الخاطرة الرمضانية الثالثة عشرة : خير الناس أنفعهم للناس وشر الناس ذو الوجهين
الخاطرة الرمضانية الثالثة عشرة . خير الناس أنفعهم للناس وشر الناس ذو الوجهين . لقد علمنا ديننا الحنيف أن خير الناس أنفعهم للناس ، خيرهم لأهله ، خيرهم لوطنه ، خيرهم لزملائه ، خيرهم لأصدقائه ، خيرهم للناس أجمعين ، بل خيرهم للحيوان والجماد ، فهو مفتاح لكل خير ، مغلاق لك شر . وشرهم من لا تعرف على أي وجه هو ، يتلون كالحرباء ، على كل الموائد يأكل ، يقتات على الفتن ، ويتغذى بالنميمة ، مع كل ناعق يطير ، وفِي كل باب شر له مدخل ، لا مجد له يبنيه ولا مراد له يحصله إلا بمحاولة هدم الجادين ، أو القفز على منجزاتهم ، أمثال هؤلاء لا ينالون خيرا ، وعاقبة أمرهم خسرا ، وحياتهم لا تفارقها الحسرة والندم ، وإن ضاقت بهم الدنيا من شدة الحقد أو الكره كرهوا أنفسهم . فطوبى لأصحاب النفوس النقية ، ولا عزاء لمن طبع الله على قلوبهم فاتشحت بالسواد وتدثرت به .