أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم ، للدكتور محروس حفظي

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024 م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتور محروس حفظي ، بتاريخ 20 محرم 1446هـ ، الموافق 26 يوليو 2024م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، بصيغة word أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024 م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024 م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) حثُّ العبدِ على تلمسِ أبوابِ الرزقِ مِن خلالِ صلةِ الرحمِ.

(2) مِن أسبابِ الرزقِ الخفيِّ في القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ.

(3) ثمراتُ صلةِ الرحمِ في الدنيَا والآخرةِ.      

(4) جريمةُ قطيعةِ الأرحامِ وعقابهَا في الدنيا والآخرةِ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو 2024 م بعنوان : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم باب عظيم من أبواب الرزق ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

 «مِن أسبابِ الرزقِ الخفيّةِ – صلةُ الرحمِ بابٌ عظيمٌ مِن أبوابِ الرزقِ»

بتاريخ 20 المحرم 1445 هـ = الموافق 26 يوليو 2024 م

 

الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويُكافِىءُ مزيدَهُ، لكَ الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ﷺ، أمَّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم

(1) حثُّ العبدِ على تلمسِ أبوابِ الرزقِ مِن خلالِ صلةِ الرحمِ:

الإسلامُ أمرَ الإنسانَ بطلبِ الرزقِ، وحثَّ عليهِ، ورغبَ فيهِ، وأوجبَ السعيَ في الأرضِ طلباً لإعمارِهَا، وتحقيقاً لجلبِ الأمنِ والطمأنينةِ على أهلِهَا فقالَ تعالَى: ﴿هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيها﴾، وفي سبيلِ ذلكَ ذلَّلَ اللهُ لهُ الصعابَ، وسخرَ لهُ كلَّ الممكناتِ قالَ تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَناكِبِها وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾، والقرآنُ الكريمُ يوجهُ عنايةَ الخلقِ أنْ يكونُوا إيجابيينَ بالجدِّ؛ ليفيدُوا، ويستفيدُوا، وكرهَ لهُم السلبيةَ، والانزواءَ عن طلبِ الرزقِ فقالَ: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولًا فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ﴾.

وصلةُ الرحمِ مِن أوجبِ الواجباتِ، وأعظمِ القرباتِ، ومِن أجلِّ العباداتِ التي تُستمطَرُ بها الأرزاقُ، قالَ ربُّنَا: ﴿وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ﴾، وصلةُ الرحمِ مِن أحبِ الأعمالِ إلى اللهِ بعدَ الإيمانِ، فعَنْ رَجُلٍ مِنْ خَثْعَمَ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ ﷺ وَهُوَ فِي نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِهِ قَالَ: قُلْتُ: أَنْتَ الَّذِي تَزْعُمُ أَنَّكَ رَسُولُ اللَّهِ؟ قَالَ: نَعَمْ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: «إِيمَانٌ بِاللَّهِ». قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: «ثُمَّ صِلَةُ الرَّحِمِ» (أبو يعلى)، ولذا جعلَهَا اللهُ مِن صفاتِ أهلِ الجنةِ فقالَ تعالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ﴾، بل علامةً مِن علاماتِ كمالِ الإيمانِ، وخَصلةً مِن خصالِ أهلِ الورعِ والإحسانِ، قالَ ﷺ:«مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيُكْرِمْ ضَيْفَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ، وَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُت» (البخاري)، بل قطيعةُ الرحمِ محرمةٌ ولو كان الموصولُ غيرَ مسلمٍ، فعَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ:«قَالَتْ: قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ مُشْرِكَةٌ فِي عَهْدِ قُرَيْشٍ إِذْ عَاهَدَهُمْ فَاسْتَفْتَيْتُ رَسُولَ اللهِ ﷺ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَدِمَتْ عَلَيَّ أُمِّي وَهِيَ رَاغِبَةٌ، أَفَأَصِلُ أُمِّي؟ قَالَ: نَعَمْ، صِلِي أُمَّكِ» (متفق عليه).

وصلةُ الرحمِ تكونُ كمَا قالَ ابنُ أبي جمرةَ: (تكونُ صلةُ الرحمِ بالمالِ وبالعونِ على الحاجةِ، وبدفعِ الضررِ، وبطلاقةِ الوجهِ، وبالدعاءِ، والمعنَى الجامعُ: إيصالُ ما أمكنَ مِن الخيرِ، ودفعُ ما أمكنَ مِن الشرِّ بحسبِ الطاقةِ، وهذا إنّمَا يستمرُّ إذا كان أهلُ الرحمِ أهلَ استقامةٍ، فإنْ كانُوا كفارًا أو فجّارًا لا يسقطُ مع ذلكَ صلتُهُم بالدعاءِ لهُم بظهرِ الغيبِ أنْ يعودُوا إلى الطريقِ المثلَى) أ.ه. (فتح الباري 10/ 418) .

إنَّ وجودَ الأقاربِ والأرحامِ نعمةٌ تستوجبُ الشكرَ للهِ سبحانَهُ، فهُم – أحياناً – يكونونَ للعبدِ عوناً ونصرةً وقوةً ومنعةً يقولُ العلماءُ: “ما بُعِثَ أنبياءُ اللهِ في أواسطِ البيوتِ مِن أقوامِهِم إلّا لما يقدرُ الناسُ مِن أمرِ الرحمِ، ويعرفونَ مِن شأنِ القرابةِ” قالَ ربُّنَا: ﴿قُل لاَّ أَسْـئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ ٱلْمَوَدَّةَ فِى ٱلْقُرْبَىٰ﴾، وحينمَا قلتْ عشيرةُ نبيِّ اللهِ لوطٍ عليهِ السلامُ وضعفَ ركنُ قرابتِهِ أعذرَ نفسَهُ بقولِهِ: ﴿قَالَ لَوْ أَنَّ لِى بِكُمْ قُوَّةً أَوْ اوِى إِلَىٰ رُكْنٍ شَدِيدٍ﴾، وقالَ أصحابُ الأيكةِ لشعيبٍ عليهِ السلامُ: ﴿وَلَوْلاَ رَهْطُكَ لَرَجَمْنَـٰكَ﴾ .

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم

 (2) مِن أسبابِ الرزقِ الخفيِّ في القرآنِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ:

أولاً: تقوى اللهِ – عزَّ وجلَّ- وحسنُ التوكلِ عليه: اعتمادُ القلبِ على اللهِ سبحانَهُ الذي يفوضُ المؤمنُ إليهِ أمرَهُ،  مع إظهارِ العجزِ والضعفِ للهِ، واليقينُ بأنَّهُ لا فاعلَ في الوجودِ إلَّا هو، ﴿وَما مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ عَلَى اللَّهِ رِزْقُها وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّها وَمُسْتَوْدَعَها كُلٌّ فِي كِتابٍ مُبِينٍ﴾، ولذا أرشدَنَا نبيُّنَا ﷺ إلى حسنِ التوكلِ على اللهِ، فقَالَ ﷺ: «لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَوَكَّلُونَ عَلَى اللَّهِ حَقَّ تَوَكُّلِهِ لَرُزِقْتُمْ كَمَا يُرْزَقُ الطَّيْرُ تَغْدُو خِمَاصًا وَتَرُوحُ بِطَانًا» (الترمذي وابن ماجه)، والتوكلُ على اللهِ لا يستلزمُ تركَ السببِ، والسعيَ لطلبِ الرزقِ ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ﴾ وعَنْ جَابِرِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ:«أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِيَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ، خُذُوا مَا حَلَّ، وَدَعُوا مَا حَرُمَ» (ابن ماجه)، وللطاعةِ أثرٌ في جلبِ الرزقِ، ونعمَ المالُ الصالحُ في يدِ العبدِ الصالحِ، ﴿وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ﴾.

ثانياً: التبكيرُ في طلبِ الرزقِ: لقد جعلَ اللهُ النهارَ معاشاً وحركةً، فإذا استقبلَهُ الإنسانُ مِن أولهِ بالجدِّ والتعبِ صارَ في ذلك بركةً، وهذا مشاهدٌ وواقعٌ بينَنَا لا محالةَ، فعَنْ صَخْرٍ الغَامِدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اللَّهُمَّ بَارِكْ لِأُمَّتِي فِي بُكُورِهَا»، قَالَ: وَكَانَ إِذَا بَعَثَ سَرِيَّةً، أَوْ جَيْشًا، بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ، وَكَانَ صَخْرٌ رَجُلًا تَاجِرًا، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ تِجَارَةً بَعَثَهُمْ أَوَّلَ النَّهَارِ فَأَثْرَى وَكَثُرَ مَالُهُ»(الترمذي).

ثالثاً: الرضَا بمَا رزقَ اللهُ تعالَى: لقد قسّمَ اللهُ الأرزاقَ بينَ الناسِ بشكلٍ متفاوتٍ، ﴿نَحْنُ قَسَمْنا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَرَفَعْنا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا﴾، لكنْ مهمَا أوتِيَ الإنسانُ مِن رزقٍ قد لا يقنعُ بمَا أُعطِيَ، وصدقَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيثُ قالَ:«لَوْ كَانَ لِابْنِ آدَمَ وَادِيَانِ مِنْ مَالٍ لَابْتَغَى وَادِيًا ثَالِثًا، وَلَا يَمْلَأُ جَوْفَ ابْنِ آدَمَ إِلَّا التُّرَابُ، وَيَتُوبُ اللهُ عَلَى مَنْ تَابَ» (متفق عليه)، والرضَا بمَا قُسِمَ أحدُ أهمِّ الأسبابِ المعينةِ على كثرةِ الرزقِ، وهدوءِ النفسِ، وتجنبِ الأمراضِ التي تأتِي بهَا الهمومُ والأحزانُ قالَ ﷺ: «أَنَّ اللَّهَ يَبْتَلِي عَبْدَهُ بِمَا أَعْطَاهُ، فَمَنْ رَضِيَ بِمَا قَسَمَ اللَّهُ لَهُ، بَارَكَ اللَّهُ لَهُ فِيهِ، وَوَسَّعَهُ، وَمَنْ لَمْ يَرْضَ لَمْ يُبَارِكْ لَهُ» (أحمد) .

رابعاً: قضاءُ مصالحِ الخلقِ، والسعيُ في تفريجِ كروبِهِم: إنَّ مساعدةَ الآخرينَ، ومشاركتَهُم لهمومِهِم، والتخفيفَ مِن آلامِهِم مِن أعظمِ أبوابِ الخيرِ والرزقِ على الإطلاقِ قالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ هَذَا الْخَيْرَ خَزَائِنُ، وَلِتِلْكَ الْخَزَائِنِ مَفَاتِيحُ، فَطُوبَى لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، مِغْلَاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِعَبْدٍ جَعَلَهُ اللَّهُ مِفْتَاحًا لَلشَّرِّ، مِغْلَاقًا لِلْخَيْرِ» (ابن ماجه).

إنَّ الساعيَ على قضاءِ الحوائجِ موعودٌ بالإعانةِ، مؤيدٌ بالتوفيقِ، منفوحٌ بالرزقِ الوفيرِ، ﴿قُلْ إِنَّ رَبِّي يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَيَقْدِرُ لَهُ وَمَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ شَيْءٍ فَهُوَ يُخْلِفُهُ وَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ﴾ وقال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ نَفَّسَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ القِيَامَةِ، وَمَنْ يَسَّرَ عَلَى مُعْسِرٍ فِي الدُّنْيَا يَسَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَمَنْ سَتَرَ عَلَى مُسْلِمٍ فِي الدُّنْيَا سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، وَاللَّهُ فِي عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ فِي عَوْنِ أَخِيهِ» (مسلم)، وقد بيّنَ رسولُنَا صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حالَ المجتمعِ عندمَا يُمنَعُ الفقيرُ والمحتاجُ، فعَنْ بُرَيْدَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا مَنَعَ قَوْمٌ الزَّكَاةَ إِلَّا ابْتَلَاهُمُ اللَّهُ بِالسِّنِينَ» (الطَّبَرَانِي، وَرِجَالُهُ ثِقَاتٌ)، وأنت إذا بخلتَ ذهبتْ عنكَ نِعَمُ اللهِ، وحُرِمتَ الرزقَ، قال ﷺ: «إنَّ للهِ أقواماً اختصَّهُم بالنعمِ لمنافعِ العبادِ، يقرهُم فيهَا ما بذلوهَا، فإذا منعوهَا نزعهَا منهُم فحولهَا إلى غيرِهِم» (الطبراني) .

خامساً: كثرةُ الاستغفارِ، والوقوفُ عندَ محارمِ اللهِ: إنَّ الاستقامةَ على دينِ اللهِ تعالى سببٌ كبيرٌ لجلبِ الرزقِ قالَ تعالى: ﴿وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ مِنْهُمْ أُمَّةٌ مُقْتَصِدَةٌ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ سَاءَ مَا يَعْمَلُونَ﴾، وكذا استغفارُ اللهِ استغفارًا صادقًا ﴿اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَاراً * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَاراً﴾ .

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم

(3) ثمراتُ صلةِ الرحمِ في الدنيَا والآخرةِ: المستقرىءُ للنصوصِ يجدُ أنَّ ثمةَ أرزاقٍ ونفحاتٍ يجنيهَا العبدُ مِن صلتِهِ لرحمِهِ منهَا:

أولاً: مَن وصلَ رحِمَه وصلَهُ اللهُ تعالَى برحمتِهِ وبعطفِهِ وإحسانِهِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «إِنَّ اللهَ خَلَقَ الْخَلْقَ حَتَّى إِذَا فَرَغَ مِنْهُمْ قَامَتِ الرَّحِمُ، فَقَالَتْ: هَذَا مَقَامُ الْعَائِذِ مِنَ الْقَطِيعَةِ، قَالَ: نَعَمْ، أَمَا تَرْضَيْنَ أَنْ أَصِلَ مَنْ وَصَلَكِ، وَأَقْطَعَ مَنْ قَطَعَكِ؟ قَالَتْ: بَلَى، قَالَ: فَذَاكِ لَكِ ” ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: اقْرَءُوا إِنْ شِئْتُمْ:﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾»(متفق عليه) .

ثانياً: البركةُ في الرزقِ والعُمُرِ: عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ، قَالَ: «مَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ، وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ» (متفق عليه) .

يقولُ الإمامُ النوويُّ عندَ شرحِ هذا الحديثِ: (وبسطُ الرِّزْقِ تَوْسِيعُهُ وَكَثْرَتُهُ، وَقِيلَ الْبَرَكَةُ فِيهِ، وَأَمَّا التَّأْخِيرُ فِي الْأَجَلِ فالْآجَال وَالْأَرْزَاق مُقَدَّرَة لَا تَزِيدُ وَلَا تَنْقُصُ، ثم يوضح المراد من هذا: أَنَّ هَذِهِ الزِّيَادَةَ بِالْبَرَكَةِ فِي عُمْرِهِ وَالتَّوْفِيقِ لِلطَّاعَاتِ وَعِمَارَةِ أَوْقَاتِهِ بِمَا يَنْفَعَهُ فِي الْآخِرَةِ وَصِيَانَتِهَا عَنِ الضَّيَاعِ فِي غَيْرِ ذَلِكَ، أو أَنَّهُ بِالنِّسْبَةِ إِلَى مَا يَظْهَرُ لِلْمَلَائِكَةِ وَفِي اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَيَظْهَرُ لَهُمْ فِي اللَّوْحِ أَنَّ عُمْرُهُ سِتُّونَ سَنَةً إِلَّا أَنْ يَصِلَ رَحِمَهُ فَإِنْ وَصَلَهَا زِيدَ لَهُ أَرْبَعُونَ وَقَدْ عَلِمَ اللَّهُ مَا سَيَقَعُ لَهُ مِنْ ذَلِكَ، أو أَنَّ الْمُرَادَ بَقَاءُ ذِكْرِهِ الْجَمِيلَ بَعْدَهُ فَكَأَنَّهُ لَمْ يَمُتْ) أ.ه. (شرح النووي على صحيح مسلم16/ 114) .

ثالثاً: مِن أعظمِ الأسبابِ الموجبةِ لدخولِ الجنانِ، والوقايةِ مِن النيرانِ: عن عبْدُ اللَّهِ بْنُ سَلَامٍ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ ﷺ الْمَدِينَةَ، انْجَفَلَ النَّاسُ قِبَلَهُ، وَقِيلَ: قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ، قَدْ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ ثَلَاثًا، فَجِئْتُ فِي النَّاسِ، لِأَنْظُرَ، فَلَمَّا تَبَيَّنْتُ وَجْهَهُ، عَرَفْتُ أَنَّ وَجْهَهُ لَيْسَ بِوَجْهِ كَذَّابٍ، فَكَانَ أَوَّلُ شَيْءٍ سَمِعْتُهُ تَكَلَّمَ بِهِ، أَنْ قَالَ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَفْشُوا السَّلَامَ، وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ، وَصِلُوا الْأَرْحَامَ، وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ، وَالنَّاسُ نِيَامٌ، تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلَامٍ» (ابن ماجه)، ولعِظَمِ مكانةِ صلةِ الرحمِ  كانتْ أفضلُ الصدقاتِ الصدقةَ على ذويِ الرحمِ والقربَى، فعَنْ سَلْمَانَ بْنِ عَامِرٍ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «إِنَّ الصَّدَقَةَ عَلَى الْمِسْكِينِ صَدَقَةٌ، وَعَلَى ذِي الرَّحِمِ اثْنَتَانِ صَدَقَةٌ وَصِلَةٌ» (النسائي) .

رابعاً: توجبُ محبةَ الأهلِ، وتنشرُ الرحمةَ، وتبثُّ المودةَ بينَ الجميعِ: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «تَعَلَّمُوا مِنْ أَنْسَابِكُمْ مَا تَصِلُونَ بِهِ أَرْحَامَكُمْ، فَإِنَّ صِلَةَ الرَّحِمِ مَحَبَّةٌ فِي الأَهْلِ، مَثْرَاةٌ فِي المَالِ، مَنْسَأَةٌ فِي الأَثَرِ» (الحاكم وصححه ووافقه الذهبي) .

خامساً: الواصلُ مستورٌ غيرُ مفضوحٍ، مجبورٌ غيرُ مكسورٍ: رسولُنَا ﷺ في بدايةِ دعوتِهِ قالتْ السيدةُ خديجةُ – رضي اللهُ عنهَا- حينَ جَاءَهَا تَرْجُفُ بَوَادِرُهُ: “كَلَّا، أَبْشِرْ، فَوَاللَّهِ لاَ يُخْزِيكَ اللَّهُ أَبَدًا، إِنَّكَ لَتَصِلُ الرَّحِمَ، وَتَصْدُقُ الحَدِيثَ، وَتَحْمِلُ الكَلَّ، وَتَقْرِي الضَّيْفَ، وَتُعِينُ عَلَى نَوَائِبِ الحَقِّ” (البخاري).

وهذا أبو بكرٍ رضيَ اللهُ عنهُ يعفُو عن مسطحِ بنِ أثاثةَ قريبِهِ الذي خاضَ مع مَن خاضَ في حادثِ الإفكِ، «وَكَانَ يُنْفِقُ عَلَى مِسْطَحٍ لِقَرَابَتِهِ مِنْهُ وَفَقْرِهِ: وَاللهِ لَا أُنْفِقُ عَلَيْهِ شَيْئًا أَبَدًا بَعْدَ الَّذِي قَالَ لِعَائِشَةَ فَأَنْزَلَ اللهُ: ﴿وَلَا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾، قَالَ ابْنُ الْمُبَارَكِ: هَذِهِ أَرْجَى آيَةٍ فِي كِتَابِ اللهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ إِنِّي لَأُحِبُّ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لِي، فَرَجَعَ إِلَى مِسْطَحٍ النَّفَقَةَ الَّتِي كَانَ يُنْفِقُ عَلَيْهِ، وَقَالَ: لَا أَنْزِعُهَا مِنْهُ أَبَدًا» (متفق عليه) .

العنصر الرابع من خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم

(4) جريمةُ قطيعةِ الأرحامِ وعقابُهَا في الدنيا والآخرةِ:

إذا كانتْ صلةُ الرحمِ لهَا هذه المكانةُ في الدينِ وهذا الشأنُ العظيمُ، فإنَّ القطيعةَ أمرُهَا خطيرٌ، وشرُّهَا مستطيرٌ، ونذيرٌ شؤمٌ على صاحبِهَا؛ وهي مِن أعظمِ الذنوبِ على الإطلاقِ، وأبغضِ الأعمالِ إلى اللهِ، سُئِلَ ﷺ: «أَيُّ الأَعْمَالِ أَبْغَضُ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: الإِشْرَاكُ بِاللهِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ قَطِيعَةُ الرَّحِمِ، قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، ثُمَّ مَهْ؟ قَالَ: ثُمَّ الأَمْرُ بِالمُنْكَرِ وَالنَّهْيِ عَنِ المَعْرُوفِ» (أبو يعلى)، بل توجبُ لمرتكبَهَا والمصرِّ عليهَا ما يلِي:

– الطردُ مِن رحمةِ اللهِ سبحانَهُ، قالَ تعالَى: ﴿وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ﴾، وقالَ: ﴿فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ﴾ وعن جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ قَاطِعُ رَحِمٍ» (متفق عليه) .

– وحسب قاطعِ الرحمِ بلاءً وشقاءً وحرمانًا ألَّا يُرفَع لهُ عملٌ ، أتحبُّ – أخِي الحبيب – أنْ تعملَ وتجتهدَ في الخيرِ، ثم في النهايةِ لا يُقبَلُ عملُكَ؟! قال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: «إِنَّ أَعْمَالَ بَنِي آدَمَ تُعْرَضُ عَلَى اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى عَشِيَّةَ كُلِّ خَمِيسٍ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ، فَلَا يَقْبَلُ عَمَلَ قَاطِعِ رَحِمٍ» (أحمد) .

– تُعَجَّلُ لقاطعِ الرحمِ العقوبةُ في الدنيَا: فعَنْ أَبِي بَكْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «مَا مِنْ ذَنْبٍ أَجْدَرُ أَنْ يُعَجِّلَ اللَّهُ لِصَاحِبِهِ الْعُقُوبَةَ فِي الدُّنْيَا، مَعَ مَا يَدَّخِرُ لَهُ فِي الْآخِرَةِ، مِنَ الْبَغْيِ، وَقَطِيعَةِ الرَّحِمِ» (الترمذي وصححه)، وقالَ ربُّنَا: ﴿الَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ .

وقد يقولُ قائلٌ: إنَّ لِي قرابةً أودهُم وأصلُهُم وأُحسنُ إليهِم، وأتصدقُ عليهِم ومع ذلك أجدُ منهُم الجفاءَ والغلظةَ والسوءَ، فليعلمْ المسلمُ أنَّ الناسَ في بابِ صلةِ الرحمِ ثلاثةٌ: واصلٌ، ومكافئٌ، وقاطعٌ، فالواصلُ هو الذي يتفضلُ ولا يُتفضَّلُ عليهِ، والمكافئُ هو الذي لا يزيدُ في الإعطاءِ على ما يأخذُهُ، والقاطعُ الذي لا يُتفضَّلُ عليهِ ولا يَتَفضلُ، وصدق صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حيث قَالَ: «لَيْسَ الْوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنَّ الْوَاصِلَ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» (البخاري)، وأقولُ لكَ ما قاله سيدُنَا ﷺ لرجلٍ جاءَ إليهِ شاكياً: «إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتَ كَمَا قُلْتَ، فَكَأَنَّمَا تُسِفُّهُمُ الْمَلَّ وَلَا يَزَالُ مَعَكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عَلَيْهِمْ مَا دُمْتَ عَلَى ذَلِكَ» (مسلم) .

 وقد ذكرَ أهلُ العلمِ لهذا الحديثِ ثلاثَ معانٍ: الأولُ: كَأَنَّمَا تُطْعِمُهُمُ الرَّمَادَ الْحَارَّ وَهُوَ تَشْبِيهٌ لِمَا يَلْحَقُهُمْ مِنَ الْأَلَمِ بِمَا يَلْحَقُ آكِلِ الرَّمَادَ الْحَارَّ مِنَ الْأَلَمِ وَلَا شئ عَلَى هَذَا الْمُحْسِنِ بَلْ يَنَالُهُمُ الْإِثْمُ الْعَظِيمُ فِي قَطِيعَتِهِ وَإِدْخَالِهِمُ الْأَذَى عَلَيْهِ، الثاني: إِنَّكَ بِالْإِحْسَانِ إِلَيْهِمْ تُخْزِيهِمْ وَتُحَقِّرُهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ لِكَثْرَةِ إِحْسَانِكَ وَقَبِيحِ فِعْلِهِمْ مِنَ الْخِزْيِ وَالْحَقَارَةِ عِنْدَ أَنْفُسِهِمْ كَمَنْ يُسَفُّ الْمَلُّ، الثالث: وَقِيلَ ذَلِكَ الَّذِي يَأْكُلُونَهُ مِنْ إِحْسَانِكَ كَالْمَلِّ يُحَرِّقُ أَحْشَاءَهُمْ” أ.ه . (شرح النووي 16/ 115) .

تابع / خطبة الجمعة القادمة 26 يوليو : من أبواب الرزق الخفية (1) صلة الرحم

أيُّها الأخوةُ الأفاضلُ: علينَا جميعاً  ألّا تلهنَا دنيانَا عن السؤالِ عن أرحامِنَا، والتواصلِ معهُم ولو هاتفياً، وعلينَا أنْ نقبلَ اعتذارَهُم، ونصفحَ عن عثراتِهِم، وقد ضربَ لنَا يوسفُ -عليهِ السلامُ- أروعَ الأمثلةِ بالعفوِ عن إخوانِهِ الذينَ جفوهُ وعادُوهُ، قالَ اللهُ تعالَى على لسانِهِ عليهِ السلامُ: ﴿لا تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ﴾، ولنتذكرْ قولَ ربِّنَا في محكمِ التنزيلِ: ﴿وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّـهِ إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ﴾ .

يا مَن قُدِرَ عليهِ رزقُهُ، فليطمئن إلى قدرِ اللهِ، ويرضَ بقسمتِهِ؛ فإنَّهُ تعالَى أرحمُ بهِ مِن نفسِهِ، وليلزمْ القناعةَ شعارًا، والصبرَ دثارًا، فما أحسنهُ مِن لباسٍ على العبدِ! قال بكرُ المزني: “يكفيكَ مِن الدنيا ما قنعتَ بهِ، ولو كفَّ تمرٍ، وشربةَ ماءٍ، وظلَّ خباءٍ، وكلّمَا انفتحَ عليكَ مِن الدنيا شيءٌ ازدادتْ نفسُكَ بهِ تعبًا”.

وليعلمْ أنَّ الرزقَ ليس بابًا واحدًا هو المالُ؛ فالصحةُ والعافيةُ رزقٌ قد يُرزَقهَا الفقيرُ، ويُحرَمهَا الغنيُّ، وكذلك السترُ رزقٌ، ومحبةُ الناسِ رزقٌ، والزوجةُ الصالحةُ رزقٌ، والأبناءُ البررةُ رزقٌ، والجارُ الصالحُ رزقٌ، والتوفيقُ مِن اللهِ رزقٌ، والعلمُ والعقلُ رزقٌ، وأعظمُ الأرزاقِ على الإطلاقِ هو رزقُ الإيمانِ والاستقامةِ والعلمِ النافعِ والعملِ الصالحِ، فتنبَّهْ وافهمْ.

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا حسنَ العملِ، وفضلَ القبولِ، إنّهُ أكرمُ مسؤولٍ، وأعظمُ مأمولٍ، وأنْ يجعلَ بلدَنَا مِصْرَ سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، ووفقْ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان

 د / محروس رمضان حفظي عبد العال ،،،،

مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »