أخبار مهمةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : المسئولية وأثرها في صلاح الفرد والمجتمع

خطبة الجمعة القادمة للدكتور خالد بدير : المسئولية وأثرها في صلاح الفرد والمجتمع ، بتاريخ 29 رجب 1440 هـ ، الموافق 5-4-2019 م.

 

لتحميل خطبة الجمعة 5/4/2019 وعناصرها:

لتحميل خطبة الجمعة 5/4/2019 بصيغة word  أضغط هنا.

 

لتحميل خطبة الجمعة 5/4/2019 بصيغة  pdf أضغط هنا.

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 5 أبريل 2019 كما يلي:

 

 

عناصر خطبة الجمعة :

العنصر الأول من خطبة الجمعة : أهمية المسئولية وأنواعها

العنصر الثاني خطبة الجمعة : وسائل استشعار المسئولية

العنصر الثالث خطبة الجمعة : واجبنا نحو المسئولية

العنصر الرابع خطبة الجمعة : البيان في الحكمة من صيام الرسول في شعبان

 

     المقدمة:                                                            أما بعد:

 

العنصر الأول من خطبة الجمعة : أهمية المسئولية وأنواعها

عباد الله: لقد خلق اله الإنسان وكرمه وفضله على سائر المخلوقات والكائنات قال تعالى: { وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلًا }.(الإسراء 70 ). فالفرق بين الإنسان وبين بقية المخلوقات أنه يتحمل المسئولية، لأن لديه العقل ولديه الإرادة والاختيار؛ لذلك تسطر عليه أعماله في كتاب يوضع في عنقه ليلقى الله به.

والمسئولية في الإسلام تعني: أن المسلم مكلفٌ ومسئولٌ عن كل شيء جعل الشرع له سلطاناً عليه، أو قدرة على التصرف فيه بأي وجه من الوجوه، سواء أكانت مسئولية شخصية فردية، أم مسئولية جماعية ، فإن أَحسن تَحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب.

أحبتي في الله:

لقد جعل الإسلام الإنسان مسؤولاً منذ بلوغه سن التكليف؛ وهو الرابعة أو الثالثة عشرة، ويَستمرُّ ذلك التكليف ما دام القلب ينبض، والعقل يعمل، حتى يفارق هذه الدنيا ويرحل عنها؛ وهذه المسئولية التي تحملها الإنسان وأبي كل شيء حملها!!

قال تعالى: { إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا } [الأحزاب: 72]، فتحمل الأمانة والمسئولية أمر ليس بالهين اللين كما يعتقده الكثيرون، ولخطورة التفريط في الأمانة أبت السماوات والأرض والجبال حملها، ” فعن الحسن أنه تلا هذه الآية:{ إِنَّا عَرَضْنَا الأمَانَةَ عَلَى السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ}(الأحزاب:72)، قال: عرضها على السبع الطباق الطرائق التي زينت بالنجوم، فقيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت: وما فيها؟ قيل لها: إن أحسنت جُزِيت، وإن أسأت عوقبت. قالت: لا. ثم عرضها على الأرضين السبع الشداد، التي شدت بالأوتاد، وذللت بالمهاد، فقيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت: وما فيها؟ قيل لها:

إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت. قالت: لا. ثم عرضها على الجبال الشوامخ الصعاب الصلاب، قيل لها: هل تحملين الأمانة وما فيها؟ قالت: وما فيها؟ قيل لها: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت، قالت: لا. فقال لآدم: إني قد عرضتُ الأمانة على السماوات والأرض والجبال فلم يطقنها، فهل أنت آخذ بما فيها؟ قال: يا رب، وما فيها؟ قال: إن أحسنت جزيت، وإن أسأت عوقبت. فأخذها آدم فتحمَّلها، فذلك قوله: { وَحَمَلَهَا الإنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولا }أي: ظلم نفسه بحمله إياها، جاهلاً حق الله فيها.”( تفسير ابن كثير).

أحبتي في الله:

لابد أن يعلم كل إنسان أوكله الله أمر من أمور المسلمين أن الله تعالي وضع في عنقه أمانة ومسئولية؛ فهي ليست تشريف ولا وجاهة وإنما مسئولية وتكليف؛ بمعنى أن كل من تم توظيفه في عمل عام فهو المعني بهذا الكلام وهو مسئول وموقوف أمام الله { وَقِفُوهُمْ إِنَّهُم مَّسْئُولُونَ}. (الصافات: 24).  وقال: { أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثاً وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لَا تُرْجَعُونَ}.( المؤمنون: 115). وقال تعالي: { فَوَرَبِّكَ لَنَسْأَلَنَّهُمْ أَجْمَعِيْنَ * عَمَّا كَانُوا يَعْمَلُونَ }.(الحجر: 92 ؛ 93).

ولا يقتصر السؤال على المرسل إليه فقط؛ بل يشمل المرسل والمرسل إليه؛ قال تعالى: { فَلَنَسْأَلَنَّ الَّذِينَ أُرْسِلَ إِلَيْهِمْ وَلَنَسْأَلَنَّ الْمُرْسَلِينَ}.[ الأعراف: 6]. هذا الذي يتكلم له حساب عند الله، هذا الذي تقوله للناس هل أنت مطبق له؟! وهذا المستمع مسؤول، سمعت كل شيء، ماذا فعلت فيما سمعت؟! فالله عز وجل سيسأل المرسَل إليه والرسول.

 

عباد الله:

إن المسئولية تنقسم إلى قسمين: مسؤولية شخصية فردية ؛ ومسئولية جماعية تشمل جميع أفراد الأمة.

فأما المسؤولية الشخصية فهي مسؤولية كل فرد عن نفسه وجوارحه وبدنه، روحه وعقله، علمه وعملِه، عباداته ومعاملاته، مالِه وعُمره، أعمال قلبه وجوارحه، وهي مسؤولية لا يشاركه في حملها أحد غيره، فإن أحسن تحقق له الثواب، وإن أساء باء بالعقاب، قال تعالى: {  مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ} (الأنعام: 160)؛ {  فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ}. (الزلزلة: 7 ؛ 8) .

  وهذه المسئولية الشخصية إذا فرط فيها الإنسان وأهملها ولم يقم بحق الله فيها سئل عنها وعوقب في الآخرة ؛ روى الترمذي بسند حسن ؛ عن أبي برزة الأسلمي أن رسول الله  قال: ” لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عمره فيم أفناه، ومن علمه فيم فعل فيه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه، وعن جسمه فيم أبلاه “.

ومن المسؤولية الشخصية مسئولية الإنسان تجاه ربه في مراقبتِه في سائر أعماله وأقواله وتصرُّفاته وأفعاله، وأن يعبدَ الله كأنه يراه حين تغيب عنه الأبصار، ويختفي عن الأنظار.

ومنها: مسؤولية الإنسان عن لسانه أن يلغ في أعراض البرآء، أو ينقل الأراجيف والشائعات ضد الصلحاء، وعن قلبه أن يحمل الضغينة والشحناء، والغل والحسد والبغضاء، {إِنَّ ٱلسَّمْعَ وَٱلْبَصَرَ وَٱلْفُؤَادَ كُلُّ أُولـٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} [الإسراء:36].

 

وأما المسؤولية الجماعية فتتضمن صوراً عديدةً:

 منها: المسؤولية الكبرى في الإمامة العظمى:

في القيام بالمسؤوليات في الوظائف العامة، وكذا الحفاظ على الأموال والممتلكات والمرافق العامة، فليست المسؤوليات غُنماً دون غرم، ولا زعماً دون دعم، وسيتولى حارّها من تولى قارَّها، في بُعدٍ عن الخلل الإداري والتلاعب المالي والتسيب الوظيفي، فلا تصان الحقوق إلا بتولية الأكفاء الأمناء، والأخذ على أيدي الخونة السفهاء، قياماً بالمسؤولية والأمانة كما شرع الله، وتحقيقاً لما يتطلّع إليه ولاة الأمر وفقهم الله، وهو ما يحقق مصالح البلاد والعباد.

ومنها: المسئولية عن توفير السكن لمن لا سكن له :

وقد كان فى مسجد النبي – صلى الله عليه وسلم – وعلى الرغم من صغر مساحته مكان لمن لا مأوى لهم من المهاجرين والأنصار؛ حتى إنه من إيثاره لهم على أقاربه لما جاءته السيدة فاطمة رضى الله عنها تطلب منه خادماً يعينها على أعمال المنزل بعد أن شكت ما فعلت الرحا بيديها! قال لها: “لا أعطيكم وأدع أهل الصفة تلوى بطونهم من الجوع” وهذا يعد نوعاً من أنواع التكافل الاجتماعي والإحساس بالمسئولية ونوعاً من إيواء من لا مأوى له.

ومنها: المسئولية عن اليتامى والمساكين والفقراء وسد احتياجاتهم:

الذين لا عائل لهم ولا مأوى؛ والعجزة الذين لا يجدون سبيلاً من أسباب الكسب ؛ وسد الخلات، ودفع حاجات المحتاجين، وإغاثة الملهوفين، وإنقاذ الغرقى؛ وإن هذا المفهوم بلغة العصر، يشمل مؤسسات الإغاثة ومؤسسات الخدمة الاجتماعية والتنمية الاجتماعية، وتأهيل الفقراء علمياً وحرفياً، لتحقيق سد الخلة على الوجه الأكمل، ذلك أن المساعدات المؤقتة تحقق سداً لحاجة جزئية، ولا تدفع الحاجة على وجه الدوام والاستمرار.

بل إن الإسلام يذهب إلى أبعد من ذلك في تفعيل المسئولية المجتمعية من أجل تحقيق التكافل الاجتماعي إذا لم تقم الزكوات بذلك؛ فيفرض على الأغنياء –مع الزكاة- ما يكفي حاجة الفقراء؛ قال ابن حزم:” وفرض على الأغنياء من أهل كل بلد أن يقوموا بفقرائهم، ويجبرهم السلطان على ذلك، وإن لم تقم الزكوات بهم، ولا في سائر أموال المسلمين بهم، فيقام لهم بما يأكلون من القوت الذي لا بد منه، ومن اللباس للشتاء والصيف بمثل ذلك، وبمسكن يكنهم من المطر والصيف ، والشمس وعيون المارة.” ( المحلى(.

ومنها : المسئولية عن تزويج العزب والعانس:

إذ أن حل مشكلة العنوسة فى المجتمع تدخل فى إطار المسئولية المجتمعية؛ لأن القرآن الكريم قال: {وأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ}.( النور: 32). والخطاب فى الآية الكريمة موجه للأمة كلها؛ فلو عجز إنسان عن تزويج ابنه أو ابنته توجه الأمر إلى الأمة كلها حتى لا يكون فيها عزب ولا عانس.

ومنها: مسئولية تعلم العلوم الدنيوية:

فكل العلوم تخدم الإسلام ما دامت هذه العلوم نافعة للإنسان فى دينه ودنياه؛ فلولا تعلم الطب ما تعلم الناس كيفية علاج الأبدان؛ وقد كان رسول الله يعالج وكانت امرأة فى عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – تسمى رفيدة صنع لها خيمة فى مسجده فى غزوة الخندق؛ وكانت تمرض فيها سعد بن معاذ سيد الأوس ..

فمن المسئولية المجتمعية أن يكون فى الأمة الطبيب والمهندس والاقتصادي والزراعي والكيميائي والصيدلي؛ وما تتم به المعايش كتعلم أحكام البيع والشراء والحرث وتولى الإمامة والشهادة وأدائها والقضاء وإعانة القضاة على استيفاء الحقوق والزراعة والتجارة وتعلم اللغات الأجنبية وتعلم الصنائع والحرف… كل هذه من المسئولية المجتمعية لأن الأمة لا تستطيع أن تحيا وتتقدم بدونها؛ لأنه لو خلت البلاد من أصحاب الحرف والصناعات لدخل الحرج على الجميع.

ومنها: المسئولية المجتمعية عن المقدسات الإسلامية:

فلا يفوتنا ونحن في هذا المقام أن نتكلم عن المسئولية الجماعية تجاه المسجد الأقصى الأسير؛ فإن من أهم مسؤوليات الأمة العظمى التصدي لألوان الغزو السافر ضدَّ عقيدتنا ومقدساتنا، والإبانة عن الموقف الحق ضد الحملات التي تُشن ضد ديننا وقيمنا ومبادئنا، والتصدي القوي لما تقوم به الصهيونية العالمية في دعمٍ من القوى الدولية ضد مقدساتنا في فلسطين المسلمة، فمسؤولية مَن مواجهة هذه الغطرسة الصهيونية الآثمة وهذه الهجمة العدوانية العنصرية ضد أمتنا الإسلامية؟! إن كلاًّ منا على ثغر من ثغور الإسلام، فاللهَ اللهَ أن يؤتى الإسلام من قِبله.

وبالجملة: فإن كل أمر يهم الأمة وفيه صلاحها وقوتها فهو من المسئولية المجتمعية التي بها قوام الأمة ونهضتها ورقيها وتقدمها.

 

العنصر الثاني: وسائل استشعار المسئولية

عباد الله: تعالوا بنا في هذا العنصر نرصد لكم أهم الوسائل التي من خلالها يستشعر الفرد أمانة المسئولية وقدرها وما يترتب عليها من ثواب وعقاب دنيوي وأخروي؛ وهذه الوسائل تتمثل فيما يلي:

أولاً:  تذكر المسئولية والموقف أمام الله يوم القيامة:

والمسئولية التى تدعو إلى رعاية الحقوق وتعصم عن الدنايا لا تكون بهذه المثابة إلا إذا استقرت فى وجدان المرء ٬ ورست فى أعماقه  وهيمنت على الداني والقاصي من مشاعره٬ والمسئولية ضمير حى إلى جانب الفهم الصحيح للقرآن والسنة؛ فإذا مات الضمير انتزعت الأمانة ٬ فما يغنى عن المرء ترديد للآيات ٬ ولا دراسة للسنن ٬ وأدعياء الإسلام يزعمون للناس وقد يزعمون لأنفسهم أنهم أمناء؛ ولكن هيهات أن تستقر الأمانة والمسئولية فى قلب تنكر للحق. فعَنْ حُذَيْفَةَ رضي الله عنه قَالَ: حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثَيْنِ، رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا، وَأَنَا أَنْتَظِرُ الآخَرَ، حَدَّثَنَا: ” أَنَّ الأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ _ أصل _ قُلُوبِ الرِّجَالِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ”، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا قَالَ:

” يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ، فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ _ يعني يبقى في قلب الرجل أثراً يسيراً للأمانة _ ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ _ أثر قليل جداً حتى وكأن الأمانة فقدت من القلوب _ كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ، فَتَرَاهُ مُنْتَبِراً، وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ، فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ، فَلاَ يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّى الأَمَانَةَ، فَيُقَالُ: إِنَّ فِي بَنِي فُلاَنٍ رَجُلاً أَمِيناً، وَيُقَالُ لِلرَّجُلِ: مَا أَعْقَلَهُ، وَمَا أَظْرَفَهُ، وَمَا أَجْلَدَهُ، وَمَا فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ مِنْ إِيمَانٍ”، وَلَقَدْ أَتَى عَلَيَّ زَمَانٌ وَمَا أُبَالِى أَيَّكُمْ بَايَعْتُ لَئِنْ كَانَ مُسْلِماً رَدَّهُ الإِسْلاَمُ، وَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا رَدَّهُ عَلَيَّ سَاعِيهِ، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَمَا كُنْتُ أُبَايِعُ إِلاَّ فُلاَناً وَفُلاَناً “(متفق عليه).

والحديث يصور انتزاع الأمانة والمسئولية من القلوب الخائنة تصويرا محرجا فهى كذكريات الخير فى النفوس الشريرة ٬ تمر بها وليست منها ٬ وقد تترك من مرها أثرا لاذعا. بيد أنها لا تحيى ضميرا مات ٬وأصبح صاحبه يزن الناس على أساس أثرته وشهوته ٬ غير مكترث بكفر أو إيمان؟!

 

ثانياً: التعود والتنشئة على تحمل المسئولية وتعظيم مكانتها في نفس المسلم منذ الصغر:

فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يربي أسامة بن زيد على يديه، ثم في سن السابعة عشرة يكلفه النبي صلى الله عليه وسلم قيادة جيش فيه أبو بكر وعمر، وينتقل النبي صلى الله عليه وسلم إلى جوار ربه وينفذ أبو بكر بعث أسامة فيتحمل المسؤولية ويمضي في مهمته ويعود منها محققا الغاية التي من أجلها أرسل الجيش ؛ وتعجب حين تعلم أن الصحابة كانوا يقولون بعد ذلك: ما رأينا أسلم من بعث أسامة؛ ذلك أن الله تعالى قد حفظ أفراد الجيش حتى رجعوا سالمين!!

وهذا عبد الله بن عمر رضي الله عنه كان عمره إحدى عشرة سنة تقريبًا حين قَدِم النبيُّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – المدينة ، وكان يحضر مجالس الكِبار ويحضر مُناسبات المسلمين في المدينة، فلمَّا كبر أصبح علَمًا من أعلام المسلمين.

إذن تبدأ المسؤولية والأهمية من الأسرة، فالأسرة التي تربي أبناءها وتنمي قدراتهم وتغرس في نفوسهم حب الخير وحب الناس وحب العمل وحب الوطن والتمسك بالأخلاق والشمائل الإسلامية، والدفاع عن الوطن من الأعداء والحاسدين، إنما هي تقوم ببناء المجتمع.. أما تلك الأسرة التي لا تهتم بأبنائها ولا تنشئهم تنشئة اجتماعية سليمة، إنما هي تهدم المجتمع!!

ثالثاً: السعي لحسن الذكر في الدنيا:

 وعظيم الأجر في الآخرة بفضل الله ثم بالتحلي بالأخلاق الحميدة ومنها الأمانة؛ فالرجل المسامح الهين اللين المشهور بحسن خلقه بين الناس؛ يحظى بشهادة الناس له عند موته ويكثر المصلون على جنازته فيكون ذلك سبباً في وجوب الجنة له. فعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: ” مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا ، فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا. فَقَالَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ . قَالَ عُمَرُ: فِدًى لَكَ أَبِي وَأُمِّي ، مُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرٌ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَنَازَةٍ فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرٌّ فَقُلْتَ وَجَبَتْ وَجَبَتْ وَجَبَتْ!!! فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللَّهِ فِي الْأَرْضِ ” ( متفق عليه واللفظ لمسلم ).

رابعاً: تذكر عاقبة الخيانة:

لأن الذى تولى أمراً من أمور المسلمين فخانهم فقد عرض نفسه لغضب الله وعقابه في الآخرة.

خامساً: الاستفادة من سيرة السلف الصالح وحالهم مع الأمانة.

سادساً: تبادل وجهات النظر والحوار وعقد الندوات:

 والتعريف بأهمية المسئوليات المناطة بكل فرد من أفراد الأمة؛ لأن هذا في شأنه أن يرفع مستوى الوعي السياسي والثقافي بين أبناء مجتمعنا.

هذه هي الوسائل التي يمكن من خلالها استشعار المسئولية والقيام بها على أكمل وجه كما أراد الشارع الحكيم .

 

العنصر الثالث: واجبنا نحو المسئولية من خطبة الجمعة

عباد الله: اعلموا أن المسئولية المجتمعية خطيرة؛ فاتقوا الله فيما أسند إليكم من مسئوليات؛ واعموا أنكم واقفون ومسئولون عن ذلك فماذا أنتم قائلون؟!! ” قال الفضيل بن عياض لرجل: كم أتى عليك؟ قال: ستون سنة، قال: فأنت منذ ستين سنة تسير إلى ربك يوشك أن تبلغ، فقال الرجل: إنا لله وإنا إليه راجعون، قال له الفضيل: أتعرف تفسيره؟ قال الرجل: فسره لنا يا أبا علي، قال: فمن علم أنه عبد الله وأنه إليه راجع، فليعلم أنه موقوف، ومن علم أنه موقوف فليعلم أنه مسؤول، ومن علم أنه مسؤول فليعد للسؤال جوابا، فقال الرجل: فما الحيلة؟ قال: يسيرة، قال: ما هي؟ قال: تحسن فيما بقي يغفر لك ما مضى، فإنك إن أسأت فيما بقى أُخِذت بما مضى وما بقي” . (حلية الأولياء ؛ وجامع العلوم والحكم) .

فنحن مسؤولون أمام الله عن بيوتنا, وزوجاتنا, وأولادنا, وفتياتنا، فعلينا أن نعنى بهم، والأب عندما يعتني بأولاده وهم صغار, ينشؤون على طاعة الله، فإذا أهملهم صغاراً, لا يستطيع أن يقودهم كباراً، الأمر يخرج من يده وانتهى، والحسرة التي تملأ قلب الأب الذي أهمل ولده صغيراً فانحرف، ولا يقوى على تربيته كبيراً، هذه الحسرة لا يعرفها إلا من ذاقها .

الرجل مسؤول في بيته عن أهله في القوامة والنفقة والرعاية، وسيُسأل عنهم: هل أدَّى حقَّهم وقام بواجبهم أو لا؟

المرأة مسؤولة في بيت زوجها في الحفاظ على أمانة الزوج وأسراره، ورعاية البنين وتربيتهم التربية الصالحة.

المعلِّم مسؤول في مدرسته عن طلابه مِن خلال التوجيه الحسن، وبذل النُّصح والتعليم.

الموظف مسؤول في دائرته عن رعاية حقوق المراجعين، وعدم التفريط في وقته.

الإمام مسؤول تجاه رعيته ومَن يَحكُمُهم؛ بأن يقيمَ بينهم العدل، ويحكم بينهم بالسوية.

أيها المسلمون:

والله إنكم مسئولون عن أسركم وأولادكم وأزواجكم وجميع أعمالكم يوم القيامة؛ وبين ذلك الرسول صلى الله عليه وسلم في قوله:” كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا، وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” ( متفق عليه) وقال أيضاً : ” إنَّ اللهَ سائلٌ كلَّ راعٍ عما استرعاهُ ، أحفظَ أم ضيَّعَ ؟ حتى يُسألَ الرجلُ عن أهلِ بيتِه “( النسائي وابن حبان) ” قال العلماء: الراعي هو الحافظ المؤتمن الملتزم صلاح ما قام عليه ، وما هو تحت نظره ، ففيه أن كل من كان تحت نظره شيء فهو مطالب بالعدل فيه ، والقيام بمصالحه في دينه ودنياه ومتعلقاته .” (شرح النووي).

ويقول ابن القيم رحمه الله: قال بعض أهل العلم: إن الله سبحانه وتعالى يسأل الوالد عن ولده يوم القيامة، قبل أن يسأل الولد عن والده، فإنه كما أن للأب على ابنه حقاً، فللابن على أبيه حق. وكما قال الله تعالى: {وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً} [العنكبوت: 8] ، ويقول أيضاً: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ} [التحريم: 6] ، فوصية الله للآباء بأولادهم سابقة على وصية الأولاد بآبائهم. فمن أهمل تعليم ولده ما ينفعه، فقد أساء إليه، وأكثر الأولاد إنما جاء فسادهم من قبل الآباء، وإهمالهم لهم، وترك تعليمهم فرائض الدين وسننه، فأضاعوهم صغاراً فلم ينتفعوا بأنفسهم، ولم ينفعوا آباءهم كباراً. كما عاتب بعضهم ولده على العقوق، فقال الولد: «يا أبت إنك عققتني صغيراً، فعققتك كبيراً، وأضعتني وليداً، فأضعتك شيخاً».

أحبتي في الله:

عليكم إصلاح أولادكم؛ والقيام عليهم؛ والصبر والتصبر في تعليمهم وتعويدهم على الطاعة؛ واحفظوهم من الضياع مع الشباب الفاسد الطائش؛ يقول الإمام الغزالي رحمه الله في رسالته أنجع الرسائل: «الصبي أمانة عند والديه، وقلبه الطاهر جوهرة ساذجة خالية من كل نقش وصورة، وهو قابل لكل ما نقش، ومائل إلى كل ما يمال به إليه، فإن عُوِّد الخير وعلمه؛ نشأ عليه وسعد في الدنيا والآخرة أبواه، وكل معلم له ومؤدِّب، وإن عوِّد الشر وأُهْمِلَ إهمال البهائم؛ شقي وهلك، وكان الوزر في رقبة القيِّم عليه والوالي له». فأولادكم أمانة في أيديكم وستسألون عنهم فماذا أنتم قائلون؟!!!

 

العنصر الرابع: البيان في الحكمة من صيام الرسول في شعبان

عباد الله: في هذه الأيام المباركة نستقبل شهراً عزيزاً  كريما علينا ألا وهو شهر شعبان، ونحن نعلم جميعاً أن الرسول – صلى الله عليه وسلم -كان يخص شهر شعبان بالصيام، مما أثار انتباه الصحابة إلى ذلك . فعن أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ؟ لَمْ أَرَكَ تَصُومُ شَهْرًا مِنْ الشُّهُورِ مَا تَصُومُ مِنْ شَعْبَانَ! قَالَ: ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ ، وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ “(النسائي بسند حسن).

وهنا سؤال يطرح نفسه؛ لماذا خص الرسول – صلى الله عليه وسلم – شهر شعبان بالصيام؟!! أقول: إن ذلك يرجع إلى حكم أربعة ، حكمتان ذكرا في حديث أسامة السابق، وحكمتان ذكرهما العلماء، وهاك البيان والله المستعان وعليه التكلان:

الحكمة الأولى: غفلة الناس:

فكثير منا يهتم بشهر رجب ورمضان لفضلهما، ويغفل عن شعبان ويعتبره راحة وهدنة، فقد بيَّن النبي الأمين – صلى الله عليه وسلم – أن شهر شعبان شهر يَغفلُ عنه الناس، ” ذَلِكَ شَهْرٌ يَغْفُلُ النَّاسُ عَنْهُ بَيْنَ رَجَبٍ وَرَمَضَانَ “، فالكيس من الناس الذي يغتنم غفلتهم، فيفوز بالقبول عند مولاه اقتداءً بنبيه ومصطفاه، لأن الناس كلهم في غفلة وهو مع الله .

الحكمة الثانية: ترفع فيه الأعمال إلى الله:

ففي حديث سيدنا أسامة ” وَهُوَ شَهْرٌ تُرْفَعُ فِيهِ الْأَعْمَالُ إِلَى رَبِّ الْعَالَمِينَ، فَأُحِبُّ أَنْ يُرْفَعَ عَمَلِي وَأَنَا صَائِمٌ “. فالنبى – صلى الله عليه وسلم – يحرص وقت رفع العمل أن يكون في أحسن حالٍ مع الله، إذ تأتي الملائكة فتجده صائماً قائماً ، فإذا كان الواحد منا يستحى أن يراه ولى أمره أو رئيسه أو مديره وهو على معصية أو في وضعٍ غير لائق، فمن باب أولى أن يكون في أتقى وأنقى وأصفى حال مع الله، ولا سيما حين رفع التقرير السري السنوي إليه سبحانه وتعالى.

الحكمة الثالثة: أن شهر شعبان مقدمة وتمرين وتمهيد لرمضان:

فصيام شعبان كالتمرين على صيام رمضان لئلا يدخل في صوم رمضان على مشقة وكلفة، بل قد تمرن على الصيام واعتاده ووجد بصيام شعبان قبله حلاوة الصيام ولذته فيدخل في صيام رمضان بقوة ونشاط، ولذلك نزل القرآن والأوامر والنواهي تدريجياً حتى لا توجد على الناس مشقة، قال تعالى:{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} (الفرقان: 32) ، وعن عَائِشَةَ قَالَت:”إِنَّمَا نَزَلَ أَوَّلَ مَا نَزَلَ مِنْهُ سُورَةٌ مِنْ الْمُفَصَّلِ فِيهَا ذِكْرُ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، حَتَّى إِذَا ثَابَ النَّاسُ إِلَى الْإِسْلَامِ نَزَلَ الْحَلَالُ وَالْحَرَامُ ، وَلَوْ نَزَلَ أَوَّلَ شَيْءٍ لَا تَشْرَبُوا الْخَمْرَ لَقَالُوا: لَا نَدَعُ الْخَمْرَ أَبَدًا ، وَلَوْ نَزَلَ لَا تَزْنُوا لَقَالُوا لَا نَدَعُ الزِّنَا أَبَدًا”( البخاري)، ولذلك فإن الشخص الذي لم يصم ولا يوماً من رمضان حتى رمضان الثاني، فإن خبر رؤية هلال رمضان يكون عليه كالصاعقة، وكأنه كلف بنقل جبلٍ وما هو بناقله .

الحكمة الرابعة: أن شهر شعبان كسُنَّةٍ قبلية لرمضان :

فشعبان سنة قبلية لرمضان؛ والستة أيام من شوال سنة بعدية، وتكون منزلته من الصيام بمنزلة السنن الرواتب مع الفرائض قبلها وبعدها، وهي تكملة لنقص الفرائض، ومسددة لخلل الذي يقع فيه، فجرى صيام هذه الأيام مجرى سنن الصلوات التي قبلها وبعدها جابرة ومكملة. فعن أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ ” إِنَّ أَوَّلَ مَا يُحَاسَبُ بِهِ الْعَبْدُ بِصَلَاتِهِ فَإِنْ صَلَحَتْ فَقَدْ أَفْلَحَ وَأَنْجَحَ وَإِنْ فَسَدَتْ فَقَدْ خَابَ وَخَسِرَ، فَإِنْ انْتَقَصَ مِنْ فَرِيضَتِهِ شَيْءٌ قَالَ: انْظُرُوا هَلْ لِعَبْدِي مِنْ تَطَوُّعٍ فَيُكَمَّلُ بِهِ مَا نَقَصَ مِنْ الْفَرِيضَةِ ثُمَّ يَكُونُ سَائِرُ عَمَلِهِ عَلَى نَحْوِ ذَلِكَ”(أبوداود والنسائي والترمذي وحسنه).

أيها المسلمون: ألا فلنسارع إلى الله، ونجد ونجتهد، فمن جد وجد، ومن زرع حصد، كما قال أبو بكر البلخي: شهر رجب شهر الزرع، وشهر شعبان شهر سقي الزرع، وشهر رمضان شهر حصاد الزرع ، فمن لم يزرع ويغرس في رجب، ولم يسق في شعبان فكيف يريد أن يحصد في رمضان؟! وها قد مضى رجب فما أنت فاعل في شعبان ؟!!

نسأل الله أن يبارك لنا في رجب وشعبان وأن يبلغنا رمضان؛ وأن يجعلنا من العالمين العاملين !!!

الدعاء،،،،،،،                وأقم الصلاة،،،،،،،      

                                                        كتب خطبة الجمعة : خادم الدعوة الإسلامية

د / خالد بدير بدوي

 

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة و خطبة الجمعة لهذا اليوم

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة ( خطبة الجمعة ) المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة باللغات

 

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع

 

 

اظهر المزيد

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »