خطبة الجمعة القادمة 8 مارس 2024م بعنوان : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 8 مارس 2024م بعنوان : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 27 شعبان 1445هـ ، الموافق 8 مارس 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 8 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 8 مارس 2024م ، بعنوان : يوم الشهيد وتاريخ الشهداء العظام ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
يوم الشهيد، وتاريخ الشهداء العظام
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.
وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) سورة آل عمران.
وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
أما بعد
أيها المسلمون، فإن هناك أياماً خالدة في تاريخ الأمم والشعوب، فهي أيام لا يمكن أن تمحى من الذاكرة رغم تقادم الأيام ومرور السنين والأعوام، وإن يوم الشهيد لمن الأيام الراسخة في ذهن كل مواطن مصري، محب لهذا الوطن وعاشق لترابه، وشغوف لكل ما يدور فيه من أحداث، ومتطلع لمستقبل مشرق لوطننا الغالي مصر، ففي التاسع من مارس من كل عام نكون دائماً على موعد لرد جزء يسير لشهداء الوطن، الذين ضحوا بأعز وأغلى ما يملكون، وهى أرواحهم الطاهرة، من أجل أن ننعم نحن بالحياة، وفى الحقيقة أيها المسلمون، فنحن مهما فعلنا، ومهما أقمنا من احتفالات، فنحن عاجزون على أن نوفى شهداءنا الكرام معشار حقهم وفضلهم.
أيها المسلمون، من يطالع التاريخ الإسلامي فإنه سيجد رجالاً عظاماً، ونساءً فضليات نالوا شرف الشهادة بعز وكرامة، مضحين من أجل عقيدتهم وإيمانهم بربهم، فكانوا أمثلة وقدوة حسنة عبر التاريخ، ونأخذ على سبيل المثال.
__ أولاً: أول شهيدة في الإسلام، لعل البعض منا يعجب حين يعلم أن أول من سجل في سجل الخالدين من الشهداء في الإسلام هي امرأة، وأي امرأة؟ إنها الشهيدة سمية بنت خُبّاط، وقيل: خياط، والدة عمار بن ياسر رضي الله عنه، أيها المسلمون، لقد كانت سمية رضي الله عنها أنموذجاً مشرقاً للتمسك بالحق ولو كان الثمن أغلي ما يملك الإنسان وهي الروح، سمية بنت خباط تكنى: “أم عمار” تعرف باسمها “سمية” وكنيتها بابنها عمار بن ياسر وهي من مشاهير الصحابيات. كانت أَمَةً لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، وكان ياسر بن عامر حليفاً لأبي حذيفة بن المغيرة المخزومي، فزوَّجَهُ بها فولدت له عمارا فأعتقه، وحين تفكر في كيفية تعذيب عدو الله أبى الحكم ابن هشام “أبو جهل”، ياسر وعمار وسمية، المرأة العظيمة المؤمنة، التي أعطت درسا لكل المسلمات في التحدي من أجل الإيمان، فقد أسلمت بمكة قديماً هي وزوجها: ياسر بن عامر وابنها: عمار بن ياسر فهم من السابقين الأولين في الإسلام، وهي سابع سبعة أظهروا إسلامهم بمكة، من غير بني هاشم، فقد لقيت سمية رضي الله عنها أصنافاً من العذاب، لترجع عن دينها فصبرت ولم ترجع. طعنها أبو جهل بحربة في قُبُلِها حتى ماتت، وكانت حينها عجوزًا ضعيفة، وقد كني بعدها بأبي جهل، كناه بها محمد صلى الله عليه وسلم والوليد بن المغيرة، وهي أول شهيدة في الإسلام، وكانت وفاتها بمكة سنة 7 قبل الهجرة، يقول ابن حجر في الإصابة: كانت سمية بنت خياط مولاة أبى حذيفة بن المغيرة بن مخزوم والدة عمار بن ياسر سابع سبعة في الإسلام، عذبها أبو جهل وطعنها في قُبُلِها، فماتت.
ويقول ابن إسحاق في المغازي: حدثني رجال من آل عمار بن ياسر أن سمية أم عمار عذبها آل بنى المغيرة على الإسلام وهي تأبى غيره حتى قتلوها، وكان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كما أخرج الطبراني وغيره بسند حسن صحيح من حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنهما ((يمر بعمار وأمه وأبيه وهم يعذبون بالأبطح في رمضاء مكة فيقول: صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة”)).
ويقال إن أول من أظهر الإسلام بمكة سبعة: رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأبو بكر، بلال، خباب، صهيب، عمار، سمية. ويروى ابن حجر فى الإصابة بسند صحيح عن مجاهد بن جبر المكي: ((أوَّلُ شهيدٍ في الإسلامِ سميَّةُ والدةُ عمّارِ بنِ ياسرٍ وكانَت عجوزًا كبيرَةً ضعيفَةً ولما قُتِلَ أبو جهلٍ يوم بدرٍ قال النَّبيًّ صَلّى اللَّهُ علَيهِ وسلَّمَ لعمّارٍ قتل اللَّهُ قاتلَ أمِّكَ)).
ثانياً: الشهيد الطائر، لا يمكن لنا أبدا أيها المسلمون، ونحن نتحدث عن نماذج من الشهداء العظام، أن ننسى جعفر الطيار، فجعفر رضي الله عنه، لمن لا يعرفه، يكفيه فخراً وشرفاً أنه ابن عم سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخو على بن أبى طالب رضى الله عنه، ففي غزوة مؤتة نال جعفر الشهادة، فجعفر هو المشهور بـجعفر الطيار، وذي الجناحين، هو صحابي وقائد مسلم، ومن السابقين الأولين إلى الإسلام، وجعفر رضي الله عنه أحدُ وزرائه صلى الله عليه وسلم فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده عن على بن أبى طالب رضي الله عنه بسند صحيح كما قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله، قوله صلى الله عليه وسلم: «إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيُّ قَبْلِي إِلا قَدْ أُعْطِيَ سَبْعَةَ رُفَقَاءَ نُجَبَاءَ وَوُزَرَاءَ، وَإِنِّي أُعْطِيتُ أَرْبَعَةَ عَشَرَ: حَمْزَةُ، وَجَعْفَرٌ، وَعَلِيٌّ، وَحَسَنٌ، وَحُسَيْنٌ، وَأَبُو بَكْرٍ، وَعُمَرُ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْعُودٍ، وَأَبُو ذَرٍّ، وَالْمِقْدَادُ، وَحُذَيْفَةُ، وَسَلْمَانُ، وَعَمَّارٌ، وَبِلالٌ»، ويُقال إنه كان أشبه الناس بالرسولِ محمدٍ خَلقاً وخُلُقاً.
أسلم جعفر بن أبي طالب، ثم هاجر مع جماعة من المسلمين إلى الحبشة، ومكثوا فيها عند ملكها النجاشي. كما هاجر جعفر إلى المدينة المنورة يوم فتح خيبر، فكانت له هجرتان: هجرة إلى الحبشة، وهجرة إلى المدينة، وآخى الرسولُ بينه وبين معاذ بن جبل الخزرجي الأنصاري. شهد جعفر بن أبي طالب غزوة مؤتة التي دارت رحاها سنة ثمان من الهجرة بين المسلمين والروم، وكان هو أميرَ جيش المسلمين إذا أُصيب قائدُهم الأول زيد بن حارثة، فلما قُتل زيد بن حارثة في المعركة، أخذ جعفر بن أبي طالب اللواء بيمينه فقطعت، فأخذه بشماله فقطعت، فاحتضنه بعضديه حتى قُتل وهو ابن إحدى وأربعين سنة، وقيل ابن ثلاث وثلاثين، فصلى عليه الرسولُ وقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ فَإِنَّهُ شَهِيدٌ، وَقَدْ دَخَلَ الْجَنَّةَ وَهُوَ يَطِيرُ فِي الْجَنَّةِ بِجَنَاحَيْنِ مِنْ يَاقُوتٍ حَيْثُ يَشَاءُ مِنَ الْجَنَّةِ”.
ثالثاً: حنظلة غسيل الملائكة، أيها المسلمون، وحنظلة بن أبي عامر رضي الله عنه أحد هؤلاء الشهداء العظام الأبطال، الذين خلد التاريخ ذكرهم، حيث نال حنظلة الشهادة في غزوة أحد، اشتهر ولُقِّبَ في كتب السيرة النبوية بـ “غسيل الملائكة”، وغَسيل الملائكة: أي الرجل الذي غسلته الملائكة.
قال الواقدي: “وكان حنظلة بن أبي عامر تزوج جميلة بنت عبد الله بن أبي ابن سلول، فأُدْخِلَت عليه في الليلة التي في صبحها قتال أحُد، وكان قد استأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبيت عندها فأذن له، وعند الحاكم وقال صحيح على شرط مسلم عن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما قال: ((سمِعْتُ رَسولَ اللهِ ﷺ يَقولُ عندَ قَتلِ حَنظَلةَ بنِ أبي عامِرٍ بعدَ أنِ الْتَقى هو وأبو سُفْيانَ بنِ الحارِثِ ثمَّ عَلاهُ شدّادُ بنُ الأسوَدِ بالسَّيفِ فقتَلَه، فقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: «إنَّ صاحِبَكم تُغسِّلُه المَلائكةُ»، فاسْأَلوا صاحِبَتَه، فقالَتْ: إنَّه خرَجَ لَمّا سمِعَ الهائعةَ وهو جنُبٌ، فقالَ رَسولُ اللهِ ﷺ: «لذلك غسَّلَتْه المَلائكةُ».
وذكر السهيلي نقلاً عن الواقدي وغيره أن حنظلة رضي الله عنه بُحِثَ عنه في القتلى فوجدوه يقطر رأسه ماء، وليس بقربه ماء، تصديقاً لقوله صلى الله عليه وسلم: (إن صاحبكُم تُغَسّله الملائكة). وتغسيل الملائكة لحنظلة رضي الله عنه من باب الفضل والكرامة له، قال المناوي: “وكفى غسل الملائكة لحنظلة بهذا شرفاً.
هذا، أيها المسلمون، وسجل الشهداء العظام عبر التاريخ الإسلامي ملئ بالنماذج، ولكن المقام هنا لا يتسع، فحسبنا ما ذكرنا، ونعتذر لكل الشهداء الأخرين العظام، لعلنا نتحدث عنهم ونذكرهم في مناسبات أخرى قادمة إن شاء الله.
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، ونحن نتحدث عن يوم الشهيد، لا يمكن لنا بحال من الأحوال أن ننسى أسر الشهداء، الذين فقدوا أغلى وأعز ما يملكون، فداء لبلدهم ووطنهم الغالي مصر، فأهل الشهداء وذويهم لهم في أعناقنا جميعاً واجب وحق علينا أن نحسن إليهم ونكرمهم كرامة لشهدائنا الأبرار.
وحسبكم يا شهداءنا فخرا وشرفاً أنكم أحياء عند ربكم، فليسوا أحياء فقط وإنما الكرامة كل الكرامة أنهم عند ربهم، بما تعنيه هذه العندية التي توحى بمدى قربهم ورضى رب العالمين عنهم، قال تعالى: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ۚ بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ (169) فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِن فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِم مِّنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (170) ۞ يَسْتَبْشِرُونَ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ وَأَنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُؤْمِنِينَ (171) سورة آل عمران.
وفى الصحيحين من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ما أحَدٌ يَدْخُلُ الجَنَّةَ يُحِبُّ أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا وله ما على الأرْضِ مِن شيءٍ إلّا الشَّهِيدُ، يَتَمَنّى أنْ يَرْجِعَ إلى الدُّنْيا، فيُقْتَلَ عَشْرَ مَرّاتٍ لِما يَرى مِنَ الكَرامَةِ)).
اللهم تقبل شهداءنا واجمعنا بهم في مستقر رحمتك، واحفظ مصر من كل مكروه وسوء
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف