خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله ، للشيخ عمر مصطفي
خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله ، للشيخ عمر مصطفي، بتاريخ 30 صفر 1445هـ ، الموافق 15 سبتمبر 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بصيغة word بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله ، للشيخ عمر مصطفي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بصيغة pdf بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله ، للشيخ عمر مصطفي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م ، بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله ، للشيخ عمر مصطفي.
أولًا: النبيُّ ﷺ خيرُ الناسِ لأهلهِ.
ثانيًا: كان ﷺ في مهنةِ أهلِـــــهِ.
ثالثًا: { وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م ، بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله ، للشيخ عمر مصطفي ، كما يلي:
حالُ النبيِّ ﷺ مع أهلِهِ
30صفر 1445هـ –15سبتمبر 2023 م
الموضوع
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِه الكريمِ: { لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164)}(آل عمران)، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيدُ الأولين والآخرين، وعلي آلهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
أمَّا بعدُ:
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله
أولًا: النبيُّ ﷺ خيرُ الناسِ لأهلِهِ.
عبادَ اللهِ: إنَّ النبيَّ ﷺ عاشَ مع زوجاتِهِ الطيباتِ الطاهراتِ حياةً طيبةً، يتمثلُ فيها قولُ اللهِ تعالي { وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ }(النساء)، فهذه القاعدةُ العظيمةُ التي ذكرَهَا المولي في كتابهِ، لو سرنَا عليهَا لصلحتْ أحوالُنَا ،وتيسرتْ أمورُنَا كما كان نبيُّنَا ﷺ في تعاملِهِ مع أهلِهِ، عن أمِّ المؤمنين عَائِشَةَ رضي اللهُ تعالى عنها قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لأَهْلِهِ وَأَنَا خَيْرُكُمْ لأَهْلِي)(سنن الترمذي)، فينبغِي أنْ نحسنَ العشرةَ مع الأزواجِ والزوجاتِ.،
*ومِن حسنِ العشرةِ الاستيصاءُ بالزوجةِ خيرًا قال ﷺ : (اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ خَيْرًا، فَإِنَّمَا هُنَّ عَوَانٍ عِنْدَكُمْ)(سنن الترمذي)، وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «اسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ، فَإِنَّ المَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ، وَإِنَّ أَعْوَجَ شَيْءٍ فِي الضِّلَعِ أَعْلاَهُ، فَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهُ كَسَرْتَهُ، وَإِنْ تَرَكْتَهُ لَمْ يَزَلْ أَعْوَجَ، فَاسْتَوْصُوا بِالنِّسَاءِ»(صحيح البخاري).
*ومِن حسنِ العشرةِ طيبُ الكلامِ ، وحسنُ الفعالِ، وطلاقةُ الوجهِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ: قَالَ لِيَ النَّبِيُّ ﷺ: «لَا تَحْقِرَنَّ مِنَ الْمَعْرُوفِ شَيْئًا، وَلَوْ أَنْ تَلْقَى أَخَاكَ بِوَجْهٍ طَلْقٍ»(صحيح مسلم).
وقال ﷺ :«وَلَا تَحْقِرَنَّ شَيْئًا مِنَ الْمَعْرُوفِ، وَأَنْ تُكَلِّمَ أَخَاكَ وَأَنْتَ مُنْبَسِطٌ إِلَيْهِ وَجْهُكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنَ الْمَعْرُوفِ.(سنن أبي داود)، فهذا مع كلِّ الناسِ، وأولَي الناسِ زوجتُكَ وأهلُ بيتِكَ، إنَّ الكلمةَ الطيبةَ أغلَي عندَ الزوجةِ في بعضِ الأحيانِ مِن كلِّ شيءٍ، وكذلك الابتسامة.
*ومِن حسنِ العشرةِ إحسانُ المعاملةِ وعدمُ الاعتداءِ بالضربِ ولا بغيرِهِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: ” مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ ﷺ خَادِمًا لَهُ قَطُّ، وَلَا امْرَأَةً لَهُ قَطُّ، وَلَا ضَرَبَ بِيَدِهِ، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ.(مسند أحمد).
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله
ثانيًا: كان ﷺ في مهنةِ أهلِـــــهِ.
عبادَ الله: إنَّ بيتَ الإنسانِ هو الذي يظهرُ فيهِ معدنُهُ الحقيقيُّ، الذي يبينُ حسنَ خُلقِهِ، وكمالَ أدبِهِ، وطيبَ معشرِهِ، وصفاءَ معدنِهِ، فهو خلفُ الغرفِ والجدرانِ لا يراهُ أحدٌ مِن البشرِ وهو مع زوجتِهِ وأهلِ بيتِهِ يتصرفُ على السجيةِ دونَ تصنعٍ ولا مجاملاتٍ مع أنَّه الآمرُ الناهِي في هذا البيتِ، وكلُّ مِن تحتِ يدهِ ضعفاءُ، لنتأملَ في حالِ رسولِ هذه الأمةِ وقائدِهَا ومعلمِهَا ﷺ كيف كان في بيتهِ مع هذه المنزلةِ العظيمةِ والدرجةِ الرفيعةِ، كان ربَّمَا لا يجدُ ما يملأُ بطنَهُ ﷺ، عَنْ سِمَاكٍ قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ، يَقُولُ: أَلَسْتُمْ فِي طَعَامٍ وَشَرَابٍ مَا شِئْتُمْ؟ «لَقَدْ رَأَيْتُ نَبِيَّكُمْ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمَا يَجِدُ مِنَ الدَّقَلِ( الدقل: رديء التمر) ، مَا يَمْلَأُ بِهِ بَطْنَهُ»(صحيح مسلم). وعَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ: «إِنْ كُنَّا آلَ مُحَمَّدٍ ﷺ، لَنَمْكُثُ شَهْرًا مَا نَسْتَوْقِدُ بِنَارٍ، إِنْ هُوَ إِلَّا التَّمْرُ وَالْمَاءُ»(صحيح مسلم). ومع ذلك كان ﷺ نموذجًا للتواضعِ وعدمِ الكبرِ فكان يعاونُ زوجاتِهِ في أمورِ البيتِ، عَنِ الأَسْوَدِ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: «كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ ( تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ )فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ»(صحيح البخاري)، ولم يكنْ هناكَ ما يشغلُ النبيَّ ﷺ عن العبادةِ والطاعةِ فإذا سمعَ حيَّ على الصلاةِ حيَّ على الفلاحِ لبَّى النداءَ مسرعًا وتركَ الدنيا.
ومهنةُ أهلهِ كلمةٌ جامعةٌ ومع ذلك يأتينَا شيءٌ مِن التفصيلِ عن بعضِ الأمورِ التي كان يفعلُهَا ﷺ تعاونًا مع أهلِ بيتِهِ، قِيلَ لِعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: مَاذَا كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ يَعْمَلُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: كَانَ بَشَرًا مِنَ الْبَشَرِ، يَفْلِي ثَوْبَهُ، وَيَحْلِبُ شَاتَهُ.(الأدب المفرد).وقالت عَائِشَة أيضاً لما سئلت: مَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ؟ قَالَتْ: ” كَمَا يَصْنَعُ أَحَدُكُمْ: يَخْصِفُ نَعْلَهُ، وَيُرَقِّعُ ثَوْبَهُ “(مسند أحمد)، وكان ﷺ (يَخْدُمُ نَفْسَهُ)(مسند أحمد).
أين نحن مِن رسولِ اللهِ ﷺ في معاونةِ الأهلِ .
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 15 سبتمبر 2023م بعنوان : حال النبي (صلى الله عليه وسلم) مع أهله
ثالثًا: { وَلَا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ}.
عبادَ الله: قالَ تعالي: {وَلا تَنْسَوُا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} (البقرة).أي: لا تنسوا المودةَ والإحسانَ، ومِن ذلك التغاضِي عن الهفواتِ، وإذا رأي منها مايسوؤهُ تذكرَ ما يسرُّهُ، والزوجةُ كذلك، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: «لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً، إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ»(صحيح مسلم).
وهذا توجيهٌ نبويٌّ عظيمٌ بأنْ يتحلَّي كلٌّ مِن الزوجينِ بالصبرِ والحلمِ مع الآخرِ، فأولُ ركنٍ مِن أركانِ البيتِ المسلمِ الصبرُ، والثاني الحلمُ، فليس هناكَ كمالٌ لأحدٍ، بل لابدَّ مِن نقصٍ لبعضِ الصفاتِ، فينبغي التغاضي والمسامحة، بما يشفعُ مِن باقي الصفاتِ الحسنةِ، وإنَّ مِن الخطأِ أنْ يطلبَ أحدُ الزوجينِ مِن الآخرِ الكمالَ والتمامَ في كلِّ شيءٍ ، فهذا شيءٌ لا يكونُ إلّا لمعصومٍ ولا عصمةَ إلّا للأنبياءِ والمرسلين .
وليعلم أنَّ كلَّ شيءٍ بقدرِ اللهِ، فربَّ شيءٍ يري فيه الشر، واللهُ يعلمُ أنَّه خيرٌ، قال تعالي: {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)}(البقرة)، وقال تعالي :
{ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا (19)}(النساء).
قَالَ الْأَصْمَعِي دخلتُ الْبَادِيَةَ فَإِذا امْرَأَة حسناء لَهَا بعلٌ قَبِيح؟ فَقلتُ لَهَا كَيفَ ترْضينَ لنَفسك أَنْ تَكُونِي تَحتَ مثل هَذَا فَقَالَت اسْمَعْ يَا هَذَا لَعَلَّهُ أحسنّ فِيمَا بَينَهُ وَبَينَ اللهِ خالقِهِ فجعلنِي ثَوَابَهُ ولعلِّي أَسَأْتُ فَجعلَهُ عقوبتِي.(الكبائر للذهبي ).
اللهُمَّ اعنَّا علي ذكرِكَ وشكرِكَ وحسنِ عبادتِكَ، ربَّنَا هبْ لنَا مِن لدنكَ رحمةً إنَّك أنتَ الوهاب، ربَّنَا آتنَا في الدنيا حسنةً وفي الآخرةِ حسنةً وقنَا عذَابَ النار، ربَّنَا اغفرْ لنَا ولوالِدِينَا ولِجميعِ المسلمينَ ، اللهُمّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا محمدٍ، وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
كتبه راجي عفو ربه عمر مصطفي
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف
