الدكتور حسام شاكر يكتب: شُنط رمضان
وتظل عادتي المحببة لدي البحث في المشهور قوله المجهول أصله : (شُنط رمضان)
عادة ارتبطت ببداية شهر رمضان أحبها المصريون مهما كثر أو قل مافيها وفي ظل غلاء الأسعار الحالي فإن المصري يفرح الآن بالشنطة وإن كانت (كيسا فارغا ) وقد كان من عناية المصريين بشنطة رمضان أن أسس الفاطميون مؤسسة خاصة لانتاج المأكولات ، خاصة الحلوى الرمضانية أسموها (دار الفطرة ) التي أنشأها العزيز بالله بن المعز لدين الله الفاطمي وكان يبدأ العمل في هذه الدار من أول شهر رجب استعدادا للتوزيع في رمضان والعيد ولأن الحالة كانت – مرتاحة – فلم يكن لديهم إعلان تبرع لشنطة رمضان ولفقراء الصعيد ، وكانت الشنطة عمرانة بالسكر والزعفران والتمر والدقيق والبندق ويضاف إليها بعض الحلويات التي يصعب نطق اسمها كالخشكنانج والبستندود والفانيد – ولاتسألني عزيزي القاريء عن هذه الأطعمة فلم يسبق لي تذوقها _ لكن يبدو أنها قريبة من القطايف ، وعندما يهل رمضان توزع هذه العطايا على أهالي مصر وتفيض منهم حتى توزع على رجال البلاط الفاطمي ، وبعد أن يبدأ الشهر تفتح الموائد للإفطار والسحور وتكثر عطايا الملوك والوزراء وكل – سنكوح – ورزقه وكانت تسمى تلك الموائد بسماط شهر رمضان وقد كانت تفيض عن حاجات الصائمين حتى قيل بأن الفائض منها يكفي للتوزيع على أهل القاهرة .
وإن أردت أن تتعرف على أصل كلمة شنطة فيقال حسب معجم اللغة العربية المعاصر بأنها حقيبة اليد وتجمع على شنطات وشنط وقيل بأن أصلها تركي (تشانطة ) اشتقت من كلمة (جنتة) الفارسية بجيم مثلثة النقاط ، ولهذا السبب فلاتحزن إذا حصلت على شنطة رمضانية ووجدتها فارغة لأنها رجعت لأصلها و(جابت على الجنط).