خطبة الجمعة القادمة للدكتور محمد حرز “اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها”
خطبة الجمعة القادمة بعنوان : “اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها” ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 27 جمادي الأول 1443هـ، الموافق 31 ديسمبر 2021م.
عناصر خطبة الجمعة القادمة 31 ديسمبر 2021م بعنوان : “اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها”.
أولاً: قيمةُ الوقتِ في دينِنَا.
ثانيًا: أسبابُ ضياعِ الوقتِ
ثالثًا: كيفَ استثمرُ وقتِي .
ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 31 ديسمبر 2021م بعنوان : “اغتنام الأوقات ومخاطر إضاعتها” : كما يلي:
خطبةُ الجمعةِ القادمةِ: اغتنامُ الأوقاتِ ومخاطرُ إضاعتِهَا د. محمد حرز
بتاريخ: 27 جماد الأول 1443هــ – 31 ديسمبر2021م
الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ:﴿فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ﴾(الأعراف:34) ، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وليُّ الصالحين، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ من خلقهِ وخليلُهُ، القائلُ كما في حديثِ ابنِ عمرَ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قال النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم: ))إِذَا أَمْسَيْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ الصَّبَاحَ، وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلاَ تَنْتَظِرِ المَسَاءَ، وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ، وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ(( (رواه البخاري) ؛ فاللهمَّ صلِّ وسلمْ وزدْ وباركْ على النبيِ المختارِ وعلى آلِهِ وأصحابِهِ الأطهارِ الأخيارِ وسلمْ تسليمًا كثيرًا إلى يومِ الدينِ. أما بعدُ: فإنّ أصدقَ الحديثِ كتابُ اللهِ، وخيرَ الهديِ هديُ محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم ، وشرَّ الأمورِ محدثاتُهَا، وكلَّ محدثةٍ بدعةٍ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٍ، وكلَّ ضلالةٍ في النار.
أيها السادةُ:(( اغتنامُ الأوقاتِ ومخاطرُ إضاعتِهَا )) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا
أولاً: قيمةُ الوقتِ في دينِنَا.
ثانيًا: أسبابُ ضياعِ الوقتِ
ثالثًا: كيفَ استثمرُ وقتِي .
أيها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن اغتنامِ الوقتِ ومخاطرِ إضاعتِهِ وخاصةً ونحنُ نضيعُ الأوقاتِ بالساعاتِ أمامَ الهواتفِ والأفلامِ والمبارياتِ بعيدينَ عن كتابِ ربِّنَا وسنةِ نبيِّنَا صلى اللهُ عليه وسلم ،وخاصةً أنّ الوقتَ هو الحياةُ وأنّ الوقتَ أغلى من الذهبِ والفضةِ وأغلى مِن جميعِ الأموالِ، فإنّ المالَ إذا فُقِدَ يمكنُ أنْ يعوضَ، أمّا الوقتُ إذا فُقِدَ فلا يمكنُ أنْ يعوضَ.
دَقَّاتُ قلبِ المرءِ قائلة ٌ له***إنَّ الحياة َ دقائقٌ وثواني
فارفعْ لنفسِكَ بعدَ موتكَ ذكرَهَا ***فالذكرُ للإنسانِ عُمرٌ ثاني
العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة
أولاً : قيمةُ الوقتِ
أيُّها السادةُ : الوقتُ هو الحياةُ والوقتُ هو رأسُ مالِ المسلمِ ،فالعاقلُ هو الذي يعرفُ قدرَ وقتِهِ وشرفَ زمانِهِ فلا يضيعُ ساعةً واحدةً من عمرِهِ إِلّا في خيرِ الدنيا والآخرةِ، فالوقتُ مِن أعظمِ نعمِ اللهِ ، قال تعالى):وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً ) (الفرقان: 62) بل لعظمِ الوقتِ أقسمَ اللهُ بهِ في القرآنِ مراراً وتكراراً فقالَ ربُّنَا (وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى ) [سورة الليل:1 – 2] وقال ربُّنَا: (وَالْفَجْرِ وَلَيَالٍ عَشْرٍ) وقال جلّ وعلَا : ( والعصرِ إنّ الإنسانَ لَفِي خسرٍ إِلا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) [سورة العصر:1-3] وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: “نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ“(رواه البخاري) لذا قال النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: { اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ شَبَابَك قَبْلَ هَرَمِك ، وَصِحَّتَك قَبْلَ سَقَمِك ، وَغِنَاك قَبْلَ فَقْرِك ، وَفَرَاغَك قَبْلَ شُغْلِك ، وَحَيَاتَك قَبْلَ مَوْتِك } رواه الحاكم. فالوقتُ مِن أجلِّ النعمِ التي أنعمَ اللهُ بها على الإنسانِ والتي سيسألُ عنها بين يدى الكبيرِ المتعالِ كما في حديثِ أبي برزةَ الأسلميِّـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ قال: قال: النبيُّ المختارُ صلى اللهُ عليه وسلم: ” لا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أَرْبَعٍ: عَنْ عُمْرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ جَسَدِهِ فِيمَا أَبْلاهُ، وَعَنْ مَالِهِ فِيمَا أَنْفَقَهُ وَمِنْ أَيْنَ كَسَبَهُ، وَعَنْ عَلِمهِ مَاذَا عَمِلَ فِيهِ؟” رواه الترمذي.. فوظفْ أنفاسَكَ في طاعةِ مولاكَ ، وجاهدْ نفسكَ وهواكَ وابتعدْ عن وساوسِ الشيطانِ واسمعْ إلى ابنِ مسعودٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ وهو يقولُ: (ما ندمتُ على شيءٍ ندَمِي على يومٍ غربَتْ شمسُهُ اقتَرَبَ فيه أجلِي ولم يزدَدْ فيه عملِي)وللهِ درُّ الْقَائِل :
إذَا مَرَّ بِي يَوْمٌ وَلَمْ أَسْتَفِدْ هُدًى وَلَمْ أَكْتَسِبْ عِلْمًا فَمَا ذَاكَ مِنْ عُمْرِي
بل يقولُ علىٌّ بنُ أبي طالبٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ :” مَنْ أَمْضَى يَوْمَهُ فِي غَيْرِ حَقٍّ قَضَاهُ ، أَوْ فَرْضٍ أَدَّاهُ ، أَوْ مَجْدٍ أَثَّلَهُ أَوْ حَمْدٍ حَصَّلَهُ ، أَوْ خَيْرٍ أَسَّسَهُ أَوْ عِلْمٍ اقْتَبَسَهُ ، فَقَدْ عَقَّ يَوْمَهُ وَظَلَمَ نَفْسَهُ“ .سلم يا رب سلم !!!كم من يومٍ يمرُّ بل كم من شهورٍ مرتْ علينا بل كم من سنينَ مرتْ علينا ولم نقتبسْ علمًا ولم نقتبس، هدًى ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ .
بل مِن أهمِّ خصائصِ الوقتِ: أنّهُ يمرُّ مرَّ السحابِ ويجرِى جرىَ الرياحِ ، فالأيامُ تمرُّ, والأشهرُ تجرِى وراءَهَا تسحبُ معها السنينَ وتمرُّ خلفَهَا الأعمارُ وتُطْوَى حياةُ جيلٍ بعدَ جيلٍ ,ثم بعدَهَا يقفُ الجميعُ بين يدي الكبيرِ المتعالِ و سيعلمُ الخاسرونَ الذين خسرُوا أنفسَهّم وضيعُوا أوقاتَهُم وأعمارَهُم وكأنَّهُم ما لبثُوا في هذِهِ الدنيا إلا ساعةً قال ربُّنَا: (قَالَ إِنْ لَبِثْتُمْ إِلَّا قَلِيلاً لَوْ أَنَّكُمْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ .فَتعالى اللَّهُ الْمَلِكُ الْحَقُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ رَبُّ الْعَرْشِ الْكَرِيمِ .وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ لا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ .وَقُلْ رَبِّ اغْفِرْ وَارْحَمْ وَأَنْتَ خَيْرُ الرَّاحِمِينَ ) (سورة المؤمنون) بل مِن أهمِّ خصائصِ الوقتِ: أنّهُ إذا مضَى لا يعودُ أبدًا . كما قال الحسنُ البصريُّ رحمَهُ اللهُ: ما مِن يومٍ ينشقُّ فجرُهُ إلا وهو ينادى بلسانِ الحالِ يا بنَ أدمَ أنا خلقٌ جديدٌ وعلى عملِكَ شهيدٌ فاغتنمنِي، فإنِّي لا أعودُ إلى يومِ القيامةِ .سلمْ يا ربِّ سلمْ!!! لذا قال ابنُ القيمِ -رحمَهُ اللهُ-: إضاعةُ الوقتِ أشدُّ من الموتِ؛ لأنّ إضاعةَ الوقتِ تقطعُكَ عن اللهِ والدارِ الآخرةِ، والموتَ يقطعُكَ عن الدنيا وأهلِهَا.
كم مِن الساعاتِ أضعَناهَا؟ وكم مِن شهورٍ أضعنَاهَا ؟
نجلسُ بالساعاتِ أمامَ الأفلامِ الداعرةِ والمسلسلاتِ الهابطةِ ، والمصارعةِ المخزيةِ ،والبرامجِ الهدامةِ وإذا دعَاكَ الملِكُ لسماعِ خطبةٍ أو للصلاةِ وأطالَ الإمامُ تغضبُ، على أيِّ شيءٍ تغضبُ يا مسكينُ لفوتِ ساعةٍ في ذكرِ اللهِ؟ ولا تغضب لضياعِ الساعاتِ فيما يضرُ ولا ينفعُ، يا بنَ آدمَ أنا خلقٌ جديدٌ وعلى عملِكَ شهيدٌ فاغتنمنِي فإنِّي لا أعودُ إلى يومِ القيامةِ ،.هذا هو يومُكَ يُنادِى عليكَ، فوظفْ أنفاسَكَ في طاعةِ مولاكَ ,وجاهدْ نفسَكَ وهواكَ ,وابتعدْ عن وساوسِ الشيطانِ، قبلَ أنْ يأتي يومٌ لا ينفعُ فيه مالٌ ولا بنونَ إلا مَن أتي اللهَ بقلبٍ سليمٍ .
العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة
ثانيــــًا :أسبابُ ضياعِ الوقتِ:
أيُّها السادةُ : هناكَ أسبابٌ كثيرةٌ تؤدِي إلى ضياعِ الوقتِ، منها على سبيلِ المثالِ لا على سبيلِ الحصرِ:
أولها: العجزُ والكسلُ لذا كان النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول ُكما في الصحيحين من حديثِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:“ اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ وَالْجُبْنِ وَالْهَرَمِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ“ .
بل مِن أهمِّ أسبابِ ضياعِ الوقتِ : اتباعُ الهوى، فالهوى ملكٌ ظلومٌ غشومٌ جهولٌ يهوى بصاحبهِ إلى الشرِّ في الدنيا والهلاكِ في الآخرةِ. يقولُ ابنُ عباسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ : ما ذكر اللهُ الهوى في موضعٍ من كتابهِ إِلّا وذمَّهُ قال تعالى : (أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ وَأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ) [الجاثـية:23] بل خاطبَ اللهُ نبيَّهُ المصطفى صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بقولِهِ 🙁 وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً ([الكهف: 28] فالهوىَ يهوِى بصاحبِهِ إلى الهلاكِ في الدنيا والآخرةِ . .وفى الحديثِ الذي رواهُ البزارُ والبيهقيُّ والحاكمُ والحديثُ حسنٌ بمجموعِ طُرقهِ من حديثِ أنسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ أنّ النبيَّ صلى اللهُ عليه وسلم قال : (ثلاثٌ مهلكاتٌ وثلاثٌ منجياتٌ ، أمّا الثلاثُ المهلكاتُ : فشحٌّ مطاعٌ وهوًى متبعٌ ، وإعجابُ المرءِ بنفسِه ، وأمّا الثلاثُ المنجياتُ : فخشيةُ اللهِ في السرِّ والعلانيةِ والقصدُ في الفقرِ والغنى والعدلُ في الغضبِ والرضا ) ترى المسلمَ يضيعُ الساعاتِ الطويلةَ أمامَ المسلسلاتِ والأفلامِ وإنْ سألتَ واحدًا ما السببُ ؟ يقولُ لك : أضيعُ الوقتَ !!!وهل في حياةِ المسلمِ وقتُ فراغٍ يا سادةُ ؟وهو لا يدرى أنّه يقتلُ نفسَهُ؛ لأنّ الإنسانَ مجموعُ أيامٍ فإنْ انقضَى يومٌ من أيامِهِ استقبلَ بهِ الآخرةَ واستدبرَ به الدنيا كما كان لقمانُ يقولُ لولدِهِ : أي بُنَىّ إنّك مِن يومِ أنْ نزلتَ إلى الدنيا استدبرتَ الدنيا واستقبلتْ الآخرةَ فأنتَ إلى دارٍ تُقبِلُ عليها أَقربُ من دارٍ تَبتعدُ عنها .
فالوقتُ هو الحياةُ .. والوقتُ هو العمرُ .. فلا تضيعْ ساعةً مِن عمرِكَ إلا في خيرِ الدنيا و الآخرة .
بل من أخطرِ أسبابِ ضياعِ الوقتِ طولُ الأملِ :جميلٌ أنْ تحملَ أملًا في قلبِكَ لتعمرَ الكونَ .. فالإنسانُ مفطورٌ على حبِّ الحياةِ ، ولا ينكرُ ذلك إلا جاهلٌ بالقرآنِ والسنةِ . جميلٌ أنْ أعيشَ في الدنيا وأنْ أحملَ الأملَ في قلبِي ، لأنْ أُعَمِّرَ بيتًا لأولادِي, وأنْ أصلَ إلى أعلى المناصبِ وأرقى الدرجاتِ . وأنْ أُحَصِّلَ الملايين من الأموالِ من الحلالِ الطيبِ.
لكنْ إياكَ أنْ يحولَ طولُ الأملِ بينك وبين طاعةِ مولاكَ حينئذٍ ( ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الْأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ) لذا حذرَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم من حديثِ ابنِ عمرَـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ كما في صحيحِ البخاريِ: ( كنْ فِي الدُّنْيَا كَأَنَّكَ غَرِيبٌ أَوْ عَابِرُ سَبِيلٍ )وَكَانَ ابْنُ عُمَرَـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ يَقُولُ: إِذَا أَمْسَيْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الصَّبَاحَ وَإِذَا أَصْبَحْتَ فَلَا تَنْتَظِرْ الْمَسَاءَ وَخُذْ مِنْ صِحَّتِكَ لِمَرَضِكَ وَمِنْ حَيَاتِكَ لِمَوْتِكَ) رواه البخاري وروى عن علىٍّ بنِ أبى طالبٍـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ أنّه قال : اعملْ لدنياكَ كأنَّك تعيشُ أبدًا واعملْ لأخرتِكَ كأنَّكَ تموتُ غدًا .يفكرُ الإنسانُ أنْ سيخلدَ أنّه لا يزالُ صغيرًا , لا يزالُ صحيحًا وهو لا يدري كم مِن صحيحٍ ماتَ لا مِن علةٍ وكم من مريضٍ عاشَ حينًا من الدهرِ وصدقَ النبيُّ صلى اللهُ عليه وسلم إذ يقولُ كما في حديثِ أَنَسٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ : “يَهْرَمُ ابْنُ آدَمَ وَتَبْقَى مِنْهُ اثْنَتَانِ الْحِرْصُ وَالْأَمَلُ” رواه أحمد
انظروا جلسَ نفرٌ من الصالحينَ يتسألونَ ويتذاكرونَ حولَ قصرِ الأملِ فقال أحدُهُم : بلغَ مني قصرُ الأملِ أنِّي إذا رفعتُ اللقمةَ إلى فمِي هل أتمكنُ مِن أكلِهَا أم لا؟ وقال الثاني مثلَ ما قال الأولُ وقال الثالثُ : بلغ مني قصرُ الأملِ أنّي إذا خرجَ مني النَّفَسُ لا أدري أيعودُ إلىَّ أم لا ؟
يا مَن بدنياهُ اشتغلْ … وغره طولُ الأمل
ولم يزلْ في غفلةٍ … حتى دنَا منه الأجل
الموتُ يأتي بغتةً … والقبرُ صندوقُ العمل
فإياكَ ثمّ إياكَ أنْ يحولَ طولُ الأملِ بينك وبينَ طاعةِ مولاكَ فتكون من الخاسرين.
بل من أخطرِ أسبابِ ضياعِ الوقتِ: الغفلةُ هي أنّ الإنسانَ يغفلُ عن ذكرِ اللهِ ،ويغفلُ عن ذكرِ الموتِ وبين لحظةٍ وأخري وبين عشيةٍ وضحاهَا يجدُ الإنسانُ نفسَهُ في معسكرِ الأمواتِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ قال ربُّنَا: (اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُون َلَاهِيَةً قُلُوبُهُمْ) (الأنبياء :1 ،2) كلماتٌ تهزُّ الغافلينَ هزًا، كلماتٌ تهزُّ الساقطينَ هزًا ،كلماتٌ تهزُّ اللاعبينَ هزًا،كلماتٌ تهزُّ العاقلينَ ، الحسابُ يقتربُ والساعةُ تقتربُ،والقيامةُ تقتربُ والناسُ في غفلةٍ، والناسُ معرضون لماذَا ؟ لأنّهم في اللهوِ والباطلِ والشهواتِ والمادياتِ غارقون ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ .
بل مِن أخطرِ أسبابِ ضياعِ الوقتِ: الفراغُ ، وآهٍ من الفراغِ على شبابِنَا وأخواتِنَا وعلى أنفسِنَا !! آهٍ من الفراغِ وخطرِهِ .والفراغُ نعمةٌ من أجلِّ النعمِ ونحنُ لا ندرى ، روى البخاريُّ من حديثِ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ : قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:“ نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ“ والفراغُ ثلاثةُ أنواعٍ : الفراغُ القلبيُّ ، والفراغُ النفسيُّ ، والفراغُ العقليُّ .
الفراغُ القلبيُّ : وهو أنْ يكونَ القلبُ فَرِغًا مِن الإيمانِ ولا حولَ ولا قوةَ إلا باللهِ، وعلاجُ الفراغُ القلبيُّ بزيادةِ الإيمانِ ، فالإيمانُ يزيدُ وينقصُ ، يزيدُ بالطاعاتِ وينقصُ بالمعاصيَ والزلاتِ .يقولُ عبدُ اللهِ بنُ مسعودٍ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْه ـ : تَفَقَّدْ قلبَكَ في ثلاثةِ مواطنٍ عندَ سماعِ القرآنِ وفى مجالسِ الذكرِ والعلمِ وفي وقتِ الخلوةِ بينك وبين ربِّكَ ، فإنْ لم تجدْ قلبَكَ في هذه المواطنِ فابحثْ عن قلبِكَ فإنّه لا قلبَ لك !!فإنّ القلبَ يمرضُ والإنسانُ لا يدري، وإنّ القلبَ يموتُ والإنسانُ لا يدرِي.
والفراغُ النفسيُّ : النفسُ إنْ لم تشغلْهَا بالحقِّ شغلتْكَ بالباطلِ إنْ لم تفطمْهَا بالطاعاتِ قادَتْكَ إلى المعاصي والزلاتِ .كما قال الشافعيُّ. والنفسُ أمارةٌ : وهي التي قال عنها ربُّنَا: ( إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ ربي غفور رحيم )إذا لم يجدْ الشابُّ عملاً يقومُ به ورأى نفسَهُ في فراغٍ انشغلَ بالمعاصي .. انشغلَ بالفتنِ والشهواتِ .. انشغلَ بالأفلامِ والمبارياتِ والمسلسلاتِ ..!!!
والفراغُ العقليُّ : حياتُهُ دمارٌ وآخرتُهُ بوارٌ بدليلِ تصايحِ أهلِ النارِ في النارِ بين يدى الواحدِ القهارِ قال اللهُ جلّ وعلا عن هؤلاءِ : (وَقَالُوا لَوْ كُنَّا نَسْمَعُ أَوْ نَعْقِلُ مَا كُنَّا فِي أصْحَابِ السَّعِيرِ)[الملك:10]
يَا سَاهِيا لاهيا عَمَّا يُرَادُ بِهِ … آنَ الرحيلُ وَمَا قدمتَ من زَادٍ
ترجو الْبَقَاءَ صَحِيحًا سالمًا أبدًا … هَيْهَاتَ أَنْتَ غَدًا فِيمَن غَدا غادٍ
العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة
ثالثـــًـا :كيف أستثمرُ وقتي؟
أيّها السادةُ : إنّ العمرَ الحقيقيَّ للإنسانِ لا يقاسُ بالسنواتِ، إنّما يُقاسُ بالأعمالِ والطاعاتِ لا يقاسُ بالسنواتِ انظرْ إلى نبيّ اللهِ نوحٍ عليه السلامُ كم عاشَ ؟وما مدةُ دعوتِهِ ؟ قضى ألفَ سنةٍ إلا خمسينَ عامًا في الدعوةِ إلى اللهِ ومع ذلك وما آمنَ معه إلا قليلٌ .
وانظرُوا إلى عُمْرِ المصطفى محمدٍ صلى اللهُ عليه وسلم كم عاشَ ؟وكم عددِ سنواتِ دعوتِهِ ؟ تزيدُ عن العشرينَ قليلاً جدًا ، ومع ذلك قدرَ اللهُ له في هذا العمرِ القليلِ أنْ يقيمَ للإسلامِ دولةً من فتاتٍ متناثرٍ. بل هذا هو صديقُ الأمةِ الأكبرِ في مدةِ ولايتِهِ التي لا تزيدُ على سنتينِ ونصفٍ حَوَّلَ المحنَ التي أصابتْ الأمةَ إلى منحٍ .
في سنتين ونصف قضى على فتنةِ الردةِ !! في سنتين ونصف أنفذَ بعثَ أسامة !!
في سنتين ونصف جمعَ القرآنَ الكريمَ وَرَدَّ الأمةَ إلى منهجِ النبيِّ الكريمِ !!
وهذا فاروقُ الأمةِ عمرُ رضى اللهُ عنه في عشرِ سنواتٍ وستةِ أشهرٍ هذه الفترةُ القليلةُ التي لا تساوى في حسابِ الزمنِ شيءً ومع ذلك رُفعتْ رايةُ الإسلامِ والمسلمين في كلِّ مكانٍ في عهدِهِ.
وهذا معاذُ بنُ جبلٍ شابٌ من شبابِ الأمةِ أعلمُ الأمةِ بالحلالِ والحرامِ أتدرونَ كم عاشَ معاُذ؟ أسلمَ في الثامنةِ عشرةَ من عمرِهِ وتُوفِى في الثالثةِ والثلاثينَ من عمرِهِ . اللهُ أكبرُ قال له النبيُّ المختارُ صلى اللهُ عليه وسلم:“ يَا مُعَاذُ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ وَاللَّهِ إِنِّي لَأُحِبُّكَ فَقَالَ أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ لَا تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلَاةٍ تَقُولُ اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ“ (رواه أبو داود) فالعمرُ لا يقاسُ بالسنواتِ وإنّما يقاسُ بالطاعاتِ فسلْ نفسَكَ ماذا قدمتَ من طاعاتٍ للهِ ربِّ العالمين ؟ سلْ نفسَكَ قبلَ فواتِ الأوانِ فمِنَّا مَن بلغَ الستينَ والخمسينَ والأربعينَ والثلاثينَ ولم يقدمْ عملًا صالحًا يتقربُ بهِ إلى اللهِ.
فأفقْ من غفلتِكَ، وانتهزْ الفرصةَ واستثمرْ وقتَكِ بعملِ الخيراتِ والطاعاتِ بدلًا مِن أنْ تجلسَ بالساعاتِ أمامَ الأفلامِ والمسلسلاتِ والمصارعةِ والمبارياتِ اجلسْ كي تقرأَ جزءًا من القرآنِ اجلسْ مع أولادِكَ تعلمُهُم سنةَ النبيِّ المختارِ استثمرْ وقتَكَ في الدعوةِ إلى اللهِ، استثمرْ وقتَكَ في الإصلاحِ بين الناسِ، استثمرْ وقتَكَ في الإكثارِ مِن الصلاةِ ومن التسليمِ على سيدِ الأنامِ، استثمرْ وقتَكَ في كلِّ طاعةٍ تقربُكَ من مولَاك
وقُلْ: يا نفسُ إنّ العمرَ هو بضاعتِي إذا ضاعَ عمري ضاعَ رأسُ مالِي ولا أربحُ أبدًا
يا نَفسُ قَد أَزِفَ الرَحيلُ وَأَظَلَّكِ الخَطبُ الجَليلُ
فَتَأَهَّبي يا نَفسِ لا يَلعَب بِكِ الأَمَلُ الطَويلُ
فَلَتَنزِلِنَّ بِمَنزِلٍ يَنسى الخَليلَ بِهِ الخَليلُ
وَلَيَركَبَنَّ عَلَيكِ في هِ مِنَ الثَرى ثِقلٌ ثَقيلُ
قُرِنَ الفَناءُ بِنا فَما يَبقى العَزيزُ وَلا الذَليلُ
وأرجئُ بقيةَ الحديثِ إلى ما بعدَ جلسةِ الاستراحةِ .وأقولُ قولي هذا وأستغفرُ اللهَ لي ولكم
الخطبةُ الثانيةُ الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إلا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وبعدُ………..
أيُّها السادةُ : انتبهْ يا مَن تُضيعُ أوقاتَكَ
رسالةً إلى مَن يقتلونَ الوقتَ قتلاً .. إلى من يقتلون العمرَ قتلاً .. إلى من يُضيعون الحياةَ تضييعًا . يا مَن تضيعُ الوقتَ : أنت تضيعُ عمرَكَ وتضيعُ حياتَكَ وتنتحرُ انتحارًا بطيئًا وأنت لا تدرى ….واللهِ الذي لا إلهَ إلا هو ستندمُ في يومٍ لا ينفعُ الندمُ ,وستأتي عليك ساعةٌ, وستعرفُ قدرَ ما ضيعتَ من ساعاتٍ , انظروا إلى حسانِ بنِ سنانٍ لما نامَ على فراشِ الموتِ قالوا كيف تَجِدُكَ؟ قال: بخيرٍ أنْ نجوتُ من النارِ .فقال ماذا تشتهِي؟ قال: ليلةً أُحيي ما بين طرفَيهَا، بماذا؟ بالجلوسِ أمامَ المسلسلاتِ بالجلوسِ أمامَ الأفلامِ والمصارعةِ كلا أُحيي ما بين طرفَيهَا بذكرِ اللهِ تباركَ وتعالى .
بل هذا هو عامرُ بنُ قيسٍ لما نامَ على فراشِ الموتِ أخذَ يبكي قالوا: ما يُبكيكَ ؟ قال ثلاثةَ أشياءٍ ليلةً نمتُها،, يا ربِّ سلم، وساعةً غفلتُ عنها ,ويومًا أفطرتًه، يا ربِّ سلم.
فما بالُكَ وقد ضيعنَا الأعمارَ بالبعدِ عن اللهِ وعن منهجهِ وعن سنةِ حبيبهِ صلى اللهُ عليه وسلم ……فيا هذا نَفَسُكَ معدودٌ, وعمرُكَ محسوبٌ، فكم أملتَ أملاً وانقضي الزمانُ وفاتَكَ ولا أراكَ تفيقُ حتى تلقي وفاتَكَ . فاحذرْ ذللَ قدمِكَ وخفْ طولَ ندمِكَ واغتنمْ حياتَكَ قبلَ موتِكَ فتبْ إلى ربِّكَ واستعدْ ليومِ الفقرِ الأعظمِ كما قال أبو ذرٍ رضي اللهُ عنه أتدرون ما يومُ فقري ؟ قالوا بلي .قال يومَ أدخلُ قبرِي.
تاللهِ لو عاشَ الفتى من دهرهِ *** ألفًا من الأعوامِ مالِكَ أمرِه
متلذذًا فيها بكلِّ نفيسةٍ *** متنعمًا فيها بنُعمى عصرِه
لا يعتريه السقمُ فيها مرةً *** كلا ولا تردِ الهمومُ ببالِه
ما كان ذلكَ كلّه في *** أنْ يفِي بمبيتِ أول ليلةٍ في قبرِه
فالوقتُ الذي تعيشُ فيه هو حياتُكَ فإذا عمرتَهُ عمرتَ حياتَكَ , وإذا أهملتَهُ أهملتَ حياتَكَ.
يقولُ ابنُ القيمِ : السنةُ شجرةٌ، والشهورُ فُروعُهَا، و الأيامُ أغصانُهَا، والساعاتُ أوراقُهَا، والأنفاسُ ثمرُهَا، فمَن كانتْ أنفاسُهُ في طاعةٍ فثمرتُهُ طيبةٌ، ومَن كانتْ أنفاسُهُ في معصيةٍ فثمرتُهُ حنظلٌ ، فأيُّ الثمارِ تريدُ يا مسكينٌ؟
قال الفضيلُ بنُ عياضٍ لرجلٍ: “كم عمرُكَ؟ فقال الرجلُ: ستون سنةً، قال الفضيلُ: إذًا أنت منذُ ستينَ سنةً تسيرُ إلى اللهِ تُوشِكُ أنْ تَصِلَ، فقال الرجلُ: إنَّا للهِ وإنَّا إليه راجعون، فقال الفضيلُ: يا أخي، هل عرفتَ معناها، قال الرجلُ: نعم، عرفتُ أنِّي للهِ عبدٌ، وأنِّي إليه راجعٌ، فقال الفضيلُ: يا أخي، مَن عرفَ أنّه للهِ عبدٌ وأنّه إليه راجعٌ، عرفَ أنّه موقوفٌ بين يديِه، ومَن عرفَ أنّه موقوفٌ عرفَ أنّه مسؤولٌ، ومَن عرفَ أنّه مسؤولٌ فليُعدَّ للسؤالِ جوابًا، فبكى الرجلُ، فقال: يا فضيلُ، وما الحيلةُ؟ قال الفضيلُ: يسيرةٌ، قال الرجلُ: وما هي يرحمُكَ اللهُ؟ قال الفضيلُ: أنْ تتقيِ اللهَ فيما بقِيَ، يَغفِرُ اللهُ لك ما قد مضَى وما قد بقِيِ.
فاعرفْ قدرَ وقتِكَ وشرفَ زمانِكِ وحقيقةَ عمرِكَ وحقيقةَ ساعاتِ أيامِكِ فَعُدْ الليلةَ إلى اللهِ قبلَ فواتِ الأعمارِ واسمعْ إلى العزيزِ الغفارِ وهو يُنادى: ))قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ )) (الزمر:53). فاتقِ اللهَ حيثُمَا كنتَ وراقبْ ربَّكَ ليلًا نهارًا واعلم أنّ اللهَ مُطّلعٌ عليكَ ويراك.
كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه
د/ محمد حرز
إمام بوزارة الأوقاف
_______________________________
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة
للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات
للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة
للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف