خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م : نعمة الماء ، للدكتور عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م بعنوان : نعمة الماء ، للدكتور عمر مصطفي، بتاريخ 5 صفر 1445هـ ، الموافق 9 أغسطس 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م بصيغة word بعنوان : نعمة الماء ، للدكتورعمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م بصيغة pdf بعنوان : نعمة الماء ، للدكتورعمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م ، بعنوان : نعمة الماء ، للدكتور عمر مصطفي.
أولًا: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }.
ثانيًا: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}.
ثالثًا: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م ، بعنوان : نعمة الماء ، للدكتور عمر مصطفي ، كما يلي:
نعمةُ الماءِ
5 صفر 1446 هـ – 9 أغسطس 2024م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ}(الأنبياء)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قديرٌ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيّدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م : نعمة الماء
أولًا: {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }.
*عبادَ الله: إنَّ نعمَ اللهِ علينَا لا تُعدُّ ولا تُحصَي، قالَ تعالي: { وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا }(إبراهيم)، ومِن هذه النعمِ الماءُ، فالماءُ نعمةٌ كُبرَي، ومنةٌ عُظمَي، امتنَّ اللهُ بهَا علي عبادِهِ، قالَ تعالَي: { أَفَرَأَيْتُمُ الْمَاءَ الَّذِي تَشْرَبُونَ (68) أَأَنْتُمْ أَنْزَلْتُمُوهُ مِنَ الْمُزْنِ أَمْ نَحْنُ الْمُنْزِلُونَ (69) لَوْ نَشَاءُ جَعَلْنَاهُ أُجَاجًا فَلَوْلَا تَشْكُرُونَ (70) }(الواقعة)، وقال تعالي: { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَصْبَحَ مَاؤُكُمْ غَوْرًا فَمَنْ يَأْتِيكُمْ بِمَاءٍ مَعِينٍ (30) }(الملك).
فلا حياةَ بدونِ الماءِ، قال تعالي: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ}(الأنبياء) ، فالأرضُ ميتةٌ وحياتُهَا بالماءِ، قالَ تعالي: { وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ (24) }(الروم)، وقال تعالي: { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (39)}(فصلت)، واللهُ تعالي يثيبُ بالماءِ، قال تعالي:{ وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا (16}(الجن)، ويعاقبُ بهِ كذلكَ، قال تعالي: { فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ بِمَاءٍ مُنْهَمِرٍ (11) وَفَجَّرْنَا الْأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاءُ عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ (12) وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ (13) تَجْرِي بِأَعْيُنِنَا جَزَاءً لِمَنْ كَانَ كُفِرَ (14)}(القمر)، فالماءُ عصبُ الحياةِ لا تستقيمُ الحياةُ بدونِهِ، ومِن رحمةِ اللهِ أنَّهُ أكثرَ منهُ، وجعلَهُ مِن أزهدِ الأشياءِ ثمنًا، وجعلَ الناسَ شركاءَ في ثلاثةٍ منهَا الماءُ، فينبغِي أنْ نعرفَ قدرَ هذه النعمةِ.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م : نعمة الماء
ثانيًا: { ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}.
*عبادَ الله: قال تعالي: {ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ}(التكاثر)، الذي تنعمتُمْ بهِ في دارِ الدنيا، هل قمتُمْ بشكرِهِ، وأديتُمْ حقَّ اللهِ فيهِ، ولم تستعينُوا بهِ، على معاصيهِ، فينعمكُم نعيمًا أعلَى منهُ وأفضل، أم اغتررتُمْ بهِ، ولم تقومُوا بشكرِهِ؟ بل رُبَّمَا استعنتُمْ بهِ على معاصِي اللهِ فيعاقبكُم على ذلك.(تفسير السعدي).
ومِن هذا النعيمِ الماءُ عن أبي هريرةَ قال : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: إِنَّ أَوَّلَ مَا يُسْأَلُ عَنْهُ يَوْمَ القِيَامَةِ، يَعْنِي العَبْدَ مِنَ النَّعِيمِ، أَنْ يُقَالَ لَهُ: أَلَمْ نُصِحَّ لَكَ جِسْمَكَ، وَنُرْوِيَكَ مِنَ الْمَاءِ البَارِدِ.(سنن الترمذي).
ومِن أنواعِ الصدقةِ، الصدقةُ بالماءِ، قَالَ النَّبِيُّ ﷺ: «مَنْ يَشْتَرِي بِئْرَ رُومَةَ، فَيَكُونُ دَلْوُهُ فِيهَا كَدِلاَءِ المُسْلِمِينَ» فَاشْتَرَاهَا عُثْمَانُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ.(صحيح البخاري).أي: يوقفُهَا ويكونُ نصيبُهُ منهَا كنصيبِ غيرِهِ مِن المسلمينَ دونَ مزيةٍ.
وكلُّ نعمةٍ أنعمَ اللهُ بهَا ، سَيُسألُ عنهَا الإنسانُ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ” لَا تَزُولُ قَدْمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ: عَنْ شَبَابِهِ فِيمَا أَبْلَاهُ، وَعَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَا أُنْفَقَهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ “(مسند البزار).
فينبغِي أنْ نستعملَ النعمَ فيمَا خُلقَتْ لهُ ولا نُضيعُهَا، وكذلك نشكرُ اللهَ عليهَا .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 9 أغسطس 2024م : نعمة الماء
ثالثًا: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا}.
*عبادَ الله: إنَّ مِن نعمِ اللهِ على هذه الأمةِ وتشريفِهِ لهَا أنْ جعلَهَا أمةً وسطًا خيارًا عدولًا فقال: (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا) [البقرة:143].
فهي خيرُ الأممِ التي أُخرجتْ للناسِ، وقد وصفَهَا المولَي عزَّ وجلَّ وشهدَ لهَا بذلكَ، فقالَ تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران: 110].
ثم اصطفَى اللهُ سبحانَهُ وتعالى لهَا رسُولًا مِن خيارِهَا وأوسطِهَا نسبًا ومكانةً فبعثَهُ فيهَا نبيًّا رسولًا: (لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنَفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتِّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ) [التوبة: 128].
وأنزلَ عليهَا أشرفَ كتبِهِ وجعلَهُ مهيمنًا على الكتبِ قبلَهُ شاملًا لخيرِ مَا جاءتْ بهِ: (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ الْكِتَابِ وَمُهَيْمِنًا عَلَيْهِ) [المائدة: 48].
بهذا الرسولِ الكريمِ، وهذا القرآنِ العظيمِ، شرفتْ هذه الأمةُ، وبمتابعتِهَا والاهتداءِ بهديهِمَا كانتْ خيرَ الأممِ وأوسطَهَا وأعدلَهَا.
وكان أسعدَ هذه الأمةِ باتباعهِمَا وأحرصَهُم على هديهِمَا قولًا وعملًا واعتقادًا أصحابُ رسولِ اللهِ ﷺ ثم تابعُوهُم، ثم التابعونَ لهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
*ومِن الوسطيةِ الاعتدالُ في استعمالِ الماءِ بلَا إسرافٍ، فإنَّ الماءَ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ تعالَى علينَا فهو سرُّ الحياةِ لجميعِ الأحياءِ، ولا يعيشَ بدونِهِ لكائنِ حيٍّ، قالَ اللهُ تعالى: { وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا يُؤْمِنُونَ (30) }(الأنبياء).
إنَّ اللهَ تعالَي أمرَنَا بعدمِ الإسرافِ حتي في شربِ الماءِ، قال تعالي: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (31) }(الأعراف)، وقد قالُوا بأنَّ اللهَ جمعَ الطبَّ في نصفِ آيةٍ ألَا وهي: { وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلَا تُسْرِفُوا}.
وعَنْ مِقْدَامِ بْنِ مَعْدِي كَرِبَ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ يَقُولُ: مَا مَلأَ آدَمِيٌّ وِعَاءً شَرًّا مِنْ بَطْنٍ. بِحَسْبِ ابْنِ آدَمَ أُكُلاَتٌ يُقِمْنَ صُلْبَهُ، فَإِنْ كَانَ لاَ مَحَالَةَ فَثُلُثٌ لِطَعَامِهِ وَثُلُثٌ لِشَرَابِهِ وَثُلُثٌ لِنَفَسِهِ.(سنن الترمذي).
وَقَالَ رسول الله ﷺ: كُلُوا وَاشْرَبُوا وَالبَسُوا وَتَصَدَّقُوا، فِي غَيْرِ إِسْرَافٍ، وَلاَ مَخِيلَةٍ ، وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُلْ مَا شِئْتَ، وَالبَسْ مَا شِئْتَ، مَا أَخْطَأَتْكَ اثْنَتَانِ: سَرَفٌ، أَوْ مَخِيلَةٌ.(صحيح البخاري).
وكذلك في العبادةِ فعَنْ عَمْرِو بْنِ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ جَاءَ أَعْرَابِىٌّ إِلَى النَّبِىِّ ﷺ يَسْأَلُهُ عَنِ الْوُضُوءِ فَأَرَاهُ ثَلاَثاً ثَلاَثاً قَالَ « هَذَا الْوُضُوءُ فَمَنْ زَادَ عَلَى هَذَا فَقَدْ أَسَاءَ وَتَعَدَّى وَظَلَمَ »(سنن النسائي).
اللهُمَّ إنَّا نسألُكَ الهُدي، والتقَي، والعفافَ، والغنَي، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أماناً سلماً سلاماً سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه
دكتور/ عمر مصطفي محفوظ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف