أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي

بتاريخ 26 شوال 1446هـ ، الموافق 25 أبريل 2025م

خطبة الجمعة القادمة

خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025 م بعنوان : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي بتاريخ 26 شوال 1446هـ ، الموافق 25 أبريل 2025م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الأرضُ المباركةُ .

ولتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الأرضُ المباركةُ ، بصيغة  word أضغط هنا.

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025م ، للدكتور محروس حفظي بعنوان : الأرضُ المباركةُ ، بصيغة  pdf أضغط هنا.

___________________________________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

و للمزيد عن مسابقات الأوقاف

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

و للمزيد عن الدروس الدينية

عناصر خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025م بعنوان : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي :

 

(1) “سيناءُ” مهبطُ الرسلِ والأنبياءِ – عليهمُ السلامُ-.

(2) “سيناءُ” أرضُ الخيرِ والبركةِ.

(3) واجبُنَا تجاهَ هذه الأرضِ المباركةِ.

خطية الجمعة القادمة
خطية الجمعة الأرض المياركة 25 أبريل 2025

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل 2025م بعنوان: الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي : كما يلي: 

خطبة بعنوان: «الأرضُ المباركةُ»

بتاريخ 26 شوال 1446 هـ = الموافق 25 أبريل 2025 م

 

الحمدُ للهِ حمداً يُوافِي نعمَهُ، ويكافِىُء مزيدَهُ، لك الحمدُ كما ينبغِي لجلالِ وجهِكَ، ولعظيمِ سلطانِكَ، والصلاةُ والسلامُ الأتمانِ الأكملانِ على سيدِنَا مُحمدٍ ، أمّا بعدُ ،،،

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي

(1) “سيناءُ” مهبطُ الرسلِ والأنبياءِ – عليهمُ السلامُ-:

إنَّ “مصرَ” هي الدولةُ الوحيدةُ الفريدةُ التي ذكرت صراحةً في كتابِ اللهِ في “خمسةِ” مواضع، ويُلاحظُ في تلك المواضعِ أنّهَا ذُكرت في مقامِ المدحِ والثناءِ كاتخاذِهَا مكاناً للعبادةِ، ﴿وَأَوْحَيْنَا إِلَى مُوسَى وَأَخِيهِ أَن تَبَوَّءَا لِقَوْمِكُمَا بِمِصْرَ بُيُوتًا﴾، واتصافُ أهلِهَا بالكرمِ والجودِ، ﴿وَقَالَ الَّذِي اشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ﴾، ووفرةُ الخيراتِ وتنوعُ المزروعاتِ، ﴿وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ﴾، فيما ذكرت “مصرُ” بالإشارةِ في أكثر مِن “ثلاثينَ” موضعًا، وبعضُ العلماءِ عدَّهَا “ثمانين” موضعًا، فهي أرضُ السلامِ والطمأنينةِ ونزولِ الرسالاتِ على بعضِ الأنبياءِ – عليهمُ السلامُ-.

إنَّ “سيناءَ” أرضٌ عظيمةٌ مباركةٌ، رويت بدماءِ آبائِنَا وأجدادِنَا على مرِّ التاريخِ والعصورِ، وهي أرضُ الخيرِ والنماءِ، والتضحيةِ، تلك الأرضُ المقدسةُ التي يحملُ ترابُهَا آثارَ أنبياءِ اللهِ– عليهمُ السلامُ-، فقد سارَ عليها سيدُنَا إبراهيم- عليه السلام- مع زوجِهِ سارة، كما وطأَ أرضَهَا يوسفُ الصديقُ وأبوهُ سيدُنَا يعقوب – عليهما السلامُ- وأخواتُهُ أسباطُ بنى إسرائيل حيثُ كان في هذه المنطقةِ عبورُهُم وذهابُهُم ومجيئُهُم ورواحُهُم ، حيث تمَّ لقاءُ سيدِنَا يوسفَ بأبيهِ، فعلَى أرضِهَا التأمَ شملهمَا، والتقيا بعدَ سنواتٍ مِن العذابِ والغربةِ والحرمانِ، وعاشَ فيها سيدُنَا موسى -عليهِ السلامُ-.

لقد تحدثَ القرآنُ الكريمُ عن “سيناءَ” حديثاً يدعو للتأملِ والتفكرِ، حديثاً يؤكدُ أهميتَهَا ومكانتَهَا الدينيةَ والتاريخيةَ بل يجعلُنَا نفكرُ مراتٍ ومراتٍ في مكانتِهَا الدينيةِ والطبيعيةِ والعلاجيةِ، والاهتمامِ بهَا، وتنميتِهَا، واستثمارِ مواردِهَا الطبيعيةِ ومعالمِهَا السياحيةِ، وذكرت “الأرضُ المباركةُ” ضمناً في أكثر مِن آيةٍ مِن القرآنِ الكريمِ قالَ تعالى:﴿وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمُ الطُّورَ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، وقال أيضاً:﴿وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ وَقَرَّبْنَاهُ نَجِيًّا﴾، وقال سبحانه:﴿وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ الطُّورِ الْأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَىٰ﴾.

(1) القسمُ ب “الأرضِ المباركةِ”: بل أقسمَ اللهُ ب “جبلِ الطورِ” الذي كلّمَ اللهُ- تعالى- عليه موسى– عليه السلام- بهِ تشريفاً وتكريماً لهذه البقعةِ المباركةِ، وتذكيراً لِمَا فيهِ مِن الآياتِ فقال تعالى: ﴿وَطُورِ سِينِينَ﴾، وسمَّى اللهُ- جلَّ وعلا- سورةً مكيةً في القرآنِ باسمِ ذلكَ الجبلِ فقالَ سبحانَهُ: ﴿وَالطُّورِ* وَكِتَابِ مَسْطُورٍ * فِي رَقٌ مِّنشُورٍ * وَالْبَيْتِ الْمَعْمُورِ * وَالسَّقْفِ الْمَرْفُوعِ وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ﴾، مقدمًا القسمَ ب “الطورِ” على ما سواهُ مِن الأمورِ الأخرى المقسمِ بهَا مع ما لهَا مِن مكانةٍ وقدسيةٍ عندَ الخالقِ سبحانَهُ، فمِن بين جبالِ الكرةِ الأرضيةِ ينفردُ مِن بينهَا جبلُ الطورِ ليشهدَ الوحيَ الإلهيَّ، وأولَ حوارٍ دارَ بينَ اللهِ ونبيِّهِ موسى قال تعالى: ﴿وَأَنَا اخْتَرْتُكَ فَاسْتَمِعْ لِما يُوحى * إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لا إِلهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاةَ لِذِكْرِي * إِنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكادُ أُخْفِيها لِتُجْزى كُلُّ نَفْسٍ بِما تَسْعى * فَلا يَصُدَّنَّكَ عَنْها مَنْ لا يُؤْمِنُ بِها وَاتَّبَعَ هَواهُ فَتَرْدى﴾.

(2) أوحَى اللهُ إلى موسى – عليه السلامُ- في “الأرضِ المباركةِ”: فقد مكثَ مُوسَى – عَلَيْهِ السَّلَامُ- في مدينَ فترةً من الزمنِ حنَّ للرجوعِ إلى بلدِهِ الأُم مِصرَ – وعلى جبلِ الطورِ في سيناءَ كلَّمَ ربَّهُ – رغمَ ما سيُلاقيهِ مِن متاعبَ ومشاقٍ، وفي ليلةٍ باردةٍ كان – عليه السلامُ- يسيرُ في صحراءَ سيناءَ في ظلمةِ الليلِ، ومعهُ أهلهُ، ومعهُ مالهُ، ثم أضلَّ الطريقَ، فطلبَ النارَ لستدفئوا بها، أو لعلَّهُ يجدُ على النارِ هادياً يهديهِ السبيلَ، فوجدَ عندَ النارِ أعظمَ هدايةً، فأصبحَ هادياً للبشريةِ ومعلماً لها، واستمعْ إلى القرآنِ وهو يحكِي ذلك ﴿فَلَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ وَسَارَ بِأَهْلِهِ آنَسَ مِنْ جَانِبِ الطُّورِ نَارًا قَالَ لِأَهْلِهِ امْكُثُوا إِنِّي آنَسْتُ نَارًا لَعَلِّي آتِيكُمْ مِنْهَا بِخَبَرٍ أَوْ جَذْوَةٍ مِنَ النَّارِ لَعَلَّكُمْ تَصْطَلُونَ﴾.

قال ابنُ العربِي المالكِي: (قَالَ عُلَمَاؤُنَا: لَمَّا قَضَى مُوسَى الْأَجَلَ طَلَبَ الرُّجُوعَ إلَى أَهْلِهِ، وَحَنَّ إلَى وَطَنِهِ، وَفِي الرُّجُوعِ إلَى الْأَوْطَانِ تُقْتَحَمُ الْأَغْرَارُ، وَتُرْكَبُ الْأَخْطَارُ، وَتُعَلَّلُ الْخَوَاطِرُ، وَيَقُولُ: لَمَّا طَالَتْ الْمُدَّةُ لَعَلَّهُ قَدْ نُسِيَتْ التُّهْمَةُ، وَبَلِيَتْ الْقِصَّةُ) أ.ه.

كما أنَّ سيدَنَا موسَى – عليه السلامُ- أقامَ في “طورِ سيناءَ” أربعينَ يوماً صائماً قائماً، مناجياً ربَّهُ، وبعدَ تمامِ الأربعين، أنزلَ اللهُ عليهِ الكتابَ المقدسَ “التوراةَ”، وقد حكى القرآنُ الكريمُ ما كان مِن موسى – عليه السلام- عندما وصلَ إلى “طورِ سيناءَ”؛ لمناجاةِ ربِّهِ، وبيَّنَ- سبحانه- ما حدثَ للجبلِ عندَ التجلِّي عليهِ فقالَ سبحانه: ﴿وَواعَدْنا مُوسى ثَلاثِينَ لَيْلَةً وَأَتْمَمْناها بِعَشْرٍ فَتَمَّ مِيقاتُ رَبِّهِ أَرْبَعِينَ لَيْلَةً وَقالَ مُوسى لِأَخِيهِ هارُونَ اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ وَلا تَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ * وَلَمَّا جَاءَ مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَنْ تَرَانِي وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا﴾.

تابع / خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي

(3) “الأرضُ المباركةُ” والعهودُ والمواثيقُ التي أخذَهَا اللهُ على بنِي إسرائيل: شهدَ “جبلُ الطورِ” إعطاءَ العهدِ والميثاقِ على بنِي إسرائيل، وفيه رفعَ اللهُ “جبلَ الطورِ” فوقَ رؤوسِهِم، فسجدُوا للهِ رعباً وخوفاً، وهم ينظرون إلى الجبلِ المرفوعِ فوقَهُم كأنّهُ ظلةٌ، وفى ذلك الموقفِ الرهيبِ أخذَ اللهُ عليهِم العهدَ والميثاقَ قال تعالى: ﴿وَإِذ نَتَقْنَا الْجَبَلَ فَوْقَهُمْ كَأَنَّهُ ظُلَّةٌ وَظَنُّواْ أَنَّهُ وَاقِعٌ بِهِمْ خُذُواْ مَا آتَيْنَاكُم بِقُوَّةٍ وَاذْكُرُواْ مَا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ﴾، جاءَ في كتبِ التفسيرِ: « روي أنَّ موسَى – عليهِ السلامُ- لمَّا جاءَهُم بالتوراةِ فقالَ عن اللهِ هذا كتابُ اللهِ أتقبلونَهُ بمَا فيهِ؟ فإنَّ فيهِ بيان ما أحلَّ لكُم وما حرّمَ عليكُم وما أمرَكُم وما نهاكُم، قالوا: انشر علينا ما فيها فإنْ كانت فرائضُهَا يسيرةً، وحدودُهَا خفيفةً قبلناهَا، قال: اقبلوهَا بمَا فيها قالوا: لا، فراجعَهُم موسَى فراجعُوا ثلاثاً، فأوحى اللهُ إلى الجبلِ، فانقلعَ، وارتفعَ فوقَ رؤوسِهِم، فقال لهم موسَى: ألَا ترونَ ما يقولُ ربِّي؟: لئن لم تقبلُوا التوراةَ بما فيها لأرمينّكُم بهذا الجبلِ، فلمَّا رأوا إلى الجبلِ خرَّ كلُّ واحدٍ منهُم ساجداً على حاجبهِ الأيسرِ، ونظرَ بعينهِ اليمنَى إلى الجبلِ فرقاً أنْ يسقطَ عليهِ، فلذلكَ ليسَ في الأرضِ يهوديٌّ يسجدُ إلّا على حاجبهِ الأيسرِ، يقولونَ هذه السجدةَ التي رفعت بهَا عنَّا العقوبة».

(4) “الأرضُ المباركةُ ملاذُ المستضعفين”: عندما عادَ موسى – عليه السلام- ثانيةً بقومِهِ مِن بنِى إسرائيلَ هرباً مِن فرعونَ، ساروا متجهينَ إلى سيناءَ حيثُ وجدُوا “البحرَ الأحمرَ” في مواجهتِهِم، ومِن خلفِهِم لحقَهُم فرعونُ وجنودُهُ، فحدثت المعجزةُ على أرضِ “سيناءَ”، حينمَا أمرَ اللهُ موسى أنْ يضربَ البحرَ بعصاه؛ ليجدَ الطريقَ أمامَهُ يابساً ممهداً له ومَن معهُ ثم يعودُ البحرُ مرةً أخرى إلى حالتِه الأولَى فيغرقُ فرعونُ وجنودُهُ وينجو موسى وقومهُ بإذنِ اللهِ حيثُ حدثت المعجزاتُ الإلهيةُ قال تعالى:﴿فَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْبَحْرَ فَانْفَلَقَ فَكانَ كُلُّ فِرْقٍ كَالطَّوْدِ الْعَظِيمِ * وَأَزْلَفْنا ثَمَّ الْآخَرِينَ * وَأَنْجَيْنا مُوسى وَمَنْ مَعَهُ أَجْمَعِينَ * ثُمَّ أَغْرَقْنَا الْآخَرِينَ﴾.

كما جاءَ سيدُنَا عيسى- عليهِ السلامُ– مِن “بيتِ لحمٍ” مِن “أرضِ فلسطين” التي كانت آنذاك تحت حكمِ الإمبراطوريةِ الرومانيةِ، وقد اضطرت السيدةُ مريمُ – عليها السلامُ- للهربِ بولدِهَا مِن بطشِ الرومانِ، ووشايةِ اليهودِ إلى مصرَ؛ وكانت رحلةُ الهروبِ إلى مصرَ عبرَ سيناءَ المقدسةِ، فكتبَ اللهُ لهمَا النجاةَ والبقاءَ.

(5) مرورُ النبيِّ ب “الأرضِ المباركةِ”: بل وردَ أنَّ النبيَّ قد مرَّ بتلك الأرضِ المباركةِ في “ليلةِ الإسراءِ والمعراجِ”، ففي حديثِ شدادِ بنِ أوسٍ عندَ البزارِ والطبراني: “ثم بلغَ أرضاً بيضاءَ فقالَ له: انزلْ، فنزلَ، ثم قالَ له: صلِّ فصلَّى ثم ركبَ، فقال له أتدرِي أينَ صليتَ؟ قال: اللهُ أعلمُ، قال: “صليتَ بطورِ سيناءَ حيثٌ كلّمَ اللهُ موسَى – عليه السلام-“.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي

(2) “سيناءُ” أرضُ الخيرِ والبركةِ:

لعظمِ هذه الأرضِ وتاريخِهَا، تكثرُ حولهَا المؤامراتُ والمواجهاتُ قديماً وحديثاً، فهي ليست مجردَ اسمٍ جغرافِي لمساحةٍ مِن الأرضِ نعرفهَا بحدودِهَا ومساحتِهَا وتضاريسِهَا، ومواردِهَا الطبيعيةٍ كمناطقَ كثيرةٍ هنا وهناك على اتساعِ الدنيا، وإنّمَا هي قطعةٌ حيّةٌ مِن التاريخِ المرتبطِ بالشرائعِ السماويةِ السابقةِ.

فهذه الأرضُ الساحرةُ التي تشكلُ ما يقربُ مِن 6% مِن إجمالِي مساحةِ “مصرَ”، ترتبطُ بالتاريخِ أكثرَ مِمّا تنتمِي إلى الجغرافيا؛ تحكى كلُّ قطعةٍ فيها قصصاً تتعلقُ بمصائرِ الخلقِ، تنسج ُحياتَهُم، ومشاعرَهُم ومتاعبَهُم وما حلَّ بهم؛ أكثرَ مما تهتمُّ بمَا يخرجُ مِن أحشائِهَا مِن معادنَ وأحجارٍ كريمةٍ، ولذا أشارَ القرآنُ الكريمُ إلى بعضِ ما بتلكَ “الأرضِ المباركةِ” مِن الخيراتِ والبركاتِ، فأخبرَ اللهُ – سبحانه- أنّهُ قد خصَّ تلك البقاعَ بإنباتِهَا “شجرَ الزيتونِ” فقال تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ مِنْ طُورِ سَيْناءَ تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ وَصِبْغٍ لِلْآكِلِينَ﴾ مع أنَّ تلك الشجرةَ تنبتُ منهُ ومِن غيرهِ إلّا أنّها أكثرُ ما تكونُ انتشاراً في تلكَ الأماكنِ، أو لأنَّ منبتَهَا الأصلِي كان في هذه البقعةِ “طورِ سيناء”، ثم انتقلت منهُ إلى غيرهِ مِن الأماكنِ.

وقد خُصت “شجرةُ الزيتونِ” بالذكرِ هنا؛ لأنّهَا مِن أكثرِ الأشجارِ فائدةً بزيتِهَا، وطعامِهَا وخشبِهَا، ومِن أقلِّ الأشجارِ- أيضاً- تكلفةً لزارعتِهَا، وعن فضلِ هذه الشجرةِ جاءت الأحاديثُ النبويةُ، فعَنْ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ : «ائْتَدِمُوا بِالزَّيْتِ، وَادَّهِنُوا بِهِ، فَإِنَّهُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ» (ابن ماجه).

ولك أنْ تلحظَ أنَّ التعبيرَ قد جاء بصيغةِ المضارعِ فقال تعالى: ﴿وَشَجَرَةً تَخْرُجُ﴾، وقال: ﴿تَنْبُتُ بِالدُّهْنِ﴾؛ وفي هذا دلالةٌ على تجددِ هذه البركاتِ، وأنَّ هذا الخيرَ الإلهِي المستمدّ مِن ذلك الوادِي المقدسِ سيظلُ مستمرًا عبرَ كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وأنَّ هذا الخيرَ وضعَهُ اللهُ لكفايةِ البشريةِ إلى أنْ يشاءَ اللهُ ربُّ العالمين.

كما أنَّ القرآنَ الكريمَ وصفَ تلك الأرضَ ب”البقعةِ المباركةِ” فقال:﴿فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ الشَّجَرَةِ أَنْ يَا مُوسَى إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ﴾، وأمرَ موسَى– عليه السلام- أنْ يخلعَ نعلَيه حينما ذهبَ لمناجاتِه على أرضِ “الطورِ”؛ احتراماً للموقفِ الإلهِي الربانِي، وتشريفاً لتلك البقعةِ المباركةِ فقال:﴿فَاخْلَعْ نَعْلَيْكَ إِنَّكَ بِالْوَادِ الْمُقَدَّسِ طُوًى﴾.

وفي أرضِ “سيناءَ” ضربَ موسَى – عليه السلام- الأحجارَ؛ لتنفجرَ منهَا ينابيعُ المياهِ، بعددِ أسباطِ بنِى إسرائيلَ حيثُ عرفَ كلُّ قومٍ مشربَهُ قالَ تعالى: ﴿وَقَطَّعْناهُمُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ أَسْباطاً أُمَماً وَأَوْحَيْنا إِلى مُوسى إِذِ اسْتَسْقاهُ قَوْمُهُ أَنِ اضْرِبْ بِعَصاكَ الْحَجَرَ فَانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً قَدْ عَلِمَ كُلُّ أُناسٍ مَشْرَبَهُمْ وَظَلَّلْنا عَلَيْهِمُ الْغَمامَ وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾، والتي هي موجودةٌ حتى الأن تشهدُ بمعجزةِ الخالقِ- عزَّ وجلَّ-، وتُعرفُ ب “عيونِ موسى – عليه السلام-“، وهي محلُّ شفاءٍ ودواءٍ لكثيرٍ مِن الأدواءِ.

بل إنَّ “الأرضَ المباركةَ” أنزلَ اللهُ على بنِي إسرائيلَ “المنَّ والسلوى”، لكنّهُم تجبرُوا وعصوا ربَّهُم، فغضبَ عليهِم، وكتبَ عليهم التيهَ بينَ الجبالِ وفى أوديةِ سيناءَ “أربعينَ عاماً” جزاءَ ما اقترفوهُ كفراً وعصياناً، وكتبَ اللهُ عليهم المذلةَ والمسكنةَ، ﴿وَأَنْزَلْنا عَلَيْهِمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوى كُلُوا مِنْ طَيِّباتِ مَا رَزَقْناكُمْ وَما ظَلَمُونا وَلكِنْ كانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي

(3) واجبُنَا تجاهَ هذه الأرضِ المباركةِ:

إنَّ الوفاءَ للوطنِ مِن شيمِ المؤمنِ الصادقِ، وهذا الوفاءُ يجبُ أنْ يُترجمَ عمليًّا إلى أفعالٍ وسلوكياتٍ، وإِلّا فهو محضُ افتراءٍ وادعاءٍ، وإليكَ بعضُ ما يجبُ علينَا تجاهَ هذه “الأرض المباركة”:

أولاً: تقديمُ المصلحةِ العامةِ على المصلحةِ الخاصةِ: فطرَ اللهُ الخلقَ على محبةِ الأوطانِ، والحنينِ إلى ترابِهِ، والدفاعِ عن أركانِهِ، والحفاظِ على مقدراتِهِ، ينبضُ بهِ قلبُهُ، ويجري بهِ دمُهُ، فهو مِن أجلِّ النعمِ التي يُنعمُ بهِ الخالقُ جلَّ وعلَا على الإنسانِ بعدَ الإيمانِ باللهِ ورُسُلِهِ، ولذا تجدُ السياقَ القرآنِيَّ قد سوَّى بينَ مصيبةِ الموتِ وبينَ الإخراجِ مِن الأوطانِ فقالَ عزَّ من قائلٍ: ﴿وَلَوْ أَنَّا كَتَبْنا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُوا مِنْ دِيارِكُمْ مَا فَعَلُوهُ إِلاَّ قَلِيلٌ مِنْهُمْ﴾، لذا يجبُ علينَا أنْ نشاركَ جميعًا في المحافظةِ على أمنِ هذه الأرض وسلامتِهِا، والتصدِّي بكلِّ حزمٍ لحملاتِ التخريبِ والإفسادِ التي تسعى للنيل منها، وهذا يستلزمُ التكاتفَ من كافةِ أطيافِ المجتمعِ، وأنْ نكونَ على قلبِ رجلٍ واحدٍ، والاصطفافَ معًا لمواجهةِ الأعداءِ داخليًّا وخارجيًّا، والمدوامة على العملِ والإنتاجِ كلٌّ في مِحرابِهِ ﴿وَتَعاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوى وَلا تَعاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوانِ﴾، وهذا ما نستلهمُهُ مِن «وثيقةِ المدينةِ» حيثُ جمع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كلَّ مَن يسكنُ المدينةَ، وعقدَ معهم معاهدةً من أجلِ الحفاظِ على المدينةِ من أيِّ عدوٍّ، وهذه الوثيقةُ تُعدُّ أُنموذَجًا فريدًا في فقهِ التعايشِ السلميِّ بين البشرِ جميعًا على اختلافِ أديانِهِم وأعراقِهِم، وأعظمَ مثالٍ في تحقيقِ مبدأِ الأخوةِ الإنسانيةِ، لذا حققتْ نجاحًا باهرًا على أرضِ الواقعِ، وهذا خلافُ ما كانتْ تعهدُهُ جزيرةُ العربِ آنذاك، فحياتُهُم قائمةٌ على الفوضَى واللامبالاةِ، وهذا يُحتمُ علينَا الالتزامَ بحقوقِ هذه الأرض حتَّى وإنْ كان الشخصُ لا يعيشُ في مرابعِهِ كما قالَ أميرُ الشعراءِ أحمد شوقي:

             وطنِى لو شُغِلتُ بالخُلدِ عنه     …      نازعتنِى إليه فى الخُلدِ نَفسي

 

ثانياً: غرسُ حبِّ هذه الأرض البماركة في نفوسِ النشء: يجبُ علينَا أنْ نُعززَ قيمَ الولاءِ والانتماءِ لهذه الأرض، وتعميقَ الشعورِ بالمسئوليةِ تجاهها، ويبدأُ ذلك أولًا من الأسرةِ ثم المدرسةِ، ولوسائلِ الإعلامِ المرئيةِ والمسموعةِ والمقروءةِ دورٌ كبيرٌ في تحقيقِ ذلِك، وكذا مؤسساتُ المجتمعِ المدنِي قال تعالى: ﴿فَلَوْلا كانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ أُولُوا بَقِيَّةٍ يَنْهَوْنَ عَنِ الْفَسادِ فِي الْأَرْضِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّنْ أَنْجَيْنا مِنْهُمْ﴾، فالطفلُ عندمَا يُربَّى على حبِّ هذه الأرض، وغرسِ ثقافةِ تعميرها، لا شكَّ أنَّ كلَّ دعوى تواجههُ بعدَ ذلك– في سبيلِ زعزعةِ هذه القيم– سيكونُ قادرًا على ردِّهَا بأيسرِ برهانٍ، وصدقَ أبُو العلاءِ المعرِي إذ قالَ:

               وينشأُ ناشئُ الفتيانِ منَّا     …     عَلى ما كانَ عليهِ أبُوهُ

               وما دانَ الفتَي بِحِجًى ولكِنْ    …     يُعلمُهُ التديُّنَ أقربُوهُ

إن الذين يدَّعونَ حبَّ الوطنِ، ويتغنونَ بالوطنيةِ، ولا نجدُ في أقوالِهِم وأعمالِهِم سوى تأجيجِ الفتنِ بين أبنائِهِ، والتشكيكِ فيما تُقيمُهُ بلدُنَا وتشهدُهُ مِن تنميةٍ وازدهارٍ على هذه الأرض، أينَ الوفاءُ للأرضِ التي عشتُمْ عليها، وأكلتُمْ من خيراتِهَا، وترعرعتُمْ في ترباهَا، واستظلتُمْ تحتَ سماهَا، وأينَ ردُّ الجميلِ، ومجازاةُ حُسنِ الصنيعِ ﴿هَلْ جَزاءُ الْإِحْسانِ إِلاَّ الْإِحْسانُ﴾، فمهمَا حاولَ هؤلاءِ وغيرُهُم ستظلُّ بلدُنَا محفوظةً بعنايةِ الإلهِ، فمصرُنَا ذُكِرَتْ في القرآن مرات عديدة، واقترنَ اسمُهَا بالأمانِ ﴿ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ﴾، وشَهِدَ بعلُوِ قدرِهَا نبيُّ السلامِ حيثُ قالَ:«إذَا فتحَ اللهُ عليكُم مصرَ بعدِي، فاتخِذُوا فيها جندًا كثيفًا؛ فذلك الجندُ خيرُ أجنادِ الأرضِ، فقال له أبو بكرٍ: ولم ذلك يا رسولَ اللهِ؟ قال: إنَّهُم في رباطٍ إلى يومِ القيامةِ» (كنز العمال)، وقال الحافظُ السيوطيُّ: «فى بعضِ الكتبِ الإلهيةِ مصرُ خزائنُ الأرضِ كلِّهَا، فمَن أرادَهَا بسوءٍ قصمَهُ اللهُ».

تابع/ خطبة الجمعة القادمة 25 أبريل : الأرضُ المباركةُ ، للدكتور محروس حفظي

ولقد كانت “سيناءُ” مقبرةَ الغزاةِ عبرَ التاريخِ، ففي عهدِ السلطانِ “سيفِ الدينِ قطز”، خرجت الجيوشُ المصريةُ عبرَ “سيناءَ”؛ لقتالِ المغولِ، وألحقت بهم هزيمةً فادحةً “عين جالوت” (658هـ)، واستطاعَ جيشُ مصرَ بعدَ العدوانِ الثلاثِي (1965م)، ودخولِهِ حربَ الاستنزافِ أنْ يستعيدَ سيناءَ في أكتوبر (1973م)، وقد تحررت تماماً، ورُفِعَ العلمُ المصريُّ عليها 25 أبريل (1989م).

ثالثاً: إصلاحُ النفسِ والذاتِ، وفهمُ طبيعةِ المعركةِ بيننَا وبينَ عدوِّنَا: النصرُ والتمكينُ مِن عندِ اللهِ لا يعطيه إلّا للمؤمنينَ الصادقينَ، كما وهبَهُ لأصحابِ النبيِّ في معاركَ كثيرةٍ قال تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ﴾، فلا بُدَّ مِن إحياءِ الإيمانِ في قلوبِ المسلمينَ، فالقوةُ الروحيةُ لا بديلَ لها في المعاركِ بينَ الحقِّ والباطلِ، ولنعِي جيداً أنَّ المعركةَ بيننَا وبينَ عدوِّنَا معركةُ عقيدةٍ؛ لأنّ عدوَّنَا يحاربنَا عن عقيدةٍ راسخةٍ، وعن وعيٍ تامٍّ بمكانةِ هذه “الأرضِ المباركةِ”، فهي تحتوي على مقدساتِ اليهودِ – حسبِ زعمِهِم-، فمن جانبِ الطورِ الأيمنِ نودِي موسَى عليهِ السلامُ، وعليه تلقَّى الألواحَ، وبها “صخرةُ العهدِ”، وسيناءُ هي “أرضُ التيهِ”، ما يجعلُ أطماعهُم تحومُ في فلكِهَا، وقد تربَّى أبناؤهُم على عقيدةٍ أنَّ “سيناءَ” هي قلبُ مملكتهِم الموعودةِ، وقد اتصفت الشخصيةُ اليهوديةُ بخصائصَ وطباعٍ مختلفةٍ عن البشرِ، ولذا كثُرَ ذكرُهُم في القرآنِ الكريمِ؛ وذلك لتحذيرِ الخلقِ مِن حيلِهِم، ومكايدِهِم، وفضحِ تزويرهِم وتلبيسِهِم، ودحضِ براهينِهِم وحججِهِم، وكشفِ شبهاتِهِم التي يحاولونَ بها لبسَ الحقِّ بالباطلِ.

لذا علينا أنْ نحاربَهُم بمثلِ هذا السلاحِ، وأنْ يكونَ الولاءُ لدينِنَا ووطنِنَا، وترابِ هذه الأرضِ المقدسةِ، وأنْ نُعلِيَ مِن شأنِ أوطانِنَا، وأنْ نعملَ على نهضتِهِ اقتصادياً، وسياسياً واجتماعياً في جميعِ المجالاتِ، وأنْ نوحدَ صفوفَنَا، ونجتمعَ على كلمتِنَا، فهمَا الدعامةُ الوطيدةُ لبقاءِ الأممِ، ودوامِ عزِّهَا ونصرِهَا، ونجاحِ رسالتِهَا، ولذا أمرَنَا اللهُ أنْ نكونَ صفاً واحداً، ونهانَا عن التفرقِ؛ ففيه الشقاءُ والهزيمةُ فقالَ تعالى:﴿وَلا تَنازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ﴾، ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعاً وَلا تَفَرَّقُوا﴾.

كما يجبُ علينا أنْ ننتبَّهَ، ونعدَّ العدةَ مصداقاً لقول الحق:﴿وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِباطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ﴾ ولفظُ “القوةِ” في الآيةِ الكريمةِ شاملٌ لجميعِ أنواعِ القوةِ كالعسكريةِ والاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والعلميةِ… إلخ فلا يعقلُ أنْ نقفَ مكتوفِي الأيدِي وإلّا تخطفتنَا الدولُ مِن حولِنَا فلنتأهبْ، ولنحذرْ ﴿يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا خُذُوا حِذْرَكُمْ﴾، وقد أوجبَ علينا دينُنَا الحنيفُ وقتَ الأزماتِ أنْ نكلَ الأمرَ لأهلِ الاختصاصِ والحلِّ والعقدِ، وألّا نخوضَ ونهرفَ بما لا نعرف، فقال تعالى: ﴿وَإِذا جاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ﴾، لأنَّ أخطرَ ألوانِ الخداعِ والحربِ التي يباشرُهَا العدوُّ أنْ يملأَ القلوبَ باليأسِ والقنوطِ، وأنْ يفرغَ القلوبَ مِن الأملِ في وعدِ اللهِ، ولذا حرّمَ اللهُ اليأسَ، ونددَ باليائسينَ فقال تعالى:﴿وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لا يَيْأَسُ مِنْ رَوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكافِرُونَ﴾، فنحن في هذه الأيامِ في أمسِّ الحاجةِ إلى أنْ نعيشَ وكلُّنَا أملٌ في اللهِ حتى في أحلكِ الظروفِ، واشتدادِ الكربِ والأزمةِ.

نسألُ اللهَ أنْ يرزقنَا الأمنَ والأمانَ، والسلمَ والسلامَ، وأنْ يأمنَّا في أوطانِنَا، وأنْ يحفظَ بلدَنَا مِصْرَ، وأنْ يجعلَهَا سخاءً رخاءً، أمناً أماناً، سلماً سلاماً وسائرَ بلادِ العالمين، وأنْ يوفقَ ولاةَ أُمورِنَا لِمَا فيهِ نفعُ البلادِ والعبادِ.

كتبه: الفقير إلى عفو ربه الحنان المنان

د / محروس رمضان حفظي عبد العال

مدرس التفسير وعلوم القرآن – كلية أصول الدين والدعوة – أسيوط

_____________________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

وللإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

وللإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

وللمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى