خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط
خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط ، بتاريخ 9 ذو القعدة 1445هـ ، الموافق 17 مايو 2024م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م بصيغة word بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م بصيغة pdf بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م ، بعنوان : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة ، للشيخ خالد القط ، كما يلي:
واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة
“”””””””””””””””””””””””””””
الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين. وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، يحيى ويميت، وهو على كل شيء قدير، القائل في كتابه العزيز ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ)) سورة الأنفال (27). وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله، اللهم صل وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه أجمعين حق قدره ومقداره العظيم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة
أما بعد
أيها المسلمون، شأن الإنسان المسلم أن يكون راقياً متحضراّ في جميع تصرفاته ومعاملاته، وأن ردود أفعاله سواء تجاه الأشخاص أو الأماكن ينبغي أن تكون بما يتناسب مع قيم وأخلاق ديننا الإسلامي الحنيف.
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هي المرافق العامة التي هي محور حديثنا، تُعرّف المرافق العامة بأنّها جميع الأنظمة والبنى التحتية التي تبنيها الدولة وتُديرها، وهي متاحة لكافة المواطنين دون استثناء، ولديهم حقّ الانتفاع بها بغضّ النظر عن فئاتهم ومستوياتهم الاجتماعية، حيث تُعتبر هذه المرافق ضروريّةً لتحسين المستوى المعيشي للناس وتلبية حاجاتهم الأساسية، حيث إنّها تُقدِّم الخدمات التي يحتاجونها وتُناسبهم، وتسعى الدولة دائما إلى وضع سياسات ومعايير لتطوير أنواع مختلفة من هذه المرافق، ورفع جودتها وفقاً لحاجة المجتمع وطبيعته، والمرافق العامة تشمل عدة أمور منها :
النقل: وتشمل الطرق، والجسور، والمطارات، والنقل بالسكك الحديدية، وما إلى ذلك.
المياه: وتشمل إمدادات المياه، وإدارة الموارد المائية، ومنع الفيضانات، وشبكة الصرف الصحي.
الطاقة: وتشمل الكهرباء، ومحطات الطاقة، وتوربينات الرياح، وأنابيب الغاز، والألواح الشمسية.
الاتصالات: وتشمل الاتصالات السلكية واللاسلكية، بالإضافة إلى شبكة الهاتف وخدمات الإنترنت.
المؤسسات الحكومية، مثل: المحاكم والهيئات التنظيمية وبمعنى أدق كل مؤسسات الدولة.
التعليمية: مثل المدارس، والجامعات الحكومية، والمعاهد التدريبية. الصحية: وتتضمّن المستشفيات العامة، والعيادات الصحية ودور العبادة، وما إلى ذلك.
الترفيهية: وأهمّها الحدائق العامّة، والشواطئ، والمواقع التاريخية، والمحميّات الطبيعية.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة
أيها المسلمون، وقد جاءت نصوص القرآن الكريم بالدعوة إلى المحافظة على المرافق العامة والمنافع المشتركة مثل قوله تعالى ((وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ ۖ وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۖ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ)) سورة المائدة (2) وقال أيضاً ((وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا ۚ إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِّنَ الْمُحْسِنِينَ)) سورة الأعراف (56).
أيها المسلمون، والمتأمل لسنة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم يجد مدى اهتمامه وما ينبغي علينا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة مثل أمره صلى الله عليه وسلم بالمحافظة على نظافة هذه الأشياء.
فقد أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه، أنه قال صلى الله عليه وسلم ((الإِيمانُ بضْعٌ وسَبْعُونَ، أوْ بضْعٌ وسِتُّونَ، شُعْبَةً، فأفْضَلُها قَوْلُ لا إلَهَ إلّا اللَّهُ، وأَدْناها إماطَةُ الأذى عَنِ الطَّرِيقِ، والْحَياءُ شُعْبَةٌ مِنَ الإيمانِ)).
كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم باحترام الطرق العامة، والشوارع التي يمر فيها عموم الناس فقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه من حديث أبى سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((إِيّاكُمْ والجُلُوسَ على الطُّرُقاتِ، فَقالوا: ما لَنا بُدٌّ، إنَّما هي مَجالِسُنا نَتَحَدَّثُ فِيها، قالَ: فَإِذا أَبَيْتُمْ إِلّا المَجالِسَ، فأعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّها، قالوا: وَما حَقُّ الطَّرِيقِ؟ قالَ: غَضُّ البَصَرِ، وَكَفُّ الأذى، وَرَدُّ السَّلامِ، وَأَمْرٌ بالمَعروفِ، وَنَهْيٌ عَنِ المُنْكَرِ)).
كذلك أخرج الإمام مسلم في صحيحه عن أبى هريرة رضي الله عنه أنه قال صلى الله عليه وسلم ((لقَدْ رَأَيْتُ رَجُلًا يَتَقَلَّبُ في الجَنَّةِ، في شَجَرَةٍ قَطَعَها مِن ظَهْرِ الطَّرِيقِ، كانَتْ تُؤْذِي النّاسَ)).
بل من عظمة الإسلام كما بين رسولنا الكريم أنه ينبغي المحافظة على مجاري المياه مثل الأنهار والترع وغيرها وصيانتها من التلوث بكل صوره وأشكاله سواء كان تلوثاً عن طريق الصرف الصحي أو الصناعي والشريعة الإسلامية تحرم أي شيء من شأنه أنه يضر بالناس فقد أخرج الحاكم وغيره من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنَّ رسولَ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ: ((لا ضَررَ ولا ضِرارَ)) وفى الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يبولَنّ أحدكُم في الماءِ الراكدِ)) وعند مسلم بلفظ الماء الدائم.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة
وما يسرى على الأنهار ومجاري المياه ينطبق كذلك على الأماكن العامة التي يرتادها الناس مثل الحدائق والمتنزهات العامة وغيرها، فعند أبى داوود وغيره من حديث معاذ بن جبل، يقول النبي صلى الله عليه وسلم ((اتَّقوا المَلاعنَ الثَّلاثَ: البَرازَ في المواردِ، وقارعةَ الطَّريقِ، والظِّلِّ)).
كما أنه ينبغي على كل من يتعامل مع المرافق العامة أن يعتبرها كأنها ملكه الخاص فيحرص على المحافظة عليها ويتقى الله فيها، فإن من راعى الله في أمور تخص مصالح العباد، رعاه الله وحفظه من المهلكات.
الخطبة الثانية
أيها المسلمون، فإن هناك بعضاً من الأمور التي يشترك فيها عموم الناس فلا ينبغي لأحد أن يستأثر بها دون غيره مصداقاً لقوله صلى الله عليه وسلم ((المسلمونَ شركاءُ في ثلاث الماءِ والكلأِ والنّارِ)) ولا يفوتنا هنا أيضاً أنه ينبغي المحافظة على الخدمات المقدمة في المكان العام من كهرباء وماء واتصالات هاتفية وغيرها وعدم الاسراف في استعمال تلك الأشياء.
تابع / خطبة الجمعة القادمة 17 مايو 2024م : واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة
كما أننا في أمس الحاجة إلى المحافظة على الصحة العامة وذلك بتجنب التدخين السلبي في المركبات والأماكن العامة، لما يسببه من ضرر جسيم على صحة الإنسان. كما أننا بحاجة إلى المحافظة على البيئة التي ننعم بها من خلال وطننا الغالي مصر فنحافظ على نقاء الهواء، والبعد عن كل ما من شأنه يلوث البيئة ورفض كل التصرفات المخالفة للشريعة والقانون مثل حرق قش الأرز وغيره، وكذلك تبوير الأراضي الزراعية وغير ذلك من التصرفات غير المسؤولة من التعدي على المنافع والأماكن العامة.
حفظ الله وطننا مصر من كل مكروه وسوء
كتبه : الشيخ خالد القط
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف