أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 13 جمادي الآخرة 1444هـ ، الموافق 6 يناير 2023م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م بصيغة word بعنوان : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م بصيغة pdf بعنوان : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات ، للدكتور محمد حرز.

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م بعنوان : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات.

أولًا: دينُنَا دينُ يُسرٍ وسماحةٍ.

ثانيـــًـا : صورٌ مِن التيسيرِ والسماحةِ في دينِنَا.

ثالثـــًـا وأخيرًا: نبيُّنَا ﷺ صاحبُ سماحةٍ ويسرٍ.

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 6 يناير 2023م بعنوان : الدين يسر .. التيسير في العبادات والسماحة في المعاملات : كما يلي:

 

الْحَمْدُ لِلَّهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ(( يُرِيدُ اللهُ بِكُمُ اليُسرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ العُسرَ))البقرة: 185،وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا ﷺعَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ مِن خلقهِ وخليلُهُ، القائلُ كما في حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- قَالَ: قِيلَ لِرَسُولِ اللهِ ﷺ: أَيُّ الْأَدْيَانِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ؟ قَالَ: ((الْحَنِيفِيَّةُ السَّمْحَةُ)) رواه أحمد، فاللهم صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِ المختارِ وعلى آلهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعينَ لهم بإحسانٍ والتزام. أمَّا بعدُ … فأوصيكُم ونفسِي أيُّها الأخيارُ بتقوى العزيزِ الغفار {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (أل عمران :102

 عِبَادَ اللهِ: ((الدينُ يسرٌ ))(التيسيرُ في العباداتِ والسماحةُ في المعاملاتِ))عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا              

أولًا: دينُنَا دينُ يُسرٍ وسماحةٍ.

ثانيـــًـا : صورٌ مِن التيسيرِ والسماحةِ في دينِنَا.

ثالثـــًـا وأخيرًا: نبيُّنَا ﷺ صاحبُ سماحةٍ ويسرٍ.

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة 

أولًا: دينُنَا دينُ يُسرٍ وسماحةٍ.

أيُّها السادةُ: لقد اختصَّ اللهُ تعالى هذه الأمةَ الإسلاميةَ بكثيرٍ مِن المزايَا  والعطايَا والخصائصِ والهباتِ التي لم يهبْهَا لأمةٍ سواهَا، فمَنَّ  اللهُ جلَّ وعلا عليها بخاتمِ الأنبياءِ وسيّدِ المرسلين مُحمدٍ ﷺ، قال جلَّ وعلا {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ} آل عمران/164، واختصَّهَا بحملِ الرسالةِ الخالدةِ التي هي رحمةٌ للعالمين، قال جلَّ وعلًا {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} الأنبياء/107، وقال تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} سبأ/28، وجعلَ كتابَهَا القرآنَ معجزةً خالدةً إلى يومِ الدينِ، وحفظَهُ دونَ غيرِهِ مِن التحريفِ والتبديلِ والتغييرِ، قال جلَّ وعلا {إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ} الحجر/9و لعلَّ مِن أعظمِ السماتِ والخصائصِ التي اختصَّ اللهُ تعالى بها الشريعةَ الإسلاميةَ، وميّزَهَا عن غيرِهَا مِن الشرائِعِ السابقةِ “باليسرِ ورفعِ الحرجِ والتخفيفِ على الناسِ”، فبينمَا كانَ قتلُ النفسِ شرطًا لقبولِ توبةِ اليهودِ مِن معصيةٍ اتخاذِهِم العجلَ إلهًا مِن دونِ اللهِ، بعدَ ذهابِ نبيِّ اللهِ موسَى عليه السلامُ لمناجاةِ ربِّهِ، قال تعالى: {وَإِذْ قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ يَا قَوْمِ إِنَّكُمْ ظَلَمْتُمْ أَنْفُسَكُمْ بِاتِّخَاذِكُمُ الْعِجْلَ فَتُوبُوا إِلَى بَارِئِكُمْ فَاقْتُلُوا أَنْفُسَكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ عِنْدَ بَارِئِكُمْ فَتَابَ عَلَيْكُمْ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} البقرة/54 وكان مَن يسرقُ يُتخَذُ عبدًا عندَ مَن سرقَ منهُ قال جلَّ وعلا حكايةً عن يوسفَ عليه السلامُ ((قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلَّا مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ)) سورة يوسف، وكانت الزانيةُ تحبسُ في البيتِ حتى تموتَ أو يجعلَ اللهُ لها مخرجًا قال جلَّ وعلا((وَاللَّاتِي يَأْتِينَ الْفَاحِشَةَ مِن نِّسَائِكُمْ فَاسْتَشْهِدُوا عَلَيْهِنَّ أَرْبَعَةً مِّنكُمْ ۖ فَإِن شَهِدُوا فَأَمْسِكُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ حَتَّىٰ يَتَوَفَّاهُنَّ الْمَوْتُ أَوْ يَجْعَلَ اللَّهُ لَهُنَّ سَبِيلًا )) النساء 15فكان فضلُ اللهِ وتيسرُهُ على الأمةِ قبولَ توبةِ العاصِي بمجردِ الإنابةِ إلى اللهِ والتوبةِ النصوح، قال جلَّ وعلا {أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَنْ يُكَفِّرَ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} التحريم/8وقال النبيُّ المختارُ ﷺ(( خُذُوا عنِّي خُذُوا عنِّي ، قدْ جعلَ اللهُ لهنَّ سَبِيلًا ، البِكرُ بالبِكرِ ؛ جَلدُ مِائةٍ ، و نَفْيُ سَنةٍ ، و الثَّيِّبُ بالثَّيِّبِ ، جَلدُ مائةٍ و الرَّجْمُ))رواه مسلم ،وبينما لم تجزْ صلاةُ غيرِ المسلمين إلَّا في المكانِ المخصصِ لها مِن معبدٍ أو كنيسةٍ أو ما شابهَ ذلك ، فيصلِّي المسلمُ في أيِّ أرضٍ دونَ التقيدِ بالمكانِ المخصصِ للصلاةِ “المسجد”، فقد جُعلتْ الأرضُ كلُّهَا مسجدًا وطهورًا للمسلمين كما في الحديثِ الصحيحِ: (أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي نُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ وَجُعِلَتْ لِي الْأَرْضُ مَسْجِدًا وَطَهُورًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ مِنْ أُمَّتِي أَدْرَكَتْهُ الصَّلَاةُ فَلْيُصَلِّ وَأُحِلَّتْ لِي الْمَغَانِمُ وَلَمْ تَحِلَّ لِأَحَدٍ قَبْلِي وَأُعْطِيتُ الشَّفَاعَةَ وَكَانَ النَّبِيُّ يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً( وكان الثوبُ على عهدِ الأممِ السابقةِ إذا حلّتْ بهِ نجاسةٌ يُقرضُ أي يُقطَعُ موضعُ النجاسةِ، وفي شريعتِنَا يُغسلُ.. اللهُ أكبرُ .

فلقد خصَّ اللهُ عزَّ وجلَّ هذه الأمةً بمزيةٍ عظيمةٍ ومنّةٍ كبيرةٍ لم تكن عند باقي الأممِ والدياناتِ السابقةِ لها، وهي أنَّ التكاليفَ الشرعيةَ جاءتْ مُيسرةً لا مَشقةَ فيها ولا عُسر، حتى تتماشَى مع الطبيعةِ البشريةِ التي مِن عادتِهَا أنَّها تنفرُ مِن الصعوباتِ، وتمقتُ التعقيدات، وذلك بسببِ ما فطرتْ عليهِ مِن الضعفِ كما أخبرَ بذلك ربُّنَا تبارَكَ وتعالى بقولهِ: {يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا } النساء: 28،والتيسيرُ مَعْلَمٌ مِن معالمِ الشريعةِ الإسلاميةِ الغراء، ومظهرٌ مِن مظاهرِ هذا الدينِ الحنيفِ، وهدفٌ واضحٌ مِن أهدافِ الإسلامِ، ومقصدٌ مِن مقاصدِ الشريعةِ الإسلاميةِ، فالعباداتُ وما شملتهُ مِن أحكامٍ، والمعاملاتُ وغيرُهَا كلُّهَا مبنيةٌ على التيسيرِ. والأدلةُ على يُسرِ الشريعةِ الإسلاميةِ كثيرةٌ وعديدةٌ في القرءانِ الكريمِ والسنةِ النبويةِ: وكيف لا؟ وإِنَّ مَدَارَ الشَّرِيعَةِ قائمٌ عَلَى نَفْيِ الْحَرَجِ وَإِثْبَاتِ التَّيْسِيرِ، قال جلَّ وعلا {يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ} [البقرة: 185].وَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} [الحج: 78]. قال جلَّ وعلا {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا} [البقرة: 286] هذه في العباداتِ ، {لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا} [الطلاق: 7] في المعاملاتِ، و عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ-رضي اللهُ عنه-عَنِ النَّبِيِّ ﷺ، قَالَ: ((يَسِّرُوا وَلاَ تُعَسِّرُوا، وَبَشِّرُوا، وَلاَ تُنَفِّرُوا))متفق عليه. وَعَنْ عَائِشَةَ-رضي اللهُ عنها-، أَنَّ النبيَّ ﷺ قَالَ: ((يَا أَيُّهَا النَّاسُ عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ، فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا، وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ، وَإِنْ قَلَّ))رواه مسلم وَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ-رضي اللهُ عنه-، أنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ((إنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى عَزَائِمُهُ))رواه ابنُ حبان في صحيحه .وَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ-رضي اللهُ عنه-، عَنِ النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: ((إِنَّ الدِّينَ يُسْرٌ، وَلَنْ يُشَادَّ الدِّينَ أَحَدٌ إِلَّا غَلَبَهُ، فَسَدِّدُوا وَقَارِبُوا، وَأَبْشِرُوا))فدينُنَا دينُ سماحةٍ ويسرٍ، لا عنتَ فيهِ ولا عسر، ولا تنطعَ فيه ولا تشددَ ولا تطرفَ ولا إرهاب.

لذا بَعَثَ اللهُ -تَبَارَكَ وَتَعَالَى- رَسُولَهُ ﷺ بِنَبْذِ الْغُلُوِّ وَالتَّنَطُّعِ وَالتَّطَرُّفِ؛ لِأَنَّ اللهَ جَعَلَ هَذِهِ الْأُمَّةَ أُمَّةً وَسَطًا بَيْنَ الْأُمَمِ؛ فِي عَقِيدَتِهَا، وَعِبَادَتِهَا، وَأَخْلَاقِهَا، وَمُعَامَلَاتِهَا، وَالْوَسَطُ: الْعَدْلُ الْخِيَارُ، فَلَا إِفْرَاطَ وَلَا تَفْرِيطَ، وَلَا غُلُوَّ وَلَا جَفَاءَ في الوقت الذي عَابَ اللهُ -تَعَالَى- عَلَى أَهْلِ الْكِتَابِ الْغُلُوَّ فِي الدِّينِ، فَقَالَ -جَلَّ وَعَلَا-: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لَا تَغْلُوا فِي دِينِكُمْ غَيْرَ الْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعُوا أَهْوَاءَ قَوْمٍ قَدْ ضَلُّوا مِن قَبْلُ وَأَضَلُّوا كَثِيرًا وَضَلُّوا عَن سَوَاءِ السَّبِيلِ} [المائدة: 77].فبَعَثَ اللهُ نَبِيَّنَا مُحَمَّدًا ﷺ بِرَفْعِ الْأصَرارِ(أي الحمل الثقيل ) وَالْأَغْلَالِ الَّتِي كَانَتْ عَلَى مَنْ قَبْلَنَا بِشَرِيعَةٍ سَمْحَةٍ سهلة وميسرة فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ: هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ، هَلَكَ الْمُتَنَطِّعُونَ)). أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ. وقال عبدُ اللهِ بنُ عبَّاسٍ رَضِي اللهُ عَنهما: “قال لي رسولُ اللهِ ﷺ ” في حَجَّةِ الوداعِ مخاطبًا الناسَ يا أيُّها النَّاسُ إيَّاكم والغُلوَّ في الدِّينِ فإنَّهُ أهْلَكَ من كانَ قبلَكُمُ الغلوُّ في الدِّينِ) رواه ابن ماجه . فكن هيِّنًا ليّنًا سهلًا مع الناسِ تكنْ مِن أهلِ النعيمِ جعلنَا اللهُ واياكُم مِن أهلِ النعيمِ، فعَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رَضِىَ اللَّهُ عَنْهُ عَنِ النَّبِيِّ ﷺ أَنَّهُ قَالَ : « مَنْ كَانَ لَيِّنًا هَيِّنًا سَهْلاً حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ ))رواه الحاكم

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة 

ثانيـــًـا : صورٌ مِن التيسيرِ والسماحةِ في دينِنَا

أيُّها السادةُ: دينُنَا قائمٌ على التيسيرِ والتخفيفِ على المكلفين ورفعِ الحرجِ ودفعِ المشقةِ كما قال ربُّنَا {وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ} [الحج: 78] ، ومِن القواعدِ الفقهيةِ الكُبرى التي يدورُ عليها الفقهُ منها الْمَشَقَّةٌ تَجْلِبُ التَّيْسِيرَ، والضروراتُ تُبيحُ المحظورات ،وإذا ضاقَ الأمرُ اتَّسعَ، والأصلُ في الأشياءِ الإباحة ،ودرءُ المفاسدِ مقدَّمٌ على جلبِ المصالحِ ،وتظهرُ معالمُ التيسيرِ للشريعةِ الإسلاميةِ في مجالاتٍ كثيرةٍ منها: تيسيرُ القرءانِ للأمةِ المحمديةِ: فقد جعلَ اللهُ عزَّ وجلَّ القرءانَ ميسّرًا حتى يسهلَ الأخذُ بهِ وفهمُهُ وتدبرُهُ وحفظُهُ، قال جلَّ وعلَا {إِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لِتُبَشِّرَ بِهِ الْمُتَّقِينَ وَتُنْذِرَ بِهِ قَوْمًا لُدًّا}مريم: 97وقال تعالى: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ }[القمر: 17] ومِن صورِ التيسيرِ: تسيرُ العقيدةِ فجعلَ العقيدةَ سهلةً وميسورةً، فالأعاجمُ لا يجدونَ فيهَا صعوبةً ولا مشقةً، فعن أبي هريرةَ-رضي اللهُ عنه-: أنَّ رجلًا أتَى النبيَّ ﷺ بجاريةً سوداءَ  أعجمية، فقال : ( يا رسولَ اللهِ إنَّ عليَّ عتقَ رقبةٍ مؤمنةٍ فقال لها : أين اللهُ ؟ فأشارتْ بالسبابةِ إلى السماءِ فقال لها مَن أنا ؟ فأشارتْ بأصبعِهَا إليهِ، وإلى السماءِ ، أي أنتَ رسولُ اللهِ فقال أعتِقْها)رواه أحمد.

ومِن صورِ التيسيرِ: تيسيرُ الصلاةِ: حيثُ فُرضتْ الصلاةُ خمسَ مراتٍ في اليومِ وقد كانتْ خمسينَ في البدايةِ ثُمَّ خُففتْ لخمسٍ بأجرِ خمسين، وهي لا تحتاجُ إلي وقتٍ طويلٍ ولا تعيقُ الإنسانَ عن أداءِ أعمالهِ اليوميةِ، ومِن التيسيرِ في الصلاةِ الجمعُ بينَ الصلواتِ وقصرُ الصلاةِ الرباعيةِ ركعتين في السفرِ، والجوِّ الماطرِ، وتخفيفُهَا في حالةِ المرضِ والعجزِ كقولِ النبيِّ ﷺ لِمَن أصابَهُ المرض)) صَلِّ قَائِمًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَقَاعِدًا، فَإِنْ لَمْ تَسْتَطِعْ فَعَلَى جَنْبٍ) ،ويظهرُ يُسرُ الدينِ: في الصيامِ بجعلُهُ شهرًا في السنةِ ويُعذرُ عنه المريضُ و المسافرُ، وتعذرُ عنه الحاملُ على التفصيلِ المعروفِ في القضاءِ أو الكفارةِ كما قال فقهاؤُنَا، ويظهرُ يُسرُ الدينِ في الحجِّ: وأنَّه لا يكلفُ بهِ العبدُ إلّا مرةً في عمرهِ فإنْ لم يجدْ الزادَ أو الراحلةَ سقطَ عنه الحجُّ قال ربُّنَا((وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا((آل عمران: 97]، وفِي يَوْمِ الْعِيدِ جَلَسَ النَّبِيُّ ﷺ لِلنَّاسِ يُعَلِّمُهُمْ وَقَدْ بُعِثَ مُعَلِّمًا وَهَادِيًا وَمُنْذِرًا وَبَشِيرًا ﷺ، مَا سُئِلَ يَوْمَئِذٍ عَنْ شَيْءٍ قُدِّمَ أَوْ أُخِّرَ إِلَّا قَالَ((افْعَلْ وَلَا حَرَجَ، افْعَلْ وَلَا حَرَجَ)). وللمعاملاتِ أيضًا نصيبٌ مِن التيسيرِ: كما هو موجودٌ في سائرِ أمورِ الدينِ ومِن ذلك: البيوع: فقد رغّبَ الشرعُ في التسامحِ بينَ الناسِ في البيعِ والشراءِ كما في الحديثِ أنَّ النبيَّ ﷺ قال: ((رَحِمَ اللَّهُ رَجُلًا سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى)) وفي سننِ أبي داود عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « مَنْ أَقَالَ مُسْلِمًا أَقَالَهُ اللَّهُ عَثْرَتَهُ (( ومِن التيسيرِ المطالبةُ بالديونِ:أذنتْ الشريعةُ لصاحبِ الحقِّ في المطالبةِ بدينهِ والإغلاظِ فيهِ إنْ تبيّنَ للدائنِ مماطلةً مِن المدينِ، لقولِ النبيِّ ﷺ: ((لَيُّ الواجِدِ يُحِلُّ عِرضَهُ وعقوبَتَهُ)). قال ابنُ المبارك: يُحِلُّ عرضَهُ: يُغلَّظُ له، وعقوبتُه: يُحبَسُ له(31) .لكن إذا تبيّنَ للدائنِ أنَّ المدينَ معسرٌ لا يجدُ ما يؤدِي بهِ فإنَّ الإنظارَ واجبٌ، وذلك تيسرًا عليه لقولهِ تعالى: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ}[البقرة: 280] ولقولِ النبيِّ ﷺ: ((تَلَقَّتِ الْمَلاَئِكَةُ رُوحَ رَجُلٍ مِمَّنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَقَالُوا: أَعَمِلْتَ مِنَ الْخَيْرِ شَيْئًا؟ قَالَ: لاَ، قَالُوا: تَذَكَّرْ، قَالَ: كُنْتُ أُدَايِنُ النَّاسَ فَآمُرُ فِتْيَانِي أَنْ يُنْظِرُوا الْمُعْسِرَ، وَيَتَجَوَّزُوا عَنِ الْمُوسِرِ، قَالَ-صلى الله عليه وسلم-: قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: تَجَوَّزُوا عَنْهُ)).

ويظهرُ يُسرُ الدينِ في الزواجِ وعدمِ المغالاةِ في المهورِ كما قال النبيُّ ﷺ لرجلٍ مِن أصحابهِ اذْهَبْ فَالْتَمِسْ ولو خَاتَمًا مِن حَدِيدٍ))، وتظهرُ سماحةُ الإسلامِ في التعاملِ مع غيرِ المسلمين، فالإسلامُ لم تقتصرْ سماحتُهُ على المسلمينَ فحسب، بل شملَ غيرَ المسلمين، مِن اليهودِ والنصارى والمشركين، حتى في حالةِ الحربِ، فنهَى الإسلامُ عن قتلِ الأطفالِ والنساءِ والشيوخِ والعجزةِ، فعن بريدةَ رضي اللهُ عنه قال: أنَّ رسولَ اللَّهِ ﷺ إذا أمَّرَ رجلًا على سريَّةٍ أوصاهُ في خاصَّةِ نفسِهِ بتقوى اللَّهِ ومَن معَهُ مِنَ المسلمينَ خيرًا فقالَ اغزوا باسمِ اللَّهِ وفي سبيلِ اللَّهِ قاتِلُوا مَن كفرَ باللَّهِ اغزُوا ولا تغدِرُوا ولا تغُلُّوا ولا تُمَثِّلوا ولا تقتُلوا وليدًا وإذا أنتَ لقيتَ عدوَّكَ مِنَ المشرِكينَ فادعُهم إلى إحدى ثلاثِ خلالٍ أو خصالٍ فأيَّتُهنَّ أجابوكَ إليها فاقبلْ منهم وَكفَّ عنهُم ادعُهُم إلى الإسلامِ)) رواه مسلم، وقال ﷺ إِنَّكم ستفتحونَ مصرَ، وهِيَ أرضٌ يُسَمَّى فيها القيراطُ ، فإذا فتحتُموهَا ، فاستَوْصُوا بأَهْلِها خيرًا ))

ويظهرُ يُسرُ الدينِ في الدعاءِ: فتدعو اللهَ بِمَا شئتَ فتطلب الجنةَ وتستعيذ مِن النارِ وحولَ ذلك ندندنُ كما قالَ -عليه الصلاةُ والسلامُ.

قصدتُ بابَ الرجا والناسُ قد رقدُوا  *** وقمتُ أشكُو إلى مولايَ مـا أجـدُ
وقلتُ يـا أملِـى في كـلِّ نائبـةٍ يا   ***  مَن عليهِ لكشـفِ الضـرِّ أعتمـدُ
أشكُو إليـك أمـورًا أنـت تعلمُهَـا   *** ما لِي على حملهَا صبـرٌ ولا جلـدُ
مــددتُ يدي بـالـذلِّ مفـتـقـرًا  ***  يـا خيرَ مَـن مُـددتْ إليـه يــدُ
فـلا تردنَّـهَـا يـا ربـِّى خائـبـةً ***  فبحرُ جودٍك يروِى كلَّ مَـن يـردُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبةُ الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يُستعانُ إلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة 

ثالثـــًـا وأخيرًا: نبيُّنَا ﷺ صاحبُ سماحةٍ ويسرٍ

أيُّها السادةُ :ولنا في رسولِ اللهِ ﷺ أسوةٌ حسنةٌ، وقدوةٌ طيبةٌ، فهو أستاذُنَا ومعلمُنَا ومرشدُنَا بنصٍّ مِن عندِ اللهِ ((لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا))سورة الأحزاب: 21 فها هو رسولُ اللهِ ﷺ يضربُ لنَا مثلًا عمليًّا على أرضِ الواقعِ في اللينِ واليسرِ والسماحةِ والرفقِ والسهولةِ في تعاملاتِهِ كلِّهَا ، فقد كان رسولُ اللهِ ﷺ رفيقًا هينًا لينًا سهلًا في تعاملهِ، وفي أقوالهِ وأفعالهِ، وكان يحبُّ الرفقَ، ويحثُّ الناسَ عليهِ، ويرغبُهُم فيه، وكان ﷺ يحُثُّ على السماحةِ في المُعامَلةِ، والتحلِّي بمعالِي الأمورِ، وتَركِ المُشاحَّةِ، ويدعُو ﷺ بالرحمةِ لِمَن تحَلَّى بذلك.ففي صحيح البخاري: عن جابرِ بنِ عبدِ اللهِ – رضي اللهُ عنهما -، أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: «رحِمَ اللهُ رجلاً سَمْحًا إذا باعَ، وإذا اشترَى، وإذا اقْتضَى)) وكيف لا ؟وما خُيِّرَ رسولُ اللهِ ﷺ بينَ أمرَينِ إلّا اختارَ أيسَرَهُمَا ما لم يكُنْ إثمًا)) قال جابرُ بنُ عبدِ اللهِ – رضي اللهُ عنهما -: كان رسولُ اللهِ ﷺ رجلاً سهلاً)) قال النووي – رحمه اللهُ -: “أي: سهلَ الخُلُقِ، كريمَ الشمائلِ، لطيفًا مُيسَّرًا في الخُلُقِ، كما قال اللهُ تعالى: ((وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ((القلم: 4)

 ففي صحيحِ البخارِي جَاءَ رَجُلٌ إلى النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ فَقَالَ: هَلَكْتُ! قَالَ: وما شَأْنُكَ؟ قَالَ: وقَعْتُ علَى امْرَأَتي في رَمَضَانَ، قَالَ: تَسْتَطِيعُ تُعْتِقُ رَقَبَةً؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ؟ قَالَ: لَا. قَالَ: فَهلْ تَسْتَطِيعُ أنْ تُطْعِمَ سِتِّينَ مِسْكِينًا؟ قَالَ: لَا. قَالَ: اجْلِسْ. فَجَلَسَ، فَأُتِيَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ بعَرَقٍ فيه تَمْرٌ -والعَرَقُ: المِكْتَلُ الضَّخْمُ- قَالَ: خُذْ هذا فَتَصَدَّقْ به. قَالَ: أعَلَى أفْقَرَ مِنَّا؟ فَضَحِكَ النَّبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ حتَّى بَدَتْ نَوَاجِذُهُ، قَالَ: أطْعِمْهُ عِيَالَكَ. (( فهذا دليلٌ على يُسرِ وسماحةِ الشريعةِ ونبيِّ الشريعةِ ﷺ. وفي صحيح مسلمٍ عن عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ ﷺ حَدَّثَتْهُ أَنَّهَا قَالَتْ لِرَسُولِ اللَّهِ ﷺ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ أَتَى عَلَيْكَ يَوْمٌ كَانَ أَشَدَّ مِنْ يَوْمِ أُحُدٍ فَقَالَ « لَقَدْ لَقِيتُ مِنْ قَوْمِكِ وَكَانَ أَشَدَّ مَا لَقِيتُ مِنْهُمْ يَوْمَ الْعَقَبَةِ إِذْ عَرَضْتُ نَفْسِى عَلَى ابْنِ عَبْدِ يَالِيلَ بْنِ عَبْدِ كُلاَلٍ فَلَمْ يُجِبْنِي إِلَى مَا أَرَدْتُ فَانْطَلَقْتُ وَأَنَا مَهْمُومٌ عَلَى وَجْهِى فَلَمْ أَسْتَفِقْ إِلاَّ بِقَرْنِ الثَّعَالِبِ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا أَنَا بِسَحَابَةٍ قَدْ أَظَلَّتْنِي فَنَظَرْتُ فَإِذَا فِيهَا جِبْرِيلُ فَنَادَانِي فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَمَا رَدُّوا عَلَيْكَ وَقَدْ بَعَثَ إِلَيْكَ مَلَكَ الْجِبَالِ لِتَأْمُرَهُ بِمَا شِئْتَ فِيهِمْ قَالَ فَنَادَانِي مَلَكُ الْجِبَالِ وَسَلَّمَ عَلَىَّ. ثُمَّ قَالَ يَا مُحَمَّدُ إِنَّ اللَّهَ قَدْ سَمِعَ قَوْلَ قَوْمِكَ لَكَ وَأَنَا مَلَكُ الْجِبَالِ وَقَدْ بَعَثَنِي رَبُّكَ إِلَيْكَ لِتَأْمُرَنِي بِأَمْرِكَ فَمَا شِئْتَ إِنْ شِئْتَ أَنْ أُطْبِقَ عَلَيْهِمُ الأَخْشَبَيْنِ ». فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « بَلْ أَرْجُو أَنْ يُخْرِجَ اللَّهُ مِنْ أَصْلاَبِهِمْ مَنْ يَعْبُدُ اللَّهَ وَحْدَهُ لاَ يُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا )) اللهُ أكبرُ هكذا رفقُ ولينُ ورحمةُ ويسرُ المصطفَى العدنانِ ﷺ .

وكان رسولُ اللهِ ﷺ رفيقًا سهلًا ميسرًا في تعليمهِ للجاهلِ، فقد جاءَ في الصحيحين قال أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ –  بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- مَهْ مَهْ. قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ « لاَ تُزْرِمُوهُ دَعُوهُ ». فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ. ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ « إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لاَ تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ وَلاَ الْقَذَرِ إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَالصَّلاَةِ وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ ». أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ، قَالَ فَأَمَرَ رَجُلاً مِنَ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ(. إنَّها الرحمةُ ياسادة، والرفقُ واللينُ والتيسيرُ على الناسِ.

تابع/ خطبة الجمعة القادمة 

وعَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِىِّ قَالَ بَيْنَا أَنَا أُصَلِّى مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَىَّ. فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّى سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللَّهِ ﷺ فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَ اللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلاَ ضَرَبَنِي وَلاَ شَتَمَنِي قَالَ « إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ ».هكذا أخلاقُ نبيِّنَا المختار، وكان رسولُ اللهِ ﷺ رفيقًا بالعُصاةِ والجُهالِ، وكان يُبيّنُ لهم ويؤدبُهُم برفقٍ، ويأتيهم بالحُجةِ المقنعةِ على تركِ الذنوبِ، ومِن ذلك أنَّ شابًّا أتاهُ  يطلبُ منه أنْ يأذنَ لهُ بالزنَا، فأقبلَ القومُ عليه فزجرُوه، فعَنْ أَبِى أُمَامَةَ قَالَ إِنَّ فَتًى شَابًّا أَتَى النَّبِيَّ ﷺ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ ائْذَنْ لِي بِالزِّنَا. فَأَقْبَلَ الْقَوْمُ عَلَيْهِ فَزَجَرُوهُ وَقَالُوا مَهْ مَهْ. فَقَالَ « ادْنُهْ ». فَدَنَا مِنْهُ قَرِيباً. قَالَ فَجَلَسَ. قَالَ « أَتُحِبُّهُ لأُمِّكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ . قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأُمَّهَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لاِبْنَتِكَ » قَالَ لاَ وَاللَّهِ يَا رَسُولَ اللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِبَنَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لأُخْتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لأَخَوَاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِعَمَّتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِعَمَّاتِهِمْ ». قَالَ « أَفَتُحِبُّهُ لِخَالَتِكَ ». قَالَ لاَ وَاللَّهِ جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ. قَالَ « وَلاَ النَّاسُ يُحِبُّونَهُ لِخَالاَتِهِمْ ». قَالَ فَوَضَعَ يَدَهُ عَلَيْهِ وَقَالَ « اللَّهُمَّ اغْفِرْ ذَنْبَهُ وَطَهِّرْ قَلْبَهُ وَحَصِّنْ فَرْجَهُ ». قَالَ فَلَمْ يَكُنْ بَعْدُ ذَلِكَ الْفَتَى يَلْتَفِتُ إِلَى شَيْءٍ (رواه أحمد

فكنْ ليّنًا سهلًا رفيقًا بالناسِ طيبَ الخلقِ،وإياكَ والغلوَّ وإياك والتنطعَ والتشددَ في الدينِ فتهلكَ في الدنيا والآخرةِ ،وكنْ سهلًا في بيعِكَ وشرائِكَ وجميعِ معاملاتِكَ تسعدْ في الدنيا والآخرةِ.

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وشرِّ الفاسدين وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                    كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه

د/ محمد حرز إمام بوزارة الأوقاف

 _______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »