خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م بعنوان : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 12 رمضان 1445هـ ، الموافق 22 مارس 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م ، بعنوان : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا: المجاهدُ مَن جاهدَ نفسَــهُ في طاعةِ اللهِ.
ثانيًا: رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ والفتوحاتِ.
ثالثًا: مِن أسبـــابِ النـــصرِ والهـــزيمةِ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م ، بعنوان : رمضان شهر الانتصارات ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
رمضــــانُ شهرُ الانتصـــاراتِ
12 رمضان 1445 هـ – 22 مارس 2024 م
الموضوع
الحمدُ للهِ الذي خصَّ شهرَ رمضانَ بالفضائلِ والإحسانِ، وجعلَهُ موسمًا لنيلِ العفوِ والغفرانِ، أنزلَ فيهِ القرآنَ هديً للناسٍ وبيناتٍ مِن الهدَي والفرقانِ، أحمدُهُ علي نعمهِ التي لا تزالُ تتوالَي علي العبادِ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، أوجبَ علي العبادِ صومَ شهرِ رمضانَ؛ ليضاعفَ لهُم الأجورَ ويغفرَ الذنوبَ والأوزارَ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ كانَ يخصُّ شهرَ رمضانَ بمزيدٍ مِن الطاعاتِ مِن صلاةٍ وتلاوةِ قرآنٍ وصدقةٍ وإحسانٍ صلَّي اللهُ عليه وعلي آلهِ الأطهارِ وأصحابهِ الأبرارِ ما تعاقبتْ الشهورُ وتوالتْ الأزمانُ وسلمْ تسليمًا كثيرًا .
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م : رمضان شهر الانتصارات
أولًا: المجاهدُ مَن جاهدَ نفسَــهُ في طاعةِ اللهِ.
عبادَ الله: إنَّ اللهَ خلقَ الإنسانَ وزودَهُ بدوافعِ الخيرِ والهدايةِ، مع دواعِي الشرِّ والغوايةِ، وأمرَهُ بمجاهدةِ نفسهِ ومقاومتِهَا، قال اللهُ تعالي : {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ }(69) (العنكبوت ). وقال : {وَهَدَيْنَاهُ النَّجْدَيْنِ }(10)(البلد ).
و أقسمَ في كتابهِ الكريمِ علي أنَّ صلاحَ العبدِ و فلاحَهُ مرتبطٌ بتزكيةِ النفسِ وتطهيرِهَا، قال تعالي: {وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا. فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا. قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا. وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} (الشمس) .
وقال : {قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى. وَذَكَرَ اسْمَ رَبِّهِ فَصَلَّى} (الأعلى) .
وكان الأنبياءُ عليهم السلامُ يدعونَ إلى تزكيةِ النفوسِ، فهذا موسَى عليه السلامُ يقولُ لفرعون: {هَلْ لَكَ إِلَى أَنْ تَزَكَّى. وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى} (النازعات) .
وقال تعالى عن نبيِّنَا مُحمدٍ ﷺ: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (الجمعة، آية 2)، وتزكيةُ النفسِ سببُ الفوزِ بالدرجاتِ العلَى، والنعيمِ المقيمِ، كما قالَ عزَّ وجلَّ: {وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُولَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى. جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاءُ مَنْ تَزَكَّى} (طه، آية 75، 76) . أي طهّرَ نفسَهُ مِن الدنسِ والخبثِ والشركِ، وعبدَ اللهَ وحدَهُ لا شريكَ لهُ واتبعَ المرسلين فيمَا جاءُوا بهِ.
وكان ﷺ يقولُ في دعائِهِ: « اللهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا، وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْرُ مَنْ زَكَّاهَا، أَنْتَ وَلِيُّهَا وَمَوْلَاهَا، اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عِلْمٍ لَا يَنْفَعُ، وَمِنْ قَلْبٍ لَا يَخْشَعُ، وَمِنْ نَفْسٍ لَا تَشْبَعُ، وَمِنْ دَعْوَةٍ لَا يُسْتَجَابُ لَهَا».(صحيح مسلم ).
واستعاذَ النبيُّ ﷺ مِن النفسِ التي لا تشبعُ استعاذةً مِن الحرصِ والطمعِ والشرَهِ وتعلقِ النفسِ بالآمالِ البعيدةِ، ومعنَى زكّاهَا طهرهَا، وخيرُ مَن زكّاهَا أي لا مُزكِّي لهَا إلّا أنتَ كما قالَ أنتَ وليهَا ومولاهَا.
والمرادُ مِن مجاهدةِ النفسِ وتزكيتِهَا: إصلاحُهَا وتطهيرُهَا، عن طريقِ العلمِ النافعِ والعملِ الصالحِ، وجهادُ النفسِ حملُهَا علي ما فيهِ رضَا اللهِ تعالَي، مِن فعلِ الطاعاتِ وتجنبِ المعاصِي، وجهادُهَا أصلُ كلِّ جهادٍ، فإنْ لم يستطعْ مجاهدةَ نفسِهِ كيفَ يجاهدُ عدوَّهُ، كيف يمكنُهُ جهادَ عدوهِ، وعدوهُ الذي بينَ جنبيهِ قاهرٌ لهُ متسلطٌ عليهِ، ومالمْ يجاهدهَا كيف يمكنهُ أنْ يجاهدَهَا في الخروجِ للعدوِّ، أم كيف يبيعهَا للهِ ؟؟
ومَن جاهدَ نفسَهُ وزكّاهَا ذاقَ طعمَ الإيمانِ، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: ” ثَلَاثٌ مَنْ فَعَلَهُنَّ فَقَدْ ذَاقَ طَعْمَ الْإِيمَانِ: مَنْ عَبَدَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَحْدَهُ بِأَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ، وَأَعْطَى زَكَاةَ مَالِهِ طَيِّبَةً بِهَا نَفْسُهُ فِي كُلِّ عَامٍ، وَلَمْ يُعْطِ الْهَرِمَةَ وَلَا الدَّرِنَةَ وَلَا الْمَرِيضَةَ وَلَكِنْ مِنْ أَوْسَطِ أَمْوَالِكُمْ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ لَمْ يَسْأَلْكُمْ خَيْرَهَا وَلَمْ يَأْمُرْكُمْ بَشَّرِهَا، وَزَكَّى نَفْسَهُ ” , فَقَالَ رَجُلٌ: وَمَا تَزْكِيَةُ النَّفْسِ؟ فَقَالَ: «أَنْ يَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ مَعَهُ حَيْثُ كَانَ»(الطبراني المعجم الصغير).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م : رمضان شهر الانتصارات
ثانيًا: رمضانُ شهرُ الانتصاراتِ والفتوحاتِ.
عبادَ الله: إنَّ اللهَ تعالي شرعَ لنَا مِن العباداتِ ما نُزكِّي بهِ نفوسَنَا ونطهرُ قلوبَنَا وتسمُو بهِ أرواحُنَا، وما يُنمِّي فينَا دوافعَ الخيرِ ويحمينَا مِن دوافعِ الغوايةِ والشرِّ، وما يُربِّي فينَا المراقبةَ والإخلاصَ، ومِن هذه العباداتِ الصيامُ، فالصيامُ يُربِّيِ النفسَ ويهذبُهَا ويجعلُهَا تسمُو إلي المقاماتِ الرفيعةِ والمراتبِ العاليةِ، فيضحِّي الصائمُ بنفسِهِ ويبيعهَا للهِ، طالبًا للجنةِ .
فشهرُ رمضانَ شهرُ التقوي والصبرِ ، قَالَ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ «صَوْمُ شَهْرِ الصَّبْرِ، وَثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، يُذْهِبْنَ وَحَرَ الصَّدْرِ»(مسند أحمد).
وشهرُ الجودِ والإحسانِ، و شهرُ الانتصاراتِ والفتوحاتِ، فإنَّ اللهَ تعالَي منَّ علي المسلمينَ بالنصرِ علي الأعداءِ قديمًا وحديثًا في المعاركِ التي خاضوهَا، ومِن هذه الانتصاراتِ:
*يومُ الفرقانِ يومُ بدرٍ الكُبرى: وهي أولَي المعاركِ التي خاضَهَا المسلمون في السابعِ عشر مِن شهرِ رمضانَ مِن السنةِ الثانيةِ للهجرةِ النبويةِ، وكان عددُ المسلمينَ ثلثَ عددِ المشركين، ولكنّهُم أعدُّوا لهُم ما استطاعُوا مِن قوةٍ ماديةٍ، وأخذُوا بالمتاحِ مِن الأسبابِ، ولكنّهُم عمَّرُوا قلوبَهُم بالإيمانِ والأعمالِ الصالحةِ فكان النصرُ مِن اللهِ تعالي.
*وفتحُ مكةَ: في شهرِ رمضانَ مِن السنةِ الثامنةِ للهجرةِ النبويةِ، وفي هذا اليومِ أتَمَّ اللهُ النعمةَ علي النبيِّ ﷺ وعلي المسلمينَ ودخلُوا مكةَ فاتحينَ بعدَ مَا أُخرجُوا منها مضطرين.
*ومعركةُ عينِ جالوت : في شهرِ رمضانَ سنةَ ثمانٍ وخمسينَ وستمائة، كانت بينَ المسلمينَ وبينَ التتارِ، الذين اكتسحُوا العالمَ، ثُم فرّقَ اللهُ جمعَهُم علي أيدِي المسلمينَ بقيادةِ السلطان قطز في عينِ جالوت .
*وفي تاريخِنَا المعاصرِ انتصارُ العاشرِ مِن رمضانَ: سنةَ ثلاثٍ وتسعين وثلاثمائةٍ بعدَ الألفِ مِن الهجرةِ النبويةِ، هذا اليومُ التاريخيُّ الذي أعادَ لمصرَ والوطنِ العربِي والإسلامِي مشاعرَ العزةِ والكرامةِ.
فشهرّ رمضانَ شهرُ الفتوحاتِ والانتصاراتِ والبطولاتِ.
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 22 مارس 2024م : رمضان شهر الانتصارات
ثالثًا: مِن أسبـــابِ النـــصرِ والهـــزيمةِ.
عبادَ الله: إنَّ الأيامَ دولٌ، يومٌ لكَ ويومٌ عليكَ، يومٌ تنتصرُ فيهِ وآخرُ تهزمُ فيهِ، فإنَّ مِن السننِ الإلهيةِ التي لا تتخلفُ ولا تتبدلُ أنَّ النصرَ لهُ أسبابٌ وللهزيمةِ أسبابٌ، فمَن أخذَ بأسبابِ النصرِ نصرَهُ اللهُ، ومَن تخلّفَ عنهَا وأخذَ بأسبابِ الهزيمةِ خذلَهُ اللهُ، فهذهِ السننُ لا تُحابِي ولا تُجاملُ.
*ومِن أسبابِ النصرِ: الإيمانُ الصادقُ والعملُ الصالحُ، والصبرُ والثباتُ وتحملُ المشاق، والتوكلُ علي اللهِ، والوحدةُ والتآلفُ، مع التنظيمِ الدقيقِ والإعدادِ الجيدِ.
*ومِن أسبابِ الهزيمةِ: الشقاقُ والاختلافُ، والتنافسُ علي الدنيا، واقترافُ المعاصِي والذنوبِ، والإعجابُ بالكثرةِ، والخلودُ إلي الراحةِ والكسلِ.
فعلينَا أنْ نحققَ أسبابَ النصرِ ونتجنبَ أسبابَ الهزيمةِ.
اللهُمَّ انصرنَا علي أنفسِنَا وانصرنَا علي القومِ الكافرين، اللهُمَّ آتِ نفوسَنَا تقواهَا، وزكّهَا أنتَ خيرُ مَن زكّاهَا، أنتَ وليُّهَا ومولاهَا، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّم على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه
دكتور/ عمر مصطفي محفوظ
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف