خطبة الجمعة القادمة للدكتور مسعود عرابي بعنوان : السكينة والطمأنية وفضائل العشر
خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للدكتور مسعود عرابي، بتاريخ 16 رمضان المبارك 1444هـ ، الموافق 7 أبريل 2023م.
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بصيغة word بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للدكتور مسعود عرابي
لتحميل خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م بصيغة pdf بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للدكتور مسعود عرابي
عناصر خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م ، بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للدكتور مسعود عرابي.
أولًا: فضائلُ اللهِ لا تتناهَى، وتزدادُ متى أوشكَ الشهرُ الفضيلُ على الرحيلِ.
ثانيًا: السكينةُ والطمأنينةُ عينُ السعادةِ، ومصدرهُمَا طاعةُ اللهِ ورسولهِ.
ثالثًا: فضائلُ العشرِ، وما ينبغِي للمسلمِ أنْ يفعلَهُ.
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 7 أبريل 2023م ، بعنوان : السكينة والطمأنية في القرآن الكريم وفضائل العشر ، للدكتور مسعود عرابي ، كما يلي:
السكينةُ والطمأنينةُ في القرآنِ الكريمِ وفضائلُ العشرِ
الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُ بهِ ونستغفرُهُ ونستهديه، ونعوذُ باللهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، مَن يهدهِ اللهُ فلا مُضلَّ لهُ، ومَن يُضللْ فلنْ تجدَ لهُ وليًّا مرشدًا .. وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ .. وأشهدُ أنَّ مُحمدًا عبدُ اللهِ ورسولُهُ، وصفيُّهُ مِن خلقهِ وحبيبُهُ، بلغَ الرسالةَ وأدَّى الأمانةَ ونصحَ الأمةَ وكشفَ الغمةَ، وهدى الخلقَ إلى عبادةِ ربِّ العالمين.
وبعـــــــدُ،،،،
إنَّ خطبتَنَا هذه بعونِ اللهِ ومــددهِ وتوفيقهِ ورعايتهِ تدورُ حــولَ هذه العناصـــرِ:
أولًا: فضائلُ اللهِ لا تتناهَى، وتزدادُ متى أوشكَ الشهرُ الفضيلُ على الرحيلِ.
ثانيًا: السكينةُ والطمأنينةُ عينُ السعادةِ، ومصدرهُمَا طاعةُ اللهِ ورسولهِ.
ثالثًا: فضائلُ العشرِ، وما ينبغِي للمسلمِ أنْ يفعلَهُ.
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة : فضائلُ اللهِ لا تتناهِى، لكنَّهَا تزدادُ متى أوشكَ الشهرُ الفضيلُ على الرحيلِ.
المتتبعُ لنفحاتِ الحقِّ على الخلقِ يجدهَا لا تتناهَى، والعبدُ غارقٌ في النعمِ ليلَ نهار، لا تغيبُ عنه الفضائلُ، ويفيضُ عليهِ ربُّهُ بالنعمِ والرحماتِ والشمائلِ، فكلُّ سيّدٍ يأخذُ خيرَ عبدهِ، إلّا الكريمُ مع خلقهِ، فالعبدُ هو الذي يأخذُ خيرَ سيّدِهِ، ومِن الأمورِ التي تبعثُ على الحياءِ، أنْ يغطَّ العبدُ في نومٍ عميقٍ، وسيدهُ يقبلُ عليهِ كلَّ ليلةٍ، يناديهِ بعينِ الرحمةِ والشفقةِ، هل لكَ عندي حاجةٌ فأقضيهَا؟ ومِن الجفاءِ كلِّ الجفاءِ أنْ يستقبلَ العبدُ هذا العطاءَ، ولا يمتثلُ لأوامرِ الحقِّ بل يعصيهَا، سبحانَهُ مِن إلهٍ تحيرتْ العقولُ مِن بديعِ حكمتهِ.. سبحانَهُ ولا تُقالُ إلّا لهُ!
أخرجَ البخاريُّ ومسلمٌ في الصحيحين، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ، قالَ: « يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا، حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الْآخِرُ، فَيَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، وَمَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، وَمَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ ».
وهو وقتٌ شريفٌ، خصَّهُ اللهُ تعالى بالتنزلِ فيهِ، وتفضّلَ على عبادهِ بإجابةِ مَن دعاهُ، وإعطاءِ مَن سألَهٌ، وهو وقتُ خلوةٍ وغفلةٍ واستغراقٍ في نومٍ وتلذذٍ بهِ، ومفارقةُ اللذةِ صعبٌ، لا سيمَا أهلُ الترفِ في زمنِ البردِ، وأهلُ التعبِ والنصبِ في زمنِ قصرِ الليلِ، فمَن آثرَ القيامَ لمناجاةِ ربِّهِ، وتضرعَ إليهِ في غفرانِ ذنبهِ، وفكاكِ رقبتهِ مِن النارِ، وسألَهُ التوبةَ في هذا الوقتِ الشاقِّ، فذلك دليلٌ على خلوصِ نيتهِ، وصحةِ رغبتهِ فيمَا عندَ ربِّهِ، فضمنَ له الإجابةَ، التي هي مقرونةٌ بالإخلاصِ وصدقِ النيةِ في الدعاءِ، إذ لا يقبلُ اللهُ دعاءً مِن قلبٍ غافلٍ لاهٍ. [شرح ابن بطال].
فواجبُنَا أحبتِي في اللهِ ـــ تعالى ـــ نحو فضائلِ الحقِّ، هو أنْ نستقبلَ نفحاتَهُ بالسعادةِ والبِشرِ، فمِن حسنِ الأدبِ مع اللهِ ــــ تعالى ــــ خضوعُ القلبِ والجوارحِ، وسلامةُ الصدرِ من القوارحِ في استقبالِ هذه الهدايا والمنحِ والعطايا، قالَ رسولُ اللهِ ﷺ: « افْعَلُوا الْخَيْرَ دَهْرَكُمْ، وَتَعَرَّضُوا لِنَفَحَاتِ رَحْمَةِ اللهِ، فَإِنَّ لِلَّهِ نَفَحَاتٍ مِنْ رَحْمَتِهِ يُصِيبُ بِهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَسَلُوا اللهَ أَنْ يَسْتُرَ عَوْرَاتِكُمْ، وَأَنْ يُؤَمِّنَ رَوْعَاتِكُمْ ». [ المعجم الكبير للطبراني ]
والتعرضُ للنفحاتِ، هو الترقبُ لورودِهَا بدوامِ اليقظةِ والانتباهِ والبعدِ عن الغفلةِ، فإنَّ للهِ فُيُوضًا ومواهبَ تبدُو لوامعُهَا مِن فتحاتِ أبوابِ خزائنِ الكرمِ والمننِ في بعضِ الأوقاتِ، يهبُهَا الحقُّ للخلقِ، فمَن تعرّضَ لهَا مع الطهارةِ الظاهرةِ والباطنةِ، بجمعِ همةٍ، وحضورِ قلبٍ، حصلَ له منها ما يزيدُ على هذه النعمِ الدائرةِ في الأزمنةِ الطويلةِ، ووقتُ النفحاتِ غيرُ معلومٍ، بل مبهمٌ في الأزمنةِ والساعاتِ، وإنَّما غيّبَ علمَهُ لتداومَ على الطلبِ. [ فيض القدير].
وعطاءُ اللهِ للعبدِ لا ينقطعُ، وفضائلُهُ عليهِ لا تتناهَى، بل له مزيدُ فضلٍ في بعضِ الأوقاتِ، يُعطِي فيه أضعافَ ما يُعطِي في غيرِهَا مِن الأوقاتِ، وهذه هي فضائلُ رمضانَ، وإنْ كان في الظاهرِ حرمانٌ، إنَّما هو في الحقيقةِ نعمٌ ظاهرةٌ وباطنةٌ، ومنحٌ كامنةٌ، تتطلبُ مزيدَ همةٍ مِن العبدِ كي يحظَى بالدرجاتِ العلَى، والنعيمِ المقيمِ، ويُغفرَ له ما تقدّمَ مِن ذنبهِ، واللهُ يجزيهِ على صومهِ بما لا تراهُ عينٌ ولا تسمعُ بهِ أذنٌ، ولا يخطرُ على قلبِ بشرٍ، ويُكللُ له كمالُ الفوزِ، بأنْ يدخلَهُ مِن بابِ الريانِ الذي لا يدخلُ منهُ إلّا الصائمون، وكلما أوشكَ الشهرُ على الانقضاءِ منحَهُ اللهُ الكثيرَ مِن العطاءِ، ليزيدَ مِن همتهِ، ويكثرَ مِن خلوتهِ، ويقمعَ شهوتَهُ حتى يحصلَ على الثوابِ، ويدخلَ مِن البابِ، ولا يتعرض للعقابِ، فحرمةُ الشهرِ شهادةٌ لك أو عليك.
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة : السكينةُ والطمأنينةُ عينُ السعادةِ ومصدرهُمَا طاعةُ اللهِ ورسولهِ.
قالَ بعضُ العلماءِ: وأصلُ السكينةِ هي الطمأنينةُ والوقارُ، والسكونُ الذي ينزلهُ اللهُ في قلبِ عبدهِ، عندَ اضطرابهِ مِن شدةِ المخاوفِ، فلا ينزعجُ بعدَ ذلك لِمَا يردُ عليهِ، ويوجبُ لهُ زيادةُ الإيمانِ، وقوةُ اليقينِ والثباتِ. وهي لا سبيلَ لهَا إلّا بكمالِ الامتثالِ للحقِّ، ومراعاةِ حقوقِ الخلقِ، وأنْ يبلغَ بالثقةِ في اللهِ مبلغًا، أنْ يكونَ ما في يدِ اللهِ أوثقُ مِمّا في يدهِ، وهذا يحتاجُ مزيدًا مِن التدريبِ على الطاعةِ، واشتغالِ القلبِ بالشكرِ، واللسانِ بالذكرِ، والجوارحِ بالاستقامةِ.
قال الله تعالى: ﴿ مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُمْ بِأَحْسَنِ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ ﴾. [ النحل، 97].
والحياةُ الطيبةُ: الرزقُ الحلالُ. وقِيلَ: هي العيشُ في الطاعةِ. وقِيلَ: هي القناعةُ؛ لأنّ عيشَ المؤمنِ في الدنيا، وإنْ كان فقيرًا أطيبُ مِن عيشِ الكافرِ وإنْ كان غنيًّا؛ لأنّ المؤمنَ لَمّا علمَ أنّ رزقَهُ مِن اللهِ تعالى وبتقديرهِ وتدبيرهِ، وأنّه محسنٌ كريمٌ، حكيمٌ يضعُ الأشياءَ في محلِّهَا، رضي بقضاءِ اللهِ وبمَا قدّرَهُ لهُ مِن رزقٍ، وعلمَ أنّ مصلحتَهُ في ذلك القدرِ الذي رزقهُ فاستراحتْ نفسُهُ مِن الكدرِ والحرصِ فطابَ عيشُهُ، بخلافِ الكافرِ والجاهلِ، فدائمُ الحرصِ على طلبِ الرزقِ، فيكونُ في حزنٍ وتعبٍ وعناءٍ وحرصٍ على الدنيا ولا ينالُهُ مِن الرزقِ إلّا ما قدّرَ لهُ فظهرَ بهذا أنَّ عيشَ المؤمنِ القنوعِ أطيبُ مِن غيرهِ. وقيل: الحياةُ الطيبةُ، هي الجنةُ؛ لأنَّها حياةٌ بلا موت، وغنى بلا فقرٍ، وصحةٌ بلا سقمٍ، وملكٌ بلا هلاكٍ، وسعادةٌ بلا شقاوةٍ. فأثبتَ بهذا أنّ الحياةَ الطيبةَ لا تكونُ إلّا في الجنةِ، ولا مانعَ أنّ المؤمنَ يحصلُ الجميعَ. [ السراج المنير، للخطيب الشربيني].
فالعطاءُ والسعادةُ مِن اللهِ ـــــ تعالى ــــــ وحدَهُ، والشقاوةُ في الدنيا والحرمانُ في الآخرةِ مِن العبدِ نفسهِ، متى انجرفَ خلفَ شهواتهِ وملذاتهِ، ولم يتورعْ مِن ربِّهِ عندَ خلواتهِ، بل أطلقَ لنفسهِ العنانَ، وبحرمةِ المعصيةِ استهانَ، غرَّهُ طولُ الزمانِ، وركنَ إلى الدنيا وزينتِهَا، وركضَ فيها ركضَ الوحوشِ، وظنَّ أنَّ الرزقَ في الجِدِّ والعملِ، والسعادةَ في الانشغالِ بالدنيا مخدوعٌ بطولِ الأملِ، وأنّ المالَ على قدرِ الجُهدِ، ونسي أنَّ العطاءَ مِن اللهِ.
فيأتِيه التوجيهُ السديدُ، والخطابُ المفيدُ، مِن ربِّ البريةِ؛ ليدلَّهُ عليهِ، ويرشدَهُ إليهِ، ويُعْلِمَهُ أنَّ اللهَ عندهُ كلّ ما تريد، فامتثلْ وجددْ النيةَ، وتوكلْ على الحقِّ المبينِ يأتيكَ الخيرُ مِن حيثُ لا تحتسب، وتحظَى بالسعادةِ الأبديةِ والحياةِ الكريمةِ السرمديةِ، لا ضنكَ فيها ولا نصبَ، عليكَ فقط أنْ تحسنَ الطلبَ، فقد أخرجَ مسلمٌ في صحيحهِ، مِن حديثِ أبي زرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: « يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ».
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة : فضائلُ العشرِ، وما ينبغِي للمسلمِ أنْ يفعلَهُ.
فضائلُ العشرِ هي جزءٌ مِن شهرِ رمضانَ، شهرِ الخيرِ والبركةِ، امتنَّ اللهُ به على أمةِ الإسلامِ، يفتحُ لهم فيه أبوابَ الجنانِ، ويغلقُ أبوابَ النيرانِ، ويصفدُ الشياطين، ويعظمُ الأجر ويضاعفُ الثواب، ومَن صامَهُ إيمانًا واحتسابًا، ومَن قامَهُ إيمانًا واحتسابًا، ومَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا، غُفِرَ لهُ ما تقدّمَ مِن ذنبهِ، وفي كلِّ واحدةٍ منها مغفرةٌ للذنوبِ وسترٌ للعيوبِ، وإنَّما عدَّدَ الفضائلَ، ونوَّعَ الأعمالَ، وحضَّ على جزيلِ الثوابِ؛ ليجد كلُّ واحدٍ مِن أهلِ الإسلامِ نهمته، ويحققْ في هذا الشهرِ رغبتَهُ، ويعلِي بها درجتَهُ، ويكون الناسُ في هذا الشهرِ الفضيلِ بينَ صائمٍ وقائمٍ، فالناسُ في الطاعةِ في مساجدِهِم واللهُ في قضاءِ حوائجِهِم.
والعشرُ الأواخــرُ مِن شهرِ رمضانَ، كان لها عندَ رسولِ اللهِ ﷺ مزيدَ اهتمامٍ، فقد كانت عبادتُهُ ﷺ على مدارِ العامِ، وقيامُهُ لليلِ على الدوامِ، وكان يطيلُ في صلاتهِ حتى تتورمَ منه الأقدامُ، لكنه كان يصلي وينامُ، فمتى دخلتْ العشرُ هيءَ نفسَهُ للإتيانِ بالمزيدِ، بل أيقظَ أهلَهُ ليغترفُوا مِن هذا الفضلِ المزيدِ، والعطاءِ الرغيدِ، ففي الصحيحين مِن حديثِ عائشةَ ــــ رضي اللهُ عنها ـــــ قالت: كَانَ رَسُـولُ اللهِ ﷺ إِذَا دَخَلَ الْعَشْرُ، أَحْيَا اللَّيْلَ، وَأَيْقَظَ أَهْلَهُ، وَجَدَّ وَشَدَّ الْمِئْزَرَ ».
أَيْ أَيْقَظَهُمْ لِلصَّلَاةِ فِي اللَّيْلِ، وَجَدَّ فِي الْعِبَادَةِ زِيَادَةً عَلَى الْعَادَةِ، فيُسْتَحَبُّ في هذه العشر الزيادَةُ مِنَ الْعِبَادَاتِ، وإِحْيَاءُ لَيَالِيها بهاِ. [شرح النووي على مسلم ]. فعلى كلِّ مسلمٍ أنْ يقتدِي بسيدِ الخلقِ، فهو مع جليلِ قدرةِ، وغفرانِ ما تقدَّمَ وما تأخرَ مِن ذنبهِ، لا ينشغلُ عن هذه العشرِ بالعبادةِ، والإحياءِ وطلبِ الزيادةِ، فأولَى بمَن هو غيرُ معصومِ، وبالذنوبِ مكلوم، أنْ ينهضَ ويستقبلَ نفحاتِ ربِّهِ بالجدِّ والاجتهادِ، وألّا يضيعَ نفحاتِ مولاه، لعلَّ اللهُ يصبهُ منها نفحةٌ، فيعيشَ بها في الدنيا عيشَ السعداءِ وينالَ بها في الآخرةِ عظيمَ الجزاءِ.
اللهم تقبلْ منَّا صالحَ الأعمالِ، واجعلنَا مِن عتقائِكَ مِن النارِ ومِن المقبولين، اللهم اجعلْ بلدَنَا مصرَ سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين .. اللهم وفقْ أهلهَا وولاةَ أمرِهَا إلى العملِ بكتابِك، والاقتداءِ بهديِ نبيِّك، والعملِ بما نحبهُ ويرضيك .. اللهم آمين!!
بقلم/ مسعود عـــــرابي.. عضــو هيئة تدريس بجامعة الأزهـــر ..
وخطيب مكافأة لدى وزارة الأوقاف المصـــرية.
_____________________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف