أخبار مهمةالأوقافشهر رمضان المباركعاجل

الخاطرة الثانية: تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن أكل لحوم البشر ، للدكتور محمد حرز

خواطر رمضانية: الخاطرة الثانية : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن أكل لحوم البشر ، للدكتور محمد حرز

 

لتحميل الخاطرة الثانية : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن أكل لحوم البشر ، للدكتور محمد حرز.

 

لتحميل الخاطرة الثانية : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن أكل لحوم البشر ، للدكتور محمد حرز.

 

ولقراءة الخاطرة الثانية : تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن أكل لحوم البشر : كما يلي:

خواطر رمضانية ، الخاطرة الثانية :

تصوم عن الأكل والشرب ولا تصوم عن أكل لحوم البشر

الحمد لله القائل في محكم التنزيل﴿ فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُون. ﴾(الأنبياء: 43وَأَشْهَدُ أَنْ لا إِلَهَ إِلا اللَّه, وَأشهد أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ القائلُ) إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وغيرة الله أن يأتي العبد ما حرم عليه” متفق عليه.,فاللهم صل وسلم وزد وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرًا إلي يوم الدين…. .بعد

فمن العجيب أيها الأخيار أن يصوم المسلم عن الأكل والشرب والجماع من طلوع الفجر إلى غروب الشمس ولا يصوم عن أكل لحوم البشر بالغيبة والنميمة …. مالكم كيف تحكمون ؟

الصيام مدرسة جامعة يتعلم فيها المسلم معان عظيمة تعينه على تقوية النفس وتهذيبها والسمو بها إلى الأفضل والأكمل .والمتمعن في الصيام يجد أن غايته هي تقوى الله عز وجل ، وتعظيم حرماته ، وجهاد النفس على مخالفة الهوى ، والبُعد عن ما حرم ونهى . فليس المقصود من الصيام مجرد الامتناع عن الطعام والشراب وسائر المفطرات الحسية فقط ، بل وجب حفظ الصوم وصونه من كل ما يدنسه أو ينقص أجره ، فوجب الامتناع عن مفطرات أخر ، لا يكمل صيام أحد إلا بالامتناع عنها ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ((مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالْعَمَلَ بِهِ ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ )) .فكما يصوم المسلم عن المفطرات الحسية المباحة ، وجب عليه أن تصوم جوارحه عن كل ما يُذهِب أجر صومه من المفطرات المعنوية ، وكما أن للجسم صيام فان للجوارح صيام أيضا ؛ فصيام العين غضهما عن ما حرم الله ، وصيام الأذن حفظهما عن سماع ما حذر ونهى ، وصيام اللسان صونه عن قول ما منع وزجر ، وهي أمور قد غفل عنه كثير من الناس ، فقد يصوم الصائم عن الطعام والشراب ، ويفطر على غيرهما ، قد ملء يومه بأقوال وأفعال تنقص من أجره صومه ، أو قد تبطل عمله ، يقول النبي صلى الله عليه وسلم : (( رُبَّ صَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ صِيَامِهِ الْجُوعُ وَالْعَطَشُ ، وَرُبَّ قَائِمٍ حَظُّهُ مِنْ قِيَامِهِ السَّهَرُ ))
وقد أرشدنا نبينا عليه الصلاة والسلام إلى طريقة حفظ صيامنا مما قد يخل به ، فقال عليه الصلاة والسلام : (( إِذَا أَصْبَحَ أَحَدُكُمْ يَوْمًا صَائِمًا ، فَلَا يَرْفُثْ وَلَا يَجْهَلْ ، فَإِنِ امْرُؤٌ شَاتَمَهُ أَوْ قَاتَلَهُ ، فَلْيَقُلْ : إِنِّي صَائِمٌ إِنِّي صَائِمٌ )).

وروي ى البخاري عن أبي هريرة – رضي الله عنه – قال: قال رسول اللَّه – صلى الله عليه وسلم -: ((كل عمل ابن آدم له، إلا الصيام، فإنه لي، وأنا أجزي به، والصيام جُنَّة، وإذا كان يوم صوم أحدكم، فلا يرفث، ولا يصخب، فإن سابَّه أحدٌ أو قاتله، فليقل: إني امرُؤ صائم، والذي نفس محمد بيده، لخُلُوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك، للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه)).((الصيام جُنَّة)):أي: وقاية وسترة، وقد ورد في كثير من الروايات ما يُفيد أنه وقاية من النار، مثل: ((الصيام جُنَّة وحصن حصين من النار))؛ رواه أحمد، وعنه: ((الصِّيام جُنَّة ما  لم يخرقها))، زاد الدارمي: ((يخرقها بالغيبة))، وقال بعض السلف:الغيبة تخرق الصيام، والاستغفار يرقعه، فمَن استطاع منكم أن لا يأتي بصوم مخرق فليفعل)) وقال مجاهد : “مَن أحب أن يسلم له صومه؛ فليجتنب الغيبة والكذب”.أو قال: “خصلتان مَن حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب” وقال ابن حجر – رحمه الله – كما في “فتح الباري

الغيبة تضر بالصيام، وقد حُكِي هذا عن عائشة، وقد قال الأوزاعي: إن الغيبة تفطر الصائم وتوجب عليه قضاء ذلك اليوم، وأفرط ابن حزم فقال: “يبطله كل معصية من متعمد لها ذاكر لصومه، سواء كانت فعلاً أو قولاً، لعموم قوله – صلى الله عليه وسلم -: “فلا يرفث ولا يجهل”، وقوله: “مَن لم يدع قول الزور والعمل به”، والجمهور وإن حملوا النهي على التحريم، إلا أنهم خصوا بالفطر الأكل والشرب والجماع.فما احوجنا أيها الأخيار البعد عن الغيبة و وخاصة ونحن نعيش زماناً انتشرت فيه الغيبة بصورة مخزية, وكثر الخوض في أعراض الناس وخاصة وسط النساء كما قال الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى ، يَقُولُ : الْغِيبَةُ فَاكِهَةُ النِّسَاءِ ولا حول ولا قوة إلا بالله ,وخاصة ونحن نعيش زمانا انشغلنا فيه بعيوب الناس ونسينا عيوبنا. لذا عم الجهل والضياع والدمار  ولا حول ولا قوة إلا بالله

والغيبة أيها الأخيار أكل لحوم البشر والله يقول في محكم التنزيل((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ [الحجرات: 12(

والغيبة أيها الأخيار داءٌ اجتماعيٌّ خطيرٌ ، ووباءٌ خُلقيٌّ كبيرٌ ما فشت في أمةٍ إلا كانت نذيرًا لهلاكِهَا ، و ما دبَّت في أسرةٍ إلا كانت سببًا لفنائِهَا ، فهى مصدرٌ لكلِّ عداءٍ وينبوعُ كلِّ شرٍ وتعاسةٍ ، والغيبة  آفةٌ من آفاتِ الإنسانِ، مدخلٌ كبيرٌ للشيطانِ ،مدمرٌة للقلبِ والأركانِ ،تفرقُ بين الأحبةِ والإخوةِ، تحرمُ صاحبهُ: الأمنَ والأمانَ ،وتدخلُه النيرانَ ،وتبعدُه عن الجنانِ ،فالبعدُ عنها خيرٌ في كلِّ زمانٍ ومكانٍ.

فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين , وكم أحبطت من أجور العاملين , وكم جلبت من سخط رب العالمين , فالغيبة فاكهة الأرز لين , وسلاح العاجزين ,وداء المذنبين . ولا حول ولا قوة إلا بالله

فالغيبة مرض سرطاني خطير مدمر قل من يعافي منه إنسان ,إنها داء عضال حذر منه سيد الأنام , بل إننا في حاجة ماسة إلي أن نعالجه بلا غفلة منا ولم لا؟ وهي الداء الذي وقع فيه كل واحد منا بلا شك قاصدا ً أم غير قاصد إلا ما رحم الله رب العالمين.         

والغيبة أيها الأخيار كما عرفها النبي المختار r  كما في الحديث الذي رواه مسلم من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْغِيبَةُ قَالُوا اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ قَالَ ذِكْرُكَ أَخَاكَ بِمَا يَكْرَهُ قِيلَ أَفَرَأَيْتَ إِنْ كَانَ فِي أَخِي مَا أَقُولُ قَالَ إِنْ كَانَ فِيهِ مَا تَقُولُ فَقَدْ اغْتَبْتَهُ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ فِيهِ فَقَدْ بَهَتَّهُ)انظروا حتى الصحابة وقعوا في هذا الداء الخطير, وهم أطيب الخلق بعد سيد الخلق   r  فعَنْ مُعَاذِ بن جَبَلٍ، قَالَ: كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَذَكَرُوا رَجُلا عِنْدَهُ، فَقَالُوا: مَا أَعْجَزَهُ ! فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:”اغْتَبْتُمْ أَخَاكُمْ”، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قُلْنَا مَا فِيهِ، قَالَ:”إِنْ قُلْتُمْ مَا لَيْسَ فِيهِ فَقَدْ بَهَتُّمُوهُ”

وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا قَالَ غَيْرُ مُسَدَّدٍ تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ) سلم يارب سلم اعتبر النبي أن هذه غيبة محرمة شرعا يا سادة

والغيبة كما عرفها المختارr وأصحابه أن تقول في الإنسان ما فيه , والبهتان أن تقول ما ليس فيه ,فإذا قلت ما في الإنسان وأنت تعلم أنه يكره ذلك فقد اغتبته ,وإذا قلت ما ليس فيه فقد بهته والبهتان أثم ومعصية  عظيمة ولا حول ولا قوة إلا بالله

لذا يقول أبو هريرة رضي الله عنه  { مَنْ أَكَلَ لَحْمَ أَخِيهِ فِي الدُّنْيَا قُرِّبَ إلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُقَالُ لَهُ : كُلْهُ مَيِّتًا كَمَا أَكَلْته حَيًّا فَيَأْكُلُهُ وَيَضِجُّ ويصيح وَيَكْلَحُ }.  يارب سلم ولا حول ولا قوة إلا بالله

  فلماذا الخوض في أعراض الناس؟ أعلم يا من تتحدث في أعراض الناس أنت علي خطر عظيم , أنت علي طريق الهلاك في الدنيا والآخرة . فلماذا الغيبة ؟ وقد جاءت سنة نبينا  r تحذرنا وتنهانا عن الغيبة فقال صلي الله عليه وسلم كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ)بل قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في خطبة الوداع وهو يودع الصحابة بل إن شئت فقل وهو يودع الأمة الإسلامية جمعاء أيها الناس) إِن َّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا إِلَى يَوْمِ تَلْقَوْنَ رَبَّكُمْ أَلَا هَلْ بَلَّغْتُ قَالُوا نَعَمْ قَالَ اللَّهُمَّ اشْهَدْ فَلْيُبَلِّغْ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ فَرُبَّ مُبَلَّغٍ أَوْعَى مِنْ سَامِعٍ فَلَا تَرْجِعُوا بَعْدِي كُفَّارًا يَضْرِبُ بَعْضُكُمْ رِقَابَ بَعْضٍ)

     بل لقد ذمت سنة النبي الأمين صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الغيبة والمغتابين فعن سَعِيدِ بْنِ زَيْدٍعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِنَّ مِنْ أَرْبَى الرِّبَا الِاسْتِطَالَةَ فِي عِرْضِ الْمُسْلِم بِغَيْرِ حَقٍّ) وعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ { كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَارْتَفَعَتْ رِيحٌ مُنْتِنَةٌ ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  أَتَدْرُونَ مَا هَذِهِ الرِّيحُ ، هَذِهِ رِيحُ الَّذِينَ يَغْتَابُونَ الْمُؤْمِنِينَ }

بل بالغيبة تكون مخالفا لهدي سيد البشرية صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما روى أبو هريرة هُرَيْرَةَ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَحَاسَدُوا وَلَا تَنَاجَشُوا وَلَا تَبَاغَضُوا وَلَا تَدَابَرُوا وَلَا يَبِعْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ وَكُونُوا عِبَادَ اللَّهِ إِخْوَانًا الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لَا يَظْلِمُهُ وَلَا يَخْذُلُهُ وَلَا يَحْقِرُهُ التَّقْوَى هَاهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِهِ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنْ الشَّرِّ أَنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ كُلُّ الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وَعِرْضُهُ) وطالما أن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال ولا يغتب بعضكم بعضا فلابد وأن نمتثل لأمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ  .

من يدعى حب النبي ولم يفد من هديه فسفاهة وهراء

فالحب أول شرطه وفروضه إن كان صدقاً طاعة ووفاء

بل الغيبة أشد من أكل الجيفة !!!!سلم يارب سلم !!!!! وذلك لما روي في قصة ماعز عندما زنا وجاء إلي النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وقال طهرني يا رسول الله وكان متزوجا فأمر النبي فرجم رجم    فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَجُلَيْنِ مِنْ أَصْحَابِهِ يَقُولُ أَحَدُهُمَا لِصَاحِبِهِ انْظُرْ إِلَى هَذَا الَّذِي سَتَرَ اللَّهُ عَلَيْهِ فَلَمْ تَدَعْهُ نَفْسُهُ حَتَّى رُجِمَ رَجْمَ الْكَلْبِ فَسَكَتَ عَنْهُمَا ثُمَّ سَارَ سَاعَةً حَتَّى مَرَّ بِجِيفَةِ حِمَارٍ شَائِلٍ بِرِجْلِهِ فَقَالَ أَيْنَ فُلَانٌ وَفُلَانٌ فَقَالَا نَحْنُ ذَانِ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ انْزِلَا فَكُلَا مِنْ جِيفَةِ هَذَا الْحِمَارِ فَقَالاَ يَا نبي اللَّهِ غَفَرَ اللَّهُ لَكَ هل يَأْكُلُ مِنْ هَذَا فقَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ(أكلاكم آنِفًا من لحم  أَخِيكُمَا أَشَدُّ مِنْ أَكْلٍما مِنْ جيفَةِ حِمَارٍ يارب سلم !!

  وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ إِنَّهُ الْآنَ لَفِي أَنْهَارِ الْجَنَّةِ يَنْغمِسُ فِيهَا) الله أكبر……… كم لوثت أفواهنا بأكل لحوم إخواننا ؟الله أكبر كم لوثت أسناننا بتمزيق أخواننا ؟.ولا حول ولا قوة إلا بالله .  وعَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَسْبُكَ مِنْ صَفِيَّةَ كَذَا وَكَذَا تَعْنِي قَصِيرَةً فَقَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ  يا عَائِشَةَ لَقَدْ قُلْتِ كَلِمَةً لَوْ مُزِجَتْ بِمَاءِ الْبَحْرِ لَمَزَجَتْهُ) سلم يارب سلم

بل قال مالك بن دينار ، رحمه الله ، قال : « مر عيسى ابن مريم عليه السلام والحواريون على جيفة كلب فقال الحواريون : ما أنتن ريح هذا فقال عيسى ابن مريم عليه السلام : » ما أشد بياض أسنانه « يعظهم وينهاهم عن الغيبة

بل رأي النَّبِي rفي ليلة الإسراء والمعراج أناسا لهم أظافر من نحاس يخمشون  وجوههم بأظافيرهم فقال المصطفي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ما هذا يا جبريل ، من هؤلاء ؟ قال : هؤلاء الذين يغتابون  الناس ، ويقعون في أعراضهم » وما من يوم يمر عليهم حتى يأكلون ويشبعون  ولا حول ولا قوة إلا بالله.

بل المغتاب يضيع الحسنات ويفرقها بلا حساب فيأتي يوم القيامة يوم الحسرة والندامة يوم لا ينفع مال ولا بنون وهو من الخاسرين الهالكين. فعن أبي هُرَيْرَةَ كما في صحيح مسلم  أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَتَدْرُونَ مَا الْمُفْلِسُ قَالُوا الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأْتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ وَصِيَامٍ وَزَكَاةٍ وَيَأْتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا وَسَفَكَ دَمَ هَذَا وَضَرَبَ هَذَا فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ)

        لذلك يقول سعيد بن جبير (إن العبد ليعمل الحسنات الكثيرة فلا يرها في صحيفته فيقول يارب أين حسناتي؟  فيقول الله ذهبت باغتيابك الناس وهم لا يعلمون,  علي العكس من الرجل الآخر الذي اغتبته تصل إليه الحسنات فيقول يارب أني لي هذا ؟ فيقول  كما قال أبو امامة قَالَ { إنَّ الْعَبْدَ لَيُعْطَى كِتَابَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَنْشُورًا فَيَرَى فِيهِ حَسَنَاتٍ لَمْ يَعْمَلْهَا فَيَقُولُ يَا رَبِّ لَمْ أَعْمَلْ هَذِهِ الْحَسَنَاتِ فَيَقُولُ إنَّهَا كُتِبَتْ لَك بِاغْتِيَابِ النَّاسِ إيَّاكَ }

 فالمغتاب يضيع الحسنات ويفرقها بلا حساب ولا حول ولا قوة إلا بالله.

وصدق ربنا إذ يقول( وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُولَئِكَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ بِمَا كَانُوا بِآيَاتِنَا يَظْلِمُونَ } [سورة  الأعراف (9)بل قال عبد الله بن الْمُبَارَكِ فَقَالَ : لَوْ كُنْت مُغْتَابًا لَاغْتَبْت وَالِدِيَّ ؛ لِأَنَّهُمَا أَحَقُّ بِحَسَنَاتِي… الله أكبر.

 بل قيل للحسن البصري: إن فلاناً  قد اغتابك: فبعث إليه طبقا من تمر ,فأتاه الرجل , فقال له اغتبتك فأهديت إلي,  فقال الحسن تعم  أهديت إلي حسناتك ، فكافأتك فأهديت إليك هذا الطبق  .

بل قال كعب منة الأحبار قرأت في بعض الكتب السماوية أن الله وَأَوْحَى اللَّهُ إلَى مُوسَى عَلَيْهِ وَعَلَى نَبِيِّنَا الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ مَنْ مَاتَ تَائِبًا مِنْ الْغِيبَةِ فَهُوَ آخِرُ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ وَمَنْ مَاتَ مُصِرًّا عَلَيْهَا فَهُوَ أَوَّلُ مَنْ يَدْخُلُ النَّارَ) يارب سلم !!

    بل وعد الله المغتاب بويل واد هو واد في جهنم بعيد قعره خبيث طعمه وقيل: هو واد في جهنم لو سيرت فيه جبال الدنيا لذابت من شدة حره .

قال مجاهد في تفسير قوله تعالى ( وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ ) [الهمزة: 1]قال: الهمزة: الطعان، واللمزة: الذي يأكل لحوم الناس.

وعدهم الله بويل واد في جهنم والعياذ بالله بل قال النبي المختار r  “أَرْبَعَةٌ يُؤْذُونَ أَهْلَ النَّارِ عَلَى مَا بِهِمْ مِنَ الأَذَى، يَسْعَوْنَ بَيْنَ الْحَمِيمِ وَالْجَحِيمِ , يَدْعُونَ بِالْوَيْلِ وَالثُّبُورِ، يَقُولُ أَهْلُ النَّارِ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: مَا بَالُ هَؤُلاءِ قَدْ آذَوْنَا عَلَى مَا بنا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَرَجُلٌ مُغْلَقٌ عَلَيْهِ تَابُوتٌ مِنْ جَمْرٍ، وَرَجُلٌ يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ، وَرَجُلٌ يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا، وَرَجُلٌ يَأْكُلُ لَحْمَهُ، قَالَ: فَيُقَالُ لِصَاحِبِ التَّابُوتِ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بنا مِنَ الأَذَى؟ قَالَ: فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ مَاتَ وَفِي عُنُقَهِ أَمْوَالٌ إِلَى النَّاسِ مَا نَجِدُ لَهَا قَضَاءً أَوْ وَفَاءً، ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَجُرُّ أَمْعَاءَهُ: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بنا مِنَ الأَذَى؟ فَيُقَالُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ لا يُبَالِي إِنْ أَصَابَ الْبَوْلُ مِنْهُ لا يَغْسِلُهُ، ثُمَّ يُقَالُ لِلَّذِي يَسِيلُ فُوهُ قَيْحًا وَدَمًا: مَا بَالُ الأَبْعَدِ قَدْ آذَانَا عَلَى مَا بنا مِنَ الأَذَى؟ فَيَقُولُ: إِنَّ الأَبْعَدَ كَانَ يَأْكُلُ لُحُومَ النَّاسِ”.

 

فإياك والغيبة وإياك والخوض في أعراض البشر وإياك وأكل لحوم البشر فتكون من الخاسرين المفلسين يوم القيامة.

 

تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام والقرآن ،و حفظَ اللهُ مصرَ قيادةً وشعبًا مِن كيدِ الكائدين، وحقدِ الحاقدين، ومكرِ الـماكرين، واعتداءِ الـمعتدين، وإرجافِ الـمُرجفين، وخيانةِ الخائنين.

                                كتبه العبد الفقير إلى عفو ربه     د/ محمد حرز

_______________________________

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »