا ظهرَ أثرُهَا في سلوكِ المرءِ وأخلاقهِ وتعاملهِ مع الآخرين، فمَن لم تنهَهُ صلاتهُ عن الفحشاءِ والمنكرِ فلا صلاةَ لهُ، ومَن لم ينهه حجُّهُ وصومُهُ عن اللغوِ والرفثِ والفسوقِ فما انتفعَ بحجٍّ ولا بصيامٍ …..وهكذا

ولتعلمْ أنَّ حسنَ خُلقِكَ وسماحتكَ وعفوكَ عن الآخرينَ سبيلٌ إلى مرافقةِ نبيِّكَ في الجنةِ، وفي ذلك يقولُ : “إنَّ أحبَّكُم إليَّ، وأقربَكُم منِّي في الآخرةِ مجلسًا، أحاسنُكُم أخلاقًا، وإنَّ أبغضَكُم إليَّ وأبعدَكُم منِّي في الآخرةِ أسوَؤُكُم أخلاقًا، الثَّرثارون المُتفَيْهِقون المُتشدِّقون”.(أحمد والطبراني بسند صحيح)، وعن عبدِ اللّهِ بنِ عمرو- رضي اللّهُ عنهمَا- قال: قال رسولُ اللّهِ : «دخلَ رجلٌ الجنّةِ بسماحتهِ قاضيًا ومتقاضيًا». (أحمد).

إنَّ الأخلاقَ تنبعُ مِن عقيدةٍ راسخةٍ وإيمانٍ عميقٍ وعبادةٍ صافيةٍ تترجمُ في سلوكياتِهِ وأخلاقِهِ الخارجيةِ، فلا يتكلمُ إلّا بخيرٍ حتى لو قالَ الآخرون شرًّا، فقد رُوى أنَّ عيسى عليه السلامُ مرَّ على قومٍ مِن اليهودِ فقالوا له شرًّا فقال لهم خيرًّا ، فقالوا: يقولون لك شرًّا فتقولَ لهم خيرًا ؟! قال عليه السلامُ: كلُّ واحدٍ ينفقُ مِمَّا عندَهُ !!

ألَا ما أحوجنَا إلى هذه الأخلاقِ الجليلةِ، أخلاقِ السهولةِ واليسرِ، والسماحةِ والتجاوزِ، حتى نعيشَ في هذه الدنيا بهناءٍ، ونكونَ يومَ القيامةِ سعداء، فعن أبي هريرةَ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ : “مَنْ كان سهْلًا هيِّنًا لَيِّنًا، حرَّمَهُ اللهُ على النَّارِ” (صحيح الجامع ).وعن جابرٍ قالَ قالَ :” ألَا أُخبِرُكم على مَن تحرُمُ النَّارُ غدًا على كلِّ هيِّنٍ ليِّنٍ سهلٍ قريبٍ ” (ابن حبان والطبراني).

بهذه الأخلاقِ مِن اليسرِ والسماحةِ كان الرجلُ لا يكادُ يعاملُ النبيَّ إلَّا ويسلمُ إنْ كان كافرًا، أو يزيدُ إيمانُهّ إنْ كان مُسلمًا، إنَّنا يجبُ أنْ نكونَ دعاةً بتعاملِنَا قبلَ أقوالِنَا، يجبُ أنْ نكونَ رحماءَ بإخوانِنَا حتى تسودَ المودةُ، وينتشرَ الإخاءُ؛ لأنَّ غيابَ التسامحِ يمزقُ شملَنَا، ويفرقُ جمعَنَا.

 .أسألُ اللهَ أنْ يطهرَ قلوبَنَا ويحسنَ أخلاقَنَا ويجمعَ شملَنَا ويوحدَ كلمتَنَا،

وأنْ يجنبَنَا الفتنَ ما ظهرَ منهَا وما بطنَ،،،،،

الدعاء،،،،                                                                           وأقم الصلاة،،،،

  كتبه : خادم الدعوة الإسلامية                                         د / خالد بدير بدوي

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!