الجزء الأول (1): كرامة الإمام فوق كل اعتبار
إن الله تعالي أعطي الأئمة مميزات لم يحصل عليها غيرهم قال تعالي” وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ”، وإن كانت هذه ميزة إلا أنها تجعل عليهم المسئولية أكبر، قال تعالي”فلنسألن الذين أرسل إليهم ولنسألن المرسلين”.
وقال النبي صلي الله عليه وسلم “((من سلك طريقا يطلب فيه علما؛ سلك الله به طريقاً من طرق الجنة، والملائكة تضع أجنحتها رضا لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السموات، ومن في الأرض، والحيتان في الماء، وفضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب، إن العلماء ورثة الأنبياء، إن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهما، وأورثوا العلم، فمن أخذه؛ أخذ بحظ وافر))، ومن ثم فإن المهمة المنوطة بالأئمة تستلزم العلم والتفقه في أمور دينهم، لكي يعلموا الناس أمور دينهم بوسطية الإسلام واعتداله، قال تعالي: “وَكَذَٰلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا ۗ”.
ومما سبق يتضح لنا عدة أمور:
1- يجب علي الإمام أن يكون متطورًا دائمــًا، لأن الإمام الذي يحترم نفسه ويحترم من يصلي خلفه لابد وأن يكون عالمــًا بأمور دينه، لأن الجاهل لا يعلم أحدًا لأنه يحتاج هو إلي التعلم.
2- وإذا قام الإمام بتطوير نفسه، فلا ينتظر دورة أو غير ذلك ليعلي من شأنه ومن قيمته، لأن الإمام يقف يوميــًا أمام الناس فلابد وأن يكون واثقــًا من نفسه عالمــًا بأمور دينه، لأنه في ذلك الوقت سيكون أنموذجــًا يقتدي به، فعليه دائمــًا مطالعة الكتب، وتطوير نفسه، فالخير سيعود عليه وعلي من حوله.
3- لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يسير الإمام خلف الشائعات، وإن كنت أؤكد أن بعض الذين يظهرون علي مواقع التواصل ويسبون ويشتمون ليسوا من الأئمة بل ينتحلون هذه الصفة لأغراض وأسباب، وعلي رأسها تشويه الإمام قبل أي شيء آخر، ثم أهداف وأغراض أخري، وتبين ذلك جليــًا لبعض الزملاء الذين تمت سرقة حسابهم وصورهم لأسباب وأهداف.
4- ما زلت أذكر عندما كنت في إحدي الدول الأوربية، وكان يجري خلفي رجل مسيحي مصري لكي يُسَلِم علي ويشكرني ويشكر الأزهر، ويؤكد علي حبه للأزهر ولعلمائه الأجلاء، وهذا يؤكد علي احترام الناس للأزهر وللزي الأزهري، وكنت أسير أنا وزميل لي في الشارع وكان يرتدي الزي وأرتدي بدلة، فاشتري أشياء ثقيلة وحملها فكان يمشي منحيــًا من شدة ثقل ما يحمل، فعلي الفور أخذت ما يحمله، وقلت له مكانة الزي الأزهري تأبي أن تسير بهذه الطريقة وأنت ترتدي الزي الأزهري.
ومن ثم أيها الإمام أنت لك مكانة كبيرة، ولست كأي أحد، أنت القدوة وتحمل في صدرك أشرف الكلام، وتقتدي بسيرة خير الأنام، فلا تجهل عندما يجهل الناس، بل عليك بالحلم، فأنت لك مكانة كبيرة، وكرامتك فوق كل اعتبار، فاحفظها لنفسك أولاً ولا تطلب من أحد أن يحفظها لك، وإن كنت أؤكد أن جل الأئمة من العلماء الذين يقتدي بهم، ومن أكثر الناس وطنية لأنهم تعلموا ذلك من نبيهم- صلي الله عليه وسلم.
د.أحمد رمضان
انتظروا الجزء الثاني…