أخبار عاجلة
خطبة الجمعة بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 12 صفر 1446 هـ ، الموافق 16 أغسطس 2024م
خطبة الجمعة بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، للدكتور خالد بدير

خطبة الجمعة بعنوان : كيف تكون محبوبا عند الله ، للدكتور خالد بدير

شارك الخبر علي صفحات التواصل الإجتماعي

خطبة الجمعة بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، للدكتور خالد بدير، بتاريخ 11 صفر 1446 هـ ، الموافق 16 أغسطس 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ:

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 16 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 16 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ : كما يلي:

 

أولًا:  حثُّ الإسلامِ على نفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجِهِم.

ثانيًا: نماذجُ وصورٌ مشرقةٌ لنفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجِهِم.

ثالثًا: دعوةٌ إلى نفعِ الناسِ وقضاءِ الحوائجِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 16 أغسطس 2024م ، للدكتور خالد بدير ، بعنوان : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ : كما يلي:

 

كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ ..

وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ

11 صفر 1446هـ – 16 أغسطس 2024م

 

الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له، وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ . أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف تكون محبوبا عند الله

أولًا:  حثُّ الإسلامِ على نفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجِهِم.

لقد حثَّ الإسلامُ على نفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجهِم ومساعدتِهٍم، وقد ربَّى الرسولُ أصحابَهُ على أعمالِ البرِّ والخيرِ حتى أصبحَ حقُّ أحدهِم ملكًا للجميع، فعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ:” بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا. فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ؛ وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ. قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ.” (مسلم).

 وعَنْ أَبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ: قالَ رسولُ اللهِ : “كُلُّ سُلاَمَى مِنَ النَّاسِ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ كُلَّ يَوْمٍ تَطْلُعُ فِيهِ الشَّمْسُ؛ تَعْدِلُ بَيْنَ اثْنَيْنِ صَدَقَةٌ، وَتُعِينُ الرَّجُلَ فِي دَابَّتِهِ فَتَحْمِلُهُ عَلَيْهَا، أَوْ تَرْفَعُ لَهُ عَلَيْهَا مَتَاعَهُ صَدَقَةٌ , وَالْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ، وَبِكُلِّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ صَدَقَةٌ، وَتُمِيطُ الأَذَى عَنِ الطَّرِيقِ صَدَقَةٌ”.( متفق عليه) .

ولقد اهتمَّ الخلفاءُ الراشدونَ بقضاءِ الحوائجِ ونفعِ الناسِ اهتمامًا كبيرًا، وكانوا يكتبونَ إلى ولاتِهِم بذلك .

 فقد كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ ؛ فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ، فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ . (المجالسة وجواهر العلم لابن عبد البر). وكان عمرُ بنُ الخطابِ إذا بعثَ عمالَهُ شرطَ عليهِم: « ألّا تركبُوا برذونًا، ولا تأكلُوا نقيًّا، ولا تلبسُوا رقيقًا، ولا تغلقُوا أبوابَكُم دونَ حوائجِ الناسِ، فإنْ فعلتُم شيئًا مِن ذلك فقد حلتْ بكم العقوبةُ، ثم يشيعُهُم». (مصنف عبدالرزاق والبيهقي في الشعب).

 وعنْ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ يَقُولُ:” مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ وَالْخَلَّةِ وَالْمَسْكَنَةِ، إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ وَحَاجَتِهِ وَمَسْكَنَتِهِ. فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ .” ( أحمد والترمذي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي).

إنَّ أفْضَلَ الناسِ وأحَبَّهم إلَى اللهِ منِ استعملَهُ الله في نفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجِهِم. فعَنْ أَنَسٍ، أَنَّ النَّبِيَّ ، قَالَ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِعَبْدٍ خَيْرًا اسْتَعْمَلَهُ» قَالَ: فَقِيلَ: كَيْفَ يَسْتَعْمِلُهُ؟ قَالَ: «يُوَفِّقُهُ لِعَمَلٍ صَالِحٍ قَبْلَ الْمَوْتِ» (الترمذي الحاكم وأحمد والطبراني).

وهكذا حثَّ الإسلامُ على نفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجِهِم، واهتمَّ بذلك أمراءُ المسلمينَ عبرَ العصورِ والقرونِ.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف تكون محبوبا عند الله

ثانيًا: نماذجُ وصورٌ مشرقةٌ لنفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجِهِم.

تعالُوا معنَا في هذا العنصرِ لنتعايشَ مع هذه الصورِ المشرقةِ لنفع الناس وقضاءِ حوائجِهِم ودورهَا في نشرِ التعاونِ والتراحمِ والتكافلِ الاجتماعِي بينَ أفرادِ المجتمعِ:

فيُعَدُّ رسولُ اللَّهِ أعظمَ مَن تحدثَ عن هذا الجانبِ، وطبّقَهُ في حياتِهِ، فقد ضربَ لنَا أروعَ الأمثلةِ في فعلِ الخيرِ ونفع الناس وقضاءِ الحوائجِ قبلَ البعثةِ وبعدَهَا، ونحن نعلمُ قولَ السيدةِ خديجةَ فيهِ لمَّا نزلَ عليهِ الوحيُ وجاءَ يرجفُ فؤادُهُ:” كَلَّا وَاللَّهِ مَا يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا؛ إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ؛ وَتَحْمِلُ الْكَلَّ؛ وَتَكْسِبُ الْمَعْدُومَ؛ وَتَقْرِي الضَّيْفَ؛ وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الْحَقِّ”. (متفق عليه). وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: كَانَتِ الصَّلاَةُ تُقَامُ، فَيُكَلِّمُ النَّبِيُّ الرَّجُلَ فِي حَاجَةٍ تَكُونُ لَهُ، فَيَقُومُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَمَا يَزَالُ قَائِمًا يُكَلِّمُهُ، فَرُبَّمَا رَأَيْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ لَيَنْعَسُ مِنْ طُولِ قِيَامِ النَّبِيِّ لَهُ.( أحمد والترمذي وقال: هذا حديث حسن صحيح).

 فانظرْ إلى اهتمامِ النبيِّ بنفعِ الناسِ وقضاءِ حوائجهم، فالصلاةُ أقيمتْ والصحابةُ صفوفٌ خلفَهُ، ومع ذلك يقضِي حاجةَ المحتاجِ مهمَا طالَ الفصلُ والوقوفُ!! حتى أنَّ أحدَهُم لينعسَ مِن كثرةِ الوقوفِ!!

كما كان دائمَ الاهتمامِ بقضاءِ حوائجِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، فعَنْ أَنَسٍ رضي اللهُ عنه:” أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : يَا أُمَّ فُلاَنٍ ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ ، فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا”. ( مسلم ).

وهذا مِن حلمِهِ وتواضعِهِ في قضاءِ حوائجِ ذوِي الاحتياجاتِ الخاصةِ، وفي هذا دلالةٌ شرعيةٌ على وجوبِ تكفلِ الحاكمِ برعايةِ ذوي الاحتياجاتِ الخاصةِ، صحيًّا واجتماعيًّا، واقتصاديًّا ونفسيًّا، والعملُ على قضاءِ حوائجِهِم.

وهذا أبوبكرٍ – رضي اللهُ عنه – ضربَ أروعَ الأمثلةِ في نفع الناس وقضاءِ حوائجِهم، فقد كان يتعهدُ امرأةً عمياءَ في المدينةِ يقضِي لها حاجاتِهَا سرًّا إبانَ خلافتِه للمسلمين، وكان يحلبُ لأهلِ الحيِّ أغنامَهُم، فلمَّا استخلفَ وصارَ أميرَ المؤمنين قالت جاريةٌ منهم -يعني مِن نساءِ الحيِّ- بعد أنْ صارَ أبو بكرٍ خليفةً: الآن لا يحلبُهَا. تقولُ: لقد صارَ قائدَ الدولةِ وأميرَ المؤمنين، يسيرُ الجيوشَ ويتحملُ المسئولياتِ، هل يلتفتُ إلى غنمِنَا ويحلبُهَا؟ الآن لا يحلبُهَا، فسمعَ بذلك أبو بكرٍ رضي اللهُ عنه فقالَ: بلى، وإنِّي لأرجُو ألَّا يغيرنِي ما دخلتُ فيهِ عن شيءٍ كنتُ أفعلُهُ.( التبصرة لابن الجوزي وجامع العلوم والحكم لابن رجب).

وهذا عمرُ – رضي اللهُ عنه – كان يسعَى لخدمةِ العجزةِ والأراملِ والمقعدين وقضاءِ حوائجِهِم تطوعًا، فقد روى أبو نُعيمٍ في «حليةِ الأولياء» أنَّ عمرَ بنَ الخطابِ رضي اللهُ تعالى عنه خرجَ في سوادِ الليلِ فرآهُ طلحةُ، فذهبَ عمرُ فدخلَ بيتًا ثم دخلَ آخرَ، فلمَّا أصبحَ طلحةُ ذهبَ إلى ذلك البيتِ فإذا بعجوزٍ عمياءَ مقعدةٍ، فقالَ لهَا: ما بالُ هذا الرجلِ يأتيكِ؟ قالت: إنَّه يتعاهدُنِي منذُ كذا وكذا يأتينِي بما يصلحُنِي، ويخرجُ عني الأذَى، فقالَ طلحةُ: ثكلتْكَ أمكَ يا طلحة، أعثراتُ عمرَ تتبعُ؟!

ومِن صورِ قضاءِ الحوائجِ ونفع الناس ما ذكرُوا أنَّ عليًّا بنَ الحسينِ كان كثيرَ الصدقةِ بالليلِ، وكان يقولُ: صدقةُ الليلِ تطفئُ غضبَ الربِّ، وتنورُ القلبَ والقبرَ، وتكشفُ عن العبدِ ظلمةَ يومِ القيامةِ، وقاسمَ اللهَ تعالَى مالَهُ مرتين.

قال محمدُ بنُ إسحاق: كان ناسٌ بالمدينةِ يعيشونَ لا يدرونَ مِن أينَ يعيشونَ ومَن يعطيهم؟!! فلمَّا ماتَ عليٌّ بنُ الحسينِ فقدُوا ذلك فعرفُوا أنَّهُ هو الذي كان يأتيهِم في الليلِ بما يأتيهِم به، ولمّا ماتَ وجدُوا في ظهرهِ وأكتافِه أثرَ حملِ الجرابِ إلى بيوتِ الأراملِ والمساكينِ في الليلِ. وقِيلَ إنَّهُ كانَ يعولُ مائةَ أهلِ بيتٍ بالمدينةِ ولا يدرونَ بذلكَ حتّى ماتَ. ودخلَ عليٌّ بنُ الحسينِ على مُحمدٍ بنِ أسامةَ بنِ زيدٍ يعودُه؛ فبكى ابنُ أسامةَ، فقالَ لهُ ما يبكيكَ؟ قال: عليَّ دَيْنٌ، قال: وكم هو؟ قال خمسةَ عشرَ ألفَ دينارٍ – وفي روايةٍ سبعةَ عشرَ ألفَ دينارٍ – فقال: هي عليَّ !!” (البداية والنهاية لابن كثير).

وهكذا كان الصالحونَ يتسابقونَ إلى نفعِ الناسِ وفعلِ الخيراتِ؛ امثالًا لأمرِ ربِّ الأرضِ والسماواتِ.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : كيف تكون محبوبا عند الله

ثالثًا: دعوةٌ إلى نفعِ الناسِ وقضاءِ الحوائجِ.

أيُّها الإخوةُ المؤمنون: ما أجملَ أنْ يسعَى الإنسانُ إلى قضاءِ حوائجِ الناسِ وتفريجِ كروبَهُم، يقولُ رَسُولُ اللَّهِ قَالَ:” الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يُسْلِمُهُ؛ وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ؛ وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”.(متفق عليه) .

 وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُؤْمِنٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ؛ وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ؛ وَاللَّهُ فِي عَوْنِ الْعَبْدِ مَا كَانَ الْعَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ”(مسلم).

 قال الإمامُ النوويُّ: ” فيهِ فضلُ قضاءِ حوائجِ المسلمين ونفعِهِم بما تيسرَ مِن علمٍ أو مالٍ أو معاونةٍ أو إشارةٍ بمصلحةٍ أو نصيحةٍ وغيرِ ذلك، وفضلُ السترِ على المسلمين، وفضلُ إنظارِ المعسرِ.” (شرح النووي) .

وعَنِ ابْنِ عُمَرَ ، أَنَّ رَجُلا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ، فَقَالَ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ ؟ وَأَيُّ الأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : أَحَبُّ النَّاسِ إِلَى اللَّهِ أَنْفَعَهُمْ لِلنَّاسِ ، وَأَحَبُّ الأَعْمَالِ إِلَى اللَّهِ سُرُورٍ تُدْخِلُهُ عَلَى مُسْلِمٍ ، أَوْ تَكْشِفُ عَنْهُ كُرْبَةً ، أَوْ تَقْضِي عَنْهُ دِينًا ، أَوْ تُطْرَدُ عَنْهُ جُوعًا ، وَلأَنْ أَمْشِيَ مَعَ أَخٍ لِي فِي حَاجَةٍ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَعْتَكِفَ فِي هَذَا الْمَسْجِدِ ، يَعْنِي مَسْجِدَ الْمَدِينَةِ ، شَهْرًا ، وَمَنْ كَفَّ غَضَبَهُ سَتَرَ اللَّهُ عَوْرَتَهُ ، وَمَنْ كَظَمَ غَيْظَهُ ، وَلَوْ شَاءَ أَنْ يُمْضِيَهُ أَمْضَاهُ ، مَلأَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَلْبَهُ أَمْنًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ ، وَمَنْ مَشَى مَعَ أَخِيهِ فِي حَاجَةٍ حَتَّى أَثْبَتَهَا لَهُ ، أَثْبَتَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ قَدَمَهُ عَلَى الصِّرَاطِ يَوْمَ تَزِلُّ فِيهِ الأَقْدَامُ “. ( ابن أبي الدنيا في كتاب: قضاء الحوائج، والطبراني وغيرهما، بسند حسن).

كلُّ هذه النصوصِ وغيرِهَا الكثير، الهدفُ منها جعلُ المسلمين جميعًا ذكورًا وإناثًا يشعرون بروحِ الجماعةِ الواحدةِ المرتبطةِ ببعضِهَا البعض ماديًّا ومعنويًّا في العونِ والمساعدةِ وقضاءِ الحوائجِ، فهُم كالفردِ الواحدِ وكالجسدِ الواحدِ، تسعدُ الأعضاءُ كلُّهَا بسعادتِه وتحزنُ لحزنِه، فعَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ :”مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى”(مسلم).

لذلك كثرتْ أقوالُ السلفِ حولَ الحثِّ على فعلِ الخيرِ وقضاءِ الحوائجِ، يقولُ الحسنُ البصريُّ رحمه اللهُ: ” لأنْ أقضِي حاجةً لأخٍ أحبُّ إليَّ مِن أنْ أصلِّي ألفَ ركعةٍ، ولأنْ أقضِي حاجةً لأخٍ أحبُّ إليَّ مِن أنْ أعتكفَ شهرين”. وقد قِيلَ: “العجلةُ مِن الشيطانِ” إلَّا في خمسٍ: إطعامِ الضيفِ، وتجهيزِ الميتِ، وتزويجِ البكرِ، وقضاءِ الدينِ، والتوبةِ مِن الذنبِ. وكان ابنُ عباسٍ رضي اللهُ عنهما يقولُ: لأنْ أعولَ أهلَ بيتٍ مِن المسلمينَ شهرًا أو جمعةً أو ما شاءَ اللهُ أحبُّ إليَّ مِن حجةٍ، وَلَطَبَقٌ بدرهمٍ أهدِيهِ إلى أخٍ لي في اللهِ أحبُّ إليَّ مِن دينارٍ أنفقُهُ في سبيلِ اللهِ”.

ومِن نعمِ اللهِ تعالى على العبدِ وحبِّه لهُ أن يسخرَهُ اللهُ لقضاءِ حوائجِ الناسِ ونفعهم، فعَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ : ” إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ “. (الطبراني وابن عساكر ). يقول أبو العتاهية:

اقضِ الحوائجَ ما استطعـتَ*** وكُن لهمِّ أخيكَ فارجْ

فــــلخــــــيرُ أيـــــــــــــــامِ الفــــــتَى *** يومٌ قـضَى فيهِ الحـوائجْ

إن فعل الخير ونفع الناس وقاية للإنسان من ميتة السوء. فعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : “صَنَائِعُ الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ، وَصَدَقَةُ السِّرِّ تُطْفِئُ غَضَبَ الرَّبِّ، وَصِلَةُ الرَّحِمِ تَزِيدُ فِي الْعُمُرِ”. (رواه الطبراني بسند حسن). والمصرع: هو مكان الموت، فيقي الله من يحسن إلى الناس بقضاء حوائجهم من الموت في مكان سيء أو هيئة سيئة أو ميتة سيئة.

فعليكُم أنْ تكثرُوا مِن الأعمالِ الخيريةِ ونفع الناس وقضاءِ الحوائجِ؛ لتفوزُوا بسعادةِ العاجلِ والآجلِ !!!

نسألُ اللهَ أنْ  يصبَّ علينَا الخيرَ صبًّا، وأنْ لا يجعلَ عشنَا كدًّا، وأنْ يحفظَ مصرنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ .

       الدعاء،،،،                                  وأقم الصلاة،،،،                           كتبه : خادم الدعوة الإسلامية

                                                                                                                             د / خالد بدير بدوي

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

عن كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

شاهد أيضاً

أوقاف الغربية تنعي وفاة مفتش بإدارة أوقاف المحلة اول

أوقاف الغربية  تقدم مديرية أوقاف الغربية بقيادة السيد صاحب الفضيلة الشيخ / خالد خضر وكيل …

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، بتاريخ 12 صفر 1446 هـ ، الموافق 16 أغسطس 2024م

خطبة الجمعة لوزارة الأوقاف pdf و word : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ ..

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف pdf و word : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. …

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ سَخَّرَ لَكَ السَّمَاوَات وَالأَرْضَ ، بتاريخ 12 صفر 1446 هـ ، الموافق 16 أغسطس 2024م

خطبة الجمعة القادمة 16 أغسطس 2024م : كيف تكون محبوبا عند الله

خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف : كَيْفَ تَكُونُ مَحْبُوبًا عِنْدَ اللهِ .. وَإِذَا أَحَبَّكَ اللهُ …

إحالة مدير مديرية أوقاف الدقهلية ومدير الدعوة بالمديرية للجنة القيم مع خصم شهر من بدل صعود المنبر لكل منهما

إحالة مدير مديرية أوقاف الدقهلية ومدير الدعوة بالمديرية للجنة القيم مع خصم شهر من بدل …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

Translate »