أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة 23 فبراير 2024م بعنوان : تحويل القبلة دروس وعبر ، للشيخ خالد القط

خطبة الجمعة القادمة 23 فبراير 2024م بعنوان : تحويل القبلة دروس وعبر ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 13 شعبان 1445هـ ، الموافق 23 فبراير 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 فبراير 2024م بصيغة word بعنوان : تحويل القبلة دروس وعبر ، للشيخ خالد القط

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 23 فبراير 2024م بصيغة pdf بعنوان : تحويل القبلة دروس وعبر ، للشيخ خالد القط

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 23 فبراير 2024م ، بعنوان : تحويل القبلة دروس وعبر ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:

تحويل القبلة دروس وعبر

“”””””””””””””””””””””””””””

الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين.

وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِی ٱلسَّمَاۤءِۖ فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ فَوَلِّ وَجۡهَكَ شَطۡرَ ٱلۡمَسۡجِدِ ٱلۡحَرَامِۚ وَحَیۡثُ مَا كُنتُمۡ فَوَلُّوا۟ وُجُوهَكُمۡ شَطۡرَهُۥۗ وَإِنَّ ٱلَّذِینَ أُوتُوا۟ ٱلۡكِتَـٰبَ لَیَعۡلَمُونَ أَنَّهُ ٱلۡحَقُّ مِن رَّبِّهِمۡۗ وَمَا ٱللَّهُ بِغَـٰفِلٍ عَمَّا یَعۡمَلُونَ﴾ [البقرة ١٤٤.

وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.

أما بعد

أيها المسلمون، ونحن في هذه الأيام المباركة من شهر شعبان، حيث يفصلنا عن ليلة النصف من شعبان ليلة واحدة، ونحن وسط هذه الأجواء الإيمانية المباركة، فنحن أمام أحداث جسام عظام في التاريخ الإسلامي، ولعل من هذه الأحداث المهمة التي لا يمكن أن يفوتنا أبدا الحديث عنها، ألا وهو حادث تحويل القبلة، ولم لا يكون حدثاً؟ ومهماً وجسيماً وعظيماً؟ وقد تحدث عنه القرآن الكريم، فلو لم يكن من الأهمية بمكان، ما تعرض القرآن الكريم بالإشارة إليه، ولأن القرآن عظيم، فهو لا يهتم إلا بالأحداث العظام، أيها المسلمون، حين كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة قبل الهجرة، كان يمكنه أن يجمع بين القبلتين، القبلة المحببة الى نفسه ((الكعبة المشرفة). وقبلة جميع الأنبياء ما عدا سيدنا ابراهيم عليه السلام، (بيت المقدس)، ولكن بدأ الأمر يزداد صعوبة ومشقة علي رسول الله صلى الله عليه، بعد هجرته إلى المدينة، حيث تعذر عليه صلى الله عليه وسلم أن يجمع بين القبلتين كما كان في مكة، إما أن يتوجه قبل الكعبة، أو جهة بيت المقدس، فكان النبي صلى الله عليه وسلم يتوجه جهة بيت المقدس، حيث لم يصدر له أمر بعد بقبلة خاصة له دون سائر الأنبياء، ظل النبي صلى الله عليه وسلم على هذه الحال ستة عشر أو سبعة عشر شهراً على اختلاف الروايات، حتى صدر الأمر الإلهي بتحويل القبلة، وفى تحويل القبلة أيها المسلمون دروس وعبر عديدة، حيث نقف على بعض منها في لقائنا اليوم .

أولاً: مكانة النبي صلى الله عليه وسلم العظيمة عند ربه، حيث تجلى هذا واضحا أيها المسلمون في تحويل القبلة، فعلى سبيل المثال، النبي صلى الله عليه وسلم لم يسأل ربه تحويل القبلة، ولم يتلفظ بكلمة واحدة، ولكن كأنى بحبيبي وقرة عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو ينظر إلى السماء نظرة من يتشوق إلى أمر ما، ولكن كان حياء النبي صلى الله عليه وسلم من ربه يمنعه حتى من أن يسأله تحويل القبلة، يعبر القرآن الكريم عن هذا المعنى فيقول: ((قَدۡ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجۡهِكَ فِی ٱلسَّمَاۤءِۖ))، وهنا أيها الأحباب، علم الحبيب بما يدور في قلب حبيبه، ويعلم كذلك ما الذى يسعده ويدخل الفرحة والبهجة والسرور عليه وعلى قلبه الشريف، وكأن الله  يقول لحبيبه، قد علمنا ما تشتاق إليه وما تتطلع وتهفو إليه نفسك فقال له: ((فَلَنُوَلِّیَنَّكَ قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ)) يا الله على روعة وجمال القرآن، ورب العالمين يقول لحبيبه ((قِبۡلَةࣰ تَرۡضَىٰهَاۚ)) ترضاها أنت يا محمد، لم يقل قبلة أرضاها أنا، وإنما ترضاها أنت يا حبيبي يا محمد، فآثر رضا حبيبه على رضا نفسه، هل بعد ذلك من تكريم وتشريف؟ فكم جبر الله بخاطر نبيه محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الموقف الجليل.

ثانياً: تكريم الله لأمة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فكما كرّم وشرّف الله رسوله، كذلك كرّم وشرّف أمته صلى الله عليه وسلم، وخصهم بخصائص لم يخص بها أمة من الأمم السابقة، بأن جعل لهم قبلة تميزهم عن غيرهم من الأمم، كما جعلهم خير الأمم وأوسطها، كما جعلهم شهداء على سائر الأمم، قال تعالى: ((وَكَذَ ٰ⁠لِكَ جَعَلۡنَـٰكُمۡ أُمَّةࣰ وَسَطࣰا لِّتَكُونُوا۟ شُهَدَاۤءَ عَلَى ٱلنَّاسِ وَیَكُونَ ٱلرَّسُولُ عَلَیۡكُمۡ شَهِیدࣰاۗ وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ)) [البقرة -١٤٣]، يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) يقول تعالى: إنما حولناكم إلى قبلة إبراهيم، عليه السلام، واخترناها لكم لنجعلكم خيار الأمم، لتكونوا يوم القيامة شهداء على الأمم; لأن الجميع معترفون لكم بالفضل. والوسط هاهنا: الخيار والأجود، كما يقال: قريش أوسط العرب نسبا ودارا، أي: خيرها. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وسطا في قومه، أي: أشرفهم نسبا، ومنه الصلاة الوسطى، التي هي أفضل الصلوات، وهي العصر، كما ثبت في الصحاح وغيرها، ولما جعل الله هذه الأمة وسطا خصها بأكمل الشرائع وأقوم المناهج وأوضح المذاهب، كما قال تعالى: (هو اجتباكم وما جعل عليكم في الدين من حرج ملة أبيكم إبراهيم هو سماكم المسلمين من قبل وفي هذا ليكون الرسول شهيدا عليكم وتكونوا شهداء على الناس) [الحج: 78.

وقال الإمام أحمد: عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” يدعى نوح يوم القيامة فيقال له: هل بلغت؟ فيقول: نعم. فيدعى قومه فيقال لهم: هل بلغكم؟ فيقولون: ما أتانا من نذير وما أتانا من أحد، فيقال لنوح: من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته ” قال: فذلك قوله: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا).

قال: الوسط: العدل، فتدعون، فتشهدون له بالبلاغ، ثم أشهد عليكم.

وقال الإمام أحمد أيضا، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “يجيء النبي يوم القيامة [ومعه الرجل والنبي] ومعه الرجلان وأكثر من ذلك فيدعى قومه، فيقال [لهم] هل بلغكم هذا؟ فيقولون: لا. فيقال له: هل بلغت قومك؟ فيقول: نعم. فيقال [له] من يشهد لك؟ فيقول: محمد وأمته. فيدعى بمحمد وأمته، فيقال لهم: هل بلغ هذا قومه؟ فيقولون: نعم. فيقال: وما علمكم؟ فيقولون: جاءنا نبينا صلى الله عليه وسلم فأخبرنا أن الرسل قد بلغوا ” فذلك قوله عز وجل: (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) قال: “عدلا (لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا) “.

ثالثاً: الانقياد المطلق لله سبحانه وتعالى، من أهم الدروس والعبر التي نتعلمها من تحويل القبلة، أن تشريعات هذا الدين العظيم قائمة على الطاعة المطلقة لأوامر الله وأوامر رسوله، فمن المقطوع به أن الجهات كلها لله، كما قال تعالى ((وَلِلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ ۚ فَأَيْنَمَا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللَّهِ ۚ إِنَّ اللَّهَ وَاسِعٌ عَلِيمٌ)) سورة البقرة (115) وقال: ((فَلَاۤ أُقۡسِمُ بِرَبِّ ٱلۡمَشَـٰرِقِ وَٱلۡمَغَـٰرِبِ إِنَّا لَقَـٰدِرُونَ)) سورة المعارج (40)، ومن هنا فحين صدر الأمر الإلهي بتحويل القبلة تحول المسلمون على الفور امتثالاً لأمر الله سبحانه وتعالى. وقال تعالى في هذا المعنى أيضاً ((إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ۚ وَأُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ (52) سورة النور.

رابعاً: كذلك أيها المسلمون، كان حدث تحويل القبلة بمثابة اختبار لمن يثبت على دينه، وبين من هو ناقص الإيمان مرتاب في عقيدته، فسنة الله تعالى دائما في الابتلاءات لبيان المؤمن الصادق الإيمان من المنافق، فالمؤمن الحق يزداد إيمانا ويقيناً بخلاف المنافق، امتثالاً لقوله تعالى ((وَمَا جَعَلۡنَا ٱلۡقِبۡلَةَ ٱلَّتِی كُنتَ عَلَیۡهَاۤ إِلَّا لِنَعۡلَمَ مَن یَتَّبِعُ ٱلرَّسُولَ مِمَّن یَنقَلِبُ عَلَىٰ عَقِبَیۡهِۚ وَإِن كَانَتۡ لَكَبِیرَةً إِلَّا عَلَى ٱلَّذِینَ هَدَى ٱللَّهُۗ)) وفى هذا المعنى أيضاً يقول عز وجل: ((وَإِذَا مَاۤ أُنزِلَتۡ سُورَةࣱ فَمِنۡهُم مَّن یَقُولُ أَیُّكُمۡ زَادَتۡهُ هَـٰذِهِۦۤ إِیمَـٰنࣰاۚ فَأَمَّا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ فَزَادَتۡهُمۡ إِیمَـٰنࣰا وَهُمۡ یَسۡتَبۡشِرُونَ ۝١٢٤ وَأَمَّا ٱلَّذِینَ فِی قُلُوبِهِم مَّرَضࣱ فَزَادَتۡهُمۡ رِجۡسًا إِلَىٰ رِجۡسِهِمۡ وَمَاتُوا۟ وَهُمۡ كَـٰفِرُونَ ۝١٢٥﴾ [التوبة ١٢٤-١٢٥.

الخطبة الثانية

كذلك أيها المسلمون من أهم العبر والدروس المستفادة من تحويل القبلة، ولا يمكن لنا أن نغض الطرف عنها، حيث نلاحظ سعة رحمة الله تعالى ولطفه بعباده وخاصة بأمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يعبر القرآن الكريم عن هذا المعنى بقوله تعالى: ((وَمَا كَانَ ٱللَّهُ لِیُضِیعَ إِیمَـٰنَكُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ بِٱلنَّاسِ لَرَءُوفࣱ رَّحِیمࣱ [البقرة -١٤٣]، ورحمة الله تتجلى هنا في عدة أمور منها: يقول ابن كثير رحمه الله في تفسيره ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ﴾ أَيْ: صَلَاتُكُمْ إِلَى بَيْتِ الْمَقْدِسِ قَبْلَ ذَلِكَ لَا يَضِيعُ ثَوَابُهَا عِنْدَ اللَّهِ، وَفِي الصَّحِيحِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي إِسْحَاقَ السَّبِيعي، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ: مَاتَ قَوْمٌ كَانُوا يُصَلُّونَ نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ فَقَالَ النَّاسُ: مَا حَالُهُمْ فِي ذَلِكَ؟ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: ﴿وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ).

كذلك من رحمة الله تعالى ولطفه بعباده، أنه من كان أمام الكعبة وأراد الصلاة عليه أن يتوجه إلى عين الكعبة، أما من كان بعيداً عن الكعبة فمن باب التيسير والرحمة بالناس، عليه فقط أن يتوجه لله إلى جهة الكعبة وليس عين الكعبة، وفى هذا الإطار، أخرج الإمام الترمذي بسند صحيح عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((ما بينَ المشرِقِ والمغْرِبِ قِبْلَةٌ)).

نسأل الله العلي العظيم بفضله وكرمه أن يبارك لنا في شعبان وأن يبلغنا رمضان على خير وأن يحفظ بلدنا من كل سوء

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »