خطبة الجمعة : حسن الخاتمة ، للشيخ طه ممدوح
خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022 بعنوان : حسن الخاتمة ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 28 رمضان 1443هـ ، الموافق 29 أبريل 2022م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م بصيغة word بعنوان : حسن الخاتمة ، للشيخ طه ممدوح
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م بصيغة pdf بعنوان : حسن الخاتمة ، للشيخ طه ممدوح
عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م بعنوان : حسن الخاتمة ، للشيخ طه ممدوح:
أولًا: ألم ُفراقِ شهرِ رمضانَ
ثانيًا: الأعمالُ بخواتِيمِهَا
ثالثًا: المداومةُ على طاعةِ اللهِ تعالى بعدَ رمضانَ
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 أبريل 2022م ، بعنوان : حسن الخاتمة ، كما يلي:
خطبةٌ بعنوان: حسنُ الخاتمةِ بتاريخ 28 رمضان 1443هـ – الموافق 29 أبريل 2022م
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابهِ الكريمِ:( إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (, وأشهدُ أنْ لا إلهَ إِلا اللهُ وحدهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهم صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدين, وبعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة : جسن الخاتمة
أولًا: ألم ُفراقِ شهرِ رمضانَ
أيُّهَا الصائمون: اعلمُوا أنَّ الدهرَ يمضِي ولا يعودُ، وأنَّ أيامَهُ تجرِي تباعًا بلا سكون، حُلُّوهَا ومُرُّهَا، وخيرُهَا وشرُّهَا، وهي غنيمةٌ باردةٌ لمَن سابقَهَا فسبقَهَا أو أدركَهَا، والحياةُ مهلةٌ واحدةٌ لا تتكررُ، والفرصُ متحولةٌ لا ترجعُ، والآجالُ خطّافةٌ، لا تُريِّثُ ولا تُمهلُ يركضُ الزمانُ بالإنسانِ لينقُلَهُ مِن مكانِهِ الموقوتِ حتى يستقرَّ في موطنِهِ الخالدِ: إمَّا الجنةَ وإمَّا النارَ، وكلمَا بلغَ الدنيويُّ مدةً مِن العمرِ نقصَ نصيبَهُ مِن الحياةِ الدنيا؛ فإنَّهُ كلمَا زادَ نقصَ، وإذا امتدَّ مكثُهُ قرُبَ نكثُهّ.
عبادَ اللهِ: لقد دنتْ ساعاتُ الرحيلِ، وبدتْ أماراتُ التوديعِ مِن الضيفِ الكريمِ، قبلَ أيامٍ قلائلَ استقبلنَا شهرَ رمضانَ بشوقٍ وتلهفٍ، إذا بنَا نودعُهّ بحزنٍ وتأسفٍ، نعمْ، نودعُهُ بالحزنِ على تلاوتهِ وصيامهِ، وسخائهِ وقيامهِ، وتطهيرهِ للنفسِ ورفعهِ للروحِ على مراقِي الصعودِ إلى سعاداتِ الدنيا والآخرةِ، فوا أسفاهُ على تلك الرياضِ النضرةِ، والنسائمِ العطرةِ، فالمسرةُ لا تدومُ، فكم كانتْ تلك الأيامُ والليالِي لحظاتٍ سعيدةً مرتْ وسرعانَ ما قربتْ مِن الأفولِ، فساعاتُ الحلاوةِ دقائقٌ.
أيُّهَا الصائمون: ها هو رمضانُ على وشكِ أنْ تُرفعَ مائدتُهُ المباركةُ بعد أنْ مدَّهَا لباغِي الخيرِ، فهلَّا امرؤٌ منَّا وقفَ عندَ هذا الفراقِ وقفةَ محاسبةٍ وتأملٍ فيما قدَّمَ في الأيامِ والليالِي القريبةِ الخاليةِ، هلَّا سألَ الصائمُ نفسَهُ كيفَ كان صيامُهُ؟ أكانَ صومًا يُرضِي ربَّهُ تعالى: نوىَ بهِ القربةَ والزلفَى، لا الموافقةَ والمجاراةَ للناسِ؟ وهل وصلَ صيامُهُ عندَ الخاتمةِ سالمًا من الجروحِ التي تخدشُ الصيامَ كسيئِ القولِ والعملِ؟ ما كان نصيبُهُ مِن التلاوةِ، والقيامِ، والصدقةِ، وبذلِ الخيرِ للناسِ؟ هل رقَّ قلبُهُ، ودمعتْ عيناهُ، وطابتْ نفسُهُ، وارتفعتْ روحُهُ، وصلحتْ جوارحُه؟ هل غيرَّ رمضانُ حياتَهُ إلى الأفضلِ، أو أنَّ رمضانَ كغيرهِ مِن شهورِ العام؟ فمَن وجدَ مِن المحاسبةِ في نفسهِ وعملهِ خيرًا فليحمد اللهَ، ومَن وجدَ غيرَ ذلك فلا يلُومَنَّ إلَّا نفسَه.
الخاسرون فيهِ هُم مَن أفطرُوا نهارَهُ، وقضُوا ليلَهُ في اللهوِ والعبثِ، والخاسرون في رمضانَ مَن صامُوا عمَّا أباحَ اللهُ -تعالى-، وأفطرُوا على ما حرَّمَ اللهُ عزَّ وجلَّ مِن هتكِ الأعراضِ بالطعنِ والبطشِ والتعدِّي.
وما نملكُ إلَّا أنْ نقولَ: سلامٌ عليكَ يا شهرَ الجودِ والصيامِ، سلامٌ عليكَ يا شهرَ التلاوةِ والقيامِ، سلامٌ عليكَ يا شهرَ الجدِّ والالتزامِ، سلامٌ عليكَ يا محفلَ الطاعاتِ ومحرقةَ الأوزارِ والآثامِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة : جسن الخاتمة
ثانيًا: الأعمالُ بخواتِيمِهَا
العبدُ المؤمنُ في هذه الحياةِ يسعَى للعملِ والطاعةِ، وغايةُ ذلك ولبُّهُ أنْ يُختَمَ لهُ بالحسنى، وقد قال -عليه الصلاةُ والسلامُ-: “إنَّمَا الأعمالُ بالخواتِيم”.
إنَّما الأعمالُ بخواتِيمِهَا، وحسنُ الخاتمةِ -عبادَ اللهِ- هي مِن توفيقِ البارِي -جلَّ وعلَا-، وهي أكبرُ نعمةٍ يُنعمُهَا الخالقُ على عبدهِ المؤمنِ أنْ يُميتَهُ ويتوفاهُ على الإسلامِ، ولذا كان مِن دعاءِ سحرةِ فرعونَ بعدَ إيمانِهِم: (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ) [الأعراف:126].
ولحسنِ الختامِ أسبابٌ، وأعظمُ أسبابهِ إخلاصُ النيةِ للهِ، والصدقُ في عبادتِهِ وتقواه: قال تعالي:(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلًا * لِيَجْزِيَ اللَّهُ الصَّادِقِينَ بِصِدْقِهِمْ وَيُعَذِّبَ الْمُنَافِقِينَ إِن شَاء أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ غَفُورًا رَّحِيمًا) [الأحزاب:23-24]. فإنْ صدقَ العبدُ مع اللهِ بالطاعةِ سلكَ بهِ طريقَ المصلحين، وخُتِمَ لهُ بالحسنى، ولو لم يعملْ مِن الأعمالِ إلا القليل.
ومِن أسبابِ حسنِ الخاتمةِ: الدوامُ على الطاعةِ والاستمرارِ عليها، فاللهُ يحبُّ مِن العبدِ إذا عملَ عملًا أنْ يداومَ عليهِ، فعن عائشةَ -رضي اللهُ عنها- عن النبيِّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- قال: “وكان أحبُّ الدينِ إلى اللهِ ما داومَ صاحبُهُ عليهِ”، فالذي يداومُ على العملِ الصالحِ ولو كان قليلًا يُقبَضُ عليهِ، فَحَسُنَتْ خاتمتُهُ، فليحذرْ العبدُ مِن أنْ يدعَ الطاعةَ، فالموتُ يأتِي بغتةً، وإنْ وفقَكَ اللهُ للعملِ الصالحِ فحافظْ عليهِ حتى يأتيكَ اليقينُ، (وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) [الحجر:99].
ولذلك كانَ مِن دعائِهِ -عليه الصلاةُ والسلامُ-: “يا مقلبَ القلوبِ، ثبتْ قلبِي على دينِكَ”؛ ففي السننِ، عن أنسٍ -رضي اللهُ عنه- قال: كان النبيُّ -صلَّى اللهُ عليه وسلم- يكثرُ أنْ يقولَ: “يا مقلبَ القلوبِ، ثبتْ قلبِي على دينِك”. قال: فقلنِا: يا رسولَ اللهِ، آمنَّا بِك وما جئتَ بهِ، فهل تخافُ علينَا؟ قال: “نعمْ، إنَّ القلوبَ بين أصبعينِ مِن أصابعِ اللهِ -عزَّ وجلَّ- يقلبُهَا كيفَ شاء”(رواه الترمذي).
ومِن أسبابِ حسنِ الخاتمةِ: حُسنُ الظنِّ باللهِ تعالى، وهو أن يرجوَ الإنسانُ سعةَ رحمةِ اللهِ تعالى، وكرمَهُ في مغفرةِ ذنوبِهِ، قال صلَّى اللهُ عليه وسلم: ” لَا يَمُوتَنَّ أَحَدُكُمْ إِلَّا وَهُوَ يُحْسِنُ الظَّنَّ بِاللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ”(رواه مسلم).
ومِن أسبابِ حسنِ الخاتمةِ: تذكرُ الموتِ، فتذكرُهُ يحيي القلوبَ المريضةَ، ويقربُهَا مِن اللهِ -جلَّ وعلا- بالأعمالِ والطاعاتِ، والخوفِ والرجاءِ، والقرباتِ، ففي السننِ: عن أبي هريرةَ -رضي اللهُ عنه- قال رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلم-: “أكثرُوا ذكرَ هاذمِ اللذاتِ”(رواه الترمذي)، يعني الموت.
ومِن أعظمِ ما يُورِثُ حُسنَ الخاتمةِ: تعجيلُ التوبةِ والصدقُ فيها، فقد كانتْ سببًا في نجاةِ رجلٍ قتلَ مائةَ نفسٍ، لكنَّهُ صدَقَ في التوبةِ مع اللهِ تعالى، فأكرَمَهُ اللهُ بحُسْنِ الخاتمةٍ.
***
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ (صلَّي اللهُ عليه وسلم)، وعلي آلهِ وصحبهِ أجمعين.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة : جسن الخاتمة
ثالثًا: المداومةُ على طاعةِ اللهِ تعالى بعدَ رمضانَ
المسلمُ يجبُ عليهِ أنْ يتنبَّهَ أنَّ عبادةَ اللهِ – تباركَ وتعالى – والمنافسةَ في طاعةِ والجدَّ في القيامِ بمَا يُرضِيه لا يتوقفُ على شهرٍ مِن الشهورِ أو أيامٍ معدودةٍ، فإنْ انقضَى شهرُ رمضانَ المبارك، فإنَّ عبادةَ الإنسانِ لا تنقضِي، وإنْ انتهتْ أيامُهُ المباركةُ ولياليهِ الفاضلةُ، فإنَّ أعمالَ الخيرِ لا تنتهِي واللهُ – تباركَ وتعالَى – يقولُ في كتابهِ العظيمِ: ﴿ وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ ﴾[الحجر: 99]، واليقينُ هو الموتُ، فالمسلمُ مطالبٌ بالمداومةِ على طاعةِ اللهِ، والاستمرارِ في عبادتِهِ – سبحانَهُ وتعالى – إلى أنْ يتوفاهُ اللهُ، ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ ﴾ [آل عمران: 102]؛ أي: جِدُّوا في عبادتِهِ، وتنافسُوا في القيامِ بما يُرضيهِ إلى أنْ تموتُوا على ذلك.
بل إنَّ أُناسًا يُجِدُّون في العبادةِ في رمضانَ، فإذا انقضَى رمضانُ، انقضتْ عندَهُم العبادةُ أو تكاسلُوا فيها، أو تقاعسُوا عنها أو فرَّطُوا في كثيرٍ مِن أبوابِهَا، وكأنَّ العبادةَ إنَّمَا هي مطلوبةٌ مِن الإنسانِ في رمضانَ، إنَّ ربَّ الشهورِ واحدٌ، إنَّ ربَّ رمضانَ هو ربُّ شوال، وهو ربُّ الشهورِ كلِّهَا، وكما أنَّهُ ينبغِي أنْ يحافظَ المرءُ على طاعتهِ وعبادتهِ في شهرِ رمضانَ، فإنَّ الواجبَ على كلِّ مسلمٍ أنْ يحافظَ على طاعةِ اللهِ، ويجدَّ في عبادتِهِ في كلِّ وقتٍ وحينٍ، في الشهورِ كلِّهَا، وفي الأعوامِ جميعِهَا إلى أنْ يتوفاهُ اللهُ – تباركَ وتعالى – وهو على حالةٍ رضيةٍ وسيرةٍ مرضيةٍ، وهذا هو معنى قولِ اللهِ – تباركَ وتعالى – في القرآنِ الكريمِ: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا ﴾ [فصلت: 30]؛ أي: استقامُوا على طاعةِ اللهِ، وداومُوا على عبادةِ اللهِ، ومضُوا في أبوابِ الخيرِ إلى أنْ يتوفاهُم اللهُ، فهؤلاءِ هُم أهلُ الربحِ والسعادةِ، والفوزِ والغنيمةِ في الدنيا والآخرةِ، ولهذا ذكرَ اللهُ – تباركَ وتعالى – لمَن كانتْ هذه حالُهُم، وتلك مآلُهُم – ذكرَ لهم – تباركَ وتعالى – أرباحًا عظيمةً، ومغانمَ كبيرةً في الدنيا والآخرةِ، قال اللهُ – جلّ وعلا -: ﴿ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ﴾ [الأحقاف: 13].
وكما أنَّ شهرَ رمضانَ هو شهرُ الصيامِ، فقد فرضَ اللهُ – تباركَ وتعالى – على عبادِهِ فيه تلك الطاعةَ العظيمةَ، والفريضةَ الجليلةَ وهى صيامُ الشهرِ كلِّهِ، فإنَّ الصيامَ لا ينقضِي بانقضاءِ رمضانَ، نعمْ الصيامُ المفروضُ والصيامُ الواجبُ لا يكونُ إلَّا في رمضانَ، لكنْ إنْ انتهَى الصيامُ في رمضانَ، فيبقَى مع المسلمِ صيامُ النافلةِ، ومِن أعظمِ ذلك صيامُ ستةِ أيامٍ مِن شوال، وقد جاءَ في الحديثِ الذي رواهُ مسلمٌ في صحيحهِ مِن حديثِ أبي أيوبَ الأنصاري أنَّ النبيَّ – صلَّى اللهُ عليه وسلم – قال: ((مَن صامَ رمضانَ وأتبعهُ ستًا مِن شوالَ، فكأنَّمَا صامَ الدهرَ كلَّهُ)).
اللهم ارزقنَا حسنَ الخاتمةِ واحفظْ بلادنَا مصرَ وسائرَ بلاد العالمين
الدعاء،،،،، وأقم الصلاةَ ،،،،،
كتبه: طه ممدوح عبد الوهاب
إمام وخطيب ومدرس
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف