الأوقاف
حق الطفل في الرعاية والتنشئة السليمة للواعظة رشا بأوقاف أسيوط
الطفل أمانة والمجتمع رعاية”
للواعظة رشا على محمد درسً بعنوان “حق الطفل في الرعاية والتنشئة السليمة”
=======================
بتوجيهات كريمة من معالي الأستاذ الدكتور أسامة السيد الأزهري، وزير الأوقاف، وبرعاية الدكتور محمود سعد شاهين، وكيل وزارة الأوقاف بأسيوط، وتحت إشراف الشيخ محمد عبد اللطيف، مدير عام الدعوة والمراكز الثقافية بالمديرية، قدمت الواعظة الفاضلة رشا علي محمد درسًا قيمًا بعنوان “حق الطفل في الرعاية والتنشئة السليمة” بمسجد مسك الختام بمنفلوط.
في هذا الدرس، تناولت الواعظة موضوعًا حيويًا يلامس قلوبنا جميعًا، وهو حق الطفل في الرعاية والتنشئة السليمة، مستندة إلى الأدلة القطعية من القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة. وابتدأت حديثها بالحديث عن الطفل باعتباره أمانة في أعناق الوالدين والمجتمع، وأكدت أن الإسلام قد كفل للطفل حقوقًا عظيمة منذ لحظة حمله في بطن أمه، ومرورًا بتنشئته وتربيته في بيئة حاضنة قادرة على احتوائه ورعايته بشكل متكامل.
ذكرت الواعظة أن القرآن الكريم قد ذكر مكانة الطفل في عدة مواضع، فالله سبحانه وتعالى يقول: “وَقَدْ خَلَقَكُمْ أَطْوَارًا فِي بُطُونِ أُمَّهَاتِكُمْ” (غافر: 67)، وفي هذه الآية تذكير للوالدين بقدرة الله تعالى على خلق هذا الكائن الضعيف الذي يحمل في طياته كل بذور الأمل والمستقبل. فالرعاية تبدأ منذ اللحظة الأولى، وحتى قبل ولادته، حيث يجب على الوالدين أن يحرصوا على صحة الأم لتكون العناية بالجنين في أبهى صورها.
وفي حديثها عن الرعاية، أكدت الواعظة أن الإسلام لا يقتصر في رعاية الطفل على تأمين احتياجاته الجسدية فقط، بل يتعدى ذلك ليشمل الجوانب النفسية والعاطفية والعقلية. وفي هذا السياق، أوردت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم: “مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ لِسَبْعٍ وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا لِعَشْرٍ وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي المَضَاجِعِ” (رواه أبو داود)، مشيرة إلى أهمية غرس القيم الدينية في نفس الطفل منذ نعومة أظافره، وتنشئته على حب الله ورسوله.
كما استعرضت الواعظة كيفية تأثير التربية الصحيحة على الطفل، مشيرة إلى أن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا برعاية الطفل على أكمل وجه، وخصوصًا من خلال تعليمه القيم الإسلامية، كالأمانة، والصدق، والرحمة، والمساواة. فكل هذه القيم تنبثق من تعاليم ديننا الحنيف وتعد أساسًا لبناء شخصية متوازنة ومتينة. إن الطفل بحاجة إلى قدوة حسنة من الوالدين والمربين في كل خطوة من خطوات حياته، فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ” (رواه البخاري)، مما يعكس أن المسؤولية الأولى والأهم تقع على عاتق الوالدين والمربين في تربية الأطفال تربية صالحة تهدف إلى بناء فرد يساهم في بناء الأمة.
وتحدثت الواعظة أيضًا عن مسؤولية المجتمع ككل تجاه الأطفال، مشيرة إلى أن العناية بالطفل ليست مسؤولية الوالدين فقط، بل تشمل المجتمع كله الذي يجب أن يساهم في توفير بيئة صالحة للطفل تنمو فيها جميع جوانب شخصيته. وهذا يتحقق من خلال توعية الآباء والأمهات، بالإضافة إلى توفير فرص تعليمية وصحية مناسبة.
وفي ختام حديثها، دعت الواعظة الحضور إلى ضرورة تبني منهج تربوي قائم على الرحمة والمودة والتوجيه السليم، وأن يتعاون الجميع من أجل بناء أجيال قادرة على مواجهة تحديات الحياة بثقة ووعي. وذكرت قول الله تعالى: “وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ” (الأنبياء: 107)، مؤكدة على أن التربية يجب أن تكون قائمة على الرحمة، فكما كان النبي صلى الله عليه وسلم رحيمًا بأمته، يجب أن نكون نحن رحيمين بأطفالنا.
اختتمت الواعظة حديثها بالتأكيد على أن بناء المستقبل يبدأ من رعاية الطفل وتوجيهه نحو القيم الإسلامية الصحيحة التي تؤهله ليكون فردًا صالحًا في مجتمعه، قادرًا على تحقيق العطاء والنماء.
إتبعنا