أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 25 ديسمبر 2020م : أثر الإيمان بالله واليوم الآخر ، للشيخ عبد الناصر بليح

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 25 ديسمبر 2020م : أثر الإيمان بالله واليوم الآخر ، للشيخ عبد الناصر بليح ، بتاريخ: 10 من جمادي الأول 1442هـ – 25 ديسمبر 2020م.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 ديسمبر ، للشيخ عبد الناصر بليح : أثر الإيمان بالله واليوم الآخر :

لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : أثر الإيمان بالله واليوم الآخر ، بصيغة word  أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : أثر الإيمان بالله واليوم الآخر ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن الدروس الدينية

 

للمزيد علي قسم خطبة الجمعة القادمة

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة ، للشيخ عبد الناصر بليح : أثر الإيمان بالله واليوم الآخر : كما يلي:

 

أثْرُ الْإِيمَانِ بِاَللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ       

الحمد لله رب العالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن سيدنا محمداً عبده رسوله اللهم صلاة وسلاماً عليك يا سيدي يا رسول الله وعلي ألك وصحبك وسلم تسليماً كثيراً أما بعد فيا جماعة الإسلام :”يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ ۚ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سكارى وَمَا هُم بسكارى ولكن عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ”(الحج/1-2).

إخوة الإيمان والإسلام حديثنا إليكم اليوم عن أثر الإيمان بالله واليوم الآخر “

 فالإيمان بالله واليوم الآخر هو ركنٌ من أركان الإيمان إذ لا يكتملُ إيمانُ العبدِ إلّا بالتّصديق والإقرار الجازم بوقوع هذا اليوم بجميعِ أحداثه التي تسبقُه وتَلْحقه وتكون خلالَه، وقد اعتنى القرآن الكريم بالحديث عن اليوم الآخر فقد تمَّ ذِكر هذا اليوم في الكثير من المواضع وبمختلف الأساليب وقد قُرن الإيمان باليوم الآخر بالإيمان بالله تعالى في كثير من الآيات كقوله تعالى:”ذَٰلِكَ يُوعَظُ بِهِ مَن كَانَ مِنكُمْ يُؤْمِنُ بِاللَّـهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ”(البقرة/238).

ومن صور هذه العناية أيضاً كثرة المسميات التي سمِّي بها كيوم الدين، ويوم الحساب، ويوم الخلود، ويوم الحسْرة، ويوم التَّناد ويوم البَعث ويوم الخروج و يوم الفَصل ويوم الفَتح و الصاخّة والطامّة ويوم الحَسرة والغاشية ويوم الخلود و يوم الحساب ويوم الآزفة ويوم التلاق ويوم التّناد ويوم الجَمع ويوم التغابُن ويوم الوعيد واليوم الموعود واليوم العسير ويوم الحشر ويوم عبوس قمطرير والجاثية وغيرها، وقد سُمّيَت العديد من سور القرآن باسم ووصف هذا اليوم كالواقعة، والزلزلة والحاقة، والقارعة، والغاشية، والقيامة. والساعة..

 و كثرة الأسماء دليل علي عظم المسمى ودليل علي كثرة ما يحدث فيه :”فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ”(المعارج/4) أنّ كلّ اسمٍ من تلك الأسماء يدلّ على وصفٍ مُحدَّدٍ، وبذلك يتحقّق الإيمان في القلوب بصورةٍ أبلغ، وتستعدّ النفوس ليوم القيامة بشكلٍ أفضل،  كما أنّ في تعدُّد الأسماء تنويهاً من الله -سبحانه- لعباده بشأن ذلك اليوم، وتنبيهاً لهم؛ تحقيقاً للخوف في قلوبهم منه؛ فجميع تلك الأسماء تدلّ على عِظَمِ ذلك اليوم، وشأنه الكبير، وشِدّة وقائعه   كما أنّ ذلك يُعدّ من باب تعدُّد الأساليب القرآنية في الحديث عن اليوم الآخر..

عباد الله: “هذا اليوم الذي يبدأ بانقلابات في هذا الكون: “إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ”(التكوير/1).”إِذَاالسَّمَاءُانشَقَّتْ”(الانشقاق/1).”وَإِذَاالْبِحَارُسُجِّرَتْ”(التكوير/6).”وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ”(التكوير/3).وَيَسْأَلُونَكَ عَنْ الْجِبَالِ فَقُلْ يَنسِفُهَا رَبِّي نَسْفاً”(طه/105).فَإِذَا انشَقَّتْ السَّمَاءُ فَكَانَتْ وَرْدَةً كَالدِّهَانِ”(الرحمن:37).”كَلاَّ إِذَا دُكَّتْ الأَرْضُ دَكّاً دَكّاً”(الفجر:21).ولما تقع الواقعة “لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ  خَافِضَةٌ رَافِعَةٌ  إِذَا رُجَّتْ الأَرْضُ رَجّاً  وَبُسَّتْ الْجِبَالُ بَسّاً  فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثّاً”(الواقعة:2-6).

وفي ذلك اليوم وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً”(الفجر:22). فيقدم الله ، ويجيء مجيئاً يليق بجلاله وعظمته، إلى ساحة القضاء للفصل بين العباد، فيحاكمون بين يدي الجبار، والملائكة صفوفاً صفوفاً في عظم خلقتهم التي خلقهم الله عليها، فيكون الموقف عظيم، ويكون المشهد جسيم، وتكون العاقبة هناك فعلاً لأهل الإيمان..

نحن -أيها الإخوة- لم نر الجنة، ولم نر النار، ولم نر الصراط، ولم نر الشمس وهي تدنو من رؤوس الخلائق، لم نر هذه الأشياء فهي لذلك بعيدة عن الحس، ولكن حس من؟ حس الذي لا يؤمن باليوم الآخر، أما حس المؤمن فهو عندما يقرأ هذه الآيات في القرآن، وعندما تتلى على مسامعه أحاديث رسول الله صلي الله عليه وسلم فإنه يحس أن الجنة والنار فعلاً أقرب إليهم من شسع نعله، يحس أنها قريبة جداً، وأن الآزفة قد أزفت، وأن الموعد قد أقترب، فهو لأجل ذلك يعمل لآخرته، ويكدح، ويجد أكثر مما يعمل أهل الدنيا لدنياهم..

آثار الإيمان باليوم الآخر:”

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

عباد الله :” وللإيمان باليوم الآخر آثارٌ عديدةٌ على حياةِ العباد و منها:

 استشعارُ مراقبةِ الله -تعالى- لعباده، فيحرِصُ الإنسانُ على تقوى الله -تعالى- في أعماله كلّها لأنّه سيُسأل عنها في اليوم الآخر، والله -تعالى- لا يُضِيع عمل أحدٍ خيراً كان أو شراً، صغيراً كان أو كبيراً قال –تعالى: “وَنَضَعُ المَوازينَ القِسطَ لِيَومِ القِيامَةِ فَلا تُظلَمُ نَفسٌ شَيئًا وَإِن كانَ مِثقالَ حَبَّةٍ مِن خَردَلٍ أَتَينا بِها وَكَفى بِنا حاسِبينَ”(الأنبياء/47). المداومة على أعمال الخير والاجتهاد فيها ابتغاء وجه الله -تعالى- وطمعاً بالأجر والثّواب في الآخرة امتثالاً لأمره تعالى: “وَتَزَوَّدُوا فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَىٰ”(البقرة/197).

البذل والإنفاق في سبيل الله -تعالى- بالمال والنفس تواضعاً وتقرباً له -عز وجل- في الدّنيا والآخرة، فيُثاب المُنفِق يومَ القيامة بمضاعفة أجْرِه لسبعمائةِ ضعفٍ فقد :”جَاءَ رَجُلٌ بنَاقَةٍ مَخْطُومَةٍ، فَقالَ: هذِه في سَبيلِ اللهِ، فَقالَ رَسولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عليه وَسَلَّمَ: لكَ بهَا يَومَ القِيَامَةِ سَبْعُ مِئَةِ نَاقَةٍ كُلُّهَا مَخْطُومَةٌ” (مسلم).وقد وعدهم الله –تعالى بدخول جنَّتِه والخلودُ فيها كما في قوله تعالى: “إِنَّ اللَّـهَ اشتَرى مِنَ المُؤمِنينَ أَنفُسَهُم وَأَموالَهُم بِأَنَّ لَهُمُ الجَنَّةَ”(التوبة/111).

 الصَّبر على الابْتلاءات والرِّضا بقضاءِ الله -تعالى- وقَدَرِه، واليقينُ بأنّ الله -تعالى- سيُعوِّض المُبتلى بالآخرة عن أنس بن مالك -رضي الله عنه قال: “إنَّ اللَّهَ قالَ: ” إذا ابتليت عَبدي بحبيبتيه فصبر عوضته منهما الجنة”(البخاري).

 وحبيبتيْه أي عينيه، وقد رُوي في فضْل الصَّبر عن النَّبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- قال: “عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له”(مسلم).  

الإيمان باليوم الآخر له انعكاساته وأثره في حياة المسلم، الإيمان باليوم الآخر هو الذي يغير الاهتمامات، ويجعل التعلق في الدنيا أمراً لا مجال له عندما يعلم الإنسان أن هذه الدنيا زائلة، وأن الآخرة مقبلة، وأن هذه الأيام والأنفاس ستنقضي لا محالة، وأنه سيقدم على الله في يوم يعرض فيه على ربه، لا تخفى منه خافية، فنتيجة للإيمان بهذا اليوم، وبأن هناك حشراً، وحساباً، وصراطاً، وجنة، وناراً، عذابا، وجزاء؛ نتيجة لهذا ستنشأ سلوكيات لم تكن لتنشأ لولا الإيمان باليوم الآخر، وستنشأ هناك أعمال لله  لن تنشأ لو لم يكن هناك إيمان بالله واليوم الآخر، وسيتسع تصور المسلم للحياة وللكون، عندما يؤمن ويوقن أن هناك يوماً آخر، وسيعلم بأن هذه الحياة، بأن الموت فيها ليس نهاية كل شيء، وأن هناك أشياء أخرى أعظم مما يجري الآن بكثير، ولا يمكن المقارنة أبداً، ستنفتح عيناه عليها في اليوم الآخر.

عباد الله:” ومن فوائده: “أن النفس عندما تعلم ضخامة العوض، وعندما تعلم بأن طاعة الله عاقبتها جنة عرضها السماوات والأرض، نعيمها لا يفنى، وعيشها دائم، وأكلها وظلها دائمان، وما فيها من أنواع النعيم فإن هذا الجزاء العظيم ينسي المسلم تعب العمل، وكده لله ؛ لأنه يتطلع إلى الأمام، يتطلع إلى الآخرة، فإذا نعيم الجنة ينسيه ما في طاعة الله من المشقة، والتعب، والعبادة لله تكاليف فيها مشقة على العبد في الصيام، أو في الحج، وحتى في إخراج المال بالزكاة، فيها تكاليف شاقة لكن العباد يستطيعونها، والله: “لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلاَّ وُسْعَهَا”(البقرة/286).

لكن هل فيها مشقة؟ نعم، هل فيها جهد؟ نعم، هل فيها عمل؟ نعم، لا جنة بلا عمل، أو تعب، أو جهد، أو مشقة يقوم بها العبد، فكيف إذاً سيتحمل العباد المؤمنون؟ كيف سيتحملون المشقة والجهد في طاعة الله؟ وكيف سيتخلون عن هذا النعيم؟ كيف سيقوم المصلي لصلاة الفجر من دفئ الفراش، وحضن الزوجة، والنوم الهانئ؟ كيف سيقوم منه إلى صلاة الفجر بتلك المشقة والتعب؟ إذا لم يكن هناك عوض، ولم يكن هناك جزاء هل كان سيهجر مضجعه؛ ليقوم إلى المسجد لصلاة الفجر؟ وقل مثل ذلك في جميع الأعمال التي يقوم بها العباد لرب العالمين.

فاليوم الآخر إذاً هو المتنفس، هو الأمل، هو النعيم الحقيقي الذي ينسي المسلم التعب الذي يتعبه في الدنيا، وهو النعيم الذي يعوض المؤمن عما يفوته الآن من نعيم الدنيا؛ لأنه يعمل لله رب العالمين، إن النفس إذا علمت عظم العوض استعدت للبذل، ما الذي يجعل المقاتل المجاهد في سبيل الله يدفع روحه نفسه، وماله لله رب العالمين؟ إذا لم يكن هناك عوض أكبر من التضحية بالنفس، والمال هل كان سيضحي بنفسه وماله؟

والكفار على النقيض من المؤمنين لا يفكرون في اليوم الآخر مطلقاً، ولا يحسبون له أي حساب: “إِنَّ هَؤُلاءِ يُحِبُّونَ الْعَاجِلَةَ وَيَذَرُونَ وَرَاءَهُمْ يَوْماً ثَقِيلاً”(الإنسان:27). ثقيلاً عليهم بتبعاته؛ لأنهم سيحملون أوزارهم على ظهورهم، وينتظرون في ذلك الموقف العظيم تحت الشمس الدانئة من رؤوسهم، والعطش الكبير، ثم يقولون: عطشنا ربنا فاسقنا فيقول لهم: ألا تردون؟ فإذا جهنم يحطم بعضها بعضا، فيساقون بالسلاسل، والأغلال إلى النار في الحميم، ثم في النار يسجرون.

عباد الله:” ومن أعظم فوائد هذا اليوم: ظهور آثار أسماء الله وصفاته، فإن الله رحيم، غفور، شديد العقاب، جبار، يوم القيامة ينادي الجبار في السماوات، عندما يقبضها بيمينه، والأرض معها، فيقول “أنا الجبار أين ملوك الأرض؟ أين الجبارون؟ أين المتكبرون؟ فلا يجيبه أحد، فيظهر عند ذلك أثر عظيم من آثار أسماء الله وصفاته، عندما يفنى كل شيء: “وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ”(الرحمن:27). فيظهر ذلك الأثر، ويعلن في السماوات والأرض أن لا إله إلا الله، وأن كل من عليها فان، وأن الباقي وجه ربك.

حرص المؤمن على الخير، ويوم القيامة يوم تبيض فيه وجوه، وتسود فيه وجوه، تبيض فيه وجوه أهل السنة، وتسود فيه وجوه أهل البدع، فيرى الناس جميعاً أهل المعاصي، والكفر، والشرك، والبدعة، والظلم، وجوههم قد أسودت، فينادى على رؤوس الأشهاد: أن لعنة على الظالمين، فيظهر عند ذلك العز الحقيقي، والذل الحقيقي، في ذلك اللون الذي يكسي الله به وجوه أهل السنة، ووجوه أهل البدعة، وإن كان المسلمون المؤمنون الصادقون في الدنيا فقراء محتاجون، لكن قد لا يعطف عليهم أحد، فإن الله يجعل الكفار في الآخرة يمدون أيديهم يناشدون المؤمنين “أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنْ الْمَاءِ أَوْ مِمَّا رَزَقَكُمْ اللَّهُ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ حَرَّمَهُمَا عَلَى الْكَافِرِينَ”(الأعراف/50).

عباد الله:” ومن فوائد هذا اليوم أن الحساب فيه فردي، وليس جماعي، والله لا يحاسب بالقوائم، وإنما يحاسب كل فرد بما كسبت يداه: “كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ”(المدثر:38).مرتهنة مقيدة محاطة بما كسبته.

بعض الناس يقول: الموت مع الجماعة رحمة، وما دام الناس يعصون فأنا مثلي مثلهم، فيكون إمعة، ويزين له الشيطان اجتماع الناس على المعاصي، فيقول: أنا واحد مثل هؤلاء، فيعصي مثلهم، وكأنه يظن أن هؤلاء الناس سيشفعون له عند الله، وأن الناس ما دام تابعوا فلاناً، وفلاناً، فإنهم عند الله معذورون بهذه المتابعة، ولكن: “إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنْ الَّذِينَ اتَّبَعُوا وَرَأَوْا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمْ الأَسْبَابُ وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمْ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْ النَّارِ”(البقرة:166-167).

، أقول قولي هذا، واستغفر الله لي ولكم.

الخطبة الثانية

الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله اما بعد فيا عباد الله..

من فوائد اليوم الآخر -أيها الإخوة- إرجاع الحق إلى نصابه، ولأهمية هذه المسألة لا بد أن نركز عليها.. الناس اليوم كما يصف الكثيرون حتى من العامة في غابة، يأكل القوي الضعيف؛ بسبب البعد عن منهج الله -عز وجل-، ولكن هذا المقهور، وهذا المظلوم، وهذا المغلوب الذي يقبع تحت نيل الظلم، والغلبة لأولئك الجبارين المتكبرين في الأرض هذا الرجل، أو هذه المرأة سيتكفل الله بإرجاع الحق له يوم القيامة، وربما يكون من الخير له أن ظلم الآن حتى يأخذها يوم القيامة بالحسنات والسيئات، يأخذ من حسنات ظالمه، فإذا فنيت حسنات الظالم أخذ من سيئات المظلوم فطرحت على الظالم، ثم طرح في النار، هذا الظلم لا يرضاه الله ،:” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته بينكم محرماً فلا تظالموا”، فلا تظاَلموا، ينهى  عن الظلم، وهذه قصة مما حدث في عهد رسول الله صلي الله عليه وسلم  تبين لنا كيف كان الصحابة يتأثرون بهذا المفهوم، عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: جاء رجل فقعد بين يدي رسول الله صلي الله عليه وسلم  فقال: يا رسول الله، إن لي مملوكين يكذبونني، ويخونني، ويعصونني، وأشتمهم، وأضربهم، فكيف أنا منهم؟ فقال رسول الله صلي الله عليه وسلم : إذا كان يوم القيامة يحسب ما خانوك، وعصوك، وكذبوك، وعقابك إياهم في الكفة الأخرى فإن كان عقابك إياهم بقدر ذنوبهم كان كفافاً لا لك ولا عليك، وإن كان عقابك إياهم دون ذنوبهم، كان فضلاً لك، وإن كان عقابك إياهم فوق ذنوبهم عاقبتهم أكثر مما يستحقون أقتص لك منهم الفضل أخذوا منك الفرق فتنحى الرجل، وجعل يهتف، ويبكي، فقال له رسول الله صلي الله عليه وسلم: “أما تقرأ قول الله تعالى: “وَنَضَعُ الْمَوَازِينَ الْقِسْطَ لِيَوْمِ الْقِيَامَةِ فَلا تُظْلَمُ نَفْسٌ شَيْئاً وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ”( الأنبياء/47).فقال الرجل: يا رسول الله، ما أجد لي ولهؤلاء خيراً من مفارقتهم، أشهدك أنهم كلهم أحرار”(الترمذي ).

فالصحابة -رضوان الله عليهم-كانت عندهم شفافية في النفس تجاه الظلم، كانوا يتحرون أشد التحري في قضية الظلم، هذا الصحابي أعتق العبيد كلهم؛ لأنه خشي أن يكون قد ظلمهم، أو عاقبهم أكثر مما أساءوا إليه، كل هذا يوم القيامة: وَإِنْ كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ”(الأنبياء:47).ما الذي يضمن الآن -أيها الإخوة- ما الذي يضمن عدم ظلم  هؤلاء الظلمة قد يوجد ظلمة يحكمون الناس، فيقتلون، ويسجنون، ويعيثون في الأرض فسادا، ثم يموتون، وهم على عظمتهم، وعلى كراسيهم، هل ستنتهي القضية بهذه السهولة؟ بعض أرباب الأعمال يموت، وهو غني ثري، وهو قد أكل أموال كثير من الناس، ويموت وهو في أوج غناه، وثرائه أليس كذلك؟ بلا. هل ستنتهي المسألة بهذه البساطة؟

إذاً، هناك -أيها الإخوة- هناك لابد أن يأتي يوم يرجع الحق فيه إلى نصابه، ويقتص للمظلوم من الظالم؛ اليوم الآخر مهم ليحجم أهل الكبائر عن كبائرهم، عندما يعلم الزاني أن هناك فرن في جهنم للزناة فقط، ويعلم المرابي أنه سيسبح في بحر من الدم، ويلقم حجراً في فمه، ثم يعود ويسبح، ثم يأتي ويلقم أحجاراً، وعندما الغادر أنه له لواء ينصب يوم القيامة عند استه، وعندما يعلم ويعلم ويعلم إلى آخر أصحاب الكبائر، أليس هذا رادعاً لهم ما الذي سيحل لنا القضية حلاً جذرياً مثل اليوم الآخر؟

 

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »