أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور محمد حرز

خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور محمد حرز ، بتاريخ 19 رمضان 1445هـ ، الموافق 29 مارس 2024م

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بصيغة word بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بصيغة pdf بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها ، للدكتور محمد حرز.

عناصر خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها.

 

أولًا: العشرُ الأواخرُ شفاءٌ للأرواحِ ونفحةٌ لا تفوتُك.

ثانيـًـــا: أعمالُ العشرِ ذهبيةٌ فاحرصْ عليهَا.

ثالثًا وأخيرًا: ليلةُ القدرِ وما أدرَاكَ ما ليلةُ القدرِ؟

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 29 مارس 2024م بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها : كما يلي:

فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها  

د. محمد حرز بتاريخ: 19 رمضان 1445هــ –29 مارس 2024م

الحمدُ للهِ الذي خلقَ الشهورَ والأعوامَ ..والساعاتِ والأيامَ .. وفاوتَ بينهَا في الفضلِ والإكرامِ .. وربُّكَ يخلقُ ما يشاءُ ويختارُ، الحمدُ للهِ القائلِ في محكمِ التنزيلِ ﴿شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ ﴾ البقرة185، وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ ، ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ، وَأشهدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وصفيُّهُ من خلقهِ وخليلُهُ؛ القائلُ كما في حديثِ عَائِشَةَ رضى اللهُ عنها قالتْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ ( يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ ) رَوَاهُ مسلم، فاللهم صلِّ وسلمْ على مسكِ الختامِ، وخيرِ مَن صلَّى وصام، وطافَ بالبيتِ الحرامِ، وجاهدَ الكفارَ في شهرِ الصيامِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ الأعلامِ، مصابيحِ الظلامِ، خيرِ هذه الأمةِ على الدوامِ، وعلى التابعين لهم بإحسانٍ والتزام.

عبادَ اللهِ: ( أعمالُ وفضائلُ العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ ) عنوانُ وزارتِنَا وعنوانُ خطبتِنَا.

أولًا: العشرُ الأواخرُ شفاءٌ للأرواحِ ونفحةٌ لا تفوتُك.

ثانيـًـــا: أعمالُ العشرِ ذهبيةٌ فاحرصْ عليهَا.

ثالثًا وأخيرًا: ليلةُ القدرِ وما أدرَاكَ ما ليلةُ القدرِ؟

أيُّها السادةُ : بدايةً ما أحوجَنَا في هذه الدقائقِ المعدودةِ إلى أنْ يكونَ حديثُنَا عن أعمالِ وفضائلِ العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ، وخاصةً والكثيرُ مِن الناسِ إلّا مَا رحمَ اللهُ أصابَهُم الكسلُ والخمولُ والفتورُ وكأنَّهَا مباراةٌ لكرةِ القدمِ أوشكتْ على الانتهاءِ، وخاصةً وها هو شهرُ رمضانَ أوشكَ على الرحيلِ، قد أصفرتْ شمسُهُ وأذنتْ بالغروبِ، ولم يبقَ إلا الثلثُ، والثلثُ كثيرٌ لمَن تابَ وأنابَ واستغفرَ وعادَ، وخاصةً والطاعاتُ في هذه العشرِ أعظمُ فضلًا، وأرفعُ قدرًا، وأكثرُ حمدًا، وأكرمُ أجرًا، وذلك لأنَّها عشرُ التجلياتِ، عشرُ النفحاتِ، عشرُ العتقِ مِن النيرانِ، عشرُ الرحماتِ، عشرُ المغفرةِ، عشرُ إقالةِ العثراتِ، وتكفيرِ السيئاتِ، ورفعِ الدرجاتِ، فهل مِن تائبٍ فهل مِن نادمٍ فهل مِن مستغفرٍ فهل مِن عادٍ إلى علامِ الغيوبِ وستيرِ العيوبِ قبلَ الرحيلِ .

شهرٌ يفوقُ على الشهورِ بليلةٍ *** مِن ألفِ شهرٍ فُضلتْ تفضـيلًا

طُوبَى لعبدٍ صحَّ فيهِ صيامُهُ ***  ودعا المهيمنَ بكرةً وأصيــلًا

وبليلةٍ قــد  قامَ يختمُ وردَهُ ***  متبتـــلًا لإلهِــهِ تبتــيلًا

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

أولًا: العشرُ الأواخرُ شفاءٌ للأرواحِ ونفحةٌ لا تفوتُك.

أيُّهَا السادةُ: مَشَاعِرُ إِيْمَانِيَّةٌ مَلأَتْ قُلُوبَنَا وَنَحْنُ نَستَقبِلُ هَذَا الشَّهْرَ المُبَارَكَ، وَكُلُّ رَجَائِنَا فِي أنْ يُوَفِّقَنَا اللهُ جل وعلا  لِلْعَمَلِ الصَّالِحِ، فَشَمَّرَ المُجِدُّونَ، واجتَهَدَ المُخلِصُونَ، فَوجَدُوا رَبًّا رَحِيمًا، وَشهرًا كريمًا فِيهِ الخَيْرُ والبَرَكَاتُ، والرحماتُ والمغفرةُ والرضوانُ، قال جلَّ وعلا: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ)، فَمَا أَطْيَبَ سَاعَاتِكَ يَا رَمَضَانُ، وَمَا أَرْوَعَ أيَّامَكَ وَلَيالِيَكَ، عَهدُنَا بِالشَّيءِ يَخْتَلُّ مَعَ النُّقصَانِ، وَيُمَلُّ مَعَ تَعَاقُبِ الأزمَانِ، إلاَّ أنتَ يا شَهْرَ الإحسَانِ، فَقَدْ ألفَينَاكَ تَزدَادُ حُسنًا كُلَّمَا نَقَصَتْ حَبَّاتُ عِقْدِكَ، تَسِيرُ إلى الشَبَابِ حِينَ تَرْجِعُ الأزمَانُ لِلمَشِيبِ، وَتُزهِرُ شَمسُكَ عِندَ الغُرُوبِ وَحِينَ المَغِيبِ، فَهَا هِيَ صَفْوَةُ أيَّامِكَ قَدْ أهَلَّتْ، وَجَواهِرُكَ قَدْ أَقبَلَتْ، وَشَمْسُ العَشْرِ الأواخِرِ قَدْ أَشرَقَتْ، لَيالٍ تَعظُمُ فِيهَا الهِبَاتُ، وَتَنزِلُ فِيهَا الرَّحَمَاتُ، وتُقالُ فِيهَا العَثَراتُ، وتُرفَعُ فِيهَا الدَّرَجَاتُ، وَتَعظُمُ فِيهَا أُجُورُ الطَّاعَاتِ، وتَتَزَيَّنُ فِيهَا الجِنَانُ، لا تُكَافِئُها لَيَالِي العَامِ مَنزِلَةً، ولا تُوازِيهَا فَضْلاً، فَهنيئًا لَكُمْ أنْ بَلَغتُمُوهَا، وَحَمْدًا للهِ أنْ أَمَدَّ فِي آجَالِكُمْ حَتَّى أدْرَكتُمُوهَا، فَطُوبَى لِمَنْ عَرَفَ قَدْرَهَا، وأَدْرَكَ عَظِيمَ فَضلِهَا، فَإنَّهَا واللهِ لَنِعْمَةٌ كُبرَى، وإنَّ مِنْ تَمَامِ شُكرِ هَذِهِ النِّعْمَةِ أنْ نَغتَنِمَهَا بِالأعمَالِ الصَّالِحَةِ، فَأينَ أولُو الهِمَمِ؟ أينَ أربَابُ المَجْدِ والقِمَمِ؟ أينَ المُشَمِّرُونَ عَنْ سَاعِدِ الجِدِّ، السَّائِرُونَ بِالعَزمِ نَحْوَ الهُدَى والرُّشدِ؟ إنَّ التَاجِرَ اللَّبِيبَ، والمُستَـثْمِرَ الأرِيبَ، مَنْ أحْسَنَ اغْتِنَامَ المَوَاسِمِ، وَأجَادَ انتِهَازَ الفُرَصِ، وَطَاعَةُ اللهِ هِي أعظَمُ تِجَارَةٍ، وَعِبَادَتُهُ خَيرُ مَكْسَبٍ وَمَطلَبٍ، بِلْ هِيَ سِرُّ وُجُودِنَا، وَقَبُولُهَا عِندَ اللهِ هِيَ الرِّبْحُ الحَقِيقِيُّ، قال َجَلَّ وعلا: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ)، وَيَقُولُ عَزَّ وجلَّ: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ)، إنَّكُمْ تُتَاجِرُونَ فِي سِلْعَةٍ ثَمِينَةٍ، وَبِضَاعَةٍ غَالِيَةٍ، إِنَّهَا الجَنَّةُ وَكَفَى بِهَا مَغْنَمًا، يَقُولُ المُصْطَفَى ﷺ: (مَنْ خَافَ أدْلَجَ، وَمَنْ أدْلَجَ بَلَغَ المَنْزِلَ، أَلاَ إنَّ سِلعَةَ اللهِ غَالِيَةٌ، أَلاَ إنَّ سِلْعَةَ اللهِ الجنَّةُ)، إنَّ الإنسَانَ فِي خُسْرٍ مَا أعْرَضَ عَنِ الخَيْرِ، وَهُو فِي رِبْحٍ مَا التزَمَ الصَّلاحَ والبِرَّ: (وَالْعَصْرِ، إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ، إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ)، فمَا بَالُ أَقْوَامٍ يَبدَؤُونَ شَهْرَهُمْ بِهِمَّةٍ وَنَشَاطٍ، تَرَاهُمْ فِي العِبَادَةِ فِي مُقَدِّمَةِ الصُّفُوفِ، وَفَي أرْوِقَةِ المُجتَمَعِ مِنَ المُسَارِعِينَ لِلخَيْرِ وَالمَعْرُوفِ، يَعْكُفُونَ عَلَى كِتَابِ اللهِ تِلاوَةً وَتَدَبُّرًا، وَيُقبِلُونَ عَلَى رَبِّهِمْ عِبَادَةً وَذِكْرًا، فَإِذا ذَهَبَ بَعْضُ الشَّهْرِ رَحَلَ بَعْضُ نَشَاطِهِمْ، تَتَنَاقَصُ هِمَّـتُهُمْ بِتَنَاقُصِ لَيالِي الشَّهْرِ الكَرِيمِ، حَتَى إذا وَصَلُوا إلى العَشْرِ الأَواخِرِ، اعتَرَاهُمُ المَلَلُ، وَغَلَبَ عَليهِمُ الكَسَلُ، أَمَا عَلِمُوا أنَّها أيَّامُ عِتْقٍ مِنَ النَّارِ؟ أَمَا عَلِمُوا أنَّها أيَّامُ رحمات ؟ أَمَا عَلِمُوا أنَّها أيَّامُ مغفرة للسيئات ؟ أَمَا عَلِمُوا (إِنَّمَا الأَعْمَالُ بِخَوَاتِيمِهَا). فَهَلْ يَزهَدُ المُؤمِنُ فِي هَذَا المَكْسَبِ العَظِيمِ، وَيَرْضَى بِمَا دُونَهُ؟ لِنَتَامَّـلْ سِيْرَةَ سَيِّدِ المُؤمِنِينَ وَإمَامِ المُرسَلِينَ – صَلَوَاتُ اللهِ وَسَلامُهُ عَلَيهِ-، وَلْنَستَمِعْ إلى زَوْجِهِ عَائِشَةَ رضى اللهُ عنها وأرضاها وَهِيَ تَحْكِي لَنَا كَيْفَ كَانَ يَقْضِي ﷺ هَذِهِ الأيَّامَ المُبَارَكَةَ؟ تَقُولُ – رَضِيَ اللهُ عَنْهَا -: ( كَانَ النَّبِيُّ ﷺ إذا دَخَلَ العَشْرُ شَدَّ مِئْزَرَهُ وَأَحْيَا لَيلَهُ، وَأيقَظَ أهلَهُ)، هَكَذَا كَانَ المُصْطَفَى ﷺ  وَقَدْ غَفَرَ اللهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ، فَهَلاَّ اقتَدَينَا بِهِ؟ قال ابنُ رجبٍ في لطائفِهِ رحمَهُ اللهُ: كان النبيُّ ﷺ يخصُّ العشرَ الأواخرَ مِن رمضانَ بأعمالٍ لا يعملُهَا في بقيةِ الشهرِ)، فتَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَالتَّقْوَى، وَخَاصَّةً مَعَ أَهْلِكُمْ، وَتَذَكَّرُوا مَا كَانَ عَلَيْهِ سَيِّدُنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، وَخَاصَّةً في العَشْرِ الأَخِيرِ، روى الترمذيُّ عَنْ زَيْنَبَ أُمِّ سَلَمَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَتْ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ إِذَا بَقِيَ مِنَ الشَّهْرِ عَـشَرَةُ أَيَّامٍ لَمْ يَذَرْ أَحَدَاً مِنْ أَهْلِهِ يُطِيقُ الْقِيَامَ إِلَّا أَقَامَهُ)، وروى الطَّبَرَانِيُّ في الكَبِيرِ عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ يُوقِظُ أَهْلَهُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَكُلَّ صَغِيرٍ وَكَبِيرٍ يُطِيقُ الصَّلَاةَ.

 إنَّنَا بِحَاجَةٍ فَعلِيَّةٍ إلى نَفَحَاتٍ رُوحِيَّةٍ نَتَفَيَّأُهَا فِي هَذِهِ اللَّيَالِي المُبَارَكَةِ، فِي زَمَنٍ تَعَطَّشَتِ الأَفئِدَةُ فِيهِ إلى مَا يُلَيِّنُهَا، وَيُضِيءُ جَوَانِبَهَا، وَمَا ذَاكَ إِلاَّ بِطَلَبِ رَحْمَةِ اللهِ وَاستِغفَارِهِ، وَصِدقِ اللُّجُوءِ إِلَيهِ،

العشرُ الأواخرُ مِن رمضانَ شفاءُ الأرواحِ ومنحةٌ ربانيةٌ وغنيمةٌ إلهيةٌ ونفحةٌ مِن نفحاتِ الرحمنِ يتنافسُ فيها المتنافسونَ ويستغفرُ فيها المستغفرونَ ويتوبُ فيها المذنبون، نفحةٌ مِن نفحاتِ ربِّكُم ألَا فتعرضُوا لها لماذا يا رسولَ اللهِ ؟ لعلَّ أنْ تصيبَكُم نفحةٌ مِن نفحاتِ ربِّكُم فلا تشقونَ بهَا أبدًا ، هَذِهِ الأَيَّامُ المُتَبَقِّيَةُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ المُبَارَكِ هِيَ غَنِيمَةٌ للعَابِدِينَ العَارِفِينَ بِاللهِ تعالى، غَنِيمَةٌ لِمَنْ أَرَادَ القُرْبَ مِنَ اللهِ تعالى، وَالقُرْبَ مِنْ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ، هَذِهِ الأَيَّامُ المُتَبَقِّيَةُ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ أَيَّامٌ شَرِيفَةٌ وَلَيَالِيهَا لَيَالٍ مُبَارَكَةٌ.

العشرُ الأواخرُ هي ليالِي العابدين، وقرةُ عيونِ القانتين، وملتقَى الخاشعين، ومأوى الصابرين..  ليالِي قصيرةٌ لا مجالَ فيها مِن التقصيرِ فيهَا يحلُو الدعاءُ، ويكثرُ البكاءُ، وتخشعُ القلوبُ والأبدانُ، إنَّها ليالٍ معدودةٌ وساعاتٌ محدودةٌ، فيا حرمانَ مَن لم يذقْ فيها لذةَ المناجاةِ ، ويا خسارةَ مَن لم يضعْ جبهتَهُ  فيها ساجدًا للهِ ربِّ الأرضِ والسماوات   !!، إنَّها ليالٍ يسيرةٌ.. والعاقلُ يغتنمُهَا؛ لعلهُ يفوزُ بالدرجاتِ العُلا في الجنانِ.. إنَّها ليستْ بجنةٍ بل جنان.. فيا نائمًا متى تستيقظُ؟! ويا غافلاً متى تنتبه؟ يا مقصرًا متى تلتزمُ؟ ؟ يا تائِهًا متى تفيقُ ؟ويا مجتهدًا اعلمْ أنَّك بحاجةٍ إلى مزيدٍ مِن الاجتهادِ والطاعةِ، ولا أظنُّكَ تجهلْ هذه الآيةَ {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ} التوبة: 105، فماذا سيرى اللهُ منك في هذه العشرِ؟ لا تُصلِّى وحدَكَ، وتتركْ زوجتَكَ وأولادَكَ نائمين ،فكلكُم راعٍ وكلكُم مسئولٌ عن رعيتهِ وهذه أيامُ نفحاتٍ أيامُ رحماتٍ أيامُ عتقٍ مِن النيرانِ ، وليس أنْ يجتهدَ الأبُ وحدَهُ، والبقيةُ نائمون، وإنَّما هي أيامُ اجتهادٍ واستنفارٍ عامٍ في البيتِ لهذا الحدثِ الكبيرِ الذي وقعَ، وهو دخولُ العشرِ، قال جلَّ وعلا { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ عَلَيْهَا مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدَادٌ لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ (6) } [سورة  التحريم آية رقم [6]، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِي اللَّه عَنْهمَا ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ﷺ قَالَ: ( أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، فَالْإِمَامُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى أَهْلِ بَيْتِ زَوْجِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ ، وَعَبْدُ الرَّجُلِ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ ، أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ) متفق عليه. وفي حديثِ أبي هريرةَ رضي اللهُ عنه قال، قال رسولُ اللهِ: ( رحِمَ اللَّهُ رجلًا قامَ منَ اللَّيلِ فصلَّى، وأيقَظَ امرأتَهُ، فإن أبَتْ، نَضحَ في وَجهِهَا الماءَ . رحمَ اللَّهُ امرأةً قامَت ْمِنَ اللَّيلِ فَصلَّتْ، وأيقَظَتْ زوجَهَا، فإِنْ أبَى، نَضَحَتْ في وَجهِهِ الماءَ  كُتِبَا مِن الذَّاكرينَ اللهَ كثيرًا والذَّاكراتِ).

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

ثانيـًـــا :أعمالُ العشرِ ذهبيةٌ فاحرصْ عليهَا.

أيُّهَا السادةُ :العشرُ الأواخرُ مِن رمضانَ أوقاتٌ فاضلةٌ ونفحاتٌ ربانيةٌ مباركةٌ، والواجبُ على المسلمِ استثمارُهَا واغتنامُ كلِّ لحظةٍ ونَفَسٍ فيها بالطاعاتِ والقرباتِ، فقد بلغَ مِن اغتنامِ الصحابةِ والسلفِ لهَا أنَّهُم كانوا يفطرونَ على لُقيماتٍ ويؤخرونَ الفطورَ الكاملَ للسحورِ حتى لا يضيعَ الوقتُ في الطعامِ وكيف لا؟ ورَسُولُ اللَّهِ ﷺ كان يَجْتَهِدُ فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ مَا لاَ يَجْتَهِدُ فِي غَيْرِهِ. رواه مسلم، فكان النبيُّ ﷺ يخصُّ العشرَ الأواخرَ مِن رمضانَ بأعمالٍ لا يقومُ بهَا في بقيةِ الشهرِ، ومِن هذه الأعمالِ:

تجديدُ التوبةِ، والرجوعُ إلى اللهِ، والندمُ على ما فرطتُ في جنبِ اللهِ، قالَ جلَّ وعلا: ( يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا ) [ الزمر: 53]، فبابُ التوبةِ مفتوحٌ لا يغلقُ أبدًا، فهل مِن توبةٍ  قبلَ فواتِ الأوانِ؟ فسبحانَ مَن يبسطُ يدهُ بالنهارِ ليتوبَ مسيءُ الليلِ، ويبسطُ يدهُ بالليلِ ليتوبَ مسيءُ النهارِ، هل مِن توبةٍ تمحُو الخطايا والذنوبَ؟ قال ربُّنَا: )إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا } الفرقان:71

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: الإكثارُ مِن تلاوةِ القرآنِ، ففيهِ كبيرُ ثوابٍ، وقد أخبرَ النبيُّ ﷺ أنَّ قراءةَ حرفٍ مِن كتابِ اللهِ يعدلُ عشرَ حسناتٍ واللهُ يضاعفُ لِمَن يشاءُ، كما أنَّ قارئَ القرآنِ ينالُ الشفاعةَ بهِ وبالصيامِ كما في الحديثِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو-رضي الله عنهما-: أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: “الصِّيَامُ وَالْقُرْآنُ يَشْفَعَانِ لِلْعَبْدِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، يَقُولُ الصِّيَامُ: أَيْ رَبِّ، مَنَعْتُهُ الطَّعَامَ وَالشَّهَوَاتِ بِالنَّهَارِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، وَيَقُولُ الْقُرْآنُ: مَنَعْتُهُ النَّوْمَ بِاللَّيْلِ، فَشَفِّعْنِي فِيهِ، قَالَ: فَيُشَفَّعَانِ.

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: الإكثارُ مِن الإنفاقِ في سبيلِ اللهِ، والبحثُ عن الفقراءِ والمساكينِ في ظلِّ الأوضاعِ الصعبةِ، فلقد كان ﷺ أجودَ الناسِ، كما أخبرَ بذلك ابْنُ عَبَّاسٍ-رضي اللهُ عنهما-، قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدَ النَّاسِ، وَكَانَ أَجْوَدُ مَا يَكُونُ فِي رَمَضَانَ حِينَ يَلْقَاهُ جِبْرِيلُ، وَكَانَ يَلْقَاهُ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ مِنْ رَمَضَانَ فَيُدَارِسُهُ الْقُرْآنَ فَلَرَسُولُ اللهِ ﷺ أَجْوَدُ بِالْخَيْرِ مِنَ الرِّيحِ الْمُرْسَلَةِ) ولنَا في نبيِّنَا ﷺ أسوةٌ كما أخبرَ بذلك سبحانَهُ بقولِهِ: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب: 21]

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: سُـنــةُ الاعتكافِ، قال جلَّ وعلا {وَلَا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ } [البقرة: 187]، والاعتكافُ هو: اللبثُ والمكثُ في المسجدِ للعبادةِ، بنيةٍ مخصوصةٍ، على كيفيةٍ مخصوصةٍ ومَن لم يتيسرْ لهُ الاعتكافُ كاملًا سائرَ ليالي العشرِ، فلا يحرم نفسَهُ مِن الاعتكافِ ولو جزئِي في يومٍ أم ليلةٍ، فما أحوجنَا في هذا العالمِ المادِي إلى الاعتكافِ والاعتزالِ والخلوةِ مع اللهِ والأنسِ بهِ سبحانَهُ بعدَ أنْ أجلبتْ علينَا الماديةُ بخيلِهَا ورجلِهَا، والاعتكافُ بحقٍّ هو الذي يتجنبُ المعتكفُ فيهِ كلَّ مشتتاتِ القلبِ والمشوشاتِ عليهِ مِن مخالطةٍ لكلِّ ما يذكرُهُ بالدنيا، هو الذي ينقطعُ فيهِ عن الخلقِ ويتصلُ بالخالقِ، هو الذي تُستثمَرُ فيهِ الأوقاتُ والأنفاسُ ولا تضيعُ في التصفحِ الشبكِي أو التسامرِ مع المعتكفين، فربَّ معتكفٍ ليس لهُ مِن اعتكافهِ إلّا الحبسُ والبقاءُ في المسجدِ، ومِن عجيبِ ما نُقِلَ عن الإمامِ أحمدَ أنَّهُ قال: “إنَّ المعتكفَ لا يُستحبُّ لهُ مخالطةُ الناسِ حتى ولا لتعليمِ علمٍ وإقراءِ قرآنٍ، بل الأفضلُ لهُ الانفرادُ بنفسِهِ والتخلِّي بمناجاةِ ربِّهِ وذكرِهِ ودعائِهِ”.

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: تحرِّي لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِيهَا، وَهِيَ لَيْلَةٌ عَظِيمَةٌ، لَيْلَةٌ  مباركةُ قَالَ عنها ربنا ﴿ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾ [القدر: 1 – 3]، قَالَ عنها نبيُّنَا ﷺ:  مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: تركُ الخصومةِ والتشاحنِ: فإنَّ أولَ وأهمَّ عملٍ في العشرِ الأواخرِ مِن رمضانَ هو تركُ الخصومةِ والتباغضِ والتشاحنِ وتصفيةُ القلوبِ مِن الغلِّ والحقدِ والحسدِ تجاهَ المسلمين، فقد كانت الخصومةُ والملاحاةُ سببًا في رفعِ تعيينِ ليلةِ القدرِ، وقد تكونُ سببًا مِن الحرمانِ مِن العفوِ والمغفرةِ فيهَا، ومَن أرادَ العفوَ مِن اللهِ فليبادرْ في العشرِ الأواخرِ بالعفوِ عن الناسِ، عن عبادةَ بنِ الصامتِ (رضي اللهُ عنه) قال: خَرَجَ النبيُّ ﷺ لِيُخْبِرَنَا بلَيْلَةِ القَدْرِ فَتَلَاحَى رَجُلَانِ مِنَ المُسْلِمِينَ فَقَالَ: خَرَجْتُ لِأُخْبِرَكُمْ بلَيْلَةِ القَدْرِ، فَتَلَاحَى فُلَانٌ وفُلَانٌ، فَرُفِعَتْ وعَسَى أنْ يَكونَ خَيْرًا لَكُمْ، فَالْتَمِسُوهَا في التَّاسِعَةِ، والسَّابِعَةِ، والخَامِسَةِ. ” (رواه البخاري). إِذَا كَانَتْ مُجَرَّدُ المُلَاحَاةِ وَالمُجَادَلَةِ بَيْنَ اثْنَيْنِ مِنْ أَصْحَابِ سَيِّدِنَا رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعلى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ رُفِعَتْ عَلَامَةُ لَيْلَةِ القَدْرِ في تِلْكَ السَّنَةِ بِسَبَبِهِمَا، فَكَيْفَ إِذَا سَاءَتِ العَلَاقَاتُ بَيْنَ المُسْلِمِينَ إلى مَا هُوَ أَشَدُّ مِنْ ذَلِكَ؟ فَكَيْفَ إِذَا وَصَلَ الأَمْرُ إلى انْتِهَاكِ الحُرُمَاتِ وَسَفْكِ الدِّمَاءِ؟ هَلْ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَجْعَلَ شِعَارَنَا اليَوْمَ التَّغَافُرَ لَا التَّنَافُرَ؟ وَهَلْ بِإِمْكَانِنَا أَنْ نَلْتَزِمَ قَوْلَ اللهِ تعالى:﴿وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾؟ فمَا أَرْوَعَ المُجْتَمَعَ إِذَا تَصَافَحَ أَفْرَادُهُ، وَتَغَافَرُوا، وَتَسَامَحُوا بِدُونِ عِتَابٍ، مِنْ بَعْدَ أَنْ نَزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنَهُمْ.وَاللهِ مَا رَأَيْنَا خَيْرَاً في هَذَا التَّنَازُعِ وَالتَّخَاصُمِ، مَا رَأَيْنَا خَيْرَاً في هَذَا الاقْتِتَالِ، حَالُنَا اليَوْمَ سَرَّ عَدُوَّنَا وَأَحْزَنَ المُسْلِمِينَ الصَّادِقِينَ.

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: الإكثارُ مِن العباداتِ بجميعِ أنواعِهَا بالصلاةِ والقيامِ والتهجدِ بينَ يدي اللهِ بذلٍّ وانكسارٍ، فعن أَبي هُريرةَ رضي اللهٌ عنه، عن النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: مَنْ قَامَ لَيْلَةَ القَدْرِ إِيمانًا واحْتِسَابًا، غُفِر لَهُ مَا تقدَّم مِنْ ذنْبِهِ متفقٌ عَلَيْهِ.) متفق عليه فصلاةُ الليلِ لها شأنٌ عظيمٌ في تثبيتِ الإيمانِ، والإعانةِ على جليلِ الأعمالِ، وما فيه صلاحُ الأحوالِ والمالِ، قال تعالى: ﴿ يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ * قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلًا ﴾ [المزمل: 1 – 2] إلى قولهِ: ﴿ إِنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلًا ثَقِيلًا * إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلًا ﴾ [المزمل: 5 – 6]، وثبتَ في – صحيحِ مسلمٍ عن النبيٍّ ﷺ أنَّه قال: (أفضَلُ الصلاةِ بعدَ المكتوبةِ – يعني: الفريضة – صلاةُ الليلِ)، وفي حديثِ عمرِو بنِ عبسةَ قال ﷺ: (أقرَبُ ما يكونُ الربُّ مِن العبدِ في جوفِ الليلِ الآخِرِ، فإنْ استَطعتَ أنْ تكونَ مِمَّن يذكرُ اللهَ في تلك الساعةِ فكنْ)، وفي الصحيحينِ عن أبي هريرةَ – رضِي اللهُ عنه – أنَّ رسولَ اللهِ ﷺ قال: ((ينزلُ ربُّنَا – تباركَ وتعالى – كلَّ ليلةٍ إلى السماءِ الدنيا، حينَ يبقَى ثلثُ الليلِ الآخِرِ فيقولُ: مَن يدعونِي فأستجيبَ لهُ؟ مَن يسألنِي فأعطيهُ؟ مَن يستغفرنِي فأغفرَ لهَ؟).

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: الاغتسالُ والتطيّبُ في كلِّ ليلةٍ مِن ليالِي العشرِ وذلك اقتداءً بالنبيِّ المختارِ ﷺ وصحابتِهِ الأخيارِ حيثُ قالَ ابنُ جريرٍ: كانوا يستحبونَ أنْ يغتسلُوا كلَّ ليلةٍ مِن العشرِ الأواخرِ، وكان النخعيُّ يغتسلُ في العشرِ كلَّ ليلةٍ، ومنهم مَن كان يغتسلُ ويتطيبُ في الليالِي التي تكونُ أرجَى لليلةِ القدرِ. فتبينَ بهذا أنّهُ يُستحبُّ في الليالي التي تُرجَى فيهَا ليلةُ القدرِ التنظفُ والتزينُ والتطيبُ بالغسلِ والطيبِ واللباسِ الحسنِ، كما يُشرعُ ذلك في الجمعِ والأعيادِ، وكذلك يُشرعُ أخذُ الزينةِ بالثيابِ في سائرِ الصلواتِ، كما قال تعالى: ( يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ)، وقال ابنُ عمرَ: ( اللهُ أحقُّ أنْ يُتزيَّنَ لهُ).

ومِن أهمِّ أعمالِ العشرِ: الدعاءُ والتضرعُ إلى الملكِ الوهابِ بذلٍّ وانكسارٍ وخضوعٍ وخشيةٍ، فالدعاءُ هو العبادةُ الجامعةُ، لذا لِمَّا سألتْ السيدةُ عائشةُ (رضي اللهُ عنهَا) رسولَ اللهِ ﷺ أرأيت إنْ علمتُ ليلةَ القدرِ أي ليلةٍ هي، فماذا أقولُ؟ قال: قولِي: اللهمّ إنّك عفوٌّ تحبُّ العفوَ فاعفُ عنّي) (رواه أحمد والنسائي وابن ماجه بسند صحيح). فهي رضي اللهُ عنها تعلمُ أنَّ أفضلَ عبادةٍ في العشرِ الأواخرِ هي الدعاءُ لكنّهَا تسألُ رسولَ اللهِ ﷺ عن أفضلِ الدعاءِ، ولهذا كان الإمامُ المحدثُ الثقةُ الفقيهُ سفيانُ الثورِي يقولُ: “الدعاءُ في تلك الليلةِ أحبُّ إليَّ مِن الصلاةِ”. فإذا أردتَ أنْ يعفوَ عنكَ الملكُ فلابدّ وأنْ تعفوَ عن الناسِ قالَ ربُّنَا: (خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ) [سورة الأعراف: 199]وكَانَ النَّبِيُّ ﷺ يَقُولُ: «أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ، وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ»، رواه مسلم”

قصدتُ بابَ الرجاءِ والناسُ قد رقدُوا*** وقمتُ أشكُو إلى مولايَ مـا أجـدُ

وقلتُ يـا أملِـى في كـلِّ نائبـةٍ يا  *** مَن عليهِ لكشـفِ الضـرِّ أعتمـدُ

أشكُو إليـكَ أمـورًا أنـتَ تعلمُهَـا  *** ما لي على حملِهَا صبـرٌ ولا جلـدُ

مــددتُ يدِي بـالـذلِّ مفـتـقـرًا  ***  يـا خيرَ مـَن مـددتْ إليـهِ يــدُ

فـلا تردنـَّهَـا يـا ربِّـى خائـبـةً ***  فبحرُ جودِكَ يروى كلَّ مَـن يـردُ

أقولُ قولِي هذا واستغفرُ اللهَ العظيمَ لي ولكم

الخطبة الثانية الحمدُ للهِ ولا حمدَ إلَّا لهُ وبسمِ اللهِ ولا يستعانُ إِلّا بهِ وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّهُ وَحْدَهُ لا شَرِيكَ لَه وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ  …………………… وبعدُ

العنصر الثالث من خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

ثالثًا وأخيرًا: ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟

أيُّهَا السادةُ: ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟ إنَّها ليلةُ القدرِ، تلكمُ الليلةُ العظيمةُ المباركةُ التي تتنزلُ فيها ملائكةُ الربِّ سبحانَهُ إلى السماءِ الدنيا حفاوةً بعبادِ اللهِ المؤمنين، وينزلُ الربُّ سبحانَهُ وتعالى على الكيفيةِ التي تليقُ، بجلالهِ جلّ وعلَا، وتتنزلُ رحماتُهُ جلّ جلالُهُ على عبادهِ الموحدين، وما ذلك إلّا زيادةٌ في الفضلِ والإكرامِ على عبادهِ المتقين مِن أمةِ الحبيبِ ﷺ، ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟ هي الليلةُ المباركةُ، هي سيدةُ الليالِي، ليلةُ القضاءِ و الحكمِ، ليلةُ التدبيرِ والأمرِ، ليلةُ الشرفِ و الفضلِ والقدرِ، ليلةُ القدرِ منحةُ الملكِ العلَّامِ لأُمةِ الإسلامِ، ليلةٌ تبدأُ مِن غروبِ الشمسِ إلى مطلعِ الفجرِ، ليلةٌ اطلعَ اللهُ فيها على الذنوبِ فغفرَهَا وعلى العيوبِ فسترَهَا وعلى حوائجِ السائلينَ فقضاهَا بفضلهِ ويسّرَهَا، ليلةٌ عظيمةٌ أشادَ القرآنُ بفضلِهَا، وأخبرَ عنهَا المعصومُ ﷺ، وتواترتْ في فضلِهَا النصوصُ، وتسابقَ إليها الصحابةُ الكرامُ، والأئمةُ الأعلامُ، فصُنفتْ في فضلِهَا المصنفات، ودُونتْ في شرفِهَا المدونات، وكُتبتْ في أحكامِهَا المجلدات، وما ذاك إلّا لعظمِهَا، وعظمِ قدرِهَا، وعلوِّ منزلتِهَا، ورفعةِ شأنِهَا، وكيف لا؟ وهي خيرٌ مِن ألفِ شهرٍ، وكيف لا؟ وفيها تتنزلُ الملائكةُ والرحماتُ، وكيف لا؟ وفيها تُغفرُ الذنوبُ وتُمحَى السيئاتُ، وكيف لا؟ وفيها ترتفعُ الدرجاتُ، ويجودُ بالفضلِ والمغفرةِ ربُّ البرياتِ على العبادِ. سُميّتْ ليلةُ القدرِ بذلك لعدةِ معانٍ قِيلَ: لشرفِهَا وعظيمِ قدرِهَا عندَ الله، وقِيلَ: لأنَّهُ يُقدّرُ فيها ما يكونُ في تلك السنةِ لقولهِ – تعالى -: {فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم.} (الدخان:4)، وقِيل: لأنَّه ينزلُ فيها ملائكةٌ ذو قدرٍ. وقِيل: لأنَّها نزلَ فيها كتابٌ ذو قدرٍ، بواسطةِ ملكٍ ذي قدرٍ، على رسولٍ ذي قدرٍ، وأمةٍ ذاتِ قدرٍ. وقِيلَ: لأنَّ للطاعاتِ فيها قدرًا عظيمًا، وقيل: لأنَّ مَن أقامَهَا وأحياهَا صارَ ذَا قدرٍ.

ليلةُ القدرِ وما أدراكَ ما ليلةُ القدرِ؟ فِي هَذِه اللَّيْلَةِ أيُّها الأخيارُ يَكْثُرُ فيها تَنَزُّلُ الْمَلَائِكَةِ ؛ لِكِثْرَةِ بَرَكَتِهَا، قَالَ تَعَالَى﴿ تَنزلُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ ﴾ القدر: 4 وَالرُّوحُ: هُوَ جِبْرِيلُ، عَلَيْهِ السَّلَامُ، وَقَدْ خَصَّهُ بِالذِّكْرِ لِشَرَفِهِ. وَهِيَ لَيْلَةٌ سَالِمَةٌ، لَا يَسْتَطِيعُ الشَّيْطَانُ أَنْ يَعْمَلَ فِيهَا سُوءًا، أَوْ يَعْمَلَ فِيهَا أَذًى، وَتَكْثُرُ فِيهَا السَّلَامَةُ مِنَ الْعِقَابِ وَالْعَذَابِ؛ لما يَقُومُ به الْعِبَادُ مِنْ طَاعَةِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. ويَغْفِرُ اللهُ تَعَالَى لِمَنْ قَامَهَا إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، قَالَ النَّبِيِ ﷺ كما في حديث أبي هريرة((  مَنْ صَامَ رَمَضَانَ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ، وَمَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. وَمَعْنَى: (إِيمَاناً وَاحْتِسَاباً) أَيْ: تَصْدِيقًا بِوَعْدِ اللهِ بِالثَّوَابِ عَلَيْهِ، وَطَلَباً لِلْأَجْرِ لَا لِقَصْدٍ آَخَرَ مِنْ رِيَاءٍ أَوْ نَحْوِهِ. وَمِنْ عَظَمَتِهَا أَنَّ اللهَ تَعَالَى أَنْزَلَ فِي شَأْنِهَا سُورَةً تُتْلَى إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَذَكَرَ فِيهَا شَرَفَ هَذِهِ اللَّيْلةِ، وَعِظَمَ قَدْرِهَا، قَالَ تَعَالَى: ﴿ إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ * لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ ﴾[القدر: 1 – 5، فالْعِبَادَةُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ عِبَادَةِ ثَلَاثٍ وَثَمَانِينَ سَنَةً، وَهَذَا فَضْلٌ عَظِيمٌ، وَفِي هَذَا تَرْغِيبٌ لِلْمُسْلِمِ وَحَثٌّ لَهُ عَلَى قِيَامِهَا، وَابْتِغَاءِ وَجْهِ اللهِ بِذَلِكَ، وَلِذَا كَانَ النَّبِيُّ ﷺ وَسَلَّم يَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَيَتَحَرَّاهَا؛ مُسَابَقَةً مِنْهُ إِلَى الْخَيْرِ، وَهُوَ الْقُدْوَةُ لِلْأُمَّةِ وَلَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ، وَفِي أَوْتَارِ الْعَشْرِ آَكَدُ، لِحَدِيث عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: (تَحَرُّوا لَيْلَةَ الْقَدْرِ فِي الْوَتْرِ مِنَ الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ) رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

ومِن فضلِهَا: أنَّ اللهَ جعلَهَا خيرًا مِن ألفِ شهرٍ، أي خيرًا مِن أكثر مِن ثلاثٍ وثمانينَ سنةً! ليلةٌ واحدةٌ قالَ تعالى (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ)ومِن فضائِلِهَا أنَّ الملائكةَ تتنزلُ فيهَا، وفيهم جبريلُ، يتنزلونَ بالخيرِ والرحمةِ والبركةِ، قالَ اللهُ جلَّ وعلا (تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ) [القدر:4، ومِن فضلِهَا أنَّها سلامٌ حتى مطلعِ الفجرِ، فهي ليلةٌ سالمةٌ لا شرَّ فيها، بل كلُّهَا خيرٌ ونعمةٌ وفضلٌ وبركةٌ.

ومِن فضلِهَا: أنَّه يفرقُ فيها كلُّ أمرٍ حكيمٍ، أي يُكتبُ فيها ما هو كائنٌ مِن أعمالِ العبادِ إلى ليلةِ القدرِ الأخرى، والمرادُ بالكتابةِ هنَا الكتابةُ السنويةُ لا الكتابةُ العامةُ التي في اللوحِ المحفوظِ.

ومِن فضائلِ هذه الليلةِ: أنَّها تُغفرُ فيها الذنوبُ وتُسترُ العيوبُ وتُعتقُ الرقابُ مِن النيرانِ ففي صحيح البخاري مِن حديثِ أبي هريرةَ رضى اللهُ عنه قال: قال ﷺ: مَن قامَ ليلةَ القدرِ إيمانًا واحتسابًا غُفرَ لهُ ما تقدمَ مِن ذنبهِ“. فالمحرومُ يا سادةٌ مَن حُرِمَ خيرَهِا وفضلَهَا، فالمحرومُ مَن ضيعَهَا، والمحرومُ مَن باعَ ليلةَ القدرِ بتجارةٍ زائفةٍ أو بمجلسِ غيبةٍ ونميمةٍ أو بالسهرِ في المقاهِي وأمامَ التلفازِ…. فالبدارَ البدارَ قبلَ فواتِ الأوانِ أيُّها الأخيارُ، البدارَ البدارَ نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ إلى عَزْمٍ وَحَزْمٍ وَشِدَّةٍ وَجِدٍّ حَتَّى لَا نُضَيِّعَ هَذِهِ الأَيَّامَ المُتَبَقِّيَةَ، كَفَانَاً تَفْرِيطَاً مِنْ أَعْمَارِنَا، كَفَانَا انْشِغَالَاً بِالقِيلِ وَالقَالِ، كَفَانَا تَضْيِيعَاً لِأَنْفَاسِ أَعْمَارِنَا مِنْ غَيْرِ فَائِدَةٍ.

بَلْ كَفَانَا ذُنُوبًا وَآثَامًا وَإِعْرَاضًا عَنْ دِينِ اللهِ تعالى، نَحْنُ اليَوْمَ بِأَمَسِّ الحَاجَةِ لِإِحْيَاءِ هَذِهِ اللَّيَالِي لَعَلَّ اللهَ تعالى يُكْرِمُنَا بِلَيْلَةِ القَدْرِ.

يَا عِبَادَ اللهِ: اسْتَدْرِكُوا مَا فَاتَ، وَاغْتَنِمُوا مَا بَقِيَ مَنْ شَهْرِ رَمَضَانَ قَبْلَ فَوَاتِ الأَوَانِ، وَإِلَّا فَالـحَسْرَةُ سَتَأْكُلُ القُلُوبَ لَا قَدَّرَ اللهُ تعالى، روى الترمذي عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «وَرَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ». وفي روايةِ الحاكمِ عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَرَضَ لِي فَقَالَ: بُعْدَاً لِمَنْ أَدْرَكَ رَمَضَانَ فَلَمْ يَغْفَرْ لَهُ؛ قُلْتُ: آمِينَ». خابَ وخسرَ مَن أدركَ رمضانَ ولم يغفرْ له، خابَ وخسرَ مَن أدركَ رمضانَ ولم تعتقْ رقبتهُ مِن النارِ، فليلةُ القدرِ هي ليلةُ المغفرةِ، هي ليلةُ الرحمةِ، هي ليلةُ العتقِ مِن النيرانِ، فالسعيدُ مَن اغتنمَهَا والشقيُّ والمحرومُ مَن حُرمَ خيرهَا.

تابع / خطبة الجمعة القادمة بعنوان : فضل العشر الأواخر من رمضان والتماس ليلة القدر فيها

فالبدارَ البدارَ قبلَ فواتِ الأوان!!!   التوبةَ التوبةَ  قبلَ فواتِ الأوان!!!  الرجوعَ الرجوعَ إلى اللهِ قبلَ فواتِ الأوان !!!

أبتْ نفسِي أنْ تتوبَ فمَا احتيالِي*** إذا برزَ العبادُ لذي الجلالِ

وقامُوا مٍن قبورِهم سكارَى   *** بأوزارٍ كأمثالِ الجبالِ

وقد نُصبَ الصراطّ لكي يجوزُوا *** فمنهم مَن يكبُّ علي الشمالِ

ومنهم مَن يسيرُ لدارِ *** عدنٍ تلقاهُ العرائسُ بالغوالي

يقولُ له المهيمنُ يا ولِيّ   ***  غفرتُ لك الذنوبَ فلا تُبالي

فاللَّهُمَّ لَا تُخْرِجْنَا مِنْ هَذَا الشَّهْرِ العَظِيمِ وَلَا مِنْ حَيَاتِنَا الدُّنْيَا إِلَّا وَقَدْ رَضِيتَ عَنَّا أَتَمَّ وَأَعَمَّ وَأَكْمَلَ الرِّضَا، وَعَنْ أُصُولِنَا وَفُرُوعِنَا وَأَزْوَاجِنَا وَالمُسْلِمِينَ. آمين.

حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

 كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه    

 د/ محمد حرز

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »