خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م : مفهوم التنمية الشاملة ، للشيخ كمال المهدي
خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م بعنوان : مفهوم التنمية الشاملة ، للشيخ كمال المهدي، بتاريخ 20 شعبان 1442هـ ، الموافق 2 أبريل 2021م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م بصيغة word : مفهوم التنمية الشاملة ، للشيخ كمال المهدي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م بصيغة pdf : مفهوم التنمية الشاملة، للشيخ كمال المهدي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م بعنوان : مفهوم التنمية الشاملة ، للشيخ كمال المهدي:
١- المقصود بالتنمية.
٢-تنمية الإنسان قبل العمران.
٣- اهتمام الإسلام بالإنسان دينيا وبدنيا وعلمياً وخلقيا.
٤- حاجتنا للرجال .
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 2 أبريل 2021م كما يلي:
خطبة الجمعة القادمة ٢٠ من شعبان ١٤٤٢ الموافق ٢ أبريل ٢٠٢١ م بعنوان (مفهوم التنمية الشاملة)
**
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.
أما بعد :-
أحبتي في الله :-
حديثنا اليوم عن (مفهوم التنمية الشاملة)
وأبدأ وأقول : ما المقصود بالتنمية؟؟
التنمية مأخوذة من النماء والزيادة وهي عملية تغير وتطوير قدر الإمكان نحو الأحسن فالأحسن.
والتنمية تكون في جميع المجالات الاقتصادية والزراعية والعلمية وغيرها.
وحتى تكون التنمية شاملة لابد من الاهتمام بنوع معين من هذه التنمية ألا وهو التنمية البشرية أي تنمية الإنسان.
لأن الإنسان هو أساس التنمية فجميع مجالات التنمية من اقتصادية وزراعية وعلمية وغيرها لا تكون إلا بالإنسان وكلها تصب في مصلحة الإنسان.
** ولذلك ركز الإسلام على بناء الإنسان كمحور للعملية التنموية.
فأي أمة ترغب في التقدم التنموي يجب ان تصب جهودها وخططها المستقبلية على الإنسان، فالإنسان هو الاستثمار الحقيقي وهو رأس المال والفائدة ، وبمعنى آخر، إن كل الجهود التنموية والاستثمارية التي ستبذل بعيدا عن الإنسان سيصيبها الفشل، وسيكون مردودها الأكبر الخسران والتخلف، فبناء الإنسان قبل العمران، بل إن العمران هو الإنسان.
ومن هنا نجد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم اهتم ببناء الإنسان دينياً وبدنياً وعلمياً وخلقياً.
اعتنى به عناية خاصة، ووجهها للبناء والخير، وجنبها الهدم والشر، ولا عجب في ذلك فهو صلى الله عليه وسلم يهدف إلى بناء أمة لا تعرف الوهن والكسل بل تحرص على الخير والعمل.
وكانت عنايته صلى الله عليه وسلم تتسم بالواقعية والشمولية، فهي لا تُغفل أي جانب من جوانب الحياة ، بل تهتم بجميع الجوانب.
فالإسلام يبدأ بتنمية الفرد خلقيا وتربيته دينيا مما يدفعه الى عمارة الأرض كونه مستخلفا فيها.
فاهتم النبي صلى الله عليه وسلم بتربية الشباب على العقيدة الإسلامية، و تعريفهم برسالتهم السامية، وبثّ تعاليم الإسلام في نفوسهم ، لكي يؤدُّوا ما ينتظرهم من مهمَّات جسيمة، في خدمة دينهم، ووطنهم، وأُمَّتِهم.
فالإيمان يجب أن ينمو فإن لم يكن هناك نمو وزيادة في الإيمان تنعكس على التنمية الإيمانية سلبا في حياة الإنسان وسلوكه، وبالتالي يتأثر المجتمع كله، قال تعالى: {وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} [التوبة:١٢٤]. فزيادة الإيمان مع البشارة تعطي دفعة للعبد المؤمن لتأخذ بيده للعمل والتنمية والنشاط المتواصل الذي يعم بالخير عليه وعلى المجتمع.
كما تدعو السنة النبوية إلى التنمية الإيمانية فعن أبي هريرة قال: (جدِّدوا إيمانَكم قالوا يا رسولَ اللَّهِ فكيفَ نجدِّدُ إيمانَنا قالَ جدِّدوا إيمانَكم بقولِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ) وكلما تجدد الإيمان كلما زاد النشاط. وعنِ النبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم، يَرويه عن ربِّه، قال: (إذا تقرَّب العبدُ إليَّ شِبرًا تقرَّبتُ إليه ذِراعًا، وإذا تقرَّب إليَّ ذِراعًا تقرَّبتُ منه باعًا، وإذا أتاني مَشيًا أتَيتُه هَروَلَةً) ، فهذه دعوى للتقرب إلى الله تعالى بالعمل الصالح والتنمية الإيمانية التي تعد جانباً هاماً وركيزة أساسية في التنمية الشاملة.
** كذلك اهتم صلى الله عليه وسلم أشد الاهتمام بحث المسلمين على ممارسة الرياضة وبخاصة تلك الأنشطة ذات القيمة العالية في إكساب جسم الإنسان اللياقة البدنية والمهارة والصحة والترويح المباح.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف وفي كل خير).
وفي صحيح مسلم عن عقبة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:(وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة، ألا إن القوة الرمي، وكررها ثلاث مرات).
فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعوا الشباب إلى ممارسة الرياضة ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل شارك النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه الشباب في ذلك، فعَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأَكْوَعِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: مَرَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى نَفَرٍ مِنْ أَسْلَمَ يَنْتَضِلُونَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ارْمُوا بَنِي إِسْمَاعِيلَ، فَإِنَّ أَبَاكُمْ كَانَ رَامِيًا ارْمُوا، وَأَنَا مَعَ بَنِي فُلاَنٍ) قَالَ: فَأَمْسَكَ أَحَدُ الفَرِيقَيْنِ بِأَيْدِيهِمْ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا لَكُمْ لاَ تَرْمُونَ؟»، قَالُوا: كَيْفَ نَرْمِي وَأَنْتَ مَعَهُمْ؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ارْمُوا فَأَنَا مَعَكُمْ كُلِّكُمْ). ** كما اهتم الإسلام بالعلم والثقافة والفكر، فالإنسان لا يمكن أن يجيد عملاً، أو يتقن حرفة، أو يتفوق في ميدان من ميادين العمل، من دون أن يتعلم ويتدرب ويتأهل ويمتلك الخبرات اللازمة لهذا العمل؛ لذلك كان تحصيل العلم ضرورة دينية كما هو ضرورة حياتية. ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يهتم بتنمية الإنسان من الناحية العلمية.
فروى الترمذي بسنده عن زيد بن ثابت قال: أَمَرَنِي رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم أَنْ أَتَعَلّمَ لَهُ كَلِمَاتٍ مِنْ كِتَابِ يَهُودَ وَقالَ إِنّي وَالله مَا آمَنُ يَهُودَ عَلَى كِتَابِي، قالَ فَمَا مَرّ بي نِصْفُ شَهْرٍ حَتّى تَعَلّمْتُهُ لَهُ…
** كما اهتم صلى الله عليه وسلم بتنمية الأخلاق فالإهتمام بتنمية القيم الأخلاقية في المجتمع يعد عامل أساسي وهام لبناء دولة مدنية حديثة، فالأخلاق هي أساس بناء الأمم والمجتمعات، وصدق القائل :
إنما الأمم الأخلاق ما بقيت * فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا.
فمكارم الأخلاق ضرورة اجتماعية، لا يستغني عنها مجتمع من المجتمعات، ومتى فقدت الأخلاق التي هي الوسيط الذي لابد منه لانسجام الإنسان مع أخيه الإنسان، تفكك أفراد المجتمع، وتصارعوا، وتناهبوا مصالحهم، ثم أدى بهم ذلك إلى الانهيار، ثم إلى الدمار
. ومن أعظم الأخلاق تقوى الله جل وعلا، ومراقبته في السر والعلانية، فإن من اتقى الله وراقبه في كل أحواله كلها عاش سعيداً طيبًا، ولهذا ربّى النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه على هذه الأخلاق الكريمة، فأوصى معاذ بن جبل رضي الله عنه قائلاً له: (اتَّق اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ، وَأَتْبِعِ السَّيِّئَةَ الْحَسَنَةَ تَمْحُهَا) فقال له: “اتَّق اللَّهَ حَيْثُمَا كُنْتَ”، اتقِ الله أينما كنت، وفي أي عمل كنت، وفي أي مكان كنت، سرًّا وعلانية، في كل أحوالك، اجعل تقوى الله نصب عينيك في كل تصرفاتك.
فالمجتمع الذي ماتت به الأخلاق كان في تخلف وتأخر، ولكن إذا وجدت الأخلاق.
فسوف يساهم هذا في تنمية وتقدم ورخاء المجتمع، فما فائدة مجتمع بلا أخلاق،
* وفي الختام :- أقول لنتخيل مجتمعا به أناس ضعفاء بدنياً ودينياً وخلقياً وعلمياً هل يستطيعون البناء والصناعة والزراعة وغير ذلك؟ للأسف الشديد لا يستطيعون * فبالتالي إذا أردنا تنمية شاملة فلننمي الإنسان ونهتم به فهو أساس كل تنمية. فنحن نحتاج إلى بناء الرجال قبل بناء المصانع. وهذه أمنية عمرية، ففي دار من دور المدينة المنورة جلس عمر رضي الله عنه إلى جماعة من أصحابه فقال لهم: (تمنوا. فقال أحدهم: أتمنى لو أن هذه الدار مملوءة ذهباً أنفقه في سبيل الله، ثم قال عمر: تمنوا. فقال رجل آخر: أتمنى لو أنها مملوءةً لؤلؤاً وزبرجداً وجوهراً أنفقه في سبيل الله. ثم قال: تمنوا. فقالوا: ما ندري ما نقول يا أمير المؤمنين؟ فقال عمر: ولكني أتمنى رجالاً مثل أبي عبيدة بن الجراح ومعاذ بن جبل، وسالم مولى أبي حذيفة فأستعين بهم على إعلاء كلمة الله).
رضي الله عن عمر الملهم، لقد كان خبيراً بما تقوم به الحضارات الحقَّة، وتنهض به الرسالات الكبيرة، وتحيا به الأمم الهامدة.
إن الأمم والرسالات تحتاج إلى الرجال أولي العزائم القوية، والقلوب الكبيرة قبل حاجتها للثروات والمعادن والجواهر.
** أسأل الله تعالى أن يحفظ بلادنا من كل سوء وأن يرزقنا الأمن والأمان والاستقرار..
***
كتبه:- الشيخ/ كمال السيد محمود محمد المهدي.
إمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف