أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 22 ربيع الآخر 1446هـ ، الموافق 25 أكتوبر 2024 م

 

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م بصيغة pdf بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ خالد القط

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أكتوبر 2024 م ، بعنوان : وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

 

وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا ، الشيخ خالد القط

بتاريخ: 22 ربيع الثاني 1446هــ – 25  أكتوبر 2024 م

“””””””””””””””””””””””””

الحمد لله رب العالمين ، والعاقبة للمتقين ، ولا عدوان إلا على الظالمين ، وأشهد أن لا إله إلا الله ، وحده لا شريك له ، له الملك وله الحمد ، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((وإذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لَا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ ثُمَّ تَوَلَّيْتُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِّنكُمْ وَأَنتُم مُّعْرِضُونَ )) سورة البقرة (83)

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وزد وبارك عليه، وعلى آله وصحبه أجمعين، حق قدره ومقداره العظيم.

أما بعد

أيها المسلمون، فقد دعانا الإسلام إلى كل ما هو حسن وجميل، وحذرنا ونهانا عن كل سيئ وقبيح، حتى الكلمات التي تخرج من أفواهنا، فأمرنا سبحانه وتعالى أن نقول الكلمة الحسنة، وأن نبتعد عن كل سيئ من القول، وذلك لعظم أمر الكلمة، فرب كلمة حسنة طيبة، أحيت نفوساً، وزرعت آمالاّ، وبثت نوراً في قلوب مظلمة معتمة يائسة بائسة حائرة، ولذلك قال ربنا  عز وجل ((وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْنًا)) سورة البقرة 83، ((حُسْنًا)) وقرأ حمزة والكسائي “حسنا” بفتح الحاء والسين . قال الأخفش : هما بمعنى واحد، مثل البخل والبخل، والرشد والرشد، وقال الألوسي في روح المعاني وقرأ عَطاءٌ، وعِيسى بِضَمَّتَيْنِ، وهي لُغَةُ الحِجازِ .

وهكذا دعانا الإسلام أن نلتزم دائماً بالقول الحسن، في كل أحوالنا، قال تعالى ((وَقُل لِّعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَنُ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ يَنزَغُ بَيْنَهُمْ ۚ إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنسَانِ عَدُوًّا مُّبِينًا )) سورة الإسراء  (53)  ، وقال ((وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ ۗ كَذَٰلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَىٰ رَبِّهِم مَّرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) سورة  الأنعام (108)  ، وقال ((وَلَا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ ۖ وَقُولُوا آمَنَّا بِالَّذِي أُنزِلَ إِلَيْنَا وَأُنزِلَ إِلَيْكُمْ وَإِلَٰهُنَا وَإِلَٰهُكُمْ وَاحِدٌ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ )) سورة العنكبوت  (46).

أيها المسلمون، ورسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه، هو المثل الأعلى لأمته، والقدوة الحسنة في القول الحسن، صلى الله عليه وسلم، فلم يكن صلى الله عليه وسلم فظاً غليظاً، بل كان سهلاً سمحاً، ليناً، دائم البشر، يواجه الناس بابتسامة حلوة، ويبادرهم بالسلام والتحية والمصافحة وحسن المحادثة، كم علَّمنا أدب الحديث، وأدب الخطاب كما جاء قوله صلى الله عليه وسلم، كما فى حديث عائشة رضي الله عنها، ((لو كان الفُحْشُ رجُلًا لكان رجُلًا سُوءًا.)) كم علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عفة اللسان، فقد أخرج الإمام أحمد في مسنده من حديث عبد الله بن مسعود، أنه قال صلى الله عليه وسلم: ((ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء)).

كما علمنا الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم بأن “الكلمة الطيبة صدقة”، وأنها تحجب المؤمن من النار؛ وتحول بينه وبين دخولها، ففى الصحيحين من حديث عدي بن حاتم الطائي ((عَنْ رَسولِ اللهِ ﷺ، أنَّهُ ذَكَرَ النّارَ فَتَعَوَّذَ منها، وَأَشاحَ بوَجْهِهِ ثَلاثَ مِرارٍ، ثُمَّ قالَ: اتَّقُوا النّارَ ولو بشِقِّ تَمْرَةٍ، فإنْ لَمْ تَجِدُوا، فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ.)). تصورا أيها المسلمون قيمة وقدر ومكانة القول الحسن.

  ومن هنا أيها المسلمون، ينبغي على المسلم أن يحرص على أن يتكلم الكلمة الحسنة الطيبة أو أن يصمت، ففي الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)).

أيها المسلمون، وهكذا فشتان ما بين الكلمة الحسنة الطيبة، والكلمة السيئة الخبيثة سواء في الدنيا، أو في الأجر والعقاب في الآخرة، فبكلمة ربما تنصر مظلوماً، أو تفرِّج كُربة، أو تعلّم جاهلاً، أو تذكّر غافلاً، أو تهدي ضالاً، أو ترأب صدعاً أو تطفئ فتنة، وكم من مشاكل حُلّت، وكم من صِلات قَوِيَت، وكم من خصومات زالت بقول حسن طيب، وعلى الجانب الأخر كم من كلمة خبيثة سيئة، قطعت أرحاماً وقرابات وصلات، وخربت كثيراً من البيوت، وشردت أطفالاً، ولا أجد هنا أصدق تعبيراً من قوله صلى الله عليه وسلم كما هو مخرج في الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن رِضْوانِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَرْفَعُهُ اللَّهُ بها دَرَجاتٍ، وإنَّ العَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بالكَلِمَةِ مِن سَخَطِ اللَّهِ، لا يُلْقِي لها بالًا، يَهْوِي بها في جَهَنَّمَ)).

أيها  المسلمون، يقول الفخر الرازي رحمه الله، كَلامُ النّاسِ مَعَ النّاسِ إمّا أنْ يَكُونَ في الأُمُورِ الدِّينِيَّةِ أوْ في الأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ، فَإنْ كانَ في الأُمُورِ الدِّينِيَّةِ فَإمّا أنْ يَكُونَ في الدَّعْوَةِ إلى الإيمانِ وهو مَعَ الكُفّارِ أوْ في الدَّعْوَةِ إلى الطّاعَةِ وهو مَعَ الفاسِقِ، أمّا الدَّعْوَةُ إلى الإيمانِ فَلا بُدَّ وأنْ تَكُونَ بِالقَوْلِ الحَسَنِ كَما قالَ تَعالى لِمُوسى وهارُونَ: ﴿فَقُولا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أوْ يَخْشى﴾ [طه: ٤٤] أمَرَهُما اللَّهُ تَعالى بِالرِّفْقِ مَعَ فِرْعَوْنَ مَعَ جَلالَتِهِما ونِهايَةِ كُفْرِ فِرْعَوْنَ وتَمَرُّدِهِ وعُتُوِّهِ عَلى اللَّهِ تَعالى، وقالَ لِمُحَمَّدٍ ﷺ: ﴿ولَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِن حَوْلِكَ﴾ [آل عمران: ١٥٩] الآيَةَ، وأمّا دَعْوَةُ الفُسّاقِ فالقَوْلُ الحَسَنُ فِيهِ مُعْتَبَرٌ، قالَ تَعالى: ﴿ادْعُ إلى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالحِكْمَةِ والمَوْعِظَةِ الحَسَنَةِ﴾ [النحل: ١٢٥] وقالَ: ﴿ادْفَعْ بِالَّتِي هي أحْسَنُ فَإذا الَّذِي بَيْنَكَ وبَيْنَهُ عَداوَةٌ كَأنَّهُ ولِيٌّ حَمِيمٌ﴾ [فصلت: ٣٤] وأمّا في الأُمُورِ الدُّنْيَوِيَّةِ فَمِنَ المَعْلُومِ بِالضَّرُورَةِ أنَّهُ إذا أمْكَنَ التَّوَصُّلُ إلى الغَرَضِ بِالتَّلَطُّفِ مِنَ القَوْلِ لَمْ يَحْسُنْ سِواهُ، فَثَبَتَ أنَّ جَمِيعَ آدابِ الدِّينِ والدُّنْيا داخِلَةٌ تَحْتَ قَوْلِهِ: ﴿وقُولُوا لِلنّاسِ حُسْنًا﴾.

الخطبة الثانية

أيها المسلمون، و لا يفوتنى هنا أن أبشر كل إنسان يتكلم بالحسنى، فقد أخرج الإمام أحمد وغيره بسند حسن من حديث أبي أمامة الباهلى رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ في الجنَّةِ غُرَفًا يُرى ظاهرُها من باطنِها وباطنُها من ظاهرِها أعدَّها اللهُ لمن ألان الكلامَ وأطعَمَ الطَّعامَ وتابَع الصِّيامَ وصلّى باللَّيلِ والنّاسُ نِيامٌ)).

فما عليك إلا أن تمسك لسانك وتزن كلامك حتى لا يخرج منك إلا كل حسن من القول، وهو بلا شك أمر يجعلك محبوباً عند الناس، ولله در القائل:

لا خَيْلَ عِندَكَ تُهْديهَا وَلا مالُ      فَليُسْعِدِ النُّطْقُ إنْ لم تُسعِدِ الحالُ

اللهم احفظ مصر واهلها من كل سوء

كتبه: الشيخ خالد القط

 

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »
error: Content is protected !!