أخبار مهمةالأوقافالخطبة المسموعةخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة القادمة اليوم للدكتور خالد بدير : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا

خطبة الجمعة القادمة اليوم للدكتور خالد بدير : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا بتاريخ 19 شوال 1446 هـ ، الموافق 18 أبريل 2025م.

وجاء اليوم في خطبة الجمعة للدكتور خالد بدير : الحمدُ للهِ نحمدُهُ ونستعينُهُ ونتوبُ إليهِ ونستغفرُهُ ونؤمنُ بهِ ونتوكلُ عليهِ ونعوذُ بهِ مِن شرورِ أنفسِنَا وسيئاتِ أعمالِنَا، ونشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ له وأنَّ سيِّدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ ﷺ. أمَّا بعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا

أولًا: العلمُ نورٌ وهدايةْ.

إنَّ العلمَ نورٌ وهدايةٌ، لذلك اهتمَّ الإسلامُ بقيمةِ العلمِ أيَّمَا اهتمامٍ، ولقد بلغتْ عنايةُ اللهِ – عزَّ وجلَّ – بنَا لرفعِ الجهلِ عنَّا وإنارةِ الكونِ بالعقلِ المستنيرِ، أنْ كانَ أولُ ما نزلَ مِن الوحيِ على نبيِّنَا أعظمَ كلمةٍ هبطَ بهَا جبريلُ هي قولُهُ تعالَى: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ}(العلق:1)، وأمرُ اللهِ عزّ وجلّ بالقراءةِ والعلمِ في أولِ آيةٍ نزلتْ مِن القرآنِ دليلٌ واضحٌ على أهميةِ العلمِ في تكوينِ عقلِ الإنسانِ وإنارته ورفعهِ إلى المكانةِ الساميةِ، فلا يستويِ عندَ اللهِ الذي يعلمُ والذي لا يعلمُ، قالَ تعالَى: {هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ} (الزمر: 9) ، ويرفعُ اللهُ الذي يطلبُ العلمَ والذي يعملُ بهِ على غيرِهِ درجاتٍ، قالَ تعالَى: {يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ} (المجادلة: 11).

أي يرفعُ الذينَ أوتُوا العلمَ مِن المؤمنينَ بفضلِ علمِهِم وسابقتِهِم درجاتٍ أي على مَن سواهُم في الجنةِ.

يقولُ الإمامُ القرطبيُّ رحمَهُ اللهُ تعالى: “أيْ في الثوابِ في الآخرةِ وفي الكرامةِ في الدنيا، فيرفعُ المؤمنَ على مِن ليس بمؤمنٍ والعالمَ على مَن ليس بعالمٍ”، وقال ابنُ مسعودٍ: مدحَ اللهُ العلماءَ في هذه الآيةِ، والمعنى: أنّهُ يرفعُ اللهُ الذين أوتُوا العلمَ على الذينَ آمنوا ولم يؤتُوا العلمَ (درجاتٍ) أي درجاتٍ في دينِهِم إذا فعلُوا ما أُمرُوا بهِ.”أ.هـ

 

وتابع الدكتور خالد بدير في خطبة الجمعة اليوم :

ولأهميةِ العلمِ والبحثِ العلمِي نجدُ أنَّهُ جعلَ فداءَ كلِّ أسيرٍ مِن أسرَى بدرٍ مِمَّن يحسنونَ فنَّ القراءةِ والكتابةِ، أنْ يُعلِّمَ عشرةً مِن أبناءِ الصحابةِ، ولم يقتصرْ اهتمامُ النبيِّ عليهِ السلامُ بالحثِّ على تعليمِ العربيةِ فحسب، بل أمرَ بتعلمِ اللغاتِ الأخرَى، وكمَا قِيل:( مَن تعلمَ لغةَ قومٍ أمنَ مكرَهُم ) .

فالعلمُ نورٌ وهدايةٌ للدنيَا كلِّهَا، وصدقَ الإمامُ الشافعيُّ – رحمَهُ اللهُ –  حيثُ  يقولُ:

شكوتُ إلى وكيعٍ سوءَ حفظِي … فأرشدنِي إلى تركِ المعاصِي

وَأَخبَرَنِي بِأَنَّ العِلمَ نورٌ … ونورُ اللهِ لا يُهدَى لِعاصي

وجملةُ القولِ: فإنَّ ما تقدّمَ هو قليلٌ مِن كثيرٍ مِمّا وردَ عن النبيِّ في شأنِ عنايتِهِ بالمسألةِ العلميةِ، تعلمًا وتعليمًا، أقوالًا وأعمالًا، مما يبرزُ اهتمامَهُ الفائقَ بولايةِ العلمِ والتعليمِ وإنارةِ الكونِ كلِّهِ بالبحثِ العلمِي.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة : إذا استنار العقل بالعلم أنار الدنيا

ثانيًا: أثرُ العلمِ في نهضةِ الأممِ وتقدمِهَا

إنَّ العلمَ أساسُ نهضةِ الأمةِ وقيامِ الحضاراتِ؛ فبالعلمِ تُبنَى الأمجادُ، وتَسُودُ الشعوبُ، وتُبنَى الممالكُ، وما أجملَ قولَ سيدِنَا عليٍّ بنِ أبي طالبٍ رضي اللهُ عنهُ:

ما الفخــــرُ إلّا لأهلِ العلمِ إنّهمُ ……………..على الهدَى لِمَن استهدَى أدلاءُ

وقدرُ كلِّ امرئٍ ما كانَ يحسنُهُ ………………والجاهـلونَ لأهلِ العـلمِ أعداءُ

فـفـُزْ بعلمٍ تعشْ حيـًّا بهِ أبــدًا……………. الناسُ موتَى وأهلُ العلمِ أحياءُ

وما فشَا الجهلُ في أمةٍ مِن الأممِ إلّا قوّضَ أركانَهَا، وصدَّعَ بنيانَهَا، وأوقعَهَا في الرذائلِ والمتاهاتِ المهلكةِ.

وكما قِيلَ:       العلمُ يبنِي بيوتًا لا عمادَ لهَـا …………… والجهلُ يهدمُ بيوتَ العزِّ والكـرمِ

وكم هو شديدُ الوقعِ على النفوسِ أنْ يُرَى في الناسِ مَن شابَ رأسُهُ، ورقَّ عظمُهُ، وهو يتعبدُ اللهَ على غيرِ بصيرةٍ! وقد يُصلِّى بعضُ الناسِ أربعينَ سنةً، أو عشرينَ سنةً، أو أقلَّ أو أكثرَ وهو لم يصلِّ في الحقيقةِ؛ لأنَّ صلاتَهُ ناقصةُ الأركانِ، أو مختلةُ الشروطِ والواجباتِ، ومع ذلك لا يحاولُ تعلمَ أحكامِهَا، بينمَا يُرَى حريصًا على دنياه، ويكفِي هذا دليلًا على أنَّ اللهَ سبحانَهُ وتعالى لم يردْ بهٍ خيرًا، ولو تعلّمَ العلومَ الدنيويةَ، وتبحّرَ فيهَا، وقد وصفَ اللهُ تعالى أصحابَهَا بقولِهِ تعالَى: { يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ }؛ [الروم: 7]، وقال جلَّ شأنُهُ: { بَلِ ادَّارَكَ عِلْمُهُمْ فِي الآخِرَةِ بَلْ هُمْ فِي شَكٍّ مِّنْهَا بَلْ هُم مِّنْهَا عَمُونَ }؛ [النمل: 66].

واختتم خطبة الجمعة اليوم :

إنَّ للغشِّ أسبابًا كثيرةً تعملُ على إنتاجِ هذا الخلقِ المشينِ منها:

ضعفُ الإيمانِ: فإنَّ القلوبَ إذا مُلئَتْ بالإيمانِ باللهِ لا يمكنُ أنْ تقدمَ على الغشِّ وهي تعلمُ أنَّ ذلك يسخطُ اللهَ، لا يمكنُ للقلوبِ التي امتلأتْ بحبِّ اللهِ أنْ تقدمَ على عملٍ وهي تعلمُ أنَّهُ يغضبُ اللهَ.

ومنها: ضعفُ التربيةِ: خاصةً مِن قبلِ الوالدينِ أو غيرِهِمَا مِن المدرسينَ أو المرشدين، فلا نرَى أبًا يجلسُ مع ابنِهِ لينصحَهُ ويذكرَهُ بحرمةِ الغشِّ، ويبينَ لهُ أثارَهُ وعواقبَهُ.

ومنها: تزيينُ الشيطانِ: فالشيطانُ يزينُ لكثيرٍ مِن الطلابِ أنَّ الأسئلةَ سوفَ تكونُ صعبةً، ولا سبيلَ إلى حلِّهَا والنجاحِ في الامتحاناتِ إلَّا بالغشِّ، فيصرفُ الأوقاتَ الطويلةَ في اختراعِ الحيلِ والطرقِ للغشِّ، ما لو بذلَ عشرَ هذا الوقتِ في المذاكرةِ بتركيزٍ لكانَ مِن الناجحينَ الأوائلِ!!

إنَّ الغشَّ لهُ أثرُهُ السيئُ على المجتمعِ، فهو سببٌ لتأخرِ الأمةِ، وعدمِ تقدمِهَا ورقيِّهَا، وذلك لأنَّ الأممَ لا تتقدمُ إلَّا بالعلمِ وبالشبابِ المتعلِّمِ، فإذا كان شبابُهَا لا يحصلُ على الشهاداتِ العلميةِ إلَّا بالغشِّ، فقُلْ لِي بربِّكَ: ماذا سوف ينتجُ لنَا هؤلاءِ الطلبةُ الغشاشون ؟! ما هو الهمُّ الذي يحملُهُ الواحدُ منهُم ؟! ما هو الدورُ الذي سيقومُ بهِ في بناءِ الأمةِ ؟! لا شيء ، بل غايةُ همِّهِ وظيفةٌ بتلكَ الشهادةِ المزورةِ، لا همَّ لهُ في تقديمِ شيءٍ ينفعُ الأمةَ، أو حتى يفكرَ في ذلك؛ وهكذا تبقَى الأمةُ لا تتقدمُ بسببِ أولئكَ الغششةِ بينهَا، ونظرةُ تأملٍ للواقعِ: نرَى ذلكَ واضحًا جليًّا، فعددُ الطلابِ المتخرجينَ في كلِّ عامٍ بالآلافِ ولكن قُلْ بربِّكَ مَن منهُم يخترعُ لنَا؟! أو يكتشفُ؟! أو يقدّمُ مشروعًا نافعًا للأمةِ؟! قِلّةٌ قليلةٌ لا تكادُ تُذكَرُ!!

إنَّ هذا الغاشَّ غدًا سيتولَّى منصبًا، أو يكونُ معلمًا وبالتالِي سوفَ يمارسُ غشَّهُ للأمةِ، بل ربَّمَا علَّمَ طلابَهُ الغشَّ، بل إنَّ الوظيفةَ التي يحصلُ عليهَا بهذهِ الشهادةِ المزورةِ، أو التي حصلَ عليهَا بالغشِّ سوف يكونُ راتبُهَا حرامًا؛ لأنَّهُ بُنِيَ على حرامٍ، وأيَّما جسدٌ نبتَ مِن حرامٍ فالنارُ أولَى بهِ.

إنَّ الذي يغشُّ قد ارتكبَ عدةَ مخالفاتٍ –إضافةً إلى جريمةِ الغشِّ – منها السرقةُ، والخداعُ، والكذبُ، وأعظمُهَا الاستهانةُ باللهِ، و تركُ الإخلاصِ، وتركُ التوكلِ على اللهِ …إلخ

فعلينا جميعًا أنْ نتعاونَ في مقاومةِ هذه الظاهرةِ، كلٌّ بحسبِ استطاعتِهِ وجهدِهِ، فالأبُّ في بيتِهِ، والمعلمُ والمرشدُ في المدرسةِ والجامعةِ كلٌّ يقومُ بالوعظِ والإرشادِ، وكذلك الداعيةٌ في خطبِهِ ودروسِهِ، والإعلامُ بوسائلِهِ المختلفةِ.

نسألُ اللهَ أنْ يرزقَنَا علمًا نافعًا، وقلبًا خاشعًا ، وأنْ يحفظَ مصرَنَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ،

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: ahmed_dr.ahmed@yahoo.com رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

زر الذهاب إلى الأعلى