خطبة الجمعة :-في رحاب شهــــــر شعبــــــــان ” للشيخ / محمد حســـن داود
لتحميل الخطبة بصيغة wordاضغط هنا
لتحميل الخطبة بصيغة pdfإضغط هنا
خطبة الجمعة :-
في رحاب شهــــــر شعبــــــــان
” للشيخ / محمد حســـن داود “
===================
العناصـــــــــــــــــــر
- 1 – من فضائل شهر شعبان .
- 2 – الرسول صلى الله عليه وسلم في شعبان .
- 3 – التحذير من الغفلة عن الطاعة .
- 4 – التحذير من الشحناء وأثرها على الفرد والمجتمع .
- 5 – دعوة لاغتنام شهر شعبان بالمسابقة إلى الخيرات .
الموضـــــــــــــــــــــــــــــــوع
الحمد لله رب العالمين ،واشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له ،واشهد أن سيدنا محمدا عبده ورسوله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى اله و صحبه أجمعين .
- أما بعد
من فضل الله وكرمه أن جعل لنا ساحات للخيرات ومواسم للطاعات ،أجزل لنا فيها العطايا والنفحات ترفع فيها الدرجات، و تتضاعف فيها الحسنات ؛ يتزود فيها المؤمن بخير زاد ، قال تعالى (وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ)البقرة197
ويسارع فيها إلى الخيرات والطاعات والقربات إلى رب البريات ، امتثالا لقوله تعالى (وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ )آل عمران133
وامتثالا لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ “إِنَّ لِرَبِّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ فِي أَيَّامِ دَهْرِكُمْ نَفَحَاتٍ ، فَتَعَرَّضُوا لَهَا ، لَعَلَّ أَحَدَكُمْ أَنْ تُصِيبَهُ مِنْهَا نَفْحَةٌ لا يَشْقَى بَعْدَهَا أَبَدًا ” رواه الطبراني في المعجم الأوسط والكبير
ومن هذه النفحات الطيبة والأيام العطرة، شهر شعبان، فهوَ نفحةٌ مباركةٌ مِنْ نفحاتِ اللهِ تعالَى لعبادِهِ المؤمنينَ، وفرصةٌ عظيمةٌ مِنْ فُرَصِ الخيرِ الوفيرِ ،شهر يتشعب فيه خير كثير ،يغفر الله فيه لعباده الصالحين الأتقياء الأصفياء ،فعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” إِنَّ اللَّهَ لَيَطَّلِعُ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلَّا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ” رواه ابن ماجه .
فلعظم هذا الشهر ودرجته ومكانته خصَّه رسول الله صلى الله عليه وسلم بمزيد من العبادة، عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ ” كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لاَ يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلاَ رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ”، أَخْرَجَهُ الْبُخَارِيُّ وَمُسْلِمٌ،
وعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ؟ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ! قَالَ: ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ “النسائي
يشير المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى أنه لما توسط شعبان شهرين عظيمين هما :- الشهر الحرام رجب ،وشهر الصيام رمضان ،انشغل الناس بهما عن شعبان فصار مغفولاً عنه من بعض الناس غير مدركين مكانته، و فضله؛ فان كان رجب شهر الزرع ،فشعبان شهر السقي، ورمضان شهر الحصاد، وكل يحصد ما زرع ،ومن لم يهتم بزرعه لن يجد له ثمرة ، فمن ضيع الزراعة ندم يوم الحصاد ؛ولعل هذه الغفلة هي أول أسباب اجتهاده صلى الله عليه وسلم في الطاعة في شعبان بمزيد من الصيام
فالغفلة موجودة في كثير من الناس قديماً و حديثاً – إلا من عصم الله -، وهى سمة جميع الهلكى كقوم نوح، وعاد، و ثمود، و قوم لوط ،و قوم شعيب ، ومن تتبع سيرة فرعون ،و قارون ،وأبى جهل ،وأبى بن خلف، و مسيلمة الكذاب ،لوجد أن الغفلة قاسم مشترك بينهم بها ضلوا وأضلوا قال تعالى (وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى * قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى) طه 124/125
ومن ثم ينبغي للمؤمنين أن يكونوا في شأن غير شأن أهل الغفلة، قال تعالى (رِجَالٌ لا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلا بَيْعٌ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ * لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ …)النور 37/38
قال الحسن البصري ـ رحمه الله : “المؤمن في الدنيا كالغريب، لا يجزع من ذلها، ولا ينافس في عزِّها، له شأن وللناس شأن”،
والعبادة في وقت الغفلة لها اجر عظيم ومرتبة عالية رفيعة ؛أما ترى أن الله عظم اجر قائم الليل إذ الناس من حوله نيام ،فعَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , قَالَ : ” ثَلاثَةٌ يُحِبُّهُمُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ ، يَضْحَكُ إِلَيْهِمْ وَيَسْتَبْشِرُ بِهِمْ ، الَّذِي إِذَا انْكَشَفَتْ فِئَةٌ , قَاتَلَ وَرَاءَهَا بِنَفْسِهِ لِلَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ، فَإِمَّا أَنْ يُقْتَلَ ، وَإِمَّا أَنْ يَنْصُرَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ وَيَكْفِيهِ ، فَيَقُولُ : انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي كَيْفَ صَبَّرَ لِي نَفْسَهُ ، وَالَّذِي لَهُ امْرَأَةٌ حَسْنَاءُ وَفِرَاشٌ لَيِّنٌ حَسَنٌ ، فَيَقُومُ مِنَ اللَّيْلِ فَيَذَرُ شَهْوَتَهُ , فَيَذْكُرُنِي وَيُنَاجِينِي وَلَوْ شَاءَ لَرَقَدَ ، وَالَّذِي يَكُونُ فِي سَفَرٍ وَكَانَ مَعَهُ رَكْبٌ , فَسَهَرُوا وَنَصَبُوا ثُمَّ هَجَعُوا , فَقَامَ فِي السَّحَرِ فِي سَرَّاءٍ أَوْ ضَرَّاءٍ ” .
أما ترى أن الله ينزل الرحمات و الغفران و البركات على المستغفر والسائل في الثلث الأخير من الليل حيث الناس من حوله نيام، فعن أبي هريرة رضي الله عنه ، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ” ينزل رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ : مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ” البخاري ومسلم
ويقول صلى الله عليه وسلم” أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الرَّبُّ مِنَ الْعَبْدِ فِي جَوْفِ اللَّيْلِ الْآخِرِ ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ تَكُونَ مِمَّنْ يَذْكُرُ اللَّهَ فِي تِلْكَ السَّاعَةِ فَكُنْ ” رواه الترمذي.
أما ترى أن الله تعالى عظم اجر الذاكرين له في أماكن غفلة الناس عن ذكره كالأسواق ، فقد قال -صلى الله عليه وسلم-: “مَن دخل السُّوقَ فقال: لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَه لا شريكَ له، له الملكُ وله الحمدُ يُحيي ويُميتُ وهو حيٌّ لا يموتُ، بيدِه الخيرُ وهو على كلِّ شيءٍ قديرٌ، كتب اللهُ له ألفَ ألفِ حسنةٍ، ومحا عنه ألفَ ألفِ سيِّئةٍ، ورفع له ألفَ ألفِ درجةٍ” رواه الترمذي (الحديث ضعفه البعض وحسنه البعض وممن حسنه الالبانى ، والله اعلم )
فوقت غفلة الناس فيه تضاعف الحسنات و ترفع الدرجات فإذا كثرت الغفلة وصار الجهل مسيطر، وترك الطاعات هو العنوان، ، فإن الأجر عند ذلك يكون عظيم، كما قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه “مِن ورائِكم أيَّامًا الصَّبرُ فيهنَّ مثلُ قبضٍ على الجمرِ، للعاملِ فيهنَّ مثلُ أجرِ خمسينَ رجلًا يعمَلونَ مثلَ عملِه ” صحيح بن حبان
و رَوَى مُسْلِمٌ عَنْ مَعْقِلِ بْنِ يَسارٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسلَّم قالَ ” العِبادَةُ في الهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ “.
بل إن المنفرد بالطاعة عن أهل الغفلة قد يدفع البلاء عنهم، يقول ابن رجب في “لطائف المعارف”: أن المفرد بالطاعة من أهل المعاصي والغفلة قد يدفع البلاء عن الناس كلهم فكأنه يحميهم ويدافع عنهم .
وفى تفسير الطبري في قوله تعالى (وَلَوْلاَ دَفْعُ اللّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَّفَسَدَتِ الأَرْضُ )البقرة 251
قال أبو جعفر : يعني – تعالى ذكره – بذلك : ولولا أن الله يدفع ببعض الناس وهم أهل الطاعة له والإيمان به بعضا وهم أهل المعصية لله والشرك به ، كما دفع عن المتخلفين عن طالوت يوم جالوت من أهل الكفر بالله والمعصية له – وقد أعطاهم ما سألوا ربهم ابتداء من بعثة ملك عليهم ليجاهدوا معه في سبيله بمن جاهد معه من أهل الإيمان بالله واليقين والصبر – جالوت وجنوده ” لفسدت الأرض ” يعني : لهلك أهلها بعقوبة الله إياهم ، ففسدت بذلك الأرض ولكن الله ذو من على خلقه وتطول عليهم بدفعه بالبر من خلقه عن الفاجر ، وبالمطيع عن العاصي منهم ، وبالمؤمن عن الكافر .
وفى تفسير ابن كثير أي : لولاه يدفع عن قوم بآخرين ، كما دفع عن بني إسرائيل بمقاتلة طالوت وشجاعة داود لهلكوا كما قال : ( ولولا دفع الله الناس بعضهم ببعض لهدمت صوامع وبيع وصلوات ومساجد يذكر فيها اسم الله كثيرا ) الآية الحج40
ومن ثم كان لزاما علينا أن نرطب ألسنتنا ونصلح قلوبنا ونعمر أوقاتنا دائما بطاعة الله امتثالا لقوله تعالى( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ) المنافقون9
كما انه هناك أسباب أخرى لاجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم في شعبان ومنها انه شهر ترفع فيه الأعمال إلى الله
فالأعمال ترفع إلى الله (يومياً، وأسبوعياً، وسنوياً) –
فيرفع إليه سبحانه وتعالى عمل النهار, وعمل الليل ،فعَنْ أَبِي مُوسَى ، قَالَ : قَامَ فِينَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ ، فَقَالَ : ” إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ ، لَا يَنَامُ ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ ، حِجَابُهُ النُّورُ ” مسلم
وترفع أعمال الأسبوع في يومي الاثنين والخميس: روي مسلم بسنده عن أبي هريرة- رضي اللّه عنه- أنّ رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلّم، قال: ” تُعْرَضُ الْأَعْمَالُ فِي كُلِّ يَوْمِ خَمِيسٍ وَاثْنَيْنِ، فَيَغْفِرُ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، لِكُلِّ امْرِئٍ لَا يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا، إِلَّا امْرَأً كَانَتْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ أَخِيهِ شَحْنَاءُ، فَيُقَالُ: ارْكُوا (أي أخروا) هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا، ارْكُوا هَذَيْنِ حَتَّى يَصْطَلِحَا”
وترفع أعمال السنة في شعبان، ففي الحديث: “وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ “
فشعبان ترفع فيه الأعمال، ولا ندري ما رفع من عملنا، وكلنا يرجو أن يرفع له عمل صالح يثقل الميزان ( يَوْمَ لا يَنفَعُ مَالٌ ولا بَنُونَ إِلا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ) الشعراء89
وإذا كان شهر شعبان ترفع فيه الأعمال فمما لاشك فيه أن الرسول سيختار أفضل الطاعات ليرفع عمله وهو عليها فقد قال صلى الله عليه وسلم ” فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ ”
والصيام من أحب الأعمال وارفعها وأعظمها عند الله سبحانه وتعالى ويشهد لذلك ما جاء عَنْ أَبِي أُمَامَةَ رضي الله عنه حيث قال : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مُرْنِي بِعَمَلٍ , قَالَ : ” عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عَدْلَ لَهُ ” , قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ ! مُرْنِي بِعَمَلٍ , قَالَ : ” عَلَيْكَ بِالصَّوْمِ فَإِنَّهُ لَا عِدْلَ لَهُ “
وعن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ ، يَقُولُ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ اللَّهُ : ” كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ ، إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي ، وَأَنَا أَجْزِي بِهِ…” البخاري
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ” مَنْ صَامَ يَوْماً فِي سَبِيلِ اللَّهِ بَعَّدَ اللَّهُ وَجْهَهُ عَنْ النَّارِ سَبْعِينَ خَرِيفًا ” البخارى
وعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ ” الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، يَقُولُ الصِّيَامُ : أَيْ رَبِّ مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ . وَيَقُولُ الْقُرْآنُ : مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ فَشَفِّعْنِي فِيهِ . قَالَ : فَيُشَفَّعَانِ ” . مسند احمد ، صححه الالبانى في صحيح الجامع” .
و في صوم شعبان معنى آخر يجب علينا أن ننوه عنه ، وهو أن صيامه كالتمرين على صيام رمضان؛ لئلاّ يدخل الإنسان في رمضان على مشقة وكلفة، بل يكون قد تمرن على الصيام واعتاده، ووجد بصيام شعبان قَبْلَه حلاوة الصيام ولذته، فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط.
كما أن صيامه بالنسبة لرمضان كالسنة الراتبة القبلية للصلاة , وصيام ست من شوال كالراتبة البعدية لها , فيكون صومه جبرا لنقص فى صوم الفريضة .
وعندئذ , يتبين أن من أفضل صوم التطوع هو ما تعلق برمضان قبلا وبعدا , كما أن أفضل نوافل الصلاة ما تعلق بالفرائض قبلا وبعدا , وهي السنن الرواتب
والمتدبر في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم يجد أن المصطفى صلى الله عليه وسلم كما كشف لنا عن عمل من أحب الأعمال إلى الله به تجلب الحسنات ويفوز العبد بالجنات وهو ” الصيام”، بين لنا عملا من ابغض الأعمال إلى الله يحجب الرحمة والغفران ألا وهو ” الشحناء ” ،فعَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، قَالَ : ” يَطْلُعُ اللَّهُ إِلَى خَلْقِهِ فِي لَيْلَةِ النِّصْفِ مِنْ شَعْبَانَ ، فَيَغْفِرُ لِجَمِيعِ خَلْقِهِ إِلا لِمُشْرِكٍ أَوْ مُشَاحِنٍ ” . صحيح بن حبان
وعند البيهقي: “وَيَدَعُ أَهْلَ الْحِقْدِ لِحِقْدِهِمْ حَتَّى يَدَعُوهُ ”
إذ أن الشحناء ما دخلت قلبا إلا أفسدته، ولا تسللت إلى نفس إلا أنبتت فيها البغض والكراهية، ولا تمكنت من أحد إلا حملته على هجر أهله وإخوانه وأقاربه وجيرانه، كما أنها سبب رئيس في فساد العلاقات الاجتماعية و تفكك الروابط ومن هذا شرع الإسلام من المبادئ ما يرد عن المسلمين غوائل الحقد والجفاء فنهى عن التقاطع و التدابر ، فعَنِ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ : ” لَا تَقَاطَعُوا , وَلَا تَبَاغَضُوا , وَلَا تَحَاسَدُوا , وَلَا تَدَابَرُوا ، وَكُونُوا إِخْوَانًا كَمَا أَمَرَكُمْ اللَّهُ ” . مسند احمد
وحث على التماسك والتآزر والتآلف لتصلح أحوال الناس , و تنتظم أمورهم و تستقيم حياتهم فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ” مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ ، مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى ” مسلم
ويكفى لصاحب القلب التقى النقي شهادة المصطفى صلى الله عليه وسلم له بأنه من أفضل الناس، وانه من أهل الجنة ، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو , قَالَ : قِيلَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَيُّ النَّاسِ أَفْضَلُ ؟ قَالَ : ” كُلُّ مَخْمُومِ الْقَلْبِ صَدُوقِ اللِّسَانِ ” , قَالُوا : صَدُوقُ اللِّسَانِ نَعْرِفُهُ , فَمَا مَخْمُومُ الْقَلْبِ , قَالَ : ” هُوَ التَّقِيُّ النَّقِيُّ , لَا إِثْمَ فِيهِ , وَلَا بَغْيَ , وَلَا غِلَّ , وَلَا حَسَدَ ” سنن ابن ماجة
عن أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ : كُنَّا جُلُوسًا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعَ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ تَنْطِفُ لِحْيَتُهُ مِنْ وُضُوئِهِ قَدْ تَعَلَّقَ نَعْلَيْهِ فِي يَدِهِ الشِّمَالِ ، فَلَمَّا كَانَ الْغَدُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ ذَلِكَ ، فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ مِثْلَ الْمَرَّةِ الْأُولَى ، فَلَمَّا كَانَ الْيَوْمُ الثَّالِثُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِثْلَ مَقَالَتِهِ أَيْضًا فَطَلَعَ ذَلِكَ الرَّجُلُ عَلَى مِثْلِ حَالِهِ الْأُولَى ، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَبِعَهُ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَالَ : إِنِّي لَاحَيْتُ أَبِي فَأَقْسَمْتُ أَنْ لَا أَدْخُلَ عَلَيْهِ ثَلَاثًا ، فَإِنْ رَأَيْتَ أَنْ تُؤْوِيَنِي إِلَيْكَ حَتَّى تَمْضِيَ فَعَلْتَ . قَالَ نَعَمْ قَالَ أَنَسٌ : وَكَانَ عَبْدُ اللَّهِ يُحَدِّثُ أَنَّهُ بَاتَ مَعَهُ تِلْكَ اللَّيَالِي الثَّلَاثَ فَلَمْ يَرَهُ يَقُومُ مِنْ اللَّيْلِ شَيْئًا ، غَيْرَ أَنَّهُ إِذَا تَعَارَّ وَتَقَلَّبَ عَلَى فِرَاشِهِ ذَكَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَكَبَّرَ حَتَّى يَقُومَ لِصَلَاةِ الْفَجْرِ . قَالَ عَبْدُ اللَّهِ : غَيْرَ أَنِّي لَمْ أَسْمَعْهُ يَقُولُ إِلَّا خَيْرًا . فَلَمَّا مَضَتْ الثَّلَاثُ لَيَالٍ وَكِدْتُ أَنْ أَحْتَقِرَ عَمَلَهُ قُلْتُ : يَا عَبْدَ اللَّهِ إِنِّي لَمْ يَكُنْ بَيْنِي وَبَيْنَ أَبِي غَضَبٌ وَلَا هَجْرٌ ثَمَّ ، وَلَكِنْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ لَكَ ثَلَاثَ مِرَارٍ : ( يَطْلُعُ عَلَيْكُمْ الْآنَ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ ) فَطَلَعْتَ أَنْتَ الثَّلَاثَ مِرَارٍ ، فَأَرَدْتُ أَنْ آوِيَ إِلَيْكَ لِأَنْظُرَ مَا عَمَلُكَ فَأَقْتَدِيَ بِهِ ، فَلَمْ أَرَكَ تَعْمَلُ كَثِيرَ عَمَلٍ ، فَمَا الَّذِي بَلَغَ بِكَ مَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ؟ فَقَالَ مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ، قَالَ : فَلَمَّا وَلَّيْتُ دَعَانِي فَقَالَ : مَا هُوَ إِلَّا مَا رَأَيْتَ ؛ غَيْرَ أَنِّي لَا أَجِدُ فِي نَفْسِي لِأَحَدٍ مِنْ الْمُسْلِمِينَ غِشًّا وَلَا أَحْسُدُ أَحَدًا عَلَى خَيْرٍ أَعْطَاهُ اللَّهُ إِيَّاهُ . فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ : هَذِهِ الَّتِي بَلَغَتْ بِكَ ، وَهِيَ الَّتِي لَا نُطِيقُ .
الإخوة الأخيار
إن المؤمن الفطن يعلم أن أنفاسه معدودة، وساعات إقامته في الدنيا محدودة، وان عمره هو رأس ماله ،ولا يمكن أن يسعد إذا أهمل هذا العمر الذي هو طريق نجاته وطريق سعادته ، بل يغتنمه في الطاعات و يتنافس في الخيرات و يزينه بالقربات إلى رب البريات ، إذ أن طموح المرء إلى بلوغ الجنة وتطلعه إلى أفضل الدرجات العلى ،لا يكون إلا بفعل الخيرات والمسارعة إليها ،فقد قال عز وجل (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ) الحج 77
وعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ لِأَصْحَابِهِ : ” أَلَا مُشَمِّرٌ لِلْجَنَّةِ , فَإِنَّ الْجَنَّةَ لَا خَطَرَ لَهَا , هِيَ وَرَبِّ الْكَعْبَةِ نُورٌ يَتَلَأْلَأُ , وَرَيْحَانَةٌ تَهْتَزُّ , وَقَصْرٌ مَشِيدٌ , وَنَهَرٌ مُطَّرِدٌ , وَفَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ , نَضِيجَةٌ وَزَوْجَةٌ , حَسْنَاءُ جَمِيلَةٌ , وَحُلَلٌ كَثِيرَةٌ فِي مَقَامٍ أَبَدًا , فِي حَبْرَةٍ وَنَضْرَةٍ فِي دُارٍ عَالِيَةٍ سَلِيمَةٍ بَهِيَّةٍ ” , … . سنن ابن ماجه
فهل من مشمر للجنة ، هل من مسارع إلى الخيرات والدرجات ، هل من مغتنم للأوقات ، هل من متاجر مع الله ، هل من راغب لرحمة الله ، هل من مشمر للنعيم ،هل من مشمر لشعبان هل من راج لرحمة الله ومغفرة منه .
مضَى رَجَبٌ وَمَا أَحْسَنْتَ فِيــــهِ *** وَهَــذَا شَهــْرُ شَعْــبَانَ الْمُبَارَكْ
فَيَا مَنْ ضَيَّعَ الأَوْقَاتَ جَهْـــــــلاً *** بِحُرْمَتِهَا أَفِــقْ واحْــذَرْ بَوَارَكْ
فَسَــوْفَ تُفَــارِقُ اللَّذَاتِ قَهْـــرًا *** وَيُخْلِي الْمَوْتُ قَهْرًا مِنْكَ دَارَكْ
تَدَارَكْ مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ الْخَطَايَا *** بِتَوْبَةِ مُخْـلِصٍ وَاجْعَلْ مَــدَارَكْ
عَلَى طَلَبِ السَّلاَمَةِ مِنْ جَحِيــمٍ *** فَخَيْرُ ذَوِي الْجَرَائِمِ مَنْ تَـدَارَكْ فلو نظرتَ إلى واقع الصحابة والتابعين – رضي الله عنهم – لرأيتَهم يستعدون لشعبان كما يستعدون لرمضان؛ فعن لؤلؤة – مولاة عمار- قالت: “كان عمارُ – رضي الله عنه – يتهيَّأ لصوم شعبان كما يتهيَّأ لصومِ رمضانَ”.
وكانَ عمرو بن قيس إذا دَخَلَ شهرُ شعبان أغْلَقَ حانوتَه، وتفرَّغ لقراءة القرآن.
لقد كانوا يهتمون بهذا الشهر اهتماما خاصا؛ لما عرفوا من نفحاته وكراماته، فكانوا ينكبون على كتاب الله يتلونه ويتدارسونه، ويتصدقون من أموالهم، ويتسابقون إلى الخيرات، وكأنهم يهيئون قلوبهم لاستقبال نفحات رمضان الكبرى، حتى إذا دخل عليهم رمضان دخل عليهم وقلوبهم عامرة بالإيمان وألسنتهم رطبة بذكر الله، وجوارحهم عفيفة عن الحرام طاهرة نقية فيشعرون بلذة القيام وحلاوة الصيام، ولا يملون من الأعمال الصالحة؛ لأن قلوبهم خالطتها بشاشة الإيمان وتغلغل نور اليقين في أرواحهم.ولذلك قال سلمة بن كهيل الحضرمي الكوفي التابعي – رحمه الله تعالى – عندما رأى قومَه إذا أقْبَلَ عليهم شهر شعبان تفرَّغوا لقراءة القرآن الكريم: “شهرُ شعبان شهرُ القُرَّاء”.
إن اللبيب العاقل من يسارع ويبادر بالخير والطاعة على اختلاف هيئاتها قبل العوائق والعوارض، فنافس ما دمت في فسحة ونفس، فالصحة يفجؤها السقم، والقوة يعتريها الوهن، والشباب يعقبه الهرم. فقد قال صلى الله عليه وسلم
بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ سَبْعًا: هَلْ تَنْتَظِرُونَ إِلا فَقْرًا مُنْسِيًا، أَوْ غِنًى مُطْغِيًا، أَوْ مَرَضًا مُفْسِدًا، أَوْ هَرَمًا مُفَنِّدًا، أَوْ مَوْتًا مُجْهِزًا، أَوْ الدَّجَّالَ؛ فَشَرُّ غَائِبٍ يُنْتَظَرُ، أَوْ السَّاعَةَ؛ فَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ”،
وقال أيضا ” اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ : شَبَابُكَ قَبْلَ هَرَمِكَ ، وَصِحَّتُكَ قَبْلَ سِقَمِكَ ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ ، وَفَرَاغُكَ قَبْلَ شُغْلِكَ ، وَحَيَاتُكَ قَبْلَ مَوْتِكَ “
وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: خَطَبَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ تُوبُوا إِلَى اللَّهِ قَبْلَ أَنْ تَمُوتُوا وَبَادِرُوا بِالأعْمَالِ الصَّالِحَةِ قَبْلَ أَنْ تُشْغَلُوا وَصِلُوا الَّذِي بَيْنَكُمْ وَبَيْنَ رَبِّكُمْ بِكَثْرَةِ ذِكْرِكُمْ لَهُ وَكَثْرَةِ الصَّدَقَةِ فِي السِّرِّ وَالْعَلانِيَةِ تُرْزَقُوا وَتُنْصَرُوا وَتُجْبَرُوا… ” سنن ابن ماجه
بَادِرْ بِخَيْرٍ إذا ما كُنْتَ مُقْتَدِرَا *** فَلَيْسَ في كُلِّ وَقْتٍ أَنْتَ مُقْتَدِرُ
فخذوا من شبابكم لهرمكم ،و من صحتكم لمرضكم ،ومن غناكم لفقركم ،ومن فراغكم لشغلكم، ومن حياتكم لموتكم .
اغتنموا مواسم الطاعات فأيامها معدودة، وانتهزوا فرص الأوقات فساعات الإسعاد محدودة، وجُدُّوا في طلب الخيرات فمناهل الرضوان مورودة، وقوموا على قدم السداد، واتقوا الله الذي إليه تحشرون.
============
=========
======
رَبَّنَا لاَ تُؤَاخِذْنَا إِن نَّسِينَا أَوْ أَخْطَأْنَا ،رَبَّنَا وَلاَ تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِنَا ،رَبَّنَا وَلاَ تُحَمِّلْنَا مَا لاَ طَاقَةَ لَنَا بِهِ ،وَاعْفُ عَنَّا، وَاغْفِرْ لَنَا ،وَارْحَمْنَا،
اللهم اجعل مصرنا بلدا آمنا ،مطمئنا ، اللهم من أرادها بخير فوفقه إلى كل خير ، ومن أرادها بسوء فأجعل كيده في نحره .
والحمد لله رب العالمين ،وصل اللهم وسلم على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه أجمعين.
==========
- كتبه
محمد حســــــن داود
إمام وخطيب ومدرس
دسـوق – كفـر الشيـخ